بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال البخاري علينا وعليه رحمة الله حدثنا المكي ابن ابراهيم قال حدثنا يزيد ابن ابي عبيد عن سلمة قال كان جدار المسجد عند المنبر ما كادت الشاة تجوزها قوله حدثنا المكي ابن إبراهيم هو مكي ابن إبراهيم ابن بشير ابن فرقد وقيل ابن فرقد ابن بشير التميمي الحنظلي ابو السكن البلخي الحافظ وهو ثقة قد وثقه الامام احمد والعجلي والدارقطني وقال محمد بن علي بن جعفر البلخي سألته عن مولده فقال سنة ست وعشرين ومئة ولذلك هو متقدم الولادة ومن كان متقدم الولادة وعاش طويلا فيروي عنه المتأخرون وهو يروي عن المتقدمين طبعا قال البخاري مات سنة اربع او خمس عشرة يعني ومئتين نعم قال حدثنا يزيد ابن ابي عبيد وهو يزيد ابن ابي عبيد الحجازي ابو خالد الاسلمي مولى سلمة بن الاكوع وهو ثقة وثقه ابن معين والعجلي وغيرهما. ومات سنة ست او سبع واربعين ومئة عن سلمة هو الصحابي الجليل سلمة بن عمرو بن الاكوك واسم الاكوع سنان بن عبدالله بن قشير بن خزيمة بن مالك بن سليمان بن اسلم الاسلمي يكنى ابا مسلم فقيل ابو اياس وقيل ابو عامر والاكثر على ان كنيته ابو اياس وسلامة هذا الصحابي الجليل هو احد من بايع النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة وكان من فرسان الصحابة ومن علمائهم روى البخاري من حديث يزيد ابن ابي عبيد عن سلمة ابن الاكوع قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات وخرجت فيما يبعث من البعوث تسع غزوات علينا مرة ابو بكر ومرة اسامة بن زيد وكان معروفا سلمة كان معروفا بشجاعته وسرعته في الجري فكان يعد من العدائين اذ انه ليغلب الفرس وكان من فقهاء صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكر الذهبي وفاته فقال عن يزيد ابن ابي عبيد قال لما قتل عثمان خرج سلمة الى الربدة وتزوج هناك امرأة فولدت له اولادا وقبل ان يموت بليال نزل الى المدينة قال الواقدي وجماعته فيها سنة اربع وسبعين يقول الذهبي قلت كان من ابناء التسعين وحديثه من عوالي صحيح البخاري فهذا الحديث من ثلاثيات الامام البخاري ومعنى الثلاثيات ان البخاري يروي وبينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة رواة تأمل هنا المكي يزيد سلمة نعم قال كان جدار المسجد عند المنبر اي جدار المسجد النبوي الذي يكون خلف منبر النبي صلى الله عليه وسلم ما كادت الشاة تجوزها اي ان المسافة بين جدار المسجد ومنبر النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد عن مقدار مرور الشاة كناية عن شدة قربه منه وقد اراد المصنف رحمه الله من ذكر هذا الحديث هنا الاشارة الى قرب جدار المسجد من محل صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك انه عليه الصلاة والسلام كان يصلي عن يسار المسجد فتكون مسافة ما بينهم وبين الجدار في المسافة التي بين المنبر والجدار من فوائد هذا الحديث اولا فيه دليل على ما اراد المصنف بيانه من استحباب اقتراب المصلي من سترته وكما ذكرنا عند شرح الحديث السابق وهو ان لا تزيد هذه المسافة بحيث يصعب على المصلي رد من يريد المرور بين يديه. ولا تقلب كثيرا بحيث يصعب عليه الركوع او السجود ثانيا دل الحديث على مشروعية اتخاذ المنبر في المسجد للخطبة وكذلك غير الخطبة قد يستجد امر من الامور او تعليم يحتاج يعني الامام ان يرقى المنبر ليعلم الناس يقول ابن القيم كما في بدائع التفسير الذي جمع فيه تفسيره يقول فالمؤمن اذا سمع القرآن وعقله وتدبره بان اثره فشبه بالبلد الطيب كذلك احاديث النبي صلى الله عليه وسلم ينبغي على المؤمن ان يتعلمها وان يتدبرها وان يعمل لما فيها كما شبه بالبلد الطيب والانسان عليه ان يحذر الشهوات المحرمات وهي كثيرة جدا صارت تشارك الناس عند النوم وعند الاستيقاظ من النوم هو القاعدة التي ذكرها العلماء من ارضى الجوارح بالشهوات فقد غرس في قلبه شجر الندامات فينبغي على الانسان ان يحذر غاية الحذر من الشهوات المحرمات وان الله سبحانه وتعالى قد خلقنا في هذه الدنيا ليبتلينا ويختبرنا وعلى الانسان ان يتعلم مما يثبت على مما يثبت الانسان على ترك الشهوات حرام العلم والعمل ومذاكرة العلم ولذلك العلم لا ينفد ولا يبيد ولا يندم حامله ولا يعقب من تمسك به ولا يفتضح من استند اليه ولا تسقط من لا تسقط منفعته ولا يخسر جامعه فعلى الانسان ان يهتم بالعلم غاية الاهتمام وان يحصر جميع اوقاته في دار الفقه وان يبقى يراجع عند مشيه عند نومه يراجع محفوظه ويتفكر فيه ويتقرب الى الله تعالى حتى يسجن الانسان شهواته بطاعة الله تعالى وتتحول حياة المرء الى حياة سعيدة طيبة مباركة هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته