بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال البخاري علينا وعليه رحمة الله باب المسجد يكون في الطريق من غير ظرر بالناس وبه قال الحسن وايوب ومالك حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال اخبرني عروة ابن الزبير ان عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لم اعقل ابوي الا وهما يدينان الدين ولم يمر علينا يوم الا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشية ثم بدا لابي بكر تبتنى مسجدا لفناء داره فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيقف عليه ناس فيقف عليه فيقف عليه نساء المشركين وابنائهم يعجبون منهم وينظرون اليه وكان ابو بكر رجلا بكاء لا يملك عينيه اذا قرأ القرآن فافزع ذلك اشراف قريش من المشركين الشرح والبيان قوله باب المسجد يكون في الطريق من غير ضرر بالناس ذكر الامام البخاري في هذا الباب مسألة بناء المسجد في الطريق وهذه المسألة قد اختلف فيها اذ اختلف اهل العلم فمنهم من قال بالمنع وذلك لان الطريق للعم وقد مال الامام البخاري الى القول بجواز ذلك فاذا لم يكن فيه اظرار بالناس لان ابا بكر رضي الله عنه قد بنى المسجد في فناء ذلك ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك مع كثرة تردده الى بيته ومن اهل العلم من اشترط في ذلك اذن الامام فقالوا اذا اذن الامام للرجل ان يبني المسجد في الطريق من غير ضار بالناس فلا بأس في ذلك لان الطريق يعد كالاموال المشتركة بين المسلمين وليس لاحد ان يخصها من دون اذن الامام. هذا وجه من قال بالمنع يقول البخاري حينما بوب بهذا التبويب وبه قال الحسن وايوب ومالك اي بالقول بجواز بناء المسجد في الطريق قال الحسن البصري وايوب تلميذه ايوب ابن ابي تميم السختياني والامام الجبل الامام مالك اما اسناد هذا الحديث فقول البخاري حدثنا يحيى بن بكير هو يحيى ابن بكير يحيى بن عبدالله بن بكير القرشي المخزومي مولاهم ابو زكريا المصري الحافظ مات سنة احدى وثلاثين ومئتين وهاديك فرن الوفيات فيه مقصد نريد ان نذكر انفسنا بالموت لاجل ان يعمل الانسان لما بعد الموت. قال حدثنا الليث والليث ابن سعد ابن عبد الرحمن الفهمي ابو الحارث الامام المصري قال شعيب ابن الليث قيل لليث انا نسمع منك الحديث ليس في كتبك. فقال اوكل ما في صدري في كتب لو كتبت ما في صدري ما وسعه هذا المركب طبعا الليث في عام خمس وسبعين ومئة. وهو كما قال ابن حبان من سادات اهل زمانه. فقها وورعا وعلما وفضلا وسخاء وكان يقول بلغت الثمانين وما نازعت صاحب هوى قط فمن كان يتحلى بالسخاء والكرم والعطاء قال ابو داوود قال قتيبة كان الليث يستغل عشرين الف دينار في كل سنة وقال ما وجبت علي زكاة قط يعني كان ينفق في سبيل الله حتى لا يبقي عنده مالا عن عقيل هو عقيل بن خالد بن عقيل الايدي ابو خالد الاموي. وهو من اثبت من روى عن الامام الزهري. توفي عام اربع واربعين ومئة عن ابن شهاب ومحمد ابن مسلم ابن عبيدالله ابن عبد الله ابن شهاب ابن عبد الله ابن الحارث ابن زهرة القرشي الزهري الفقيه ابو بكر الحافظ المدني كان يقول ما استودعت قلبي شيئا قط فنسيته وكان من اسخى الناس كما قال مالك مات سنة اربع وعشرين ومئة قال اخبرني عروة ابن الزبير هو عروة ابن الزبير ابن العوام ابن خويلد ابن اسد ابن عبد العزى ابن قصي الاسدي ابو عبد الله المدني قال هشام ابن عروة كان ابي يقول انا كنا اصاغر قوم ثم نحن اليوم كبار وانكم اليوم اصاغروا يكونون كبارا فتعلموا العلم وعلموه تسودوا وبه يحتاجون اليكم. اذا العلم من ارتفع به رفعه الله تعالى يقول في الحديث كما في المعنى الاجمالي ان عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لم اعقل ابوي الا وهما يدينان الدين اي منذ ان قلت في هذه الدنيا ووعيت والداي فهنا كان يعتنقان الاسلام ويدينان به. قالت ولم يمر علينا يوم الا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشية اي في الصباح والمساء ثم بدأ لابي بكر يعني ظهر له من الرأي ورغب في القيام به. فابتنى مسجدا لفناء داره. وفناء الدار هو المكان المتسع امامه فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيقف عليه نساء المشركين وابناؤهم يعجبون منهم وينظرون اليه يعني يقفون عنده لينظروا الى صلاته فيتعجبون من صنيعه وكان ابو بكر رجلا بكاء لا يملك عينيه اذا قرأ القرآن وهذا بكاء يعني بكاء صيغة مبالغة من كثرة البكاء. وذلك لما كان يعيه من معاني الايات ولعظيم بما كان يتدبره ويفهمه من المعاني فيخشع له وتذرف له عيناه فافزع ذلك اشراف قريش من المشركين. اي ارهبهم وذلك خشية ان يكون سببا في دخول الناس الى الاسلام وهذا الحديث قد ذكره البخاري في هذا الموضع مختصرا لانه قد استدل به على الباب وسيأتي معنا باذن الله بتمامه وفيه ذكر الاذى الذي كان ابو بكر رضي الله عنه يتعرض له في سبيل اظهار شعائر الاسلام ودعوة الناس الى الحق وكيفية التأثير بهم الحديث فيه فوائد عظيمة من فوائد هذا الحديث اولا دل الحديث على جواز بناء المسجد في الطريق ما لم يكن في ذلك اظرار بالمسلمين وذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتردد على ابي بكر كثيرا. فلم ينكر عليه بناء المسجد الطريق ومع ذلك فلا بد من اخذ الاذن من ولي الامر او من ينوب عنه لاجل ذلك ثانيا فيه دليل على جواز تردد الرجل الى دار صاحبه فيجالسه ويتأكد استحباب ذلك اذا كان يترتب عليه مصلحة دينية. كالدعوة الى الاسلام ونحو ذلك دل هذا الحديث على ما حازه ابو بكر رضي الله عنه من المنزلة والمحبة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان احب اصحابه اليه رابعا من فضائل ابي بكر رضي الله عنه سبقه في الاسلام وكذلك اهل بيته رضوان الله عليهم اجمعين. خامسا فضل الصحابة رضوان الله عليهم لما كانوا يصبرون عليه من الاذى في سبيل الدعوة الى دين الاسلام فهذا يعني لم يمنع لم يمنعه من الدعوة الى الله بل كانوا يتحملون في سبيل الله الامر وكانوا يقومون بالامر حق قيام اي ان يؤدوا حق الله تعالى كاملا لاجل ان ينتشر الاسلام في مشارق الارض ومغاربها سادسا ان من دلائل توفيق الله لعبده المؤمن ان يكون ممن يستحضر معاني القرآن العظيم في قلبه عند قراءته فيخشع لذلك وتذرف عيناه من خشية ربه ومولاه سابعا يستحب للانسان ان يتخذ في بيته مكانا مخصصا للصلاة فيصلي فيه ما يشاء من النوافل ونحو ذلك ولا شك في ان في ذلك اثرا حسنا في قلوب اهل بيته. حيث يعلمهم وينمي فيهم تعظيما. شعائر الله. ولذلك يستحب للانسان يعني ان يصلي النوافل في بيته لاي ان يقتدي به اهل البيت هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته