بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال البخاري علينا وعليه رحمة الله باب دخول المشرك المسجد حدثنا قتيبة قال حدثنا الليث عن سعيد بن ابي سعيد انه سمع ابا هريرة يقول بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة ابن اثال فربطوه بسارية من سواري المسجد هذا الحديث تقدم قريبا ليس بعيد فقلنا بانه سيأتي عند الامام البخاري وذلك لاجل استنباط الاحكام التي تستنبط من الخبر فبوب باب دخول المشرك للمسجد الاصل ان المشرك لا يدخل مساجد المسلمين فهو لا يحترمها والمشرف نجس نجاسة معنوية لكن اذا وجدت في ذلك مصلحة شرعية كتأليفه لاجل اسلامه كما حصل في هذا الخبر فهذا لا بأس بهم فبوب قال باب دخول المشرك للمسجد قوله باب دخول مشرك المسجد في هذا الباب بيان حكم دخول المشركين الى المساجد وهذه مسألة مختلف فيها بين اهل العلم فمنهم من اجازه شريطة ان يكون ذلك باذن المسلمين وانه لا يجوز ان يؤذن لهم في ذلك الا لمصلحة من سماع قرآن او رجاء اسلام او اصلاح شيء او نحوه اما لمجرد الاكل واللبث ونحو ذلك فلا يجوز ومنهم من قال بانه لا يجوز تمكين الكافر من دخول المساجد بحال ان الاحوال مستدلين بقول الله تعالى ومن اظلم ممن منع مساجد الله يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها اولئك ما كان لهم ان يدخلوها الا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم وظاهر هذا يدل على انهم لا يمكنون من دخول المسجد ولو دخلوا فانهم يخوفون ويعاقبون فيكون فيكون حال دخولهم الى المسجد خائفين من عقوبة المسلمين لهم والسيوطي له ايضا في تفسير هذه الاية ويقول ارهبوهم ان لا يدخلوا المساجد يقول هنا حدثنا قتيبة وهو شيخ الاسلام المحدث الامام الثقة الجوال راوية الاسلام كما قال الذهبية في السير ابو رجاء قتيبة ابن سعيد ابن جميل ابن طريف الثقفي مولاهم البلخي البغلاني من قرية بغلان روى عنه البخاري ثلاث مئة حديث وثمانية احاديث وتوفي عام اربعين ومئتين قال حدثنا الليث والليث ابن سعد ابن عبد الرحمن الفهمي ابو الحارث الامام قال شعيب ابن الليث قيل لليث انا نسمع منك الحديث ليس في كتبك فقال اوكل ما في صدري في كتبي لو كتبت ما في صدري ما وسعه هذا المركب طبعا ليتوا في عام خمس وسبعين ومئة قال ابن حبان كان من سادات اهل زمانه فقها وورعا وعلما وفضلا وسخاء كان يقول بلغت الثمانين وما نازعت صاحب هوى قط وكان يتحلى بالسخاء. قال ابو داوود قال قتيبة كان الليث يستغل عشرين الف دينار في كل سنة وقال ما وجبت علي زكاة قط واعطى الليث ابن لهيعة الف دينار واعطى مالكا الف دينار. واعطى منصور ابن عمار الواعظ الف دينار نعم اذا كان كريما سخيا يقول حدثنا سعيد بن ابي عروبة وسعيد بن ابي سعيد واسمه جيسان المقبري ابو سعد المدني والمقبورين نسبة الى مقبرة بالمدينة كان مجاورا لها توفي سنة ثلاث وعشرين ومئة انه سمع ابا هريرة طبعا ابو هريرة اختلف في اسمه انه عبدالرحمن بن صخر الدوسي اليماني الصحابي الجليل حافظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم اكثر الصحابة رواية للحديث يعني حتى انتقده الناس على كثرة روايتهم فقال لما انتقل على كثرة الرواية قال انكم تقولون ان ابا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون ما للمهاجرين والانصار لا يحدثون مثله وان اخواني المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالاسواق وكان اخواني من الانصار يشغلهم عمل اموالهم وكنت امرئا مسكينا من مساكين الصفة الصفة كانت يعني مظافة لاهل الاسلام صفة في المسجد لمن ليس لديهم بيوت وكان هو نقيب اصحاب الصفة كما ذكر الذهبي في السير يقول الزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطنه فاحضر حين يغبر يعني لا ينشغل الا على ما يسد رمقه ويواظب على مجالس العلم ليحفظ الحديث لامة محمد اجمعين حتى قال ابن عمر في وفاته رحمه الله كان يحفظ حديث نبي هذه الامة لهذه الامة يقول فاحضروا حين يغيبون واعي حين ينسون. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث يحدث في يوم انه لن يبسط احد ثوبه حتى اقضي جميع مقالتي ثم يجمع اليه توبة الا وعى ما اقول فبسطت نمرة عليه حتى اذا قظى مقالته جمعتها الى صدري فما نسيت من مقالتي رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك المشة وابو هريرة كان من اكثر الناس اجتهادا في العبادة وهذا حفيده نعيم ابن المحرر ابن ابي هريرة يقول بان جده كان له خيط فيه الفا عقدة لا ينام حتى يسبح فيه وكما ذكر ابو عثمان النهدي انه حل ضيفا على ابي هريرة لسبعة ايام فوجده امرأته وخادمه يقسمون الليل اتلافا يصلي احدهم ثم يوقظ الاخر مع اذا ابو هريرة معروف بكثرة العبادة معروف بحمل هذا العلم هو فقيه من فقهاء هذه الامة يقول بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا اي فرسانا يركبون الخيل قبل نجد اي باتجاه نجد وهي ما بين الحجاز والعراق من ارض العرب فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة ابن اثام وهو ثمام ابن اثار ابن النعمان ابن ثعلب ابن يربوع ابن ثعلب ابن دؤال ابن حنيفة وهو كما مر قبل ايام اول معتمر في الاسلام واول مسلم يدخل مكة ملبيا وهو اول من فرض الحصار الاقتصادي في الاسلام نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان امير بني حنيفة توفي بعد حروب الردة في البحرين حيث قتل وهو في طريق العودة الى الامامة فربطوه بسارية من سواري المسجد هذا الحديث ذكره في الامام البخاري في هذا الموضع وقد مر معنا باتم من هذا وقد اقتصر هنا على ذكر موضع الشاهد نعم فهو ربط الى ساري من سواري المسجد فدل ذلك على جواز ادخال المشرك الى المسجد بامر من المسلمين على مصلحة تقتضي من تأليف قلبه او نحو ذلك على شيء من التفصيل الذي مر الحديث فيه فوائد دل الحديث اولا على جواز ادخال المشرك الى المسجد او اقتضت المصلحة ذلك كما ذكرناه قريبا ثانيا ان هذا التفصيل الذي ذكرناه في حكم دخول المشركين الى المساجد يختص بمساجد الحل اما المسجد الحرام فانه لا يمكن بحال من الاحوال قال ان يسمح للمشركين بالدخول اليه لقوله تعالى يا ايها الذين امنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وان خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله انشاء ان الله عليم حكيم. هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته