بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال البخاري باب حدثنا محمد ابن المثنى قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني ابي عن قتادة قال حدثنا انس ان رجلين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة ومعهما مثل المصباحين يضيئان بين ايديهما فلما افترقا صار مع كل واحد منهما واحد حتى اتى اهله البخاري يقول باب والمعتاد ان البخاري اذا قال باب فمعناه ان هذا الباب كالفصل من الباب السابق الذي قبله ولا شك في ان هذا ليس في الفصل من الباب السابق انما هو يدل على عموم الذهاب الى المساجد وفضل الذهاب الى ذلك وكذلك الضياء الذي يحصل والنور الذي يناله الانسان في قلبه وايضا استحباب اضاعة المساجد. ومعلوم ان اول من اضاء مسجد النبي صلى الله عليه وسلم هو تميم الداري يقول البخاري حدثنا محمد ابن المثنى وهو محمد ابن المثنى ابن عبيد ابن قيس ابن دينار يقال له ابو موسى الزمن ولد عام سبع وستين ومئة توفي عام اثنتين وخمسين ومئتين وهو ثقة من الثقات قال حدثنا معاذ ابن هشام وهو معاذ ابن هشام ابن ابي عبد الله سنبر الدستوائي وقد توفي عام مئتين وهو ثقة. قال حدثني ابي اللي هو هشام الدستاوي وهشام الدستوائي من كبار الثقات ومن خيار العباد وهو الذي يقول يا ليتنا نجونا من هذا لا لنا ولا علينا حتى قال شعبة اذا قال اذا هشام قال هذا فما بالك بغيره وهشام الدستوائي يعني طلب العلم لله تعالى وقد شهد له بذلك اهل زمانه في هذا وهشام الدستوري من كبار الثقات والمقدمين في قتادة باللعامة السدوسي عن قتادة اللي هو قتادة بن عام السدوس المتوفى عن سبعة عشر ومئة وهو من خيار المحدثين ومن كبار المفسرين وينماذ بقوة الحفظ وجودة الذكاء والقصص في حفظه واتقانه كثيرة جدا قال حدثنا انس اللي هو انس بن مالك ابو حمزة مثال عام احدى وتسعين ومئة وتسعين وقد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة في المال والولد والعمر وقد من الله تعالى عليه بكل ذلك ان رجلين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اللي هما اسيد ابن حضير وعباد بن بشر خرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة ومعهما مثل المصباحين يضيئان بين ايديهما فلما افترقا صار مع كل واحد منهما واحد حتى اتى اهله هذا الحديث حديث عظيم ويدل على الكرامة الذي حصلت لصاحبين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والقاعدة عند اهل السنة والجماعة ان الكرام لاصحاب النبي هي كرامة لنبينا صلى الله عليه وسلم الحديث فيه فوائد وعوائد مهمة يحتاجها الانسان اولا في هذا الحديث حث للعباد على الحرص على الذهاب الى المساجد في ظلم الليالي طبعا نسأل لا يتقصد الظلم لاجل الظلمة لكنه يحافظ الانسان على الصلاة في المساجد في الظلمة وفي غير الظلمة والانسان لما يحافظ على الصلاة في الظلمة وفي غير الظلمة في هذا ينال الاجر العظيم عند الله تعالى ففي الحديث الحث على هذا الشيء لما اعده الله للسائلين الى المساجد في الظلام من النور التام يوم القيامة ثانيا ان الله تعالى جعل للمشائين في الظلم الى المساجد نورين نورا في الدنيا يجدونه في قلوبهم ونورا في الاخرة يقودهم الى جنات النعيم فحري بالمؤمن ان يحافظ على صلاة الجماعة حيث ارادها الله تعالى في المساجد ثالثا ان الله قد عجل لهذين الصحابيين شيئا من هذا الجزاء على الحسنى لاجل ان يزدادوا ايمانا ولاجل ان يزداد الناس يقينا وهذا من دلائل النبوة ومن دلائل صدق رسالة النبي صلى الله عليه وسلم رابعا قلنا هي كرامة لهذين الصحابيين وتلالت كرامة لنبينا صلى الله عليه وسلم وفيه افهام للناس ان هذا الدين الذي انزله الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم هو دين الحق الامر المهم والخامس والاخير كرامة هذين الصحابيين لما بهم من حسن اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فالمؤمن كلما اقتدى بنبينا صلى الله عليه وسلم ينال الكرامة من عند الله تعالى. نسأل الله تعالى ان يكرمنا واياكم وان يكرم جميع المسلمين