الاخر يقول الذين يأتون افعال الشرك عن جهل منهم بذلك هل هم معذورون بذلك ام لا؟ وكذلك من لم يؤمنوا بالله ولا رسوله محمد صلى الله عليه وسلم عن جهل منهم كمثل الغربيين الان هل هم اثمون بذلك ام معذورون بالجهل وعلى من يكون الاثم هذا الجواب ان الشرك لا يعذر احد به يقول الله في كتابه الكريم ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم وهو المعبر عن لا المفسر لكتاب الله الموضح لمقاصده ومراميه لم يقل ان الانسان اذا اشرك وهو غير متعلم لا شيء عليه وهو مأذور لانه هو ما الذي دعاه لان يشرك ما الذي دعاه ان يعبد شجرا او حجرا او مسيحيا او عزيرا وهو يعرف ان هذا لا ينزل مطرا ولا ينبت شجرا ولا ينتج ثمرا ولا يهب ريحا ولا يقبض روحا. ما الذي دعاه الى ذلك؟ دعاه بدون شك تفكيره والتقليد وقد اعطاه الله قلبا عقلا فالله سبحانه اعطاه قلبا يعقل به النافع والضار ثمن اشرك بالله جل وعلا فقد كفر واما التمثيل بالغربيين تمثيل محل نظر فالغربيون لا يجهلون الاسلام وقد قام فيهم مستشرقون وقامت سوق رائدة للكيد للاسلام وتجد عامتهم جادين وجاهدين لانفسهم للكيد للاسلام وهم يبذلون اموالا طائلة لحرب الاسلام وتنصير المسلمين فها هي بنوكهم كلما صار عندها فائض ربوي لم يتقدم صاحبه وجهوه الى الكنائس والتبشير على قدم وساق ويبذلون بسخاء وهؤلاء اصحاب رؤوس الاموال منهم يجندون الدعاة على حسابهم الخاص ليشككوا المسلمين في دينهم في مجاهل افريقيا وفي اسيا وفي كل مكان وينظرون الى الناس الذين وعظهم كلب الجوع والفقر فيذهبون بمظهر انساني ظاهره الانسانية وباطنه التشكيك بالاسلام فليس الغربيون في الحقيقة ممن يجهلون الاسلام ولا يعرفون ثم الله جل وعلا قد اقام الحجة على جميع ساكن الارض فهذا القرآن يتلى في عامة اذاعة الدنيا ويسمعهم الجميع من يسمع ما يبث على موجات الاثير. ويعرفوا ان شيئا اسمه الاسلام فلا عذر لاحد. وقد قال النبي صلى الله الله عليه وسلم ان هذا الدين سيبلغ ما بلغ الليل والنهار وليس معناه انه سيبلغ يعني سيسلم كل من جاءه الليل والنهار ولكن الدين بلغه فلا عذر لاحد وبالله التوفيق