من اولاد الفرس الذين كانوا باليمن وهو مخضرم اي ادرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منهم كان قاضيا بالكوفة من قبل عمر بن الخطاب وكذلك من بعده بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال البخاري علينا وعليه رحمة الله باب الاغتسال اذا اسلم وربط الاسير ايضا في المسجد وكان شريح يأمر الغريم ان يحبس الى سارية المسجد حدثنا عبد الله بن يوسف قال حدثنا الليث قال حدثنا سعيد بن ابي سعيد انه سمع ابا هريرة قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة ابن اثام فربطوه بسارية من سوار المسجد فخرج اليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال اطلقوا ثماها فانطلق الى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ما زلنا في كتاب الصلاة وما يتعلق بالمساجد ما يجوز فيها وما لا يجوز مع ذكر الادلة الواردة في هذا فيقول باب الاغتسال اي مشروعية الغسل على من دخل الاسلام. وهناك من العلماء من اوجبه ولا سيما في الذين لا يتحرون من الطهارة كالنصارى باب الاغتسال اذا اسلم وربط الاسير ايضا في المسجد ايضا ان الاسير يربط في المسجد. كما ان الغريم يربط كما سبق ثم علق البخاري عن شريح فقال وكان شريح وهو شريح ابن الحارث الكندي مات سنة ثمانين اي انه قد عاش بعد عمر ستين سنة والبخاري هنا يقول وكان شريح يأمر الغريم ان يحبس الى سارية المسجد. ذكر مسألة الحبس الغريب وقد مرت في مجلس الامس بحمد الله تعالى حدثنا عبد الله بن يوسف وهو عبد الله بن يوسف التنيسي ابو محمد الجلاعي المصري قال يحيى ابن معين اثبت الناس في الموطأ عبدالله ابن يوسف والقعنوي اذا هو واحد من اثبت الناس ويزاد عليهم معا بن عيسى القزاز فهو من اثبت الناس وقال ايضا يحيى بن معين نشوف لما نقول يحيى ابن معين نقول يحيى ابن معي لا نقول يحيى فقط لانه اذا اطلقنا يحيى فقط ربما يراد شيخ يحيى بن من هو يحيى ابن سعيد القطان فهنا لابد مما نقول ابن معين او نقول يحيى ابن معين يقول ايضا ما بقي على اديم الارض اوثق منه في الموطأ اذا هو اخر يعني اخر المتقنين وكبير المتثبتين في موطأ الامام مالك قال حدثنا الليث وهو الليث ابن سعد ابن عبد الرحمن الفهمي ابو الحارث الامام نعم وهو امام جليل من الائمة. هذا مرة من المرات طلبوا منه ان يحدث فحدثهم. قال لا نجد هذا في فقال لو لو كتبت كل الذي في صدري ما وسعه هذا المركب اذا هو كان حافظا من كبار الحفاظ قال عنه ابن حبان كان من سادات اهل زمانه فقها وورعا وعلما وفضلا وسخاء. طبعا كان يتحلى بالسخاء بركان حينما يهدي الهدايا يهدي الف دينار. فاهدى ما لك من الف دينار واهدى الكثيرين. وكان تأثير واردات كثيرة من مزرعته وكان لا تجب عليه الزكاة لان غالب المال ينفقه في سبيل الله تعالى وكان صاحب عقل عظيم لما قدم الى ابي جعفر المنصور اراد ابو جعفر المنصور ان يجعله على اقليم مصر فاعتذر فقال له انت تستطيع ان تقوم به ولكنك لا تريد العمل عندي فلما رأى ابو جعفر من قوة عقله ونباهته يعني ذهنه قال له اتق الله في نفسك وفي الناس. يعني معناه العلم الذي عندك هو علم لا ينفد ولا يبيد ويبقى احرص على ان تبثه بين الناس وهكذا كان الليث ابن سعد كان باثا للعلم ناشرا له حتى ان الشافعية ندم لانه لم يتمكن من الرحلة اليه وهو كان صاحب مذهب عظيم. ما له اقوال نورانية كثيرة من اقواله يقول ما الرحمة باسرع منها الى شيء الى مستمع القرآن قال حدثنا سعيد بن ابي سعيد وهو سعيد ابن سعيد المقبري توفي عام ثلاث وعشرين ومئة. نسب الى مقبرة في المدينة كان يجاورها انه سمع هنا مكتوب سمع لكن تقرأ انه سمع ابا هريرة قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد طبعا تخيل معناها فرسانا يركبون الخيل ولذلك الذي يترجم كتاب لغة الى لغة لابد ان يكون عالما باللسانين فجاءت برجل طبعا نجد هي يعني باتجاه يعني نجد باتجاه بين العراقي والحجاز هذه فجاء في رجل من بني حنيفة وبنو حنيفة يعني قوم معروفون يقال له ثمامة ابن اثال فربطوه بسارية من سوار المسجد وهنا فربطوه بسارية اللي هم موطن. الشاهد الذي استدل به البخاري فخرج اليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال اطلقوا ثمان النبي صلى الله عليه وسلم له مقصد في ربطه حتى ينظر الى الصحابة كيف يقرأون القرآن من اجل ان يسمع القرآن ولاجل ان يرى محبة الصحابة فيما بينهم. فلما اطلق اسلم فانطلق الى نخل قريبين الى بستان فيه نخل فيه ماء قريبا من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله هذي القصة تذكرنا بقوله تعالى ام لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون نحن يجب علينا ان نعرف امتي الدعوة بالاجابة بشمائل النبي صلى الله عليه وسلم لان الناس اذا عرفوا هذا امنوا به. فيجب علينا البيان طبعا تمام ابن ثالث ابن النعمان ابن ثعلب ابن يروح هو اول معتمر في الاسلام واول مسلم يدخل مكة ملبيا وهو اول من فرض الحصار الاقتصادي في الاسلام نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان امير بني حنيفة توفي بعد حروب الردة في البحر يعني حينما كان خارجا من البحرين توفي يعني بعد حروب الردة حيث قتل وهو في طريق العودة الى اليمامة الحديث هذا فيه فوائد عديدة وجاء هنا مختصرا واختصر البخاري فيه على موطن الشاهد وسيأتينا في موطن اخر نفصل فيه لكن يؤخذ من هذا سبعة فوائد مهمة اولا فيه دليل على ما ترجم له البخاري من جواز ربط الاسير او الغريب في المسجد لغرض تحقيق المصالح او درء المفاسد او نحو ذلك ثانيا مشروعية حبس من يخشى منه الضرر حتى يعلم ما عنده من الخير او الشر والتوتر بذلك طبعا شريطة الا يطول هذا الامر لان الامر مقرون بالمصلحة الشرعية فتجاوز المصلحة الشرعية اعتداء على حق الله تعالى واعتداء على البشر ثالثا دل الحديث على كرم النبي صلى الله عليه وسلم وطيب خصاله. اما يجعل قلوب مبغظيه مليئة بحبه بعد رؤيته. فهذا الرجل كان كافرا ولما رأى الخصال الشريفة ورأى هذه السماحة ورأى العفو ورأى حسن التعامل امتلأ قلبه حبا فاسلم ونصر دين الله تعالى نصرا عظيما رابعا من خصال الخير التي تعود بالخير على اصحابها والتي ارشدنا اليها النبي صلى الله عليه وسلم العفو عند المقدرة لما في ذلك من الاثر في قلوب العباد. فالانسان عليه ان يستعمل العفو مع اهل بيته مع جيرانه مع شركائه مع الاخرين لان له الاثر الكبير كما ان في هذا في هذه القصة الاثر الكبر ونحن نعلم بان هذه القصص جند من جند الله تعالى يقوي بها الله تعالى من يشاء من عباده خامسا الامر بالاحسان في معاملة الاسرى. وهذا امر مهم جدا فينبغي الاحسان ربنا قد كتب الاحسان على كل شيء سادسا وجوب شكر النعمة لمزديها والحذر من نكرانها فالانسان عليه ان يشكر نعمة الله وحتى اذا احسن اليك احد فاشكر الله سبحانه وتعالى سابعا ينبغي على المسلمين والدعاة ان ان تنعكس تعاليم الاسلام في اخلاقهم فيجعلون افعالهم وطيب خصالهم والداعي الى طريق الحق ولا شك ان في ذلك الاثر العظيم في قلوب العباد اكثر من الموعظة. فالانسان يعظ الناس بحاله وبمقاله وحسن تعامله. والانسان حينما يخلص لله تعالى ستستقيم له الاعمال ويحسن الفعل هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته