ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركة فيه ايات بينات ومن دخله كان امنا. ولله على ومن كفر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد معلم الناس الخير وعلى اله وصحبه اجمعين مرحبا بكم واهلا حجاج بيت الله الحرام ومن بلغ حديثنا في هذه الحلقة موضوع اللطيف في معنى دقيق نحتاج اليه في هذا الزمان حاجة ماسة فانها قد فوقت السهام الى اهل الاسلام بالدعاوى المغرضة والتهم الشنيعة حتى صار اهل الاسلام يوصفون صفات السوء وينبزون بالالقاب البذيئة. فيقال عنهم ارهابيون ويقال عنهم دمويون. ويقال عنهم ما قيل من هذه الالفاظ؟ ولا والله فان اهل الاسلام نحن اهل السلام. ونحن اهل الامن والايمان وحديثنا سينصب في هذه الحلقة عن بيان هذا المعنى الجليل الشريف في دين الاسلام وهو معنى السلام ونقول ابتداء ان من اسماء الله الحسنى التي قد سمى الله تعالى بها نفسه اسمه السلام ومن اسمائه السلام ومما يعبد لله تعالى به من اسماء البشر ان يقال عبد السلام فالسلام معنى عظيم في نفس كل مؤمن ومطلب كبير يسعى اليه اهل الاسلام. بل ان بين لفظ الاسلام والسلام تشابه واتفاق في الجذر والمعنى اننا ايها الكرام حينما نتحدث عن السلام انما نتحدث عن خاصية من اعظم خصائص ديننا. فان السلام قرين للرحمة. وقد قال ربنا سبحانه وبحمده عن نبيه صلى الله عليه وسلم. وما ارسلناك الا رحمة للعالمين فنحن عن المسلمين اهل السلام واهل الرحمة وانما بعثنا لنخرج الناس من الظلمات الى النور كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله وما هذا التجمع الحاشد وما هذا الاحتفال العظيم في هذه الرحاب الطاهرة الا دليل مادي على ان دين الاسلام هو دين السلام تأملوا ايها الكرام لقد قدمتم من بلاد شتى ينتمون الى اعراق شتى الوانكم شتى لغاتكم شتى ومع ذلك فجميعكم يحوطه المحبة والوئام والسلام ويشعر بعضكم تجاه بعض بالود والرحمة مع ان بعضكم قد لا يفقه لغة بعض ولم يلقه يوما من الدهر. ومع ذلك فقد انشأ الاسلام في قلوبكم سلاما للعالمين ان هذا التجمع الهائل الذي يجمع بني ادم في هذه البقعة من الارض لدليل مادي باهر على ان هذا الدين هو دين السلام وانه لا يوجد ملة على وجه الارض. تتمكن ان تجمع اعراق البشر في موضع واحد وبينهم من القواسم المشتركة ما بين المسلمين ها هم المسلمون يملأون رحاب بيت الله الحرام باعداد هائلة تبلغ الملايين ثم هم بكلمة واحدة يصطفون صفا واحدا وينقادون لامام واحد به فما ان يقول الله اكبر حتى يكبروا جميعا ويعمهم الصمت والخشوع ويتحركون بحركة لا تتمكن اكبر الجيوش العالمية واعظمها انضباطا وتنظيما ان تؤدي مثل هذا العمل ان الملتئمون ان الملتئمين في هذا المجمع الحاشد لا يعربون بانفسهم عن ان هذا الدين هو دين السلام الرجل يأتي من شرق الصين يلقى اخاه من اقصى المغرب فكأن بينهما من التعارف والتآلف شيء قد مضى عليه سنين انه معنى لا يتكرر الا في هذه البقعة. ولا يرى الا في اهل الاسلام ربما اجتمع الناس في مناسبات عالمية كالدورات الاولمبية وغيرها باعداد غثيرة لكنهم يجتمعون بروح التنافس والتشاح وربما ادى ذلك الى اضطرابات ووقوع آآ مشاجرات ونحوها اما قاصد بيت الله الحرام فانهم يأتون بقلوب متعلقة مؤمنة يحب بعضهم بعضا لهذا قلنا بملئ افواهنا ان الاسلام هو دين السلام. وانه بريء مما يصمه به اعداءه. ولئن فرط من بعض المنتسبين الى الاسلام شيء من الخطأ. فان ذلك لا يشين الدين واهله. وانما يشين فاعله فحسب ولا تزر وازر وزر اخرى ايها الكرام لقد اعلنها النبي صلى الله عليه وسلم قوية مدوية صريحة مجلجلة في خطبته العصماء التي خطب الناس فيها يوم عرفة. فقال الاذهان اي يوم هذا؟ اي بلد هذا؟ اي شهر هذا اليس بلد الله الحرام؟ اليس شهر الله الحرام؟ اليس اليس منبها على شرف الزمان والمكان والحال فكانوا يجيبونه بلاء حتى ظنوا انه سيسمي الامور بغير ما عهدوه ثم قال لهم مبتدرا مبتدأ مقررا ما يمكن ان نسميه الاعلان العالمي لحقوق الانسان. قبل ان يستصدر الاعلان العالمية قبل نحو سبعة عقود من الزمان. قالها صلى الله عليه وسلم مدوية مجلجلة. ان دمائكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم. كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا الا ان كل دماء الجاهلية موضوعة تحت قدمي هاتين. وان اول دم اضع من دمائنا ربيعة ابن الحارث رجل كان مسترضعا في هديل من هذيل فقتلته هذيل وان ربا الجاهلية موضوع تحت قدمي هاتين. وان اول ربا اضع من ربانا ربا عباس ابن عبد المطلب. هكذا بدأ النبي صلى الله عليه وسلم باهل بيته واهدر كل ما يعكر السلام سواء كان السلام الامني او السلام الاقتصادي. ثم عرج صلى الله عليه وسلم على السلام الاسري. فقال واوصيه اوصيكم بالنساء فانكم اخذتموهن بكلمة الله واستحللتم فروجهن بامانة الله وان لكم عليهن الا يوطئن فرشكم احدا تكرهونه وان لكم وان لهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف. فقرر بذلك بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم قواعد السلامة الاجتماعية ثم عرج على السلامة الدستورية. فقال واني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا. كتاب الله لقد كان ذلك الاعلان يوم عرفة خطب النبي صلى الله عليه وسلم الناس وبين يديه مئة الف او يزيدون. فلم يزل اهل الاسلام بحمد الله هذه المعاني من تعظيم الحرمات ورعاية الحقوق والواجبات لا يحرمون شيئا منها ومن فرط منه شيء علم انه ومذنب وسعى في التوبة والاستغفار ولم يزل هذا المعنى معنى السلام ماثلا عند كل مؤمن بعد كل صلاة فاذا صلى المؤمن قال استغفر الله. استغفر الله استغفر الله. اللهم انت السلام. ومنك السلام. تباركت يا ذا الجلال والاكرام ظل معنى السلام يصاحبه ثم ان هذا اللفظ الشريف بات تحية اهل الاسلام فان اهل الاسلام اذا لقي بعضهم بعضا حيوا بعضهم بالسلام. فيقول قائلهم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كذلك امرهم الله تعالى قال فاذا دخلتم بيوتا فسلموا على انفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة بل نهاهم الله تعالى عن ان يغشوا البيوت دون سلام. فقال سبحانه فلا تدخلوا بيوتا حتى تستأنسوا وتسلموا على اهلها فلا بد من نشر السلام والبداءة فيه. ورتب النبي صلى الله عليه وسلم على السلام اجورا عظيمة. وامر بالقاء على من يعرف ومن لا يعرف فقال يا ايها الناس افشوا السلام واطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام ولما ورد عليه رجل فقال السلام عليكم رد عليه وقال عشر جاء اخر فسلم قائلا السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه وقال عشرون مات ثالث فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فرد عليه وقال ثلاثون فكلما كان السلام ابلغ كان ثوابه اعظم لاجل هذا كان لزاما علينا معشر المؤمنين والمؤمنات ان نعلم بان من اخص خصائص ديننا هو السلام ونشر السلام وبث السلام والبعد عن جميع صور العدوان وما ينافي مقاصد السلام اننا حينما ننشر السلام بين العالمين فانما نهيئ النفوس لقبول الحق فان النفوس المضطربة النفوس المتوترة مجبولة على النفرة من غيرها. وحين تطمئن النفوس تشعر بالالم تكون مهيأة لقبول الحق ولم يزل هذا دأب انبياء الله تعالى وملائكته الكرام فقد اخبر الله تعالى عن الملائكة حينما دخلوا على ابراهيم قالوا سلاما. قال سلام بل ان موضوع السلام يذهب الى ابعد من ذلك فحين خلق الله تعالى ادم عليه السلام وكان اذ ذاك في الجنة امره ان يأتي نفرا من الملائكة فيسلم عليهم فذهب اليهم وقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله كما في الحديث المتفق عليه فزادوه ورحمة الله واخبره واخبره الله تعالى انها تحيته وتحية ذريته من بعده ايها الكرام ايتها الكريمات هذا معنى من المعاني العظيمة التي يجب ان يستصحبها المؤمن في حجه ومن لذلك ان يتعامل مع اخوانه المسلمين في الحج خاصة بروح السلام يبادلهم السلام وان يبتدأهم بالسلام وان يعاملهم ايضا بسلام يبتعد عن الاكتظاظ وعن المضايقة وعن وانه لمما ينافي السلام حقا ان يسعى بعض المغرظين الى استغلال موسم الحج في الاذية واثارة الشغب وتحقيق مقاصد واجندة خاصة تنافي الغرض الذي من اجله شرع هذا النسك فنسأل الله تعالى السلام ان يحيينا سبحانه بالسلام وان يجعلنا من اهل دار السلام والحمد لله رب رب العالمين ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركة فيه ايات بينات مقام ومن دخله كان امنا ولله على ومن كفر