بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الامام البخاري علينا وعليه رحمة الله باب التقاظي والملازمة في المسجد حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا عثمان ابن عمر قال اخبرنا يونس عن الزهري عن عبدالله بن كعب بن مالك عن كعب انه تقاضى ابن ابي حدرد دينا كان له عليه في المسجد فارتفعت اصواتهما حتى سمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيته فخرج اليهما حتى كشفا سج في حجرته فنادى يافع قال لبيك يا رسول الله قال ضع من دينك هذا واومئ اليه اي الشطر قال لقد فعلت يا رسول الله قال قم فاقذف اذا هكذا بوب البخاري ونحن ما زلنا في كتاب الصلاة في الحديث عن المساجد وما يجوز فيها وما لا يجوز فقال باب التقاظي اي الحكم والقضاء وطلب ان الانسان يطالب دينه كما جاء في الحديث رحم الله امرئا سمحا اذا باع واذا اشترى واذا اقتضى والملازمة في المسجد ان يلازمه لاجل ان يأخذ منه حقه حدثنا عبد الله بن محمد وهو عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر المسند قال الحاكم سمي المسند لانه اول من جمع مسند الصحابة بما وراء النهر وهو امام في الحديث في عصره هناك بلا مدافعة طبعا النووي علينا وعليه رحمة الله المجزي علينا وعليه رحمة الله. ذكر انه لم يسمى بهذا الاسم لانه اول من صنف المسند بل لانه كان يروي المسندات ويترك المنقطعات قال حدثنا عثمان ابن عمر وهو عثمان ابن عمر ابن فارس ابو فرعون هكذا لقابه وهو من الالقاب التي ليست بحسنة توفي عام ثمان ومئتين وهو ثقة قال اخبرنا يونس وهو يونس ابن يزيد الايدي المتوفى عام تسع وخمسين ومئة وهو من الثقات الكبار عن الزهري وهو محمد ابن مسلم ابن عبيدالله ابن عبد الله ابن شهاب الزهري المتوفى عام اربع وعشرين ومئة وهو امام من ائمة السنة وهو ممن دامت عليه سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وهو من صغار التابعين روى عن عدد يسير من الصحابة لا يتجاوزون العشرة ومنهم من اوصلهم الى ثلاثة عشر صحابيا عن عبد الله بن كعب بن مالك وهو ثقته في عام ثمان وتسعين وقد روى عن ابيه كثيرا عن كعب وهو صحابي جليل شهد العقبة مع السبعين الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم توفي عام الخمسين وهو احد الذين من الله عليهم بالتوبة وذكر توبتهم في سورة التوبة ليقتدى بهم انه تقاضى ابن ابي حدرد ابن ابي حدرة صار مفعولا به. اي تقاضى المعنى طالبه بقضاء الدين الذي في ذمته دينا كان له علي هنا تقاضى اخذت مفعولين ابن ودينب في المسجد اي في المسجد فارتفعت اصواتهما حتى سمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيته فخرج اليهما حتى كشف سجف حجرته اي باب الحجرة فنادى يا كعب قال لبيك اي البي لك تلبية واستجيب لك استجابة لبيك يا رسول الله؟ قال ضع من دينك هذا اي عليك ان تحذفه من الدين الذي لك عليه واومى اليه اي الشطر اي نصف المال قال لقد فعلت وهذه مبالغة في امتثال الامر. قال لقد فعلت لقد اللاموطأ لقسم محلوف والله لقد فعلت يا رسول الله وهذا استجاب قال قم فاقظه اي امر المدينة ان يقظيه. نعم هذا الحديث فيه فوائد عديدة والبخاري قد ساقه في مواطن عدة من صحيحه. اولا لا تجتمع الوضيعة والتأجيل لا تجتمع الوضيعة والتأجيل وهذي مسألة مهمة يغفل عنها كثير من الناس فانت لما يكون لك حق عند اخر والاخر يتعلل بعلل وتضع له شيئا من الدين لابد ان يقضي. اما ان تضع له شيء من الدين ولا يقضيك حالا فهذا لا يصح فاحفظوا هذه القاعدة رجاء وبثوها بين الناس لا تجتمع الوضيعة والتأجيل. فمن وضع من دينه وجب من وضع من دينه وجب عليه الوفاء بما تبقى من وضع عليه من دينه وجب عليه الوفاء بما تبقى اه ثانيا الاعتماد على الاشارة اذا فهمت فهنا الصحابي قد فهم اشارة النبي صلى الله عليه وسلم بانه يضع له النصف ففهمها فيعتمد على الاشارة اذا فهمت ثالثا لا يجوز الاقتراض في المسجد. الاقتراض في المسجد لا يجوز. لكن ما الذي يجوز؟ سيأتي باذن الله رابعا لا بأس ان يقول الرجل لصاحبه في المسجد اقض ديني. انا محتاج اذا ما الدليل اذ اقر النبي صلى الله عليه وسلم يعني النبي صلى الله عليه وسلم قد اقر هذا ومنه الصلح فالنبي صلى الله عليه وسلم اذا اصلح بينهم فهنا واقع حال المدين انه قد طلب هذا والنبي صلى الله عليه وسلم قد تشفع في هذا خامسا دل الحديث على جواز التقاضي والتلازم في المسجد ولكن الافضل ان تنزه بيوت الله عن نفسه الافضل ان تعظم المساجد وان تبقى لما بنيت له تعظيما لها وتعظيما لذكر الله سبحانه وتعالى سادسا جواد الشفاعة عند صاحب الدين للتخفيف عن المدين في مقدار الدين او العفو عنه. الشفاعة جائزة سابعا في الحديث دلالة واضحة على سرعة انقياد الصحابة رضوان الله عليهم لامر النبي صلى الله عليه وسلم وتطبيقهم لها ولذلك فيجب على المؤمنين ان ينقادوا لسنته ليبلغوا ما بلغه الصحابة من الطاعة والمنزلة ثامنا في الحديث ارشاد لكلا الطرفين لحسن التعامل فارشد المدينة الى التخفيف وارشد المدانة الى السداد تاسعا ساق البخاري برقم الفين واربع مئة واربعة وعشرين وبوب له باب في الملازمة. وقد دل على مشروعية الملازمة لانها وسيلة لاستحصال الحق من الغريم لان النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر ملازمته للغريم. بل طلب منه ان يضع عنه من دينه ليتمكن من السداد انتهى بحمد الله تعالى هذا الدرس ومسألة البيوع والاموال من المسائل المهمة وينبغي على على الانسان ان يتكسب وان يعمل ليسد حاجته ولايج ان لا يحتاج الى اخرين بل عليه ايضا ان يعمل ليحسن الى الاخرين فعبدالله بن المبارك كان يعمل ويقول لاهل الحديث لولا انتم ما اتجرتوا فكان يتاجر ويربح وينفق على اهل الحديث وكان يرسل الاموال بعيدا حتى انه قد نوقش في هذا قال اني اعلم اقوام قد قام قد تعلموا حديثه وقاموا به حق قيام ولا اعلم درجة في العلم افضل من بث العلم لامة محمد صلى الله عليه وسلم. ولو اننا قصرنا في هؤلاء لربما قصروا في بث العلم اذا طالب العلم عليه ان يعمل وعليه ان يكسب وعليه ان ينفع الاخرين. اسأل الله ان ينفع بنا وبكم. هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله