بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال البخاري علينا وعليه رحمة الله باب المساجد التي على طرق المدينة والمواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا محمد ابن ابي بكر المقدم قال حدثنا فضيل بن سليمان قال حدثنا موسى بن عقبة قال رأيت سالم بن عبدالله يتحرى اماكن من الطريق فيصلي فيها ويتحدث ان اباه كان يصلي فيها وانه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في تلك الامكنة وحدثني نافع عن ابن عمر انه كان يصلي في تلك الامكنة وسألت سالما فلا اعلمه الا وافق نافعا في الامكنة كلها الا انهما اختلفا في مسجد لشرف الروحان هكذا بوب البخاري علينا وعليه رحمة الله وفي هذا الباب ذكر للمساجد الواقعة على طريق المدينة النبوية بين المدينة ومكة المكرمة وذكر المواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم ولم تبنى عليها مساجد قول البخاري علينا وعليه رحمة الله حدثنا محمد بن ابي بكر المقدم هو محمد ابن ابي بكر ابن علي ابن عطاء ابن مقدم مقدمين ابو عبد الله الثقفي البصري وثقه غير واحد من اهل العلم. مات سنة اربع وثلاثين ومئتين قال حدثنا فضيل بن سليمان وفضيل بن سليمان النميري ابو سليمان البصري مات سنة ست وثمانين ومئة قال حدثنا موسى ابن عقبة هذا عالم من علماء المغازي اثنى عليه الامام مالك ثناء عاطرا وهو موسى ابن عقبة ابن ابي عياش الاسدي مولى ال الزبير ويقال مولى امي خال بنت سعيد ابن العاص زوج الزبير ادرك ابن عمر وغيره وثقه غير واحد من اهل العلم توفي عام احدى واربعين ومئة قال رأيت سالم بن عبدالله هو سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب العدوي ابو عمر ويقال ابو عبد الله المدني الفقيه قال ابن المسيب كان عبد الله اشبه ولد عمر به وكان سالم اشبه ولدي عبد الله به. وقال مالك لم يكن في زمان سالم ابن عبد الله اشبه بمن مضى من الصالحين في الزهد والفضل والعيش منه طبعا سالم ابن عبد الله كان احد الفقهاء السبعة في المدينة في عام ست ومئة والذهبي قال روى عن ابيه علما طيبا مباركا يقول رأيت سالم ابن عبد الله يتحرى اماكن من الطريق فيصلي فيها طبعا يتحرى معناه انه يجتهد ويسعى في القصد والاختيار ويحدث ان اباه كان يصلي فيها يريد بذلك عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما وانه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في تلك الامكنة. اي ان عبد الله ابن عمر رأى النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الاماكن مصليا ومعلوم عن ابن عمر رضي الله عنهما كان عليه من الحرص على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وقد روي عن عائشة رضي الله عنها انها قالت ما كان احد يتبع اثار النبي صلى الله عليه وسلم في منازله كما كان ابن عمر يتبعه وروي عنه انه كان في طريق مكة يقود برأس راحلته يثنيها ويقول لعل خفا يقع على خف يعني خف راحلة النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذه الجملة يكمن موطن الشاهد وهو الاشارة الى بعض المواطن التي كان يصلي فيها النبي صلى الله عليه وسلم بين مكث والمدينة ولم تبنى مساجد. عن ابن عمر انه كان يصلي في تلك الامكنة. وسألت سالما السائل هو موسى ابن عقبة وهو عالم بالمغازي يهتم بهذا وسأل عن الاماكن بدقة قال فلا اعلمه الا وفق نافعا في الامكنة كلها الا انهما اختلفا في مسجد بشرف الروحاء وهذا من دقة موسى ابن عقبة اي ان كلام نافع قد توافق مع كلام سالم في دبس الاماكن والمساجد التي في الطريق والتي صلى فيها ابن عمر اتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم لكنهما اختلفا في ذكر مسجد في ذكر مسجد بشرف الروحان وهو موضع بينه وبين المدينة ستة وثلاثون ميلا الحديد فيه فوائده من فوائد الحديث اولا دل الحديث على ما كان عليه عبد الله ابن عمر رضي الله عنه عنهما من الحرص على متابعة النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ثانيا يظهر من الحديث ما كان عليه ابناء عبد الله ابن عمر ومواليه من الحرص على متابعته لعلمه بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم وما كانوا عليه من الحرص على نشر علمه اذ لا شك في ان من اعظم ما ينفع المؤمن بعد وفاته الاولاد الصالحون فينبغي على المؤمن ان يسعى الى تربية اولاده على تعلم الكتاب والسنة والعمل بهما. حتى لا ينقطع عن الانسان عمله. والولد هو امتداد لعمل الاب والولد هو نتيجة الاب ولذلك يقال عنه ثمرة الفؤاد والولد هو امتداد لحياة الانسان بعد وفاته وينتفع منه في حياته اجرا وثوابا وجاء شرع الحنيف بان الانسان يهتم استجلاب الولد بهذا عندما يواقع اهله يعني حينما نسأل الله تعالى الولد الصالح وربنا قال وقدموا لانفسكم وربنا قال وابتغوا ما كتب الله لكم وقال النبي صلى الله عليه وسلم لجابر لما ذهب الى اهله وقد تزوج قال له يا جابر الكيس الكيس وفي هذا تذكير بان الانسان يسعى للعمل الصالح ويسعى للولد الصالح ويكلل هذا بطلب الكسب الحلال. فربنا قال يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا. اني بما تعملون عليم ولذلك الانسان لا يكون عمله صالحا حتى يكون مطعمه طيبا ولذا جاء بعد هذه الاية في سورة المؤمنون ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بايات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجل انهم الى ربهم راجعون اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون فالانسان يضيء مطعمه ويسعى الى الولد الصالح ويسعى الى العمل الصالح رزقنا الله واياكم العمل الصالح والذرية الصالحة ونسأل الله تعالى ان يجعل يومنا هذا خيرا وان يجعل ما بعده اخير منه وان يجعل خير ايامنا يوم نلقاه هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته