بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه واحبابه ومن اتبع هداه. ثم اما بعد يقول الحافظ البغدادي في جملة الاداب التي ينبغي ان يكون عليها العالم والمتعلم واذا اخطأ المسؤول في الجواب فعلى الفقيه ان يعلمه ذلك ليأخذ نفسه بانعام النظر ويتحفظا من التقصير انعام النظر اي حسنه مع التدقيق لان تدقيق النظر هذا مفيد عند الطلب والتحفظ من التقصير الخطأ التحفظ اي الاجتناب وهذا كله خوف الزلالي وتدل على ذلك بحديث عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم منصرفه من احد اي عند انصرافه من احد فقال يا رسول الله اني رأيت هذه الليلة في المنام غلة الظل اي السحابة تنطف السمن والعسل. تنطف اي تقطر وتسقط ولكن سقوط النطف يكون قطرة قطرة. يعني لا تصبوا الشيء صبا وانما تجعله قطرة بعد قطرة تنطفوا السمن والعسل. ورأيت الناس يتكففون يتكثفون ليس من المنع ولكن يتكففون اي يأخذون باكفهم يأخذون باكفهم ورأيت الناس يتكففون ان يأخذون هذا السمن والعسل باكفه فمنهم المستقل المستقل اي الاخذ قليلا. ومنهم المستكثر اي الاخذ ورأيت سببا واصلا الى السماء. السبب هو العهد والميثاق والمقصود به هنا الحبل الحبل فالسبب الحبل فاخذت به يقول ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فاخذت به فاعلاك الله فاخذت به فاعلاك الله ثم اخذ به رجل بعدك فعلى به اي على بهذا الحبل ثم اخذ به رجل بعده فعلا به ثم اخذ به رجل فعلا به فانقطع ثم وصل له رجل فعلا به قال ابو بكر دعني يا رسول الله اعبرها. دعني يا رسول الله اعبرها وهذا فيه ادب جليل انه يجوز اللي من عنده علم ان يتكلم في حضرة العالم ولكن بعد استئذانه صريحا ولكن بعد استئذانه لا ان يتكلم هكذا من غير استئذان ولكن لابد ان يستأذنه صريحا. يدل على ذلك دعني يا رسول الله اعبرها فكأن النبي صلى الله عليه وسلم اذن له فقال ابو بكر رضي الله تعالى عنه اما الظلة اما الظلة فالاسلام السحابة التي تعم الناس فوقهم هي الاسلام واما السمن والعسل الذي ينطف منها. فالقرآن حلاوته ولينه فالقرآن حلاوته ولينه واما ما يتكفف الناس في ايديهم اي ما يأخذونه في ايديهم فالناس منهم المستقل. اي منهم الاخذ قليلا اي الناس بالنسبة للقرآن والاستمساك بالقرآن منهم المستقل ومنهم المستكثر اي الاخذ به ومنه كثيرا. نسأل الله تعالى ان يجعلنا من المستكثرين واما السبب فالحق الذي انت عليه واما السبب فالحق الذي انت عليه فاخذت به فاعلاك الله ثم يأخذ به رجل بعدك فيعلو ثم يأخذ به رجل بعده فيعلو به ثم يأخذ به رجل بعده فانقطع ثم وصل به فعلى ثم وصل به فعلا به قال ابو بكر اصبت يا رسول الله يعني بعد ما ذكر ما ذكر قال اصبت يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اصبت بعضا واخطأت بعضا وهناك رواية اصبت واخطأت. اصبت واخطأت قال اقسمت عليك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقسم يا ابا بكر قال لا تقسم يا ابا بكر اه هذا الحديث اه بجانب ما ذكرت من فوائد هناك فوائد كثيرة ان شاء الله ستذكر بعضها ذكرها الحافظ البغدادي وبعضها سيذكر في اثناء الحديث ولكن قول النبي صلى الله عليه وسلم اصبت بعضا واخطأت بعضا. او اصبت او اخطأت فيه دليل على توجيه العالم لطالبه ان اذا اصاب ان يقول له اصبت وان اذا اخطأ يوجهه الى ذلك الخطأ. هذا اولا الامر الثاني ان قول النبي صلى الله عليه وسلم اصبت بعضا واخطأت بعضا واقسام ابي بكر على النبي صلى الله عليه وسلم فيه دليل على ان النبي صلى الله عليه وسلم سلم لو اول الرؤيا بعد تأويل ابي بكر لكان لا عبرة بتأويل ابي بكر لكان لا عبرة بتأويل ابي بكر وهذا يفتح يعني بابا دقيقا لطيفا. للنظر في بعض النصوص ان الرؤيا لاول عام وهذا حديث انس في بعض السنن وعند الحاكم وغيره ان الرؤيا على رجل طائر فحيثما عبرت وقعت فحيثما عبرت وقعت صنيع البخاري وفقه البخاري اه وايراده لهذا الحديث يمكن ان يستفاد منه ان الرؤيا لاول عابر يؤولها تأويلا صحيحا لاول عابر يأولها تأويلا صحيحا يعني لو ان هناك انسان جاهل واول رؤيا تأويلا غير صحيح لا عبرة لهذا التأويل لا ابرة لهذا التأويل لانه اخطأ في التأويل نعم يستحب ان تقص الرؤية على العالم العاقل على العالم العاقل الذي يعرف ربما يؤول الرؤية وربما لا يؤول الرؤية. في صرف صاحبها عنها. وربما ينصحه بما فيهم فهذا الجمع ان الرؤيا لاول عابر وانها على رجل طائر حيثما اولت وقعت الى غير ذلك من النصوص ان كان في اسناد بعضها مقال لكن هذا الاصل صحيح فيجمع بينه وبين حديث ابن عباس الوارد هنا في اصبت بعضا واخطأت بعض ان الرؤيا لاول عابر اذا صح التأويل. اذا صح التأويل. وهذا الجمع ذهب اليه غير واحد. بل قال الامام البخاري مبوبا لهذا الحديث قال باب من لم يرى الرؤيا لاول عابر اذا لم يصب اذا لم يصب. ده فقه البخاري بوب على هذا الحديث بهذا التبويب ولذلك في الرؤية الكريهة او المكروهة الكريهة او المكروه لان رؤيا تلات اصناف. من الرحمن او من الشيطان او هي حديث نفس يعني كما قال اهل العلم ان الرؤيا من الرحمن او من الشيطان كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم او هي حديث النفس لو اني انسان منشغل بشيء انشغال عظيم ملأ عليه نفسه ربما يتأثر بهذا الانشغال في المنام فما ربما يتأثر بهذا الانشغال في المنام. لكن الرؤية المكروهة ربما يفطن اليها العالم. ربما يفطن اليها فيها العالم. يعني ربما الانسان مثلا يرى رؤية. واحد يقول انا رأيت في المنام بان ايديا ورجلي مقيدة فيظن انها مكروهة. وفي الحقيقة انها ليست مكروهة. ولكن هذا القيد دلالة على شدة الوثاق في يعني رجل آآ عنده وثاق شديد في الدين. واحد مثلا يرى رؤيا ان الجزمة بتاعته عالية وفجأة الجزمة ديت النعل ده طار يظن انها مكروهة وهي مليحة. طيبة حسنة. فاحيانا تكون الرؤية بالنسبة هي مكروهة او هي غير حميدة. لكن العالم العاقل يستطيع ان يفقهها ويستطيع ان يوجهها نعم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا المكروهة ولا يحدث بها احدا يحدث بها احدا ليس المقصود مطلقا اي لا يحدث بها احدا ممن لا يعرف التأويل ده قيد مهم. يعني مش اي حد تبص عليه تقول له انا شفت النهاردة كزا كزا لابد ان تقص الرؤية على من يعلمها لابد ان تقص الرؤية على من يعلمها. وفي اخر الزمان آآ ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان المؤمن لا يكاد ان يرى رؤية الا وقعت. دي في اخر الزمان والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر بان الرؤيا الصالحة او الصادقة جزء من اربعين جزءا من النبوة فهذا دليل على ان الرؤية لها اصل. ويعتمد عليها وهي مهمة. والرؤية امرها عجيب. من رأى رؤيا صالحة يقوم سعيدا ومن رأى رؤيا مكرهة او كريهة يقوم مسبقا محبطا يعني حزينا فنسأل الله تعالى ان يوفقنا. آآ هنا فاذا ساذكرها سريعا ولن اطيل على الحاضرين بارك الله وفيهم قال الحافظ البغدادي ذكر بعض اهل العلم ان الخطأ الذي اخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ابا بكر بكونه منه في هذه العبارة هو انه جعل السمن والعسل شيئا واحدا ووصفه بالحلاوة واللين انظروا هذا الكلام جعل السمن والعسل شيئا واحدا ووصفه بالحلاوة واللين واهل العلم بعبارة الرؤيا يذهبون الى انهما شيئان كل واحد منهما غير صاحبه من اصلين مختلفين. وكان ابو بكر ردهما الى اصل واحد وهو القرآن الحقيقة ان ما فعله ابو بكر هو الحق مش ما ذهب اليه اهل العلم بعبارة الرؤيا. ما قال له ابو بكر هنا هو الصواب والله تعالى اعلى واعلم لان النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث آآ او ان المشركين لما سمعوا القرآن قالوا ان عليه يا حلاوة ان عليه لحلاوة. والنبي صلى الله عليه وسلم قال ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربه الاية. فدل ذلك على ان الوحي المنزل الكتاب والسنة. السمن والعسل. وهو الحق لهما حلاوة ولهما لين. فالحق الكتاب والسنة وهو السمن والعسل. في مجموعهما الحلاوة واللينة فهذا فهم ابي بكر وهو اعلى فهما من غيره. حتى ولو قلنا ان اهل التأويل. فلله دره من عالم معبر. وكان ابو بكر ردهما الى اصل واحد وهو القرآن. والحافظ البغدادي يستدل لاهل العلم بالتأويل باثر ضعيف والحجة لهم عن عبدالله بن عمرو بن العاص انه قال رأيت فيما يرى النائم كان في احدى اصبعيه سمنا وفي الاخرى عسلا. فانا العقهما. فلما اصبحت ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تقرأ الكتابين التوراة والفرقان. فكان يقرأهما قال الحافظ فكانت عبارة رسول الله صلى الله عليه وسلم. رؤيا عبدالله بن عمرو المذكور في السمن والعسل انهما لشيئين مختلفين من اصلين مختلفين. وكانت عبارة ابي بكر في حديث ظلة انهما شيء واحد من اصل واحد فكان الخطأ الذي في ذكر العبارة عندهم هو هذا. الجواب في ذلك ان هذا الاثر ضعيف اسناد المصنف وهذا الحديث عند احمد وغيره. كلهم من حديث عبدالله بن لهيعة وهو ضعيف لم يحدث عنه العبادلة. عبدالله بن وهب وعبد الله بن يزيد المقري وعبد الله بن مبارك. هؤلاء هم العبادلة الثلاثة لم يرو هذا الحديث عن ابن لهيعة. فهذا حديث ضعيف. هذا اولا ثانيا بان الكتاب والسنة اصلهما واحد وهما في الحقيقة هذا غير هذا. فالقرآن شيء والسنة شيء اخر. لكن كلاهما لهم اصل واحد وهو هو ماذا؟ الوحي. قال النبي عليه الصلاة والسلام الا اني اوتيت الكتاب ومثله معه. وقال ربنا عز وجل بل ان هو الا وحي يوحى. اذا الكتاب غير السنة الاصلين مختلفين. ولكن مردهم الى ماذا الى شيء واحد. فابو بكر لله دره ما اروع ما قال وما اطيب ما ذكر. لكن الاشكال ليس هنا. المسألة مش في دي المسألة مش في دي المسألة في الجملة التي لم تذكر وهي ثم يأخذ بعده رجل بعده فانقطع ثم وصل به فعل به. هي في دي هي بدي يعني الجملة التي لعل ابا بكر رضي الله تعالى عنه جانب جانبا مراد النبي صلى الله عليه وسلم فيها هذه الجملة والله تعالى اعلى واعلم. تفصيل ذلك ليس الان. واما قول ابي بكر للنبي صلى الله عليه وسلم اقسمت عليك فانه اراد ان يخبره بما اخطأ فيه يبقى طالب العلم عاوز يتعلم عاوز يعرف. وكراهة رسول الله صلى الله عليه وسلم القسم من ابي بكر ان يخبره ان كما كانت لاجلي ان التعبير الذي صوبه النبي صلى الله عليه وسلم في بعضه. وخطأه في بعض لم يكن عن وحي لكن من جهة ما تعبر الرؤيا بالظن. يعني تأويل الرؤيا ليست وحيا. وانما ماذا اجتهاد تأويل الرؤية اجتهاد. فبالتالي يلزم في المعبر ما يلزم للمجتهد. من تحصيد الادوات وانعام النظر وسؤال لله تعالى التوفيق والاستعانة بالله وحسن القصد الى غير ذلك مما ينبغي ان يستصحبه المجتهد في النظر في الادلة. اذا نظر المؤول في الرؤيا كنظر المجتهد في الدليل. كلاهما يعتمد بعد توفيق في الله تعالى له وهدايته اياه يعتمدان على ماذا؟ على الاجتهاد والاجتهاد ظن ظن ولهذا قال لكن من جهة ما تعبر الرؤية بالظن. ورسول الله صلى الله عليه وسلم في ظنه به كسائر البشر في ظنونهم. يجوز ان يقع فيه الخطأ. وانما الوحي الذي كان اخبروا به عن الله عز وجل هو الصواب الذي لا يجوز خلافه ولا يقع الخطأ فيه والله اعلم اه هنقف عند هذا القدر حتى لا نطيل وحزبنا اننا تعلمنا شيئا يسيرا فيما يتعلق بمسألة الرؤية. نسأل الله تعالى ان يعلمنا وان يسددنا وان فانه سبحانه وتعالى بر كريم. وصلى الله وسلم وبارك على النبي محمد وعلى اله وصحبه وسلم. سبحانك اللهم اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك