رسول الله اي كان لم يوحى اليه فانا اظلم والا فانتم كقوله تعالى وانا وانا اولياكم على هدى او في ضلال مبين. وما الفرق بين العرض والعرض؟ العرض عكس الطول اولم يعلموا ان الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ان في ذلك لايات لقومي يؤمنون كفرا لحسدهم اياكم لقوله تعالى وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما العلم بغيا بينهم قال الله اني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم اي من يكفر هذه النعمة والاعجاز فاني اعذبه وعذاب لا اعذبه احدا من العالمين. والتعبير بصيغة اسم الفاعل يفيد نزلها لقوله تعالى اعني الدعاء فلم تنزل لكن هذا قول ضعيف. لان الله عز وجل قال اني منزلها. فاذا لا بد انه انزلها فان قال اليهود النصارى انا لا لا نرى قصة نزول المائدة في كتبنا نقول كونكم لا ترون او لم لقوله تعالى ومما رزقناهم ينفقون لعلكم تفلحون ان الذين كفروا لو ان ان لهم ما في الارض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما قبل منهم ولهم عذاب اليم. كقوله تعالى يود المجرم لو يفتدي من عذاب الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو المجلس الخامس ونحن في يوم الاثنين الخامس من رمضان عام تسعة وثلاثين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وكنا قد وقفنا على قوله تعالى من سورة المائدة واتل عليهم نبأ ابن ادم بالحق. والشيخ ربط بين هذه وبين ما قبلها بقوله كما تميز المتقي من غير المتقي من ابناء ادم فانظر واتل عليهم نبأ ابني هذا يعني في الحال وفي المآل وفي الجزاء. وقبل ان نبدأ بالقراءة صفحة احدى وثلاثين بعد المئة صفحة احدى وثلاثين بعد المئة عند الاية السادسة والستين من سورة النساء. ولو انهم كلهم فعلوا ما يوعظون به من كل ما يؤمرون من كل ما يأمر به الرسول وان كان مخالفا لعقولهم لقوله تعالى ان هو الا وحي يوحى قال في الحاشية الشيخ ثناه الله الامر رحمه الله فيه اشارة الى صحة مذهب الاشعري من كون المأمور به شرعيا والاية مؤيدة له فافهم. وقد سبق ان بينا ان ابا الحسن الاشعري رحمه والله رجع الى عقيدة اهل السنة والجماعة. وان وانه حينما يقولون لا حسن الا ما مر به الشرع ولا قبح الا ما نهى عنه الشرع هذا قول لا شاعر وليس قول ابي الحسن الاشعري. وقوله بالحسن الاشعري في ان الحسن مأمور به شرعا فقط هذا فيه قصور. فان العقل يدرك ان الامانة حسن وان الصدق حسن وان بر الوالدين حسن ولكن لو قال ان المأمور من العبادات لا يكون الا شرعيا لكان الكلام مستقيما. فوجب التنبيه والحمد لله ان بينكم ان ينبهنا الى مثل هذه الامور التي ان فاتتنا وهذا يجعلنا ولله الحمد نفرح بمثل هذه الدروس ونزداد على رجل ينبئكم اذا مزقتم كل ممزق انكم لفي خلق جديد. افترى على الله كذبا به جنة. الم يروا لم يفكروا في شدة قهرنا كما اهلكنا من قبلهم من قرني ذوي قرن ذوي فرحا بفظل الله عز وجل وطاعته. وبوجود امثالكم نسأل الله عز وجل ان يبارك فيكم. وان يوفقنا واياكم للعلم النافع والعمل الصالح. والمقصود هو فهم كلام الله عز وجل. من محاسن هذا الكتاب تفسير القرآن بكلام الرحمن الشيخ ثناه الله. من محاسن هذا الكتاب انه قليل قليل التعرض لمسائل خارجة عن التفسير. ولو تعرض لمسألة خارجة عن التفسير يتعرض في الحاشية وهذا امر حسن وبديع. نبدأ على بركة الله تعالى والقراءة مع الشيخ يوسف جاسم العينات. نعم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه والمسلمين والمسلمات يا رب العالمين قال الشيخ العلامة ثناء الله الهندي رحمه الله تعالى في تفسير القرآن بكلام الرحمن فانظر واتل عليهم نبأ بني ادم والاخر غير متق اذ قربا قربانا فتقبل من احدهما هابيل ولم يتقبل من الاخر قابيل وقد اطلع بواسطة ادم انه تقبل من احدهما ولم يتقبل من انه تقبل من احدهما ولم يتقبل من الاخر. لقوله تعالى كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فامنوا بالله ورسله. قول قول الاخر ان علامة القبول هو نزول نار من السماء كان يأخذ القربة. هذه كان علامة القبول في امة ادم عليه السلام ان الله اذا قبل قربانا من احد ينزل نار من السماء فيأخذ هذه المتقرب بها الى الله عز وجل. واذا اشكل عليك وخلط عليك الامر بين هابيل وقابيل ايهما القاتل وايهما المقتول فتذكر القاف. القاف مع القاتل القاد قاف مع القاف والهاء مع الهالك. سهلة ولا صعبة؟ كان كثير يشكل عليه لكن لما نبهني احد المشايخ الى هذا التنبيه اصبح لا يشكل علينا. نعم. قال قابلوا لما فزت وانا لما فزت كقوله تعالى يا اهل الكتاب هل تنقمون منا الا انا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل من قبل وان اكثركم فاسقون. قال هابي انما يتقبل الله من المتقين المخلصين لقوله تعالى وما لاحد عنده من نعم مدينة جزاء الابتغاء وجه ربه الاعلى. لئن بسطت الي يدك لتقتلني ما انا بباسطين اليك ليقتلك اني اخاف الله رب العالمين في القتل ابتداء لانه خلاف التقوى. اني اريد ان تبوء باثمي اي اثم قدري واثمك السابغ على قتله فتكون من اصحاب النار اظهرها بالمقابل هذا القول لينزجر عن ارادته. لقوله تعالى حكاية عن سحرة فرعون قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا انما تقضي هذه الحياة الدنيا. انا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما اكرهتنا عليه من السحر. والله خير وابقى انه من يأتي ربه مجرما فان له جهنم لا يموت فيها ولا يحيا فليس هذا القوم ارادة منه بكونك قابيل من اهل النار فاندفع ما توهم فافهم. وذلك جزاء الظالمين فطوع اي زينت له نفسه قتل اخيه لغلبة شهوته النفسانية فقتله فاصبح من الخاسرين في الدنيا بظهور قبح فعله وفي الاخرة بعد فصار متحيرا ما يفعل باخيه كما هو عادة القاتل يصير متحيرا بعد القتل ساعة او ساعتين. فبعث الله غرابا اي جاء غراب حسب القائم من الله قوله تعالى وارسل عليهم طيرا ابابيل يبحث ان ينظروا في الارض كما هو عادته ليريه كيف يواري سوءته اللام للعاقبة لا للتعليل. قال قابيل بعدما بعدما تفهم الامر هنا مثل هذا الغراب فاواري سوءة اخيه فاصبح من النادمين على قتله. من اجل ذلك اي ليجل سد باب القتل كتبنا على بني اسرائيل اخبرناهم واظهرنا عليهم انه من قتل نفسا بغير عوض نفس قتلتها او بغير فساد في الارض والحاصل انه من قتل نفسا بغير حق شرعي فكانما قتل الناس جميعا لانه حرض الناس على القتل وهذا مفهوم وهذا مفهوم من الباب العشرين من الكتاب الثاني من التوراة ونبههم الله على هذا لينزجروا عن ارتكاب القتل. ومن احياها اكف نفسه عن قتل بعد ان تمكن من قتله خائفا لله لقوله تعالى ان الجنة هي المأوى او عفا عن القاتل باخذ الدية او بغير اخذ شيء لقوله تعالى فمن تصدق به فهو كفارة له انما احيا الناس جميعا لما انه سن سنة حسنة. ولقد جاءتهم اي بني اسرائيل رسلنا بالبينات ثم ان كثيرا منهم بعد ذلك في الارض لمسرفون اي متجاوزون الحدود. انما جزاء الذين الله ورسوله ان يخالفون ما يأمرانهم. ويسعون في الارض فسادا ان يقطعون السبيل على ابناء السبيل جزاء مبتدأ خبره ان يقتل او يصلب او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف. اليد اليمنى والرجل اليسرى او ينفوا من الارض التي هي دار اقامتهم هذا مفوض رأي الامام ينفق ينفذ من هذه الشقوق ما يرى بحسب المصلحة ذلك القتل لهم خزي في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم بسبب كفرهم ان كانوا كافرين. الا الذين تابوا عن الفساد توبة نصوحا من قبل ان تقدروا عليهم اي قبل ان تأخذوهم فاعلموا ان الله غفور رحيم قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما كل او في القرآن فهو للتخيير. كل او في القرآن فهو اما تخييرا بين الاحكام واما تنويع بين الاخبار. او او او. نعم فاعلموا ان الله غفور رحيم يغفر لهم ويرحمهم الا حقوق العباد مفوضة الى اربابها لقوله تعالى قضية مسلمة الى اهله الا ان يصدقوا. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة بين الله بالطاعات لقوله تعالى عنكم ولا تحويلا. اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجو رحمته ويخافون عذابه. ان عذاب ربك كان محذو وقوله عليه السلام في دعاء اللذان ات محمدا الوسيلة الحديثين القربة عندك وجاهدوا في سبيله حق جهاده بالنفس والمال والقلم واللسان لو نشاء لك لو نشاء لقلنا مثل هذا ان هذا الا اساطير الاولين. وهم ان كفار ينهون الناس عنه يعني القرآن وينأون يبعدون عنه وان يهلكون الا انفسهم وما يشعرون ان يومئذ ببنيه وصاحبته واخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الارض جميعا ثم تنجيه كلا يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم اي دائم ما دام يديمه الله لقوله تعالى خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك ان ربك فعال لما يريد. والسارق والسارقة ان سرق وثبت بالحجة الشرعية من الرزق قد جزاء بما كسب نكالا من الله كلاهما مفعول لاجله. اي لاجل الجزاء والعقوبة من الله على هذا الفعل القبيح عزيز حكيم. فمن تاب اي توبة من بعد ظلمه قبل ان تقدروا عليه واصلح فان الله يتوب عليه ان يرحمه. ان الله غفور رحيم. الم تعلم ان الله له ملك السماوات والارض اي هو مالكهما. يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء اذا راد بمشيئته ولا ناقض لقضائه الا ان مشيئته لا تتعلق الا باهلها لقوله تعالى الله لا يظلم مثقال ذرة. والله على كل شيء قدير. يا ايها الرسول لا يحزن كالذين يسارعون في الكفر يجهدون في نشر الكفر واغواء الناس عن الاسلام. من الذين قالوا امنا بافواههم ينافقون ذو ذو ذو الوجهين ولم تؤمن قلوبهم اي لا تهتم بشأنهم بل بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ومن الذين هادوا الى اليهود قوم سماعون بالطبع للكذب باي للاباطيل سماعون عندك لقوم اخرين لم يأتوك بعد. وقد وقد ارسلوا هؤلاء السماعين لانصال الاخبار من عندك اي لا يأتون لاجل الاهتداء بل لاجل الفساد يحرفون الكلمة اي علماؤهم من بعد مواضعه يقولون لاتباعهم ان اوتيتم هذا المحرف فخذوه لم تؤتوه فاحذروا ان تقبلوه. ومن يرد الله فتنة واضاءته فلن تملك له من الله شيئا من هدايته لقوله تعالى انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين. اولئك اي المحرفون الذين لم يردوا الله ان يطهر قلوبهم من اجل زيغهم لقوله تعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم فاسقين لهم في الدنيا خزنا ذلة ولهم في الاخرة عذاب عظيم. ان لم يتوبوا هم سماعون للكذب اي من عادتهم التصديق بالكذب والتكذيب بالحق اكانون للسحت اي الحرام بالرشا واضلال الناس. فان جاؤوك لاجل الخصومة فاحكم بينهما واعظ عنهم وان تعرض عنهم للمصلحة فلن يضروك شيئا ان الله معك لقوله تعالى وان يريدوا ان يخدعوك الله ولكن ولكن ان حكمت فاحكم بينهم بالقسط بالعدل وان كانوا اعداء لك ان الله يحب المقسطين قوله تعالى لا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوه هو اقرب للتقوى واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون وكيف يحكمونك وعندهم التوراة المتناولة فيها حكم الله الذي الذي يحكمونك له الذي يحكم هناك له يسمعون ثم يتولون من بعد ذلك السماع وما اولئك بالمؤمنين اي ليس غرضهم من تحكيمك اظهار الحق بل انا انزلنا التوراة التي اكثرها مندرجة في التوراة المتداولة في زماننا كما هو مفهوم مفهوم من الباب الخامس من الكتاب الخامس. يعني قوله ليس غرضهم من تحكيمك اظهار الحق بل مفادهم اي بل يستفيدون من ورائك فقط. وهذا كثير اليهود اليوم وامس وغدا هذه الطريقة انهم قد يستخدمون المسلمين لمفادهم فالواجب الحذر منهم فانهم قوم سوء. نعم. مندرجة في التوراة المتداولة في زماننا كما هو الباب الخامس من الكتاب الخامس فيها هدى ونور يحكم بها يحكم بها النبيون الذين اسلموا وان قادوا لله بيان للواقع لا للاحتراز للذين هادوا اليهود والربانيون عطف على النبيون اي الزهاد والاحبار واي علماء بما استحفظوا من كتاب الله حملوه حف. اي حملوا حفاظة كتاب الله كانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشوني اي الله ولا تشتروا باياتي ثمنا قليل لا تبدلوا احكام المنزلة بطمع الفوائد فيما تفعلون معشر علماء اليهود لقوله تعالى يا ايها الذين امنوا ان كثيرا من الاحبار والرهبان لا يأكلون اموال الناس بالباطل عن سبيل الله ومن لم يحكم بما انزل الله مع وسعه لقوله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها فاولئك هم هم الكافرون وكتبنا عليهم فيها افترات بالباب الواحد والعشرين من الكتاب الثاني ان النفس تقتل بالنفس والعين تقفأ بالعين فيجدع بالانف والاذن تقطع بالاذن والسنة تقنع بالسن والجروح قصاص يقتص فيها لقوله تعالى فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه واعتدى عليكم فمن تصدق به عفا عن ظالمه فهو كفارة له ومن لم يحكم بما انزل الله مع وسعه وقدرته فاولئك اولئك هم الظالمون. غفينا يرسنا على اثارهم عيسى ابن مريم مصدقا حال من عيسى الذي هو مفعول به لما بين يديه من التوراة بيان لما واتيناه الانجيل الذي اكثره مندرج في الانجيل المتداول في ايدينا فيه هدى ونور وكاجل مصدقا لما بين يديه من التوراة وكان هدى وموعظة للمتقين انه المنتفعون به لقوله تعالى وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين. وليحكم اهل الانجيل بما انزل الله به لا بما زادوا فيه كما هو واضح على ما كما هو واضح على من طالعه بادنى ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الفاسقون اي الخارجون من الطاعة وانزلنا اليك يا محمد الكتاب القرآن بالحق مصدقا حال لما بين يديه من الكتاب السماوي ومهيمنا محافظا وامينا عليه لكتاب المتقدم عليه لما زيد او نقص منه. وفما صححه القرآن صحيح وما اغلطه فهو غلط. لقوله لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم. فاحكم بينهم بما انزل الله اليكم القرآن ولا تتبعه جاءت من الحق لقوله تعالى اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء لكل جعلنا منكم ايها الناس شرعا اتى هو منهاجا ضريقا يسلكه اهله هذا كقوله تعالى ولكل قوم هاد. والمعنى قل ما كنت بدعا من الرسل بل من قبلي بل جاء من قبلي رسل بالبينات والزبر والكتاب نور لقوله تعالى وان من امة الا خلى فيها نذير فثبت بعضهم عن الايمان وانحرف البعض بقوله تعالى ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من امن ومنهم من كفر. ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة اي اجبركم على الهداية بقوله تعالى ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين. انما يستجيبوا الذين يسمعون. والموتى يبعثهم الله ثم اليه يرجعون. ولكن لم يشأ ليبلغكم في فيما اتاكم من العقل والفهم تختارون باختياركم ما هو اصلح لكم في الدنيا والدين لقوله تعالى طائر من ربكم فمن ابصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما انا عليكم بحفيظ. فاستبغوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون من الحق وان يحكم عطف عن الكتاب تخصيص بعد التعميم بينهم بما انزل الله ولا تتبع هواهم خلاف ما خلاف ما امرك الله لقوله تعالى ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون. واحذرهم من يفتنوك يضلوك عن بعض ما انزل الله اليك بما خالف طبائعهم فان تولوا عن القبول فاعلم انما يريد الله ان يصيبهم بالعقوبة ببعض ذنوبهم وان كثيرا من الناس لفاسقون. افحكم الجاهلية خلاف ما شرع الله يبغون هؤلاء لا ينبغي ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون ايقانا كاملا. يا ايها الذين امنوا لا اليهود والنصارى اولياء اخلاء في الدين بعضهم اولياء بعض اليس لهم معكم ود خالص بلا طمع لقوله تعالى عند اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم. ومن يتولوا من والهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي هداية خاصة القوم والظالمين فاحذروه فترى الذين في قلوبهم مرض نفاق يزارعون فيه اي في مدهم ونصحهم يقولون نخشى ان تصيبنا داء ينتظر عليكم دائرة الزمان بالسوء. لقوله تعالى اي ينتظرون عليكم دائرة الزمان بالسوء لقوله تعالى بكم الدوائر عليهم دائرة السوء. فعسى الله ان يأتي بالفتح فتح البلدان لقوله تعالى اذا جاء نصر الله والفتح او من عنده من شوكة الاسلام قبل الفتح فيصبحوا على ما اسروا في انفسهم من ود الكفار خشية تصيبهم دائرة نادمين وحينئذ والذين امنوا فيما بينهم اهؤلاء الذين قسموا بالله جهد ايمانهم انهم لمعكم ايمانهم كانوا يدعون المحبة لقوله تعالى ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو له الخصام حفظت اعمالهم بارتكابهم ما نهى الله ورسوله تعالى لان اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين فاصبحوا خاسرين. يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فليه عن دينه اي فلن يضر الله شيئا فسوف يأتي الله بقومه يحبهم ويحبونه اذلة عاطفة على المؤمنين عزة اشداء على الكافرين عند المقابلة لقوله تعالى رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم. يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم نملك لكم ضرا ولا رشدا. قل اني لن يجيرني من الله احد ولن اجد من دونه ملتحدا. والله وهو السميع العليم والمسيح لا يسمع دعائكم ولا يعلم حاجاتكم ولا يجيبكم لقوله تعالى. ذلكم الله ربكم له الملك. والذين تدعون من دونه في ذلك ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم يعلم من يستحقه. والمعنى ان ارتد بعض بعض منكم فسيوفق فسيوفق الله من المؤمنين على غثال مرتدين وهم ابو بكر واصحابه رضي الله عنهم لما ارتدت القبائل بعد وفاته عليه السلام قاتلهم ابو بكر واصحابه لقوله تعالى محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم. انما وليكم اي محبكم ومخلصكم الله ورسوله الذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون اي خاشعون مخلصون حال من ضمير يؤتون لقوله تعالى والذين يؤتون ما اتوا وجلة انهم الى ربهم راجعون اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون. يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم اي اليهود والنصارى والكفار يا ايها واتقوا الله ان كنتم مؤمنين اي صادقين في دعوى الايمان. واذا ناديتم الى الصلاة ان انتم اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بانهم قوم لا يعقلون. قل يا محمد يا اهل الكتاب هل تنقمون منا اي لا تغضبون الا اي بسبب انا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل من قبل من التوراة والزبور والانجيل وغيرها فتغضبون علينا لقوله تعالى وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد وان اكثركم فاسقون وفسقكم يقتضي عداوتنا لقوله تعالى افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا. قل يا محمد هل انبئكم بشر من ذلك؟ العيب الذي تنقبون منا على زعمكم مثوبة تمييز من شر. عند الله من لعنه الله بحث مضاف فأي فعل من الله وغضب علي اي فعل من اي فعل من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير ومن عبد الطاغوت هم اليهود بقوله تعالى ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين. وقوله تعالى الم تر الى الذين من الكتاب يؤمنون بالجبة والطاغوت. اولئك المذكورون شر مكانا واضلوا عن سواء السبيل لميالهم الى هوى النفس لقوله تعالى ارأيت من اتخذ الهه هوى والعجب منهم ان بعضا منهم اذا قالوا امنا بما امنتم ايها المسلمون وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به اي بالكفر والله اعلم بما يكتمون في من الكفر والمعاندة. وترى كثيرا منهم يسارعون في الاثم والعدوان واكلهم السحت الحرام بالرشا والخيانة لقوله تعالى ومنهم من ان تأمنوا بدينار الله يؤده اليه لبئس ما كانوا يعملون. لولا ينهاهم الربانيون في زعمهم الاحبار العلماء من قولهم الاثم واجلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون. وقالت اليهود يد الله مغلولة ممسكة عن رفاقه بخيلة ولعنوا بما قالوا عطف تفسير. بل يداه مبسوطتان اي واسعتان ينفق كيف يشاء من قبض وبسط لقوله تعالى والقينا بينهما اليهود والنصارى والعداوة والبغضاء الى يوم القيامة كلما اوقدوا نارا للحرب اطفأها الله اي لا يقاتلوكم مجتمعين لقوله تعالى لا يقاتلونكم جميعا الا في قرى محصنة او من وراء جدر بأسهم بين شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بانهم قوم لا يعقلون. ويسعون في الارض فسادا حالنا اي مفسدين او مفعول له ان يجري الفساد لا للاصلاح والله لا يحب المفسدين. ولو ان هذه من خصائص القرآن ان الكلمة الواحدة محتملة المعنيين وهذه من البلاغة لا يستطيع احد ان يأتي بمثل هذا ويسعون في الارض فسادا يصلح ان يكون حالا لهؤلاء اليهود. الذين يوقدون النار للحرب ويصلح ان يكون مفعولا له يوقدون النار لماذا؟ لاجل الافساد في الارض. نعم ولو ان اهل الكتاب امنوا واتقوا لك كفرنا عنهم سيئاتهم ولا دخلناهم جنة النعيم. ولو انه اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم اي عملوا عليها كما هو من جملتها اتباع سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم لما هو مرقوم في كتبه بقوله تعالى الذي يتبعون الذين يتبعون الرسول هي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل. لكنوا من فوقهم ومن من تحت ارجلهم ان يباركوا في ارزاقهم لقوله تعالى يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا. منهم منهم امة مقتصدة. متوسطة يعملون صالحا واخر سيئا وكثير فيما يملكون من قطم ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير. قل يا اهل الكتاب لا تغنوا اي لا تجاوزوا الحد في دينكم غير منهم ساء ما يعملون. لهذا دلالة على ان سعة الرزق له سببان. سبب شرعي وسبب كوني والسبب الشرعي هو اقامة المنزه. السبب الشرعي اقامة المنزه. السبب الكوني والسعي في الارض الظرب والسعي في الارض بالتجارة والزرع وغير ذلك. نعم كلما انزل اليك من ربك من القرآن لقوله تعالى انا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا. وان لم تفعل ابلاغ كل ما انزل اليك فما بلغت رسالته اي كانك ما بلغت شيئا منها والله يعصمك من الناس لن يصلوا اليك ان الله لا يهدي القوم الكافرين الى يمكنهم من لا يمكنهم من قتلك لقوله تعالى قل يا اهل الكتاب على شيء معتد به من الدين اي ليس لكم حظ من الدين حتى تقيموا التوراة والانجيل وما انزل اليكم من ربكم كما مر ولا كثيرا منهم ما انزل اليك من ربك اي القرآن لقوله تعالى وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا. طغيانا وكفرا مفعولا به ليزيدن لعنادهم. فلا تأس على القوم الكافرين ان الذين امنوا والذين هادوا لليهود والصابرون الذين لا مذهب لهم عطف على محل اسمه ان على الابتداء. والنصارى سواء اي ليس احد اي ليس لاحد منهم مزية عند الله من حيث هو مخلوق. رد على اهل الكتاب حيث زعموا نحن ابناء الله واحباؤه من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا كائنا من كان ومن اي قوم كان لقوله تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. لقد اخذنا ميثاق بني اسرائيل على هذه الاحكام لا تعبدون الا الله وبالوالدين احسانا وذي اليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا واقيموا الصلاة واتوا الزكاة وارسلنا اليهم رسلا كلما رسول بما لا تهوى انفسهم لانهماكهم في الهوى فريقا كذبوا وفريضا كانوا يقتلون وحسبوا الا تكون فتنة مؤاخذة على هذا الفعل فعموا اي عميت قلوبهم لقوله تعالى فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وصموا عن استماع الحق لقوله تعالى ولهم اذان لا يسمعون بها ثم تاب الله عليه موفقهم للتوبة والانابة ثم عموا صموا كثير منهم والله بصير بما يعملون. في قوله تعالى والصابرون قال الشيخ عطف على محل اسم ان على الابتداء. لان محل اسم انه مبتدأ والرفع والصابئون. لان ان لو لم يكن موجود الذين امنوا والذين هادوا والصابرون والنصارى ما في اي اشكال لكن لما وجد ان فمحله الرفع لكن ان تنصب الاسم. فلماذا لم يأتي الصابئون منصوبا؟ ان الذين امنوا والذين هادوا والصابئون جاء مرفوعا والنصارى. قال العلماء عطف على محل اسم ان على الابتداء. وهنا يأتي السؤال قال البلاغي لماذا جعل الصابرين عطفا على المحل من دون الذين امنوا والذين هادوا قال شيخ الاسلام وغيره السبب في ذلك ان المؤمنين ارفع منهم درجة وان الذين هادو ارفع منهم درجة وان كانوا في الكفر سواء. لكن الصابرون متقدم زمانا على ممدوحين هنا وعلى المذكورين هنا. وهم مؤمنوا اهل الكتاب واليهود والنصارى. الصابرون المتقدم عليهم لذلك رفعه حتى يكون له تقدم في الرفعة فقط. نعم. التعسف على كل حال نعم. لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم. وقال المسيح يا بنيس اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواهن وما للظالمين من انصار. مر قول المسيح بالجزء الثالث لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة من الاب والابن وروح وما من اله الا اله واحد وان لم ينتهوا عما يقولون القول المذكور في حق اله لا يمسن الذين كفروا واصروا على الكفر منهم اليم في الدنيا وفي الاخرة. افلا يتوبون الى الله ويستغفرونه. والله غفور رحيم. ما ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل وامه امة لله صديقة طائعة له. كان اي المسيح وامه يأكلان الطعام ايهما محتاجان في البقاء الى الطعام فكيف هما الهان والمحتاج الى شيء لا يكون الها لقوله تعالى الحميد انظر كيف نبين لهم الايات اي الدلائل على بطلان الوهية المسيح ثم وقد اشار سبحانه بقوله ما المسيحون مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل الا الى دليل الاستقراء على بطلان مذهب النصارى وبقوله وامه وقوله كانا يأكلان الطعام الى دليل الخلف فيتدبر قل لا تعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضراء ان لم تعدوهم ولا نفعا فانظر كيف فانظر كيف منع الله سبحانه والمسلمين عن عبادة غيره بقوله تعالى ما لا يملك لكم الى اخره وقال لرسوله عليه السلام الحق ولا تتبعوا اهواء قوم اي اسلافكم قد ضلوا من قبل واضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل اي التوحيد الخالص قضيت على حكاية عن المسيح ان الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم. قال بعض المفسرين قد ظلوا من قبل اي من قبل حين نزول التوراة. واضلوا كثيرا بعد نزول التوراة. وظلوا عن سواء السبيل عند نزول القرآن فهم في احوالهم كلها ليسوا على هداية تامة. نعم. فهواء اجداد هؤلاء هذه حالهم. ظلوا من قبل وقت نزول التوراة اضلوا كثيرا بعد نزول التوراة. وظلوا عن سواء السبيل بعد نزول القرآن. وهذا حاله. نعم. لعن الذين كفروا باحكام الله من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم بل على لسان كل رسول لقوله تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وفي كتب النصارى مرقوم هكذا. ذلك السب واللعن بما عصوا وكانوا يعتدون حدود الله. كانوا لا فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون. ترى كثيرا منهم من اهل الكتاب يتولون الذين كفروا من مشركي العرب وهم ينكرون النبوة ويسبون وهؤلاء يوالونهم بل يمدحونهم على شركهم وكفرهم لقوله تعالى الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبة والطاغوت للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا. لبئس ما قدمت لهم انفسهم ان سخط الله عليهم ان مع مدخولها مخصوص بالذنب وفي العذاب هم خالدون. ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي محمد عليه الصلاة والسلام وما انزل اليه فاتخذوهم اولياء لان من امن به عيسى لا يوالي الكافرين لقوله تعالى لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم وادون من الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابناء او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه. ولكن كثيرا منهم فاسقون اي خارجون من حكم الله لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا لقساوة قلوبهم لقوله تعالى بل عليها بكفرهم ولتجدن اقربهم من اقرب الناس مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى مهملة بقوة الجزئية اي بعضهم الذين مالوا الى الاسلام بل اسلموا والا فاكثرهم واليهود سواء لقوله تعالى ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم المودة للمؤمنين بل بان منهم قسيسين علماء راسخين ورهبانا زهادا وانهم لا يستكبرون عن قبول الحق رسول محمد عليه السلام ترى اعينهم تفيض اي تسيل من الدمع من ما عرفوا من الحق. يقولون ربنا امنا فاكتبنا مع الشاهدين وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق وما لنا لا نطمع ان قيل لنا ربنا مع القوم الصالحين. فاثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب الجحيم. يا ايها الذين امنوا لا تتأثروا بل ان صواب ترك الطيبات لا تحرم طيبات ما احل الله لكم اضافة بيانية ان يباح لكم بعدم المنع ولا تعتدوا في الاكل ان الله لا يحب المعتدين كلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي انتم به مؤمنون. لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم بالتحريم من من غير قصدي من غير قصد لسبق اللسان كقول الرجل حين الكلام لا والله وبلى والله. لقوله تعالى والذين هم عن اللغو معرضون ولكن يؤاخذكم بما ما عضتم الايمان بالقلوب فكفارته ان حنثتم اطعام عشرة مساكين من اوسط ما تطعمون اهليكم او كسوتهم قميص وازار وعمامة بقوله تعالى ويلبسون ثيابا خضرا من سندس واستبرق او تحرير رقبة اي اعتاق رقبة اية رقبة كانت لقوله تعالى يعلم وانتم لا تعلمون. فمن لم يرد لعدم وجدان الرقبة او عدم الاستطاعة فصيام ثلاث ايام اي عليه صيام ثلاثة ايام. ذلك كفارة ايمانكم اذا حلفتم واحفظوا ايمانكم عن كذلك يبين الله لك كذلك يبين الله لكم اياته احكامه لعلكم تشكرون نعمائه. يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب اي الاشراك بالله بوجه كان لقوله تعالى ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فان فعلت فان كيدا من الظالمين. والازلام اي الاستقسام الى ازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر اي بسبب الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة لانه اظهر لانه اظهر عداوته من قبل بقوله بقوله ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شماتهم ولا تجد اكثرهم شاكرين. فهل انتم واطيعوا الله واطيعوا الرسول واحذروا عذابه سبحانه عن عصيانه عليه السلام لقوله تعالى فتنة او يصيبهم عذاب اليم. فاذا توليتم عن الطاعة فاعلموا ان ما على رسولنا البلاغ المبين وهو لا يسأل عن اصحاب الجحيم لقوله تعالى فان عليك البلاغ وعلينا الحساب. ليس على الذين امنوا وعملوا الصالحات جناحهم فيما طعموا واكلوا وشربوا حلالا اذا ما اتغوا المحارم وامنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وامنوا ثم اتقوا واحسنوا كلها للتأكيد في قوله تعالى كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون الله المحسنين اي العاملين باعمال حسنة لقوله تعالى تلاحظون الحدود اسمعوا ليبلونكم الله ليمتحننك اي ليمتحنكم الله في الحج بشيء من الصيد يكون قريبا بحيث تناله ايديكم وايماحكم ان يعلم الله من يخافه بالغيب. اي ليظهر من اي ليظهر من ان يظهر من يخشى الله من غير رؤيته لقوله تعالى عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال سواء منكم من اسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف وسارب من نهار فمن اعتدى فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب اليم اي مؤلم. يعني في هذه الاية دلالة واضحة على ان الانسان في الطاعة قد يبتلى. هؤلاء حجاج والله سبحانه وتعالى يبتليهم بشيء من الصيد لماذا يبتليهم بشيء من الصيد وهم حجاج ليزدادوا ايمانا في صبرهم. فالمصلي يبتلى والصائم يبتلى والمزكي يبتلى والمتصدق يبتلى. والمحرم يبتلى والحاج والمعتمر يبتلى ومن اراد الزواج والتعفف يبتلى ومن اراد الاولاد والصلاح يبتلى فكل طاعة بدلالة هذه الاية مقرونة بالابتلاء لذلك لابد من الصبر. نعم ثم حرم المحرمون لقوله تعالى حل لكم صيد البحر كما سيأتي ومن قتله منكم متعمدا فجزاء اي فعليه جزاء مثل ما قتل من النعم بيان الجزائر اي الابل والبقر والغنم يحكم به اي بمثله اثنان ذوى عدل منكم هديا بالغ الكعبة حال مقدرة من الجزائرية اي يهدى به الى الحرم فيذبح هناك او كفارة طعام مساكين وعدل ذلك مثل ذلك صياما ثلاثة ايام لقوله تعالى وعلى الذين يطيقونه فتنة عام مسكين ليذوق وباء امره الذي ارتكب عفا الله عما سلف مضى من صنيعكم ومن عاد الى فعله مرة اخرى فينتقم الله منه فيعذبه وان لم يتب والله عزيز ذو انتقام احل لكم صيد المهدي في حال الاحرام وغيره وطعامه حل لكم متاعا وطعامه حل لكم متاعا لكم وللسيارة المسافرين وحرم عليكم صيد البر فقط ما دمتم حرما اي محرمين. واتقوا الله الذي اليه تحشر وتجمعون. جعل الله الكعبة البيت الحرام اذا العزة قياما للناس اي المسلمين المعظمين اياه والشهر الحرام والهدي والقلائد ان يكون امر المسلمين منظما ما دامت الكعبة مرجعا في الحج لقوله تعالى واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا ذلك الاظهار لتعلموا ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض كيف ينظم الامور الرضا من كل وان الله بكل شيء عليم. وان الله بكل شيء عليم. اعلموا ان الله شديد العقاب لمن يعصيه غفور رحيم لمن يطيعه. ما على الرسول الا البلاغ ولا يسأل من اصحاب الجحيم لما دخلوها؟ والله يعلم ما تبدون وما تكتمون لقوله تعالى ان الله ما يقبل عليه شيء في الارض ولا في السماء قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو اعجبك كثرة الخبيث اي وان كان اصحاب الشرك والبدعة اكثر اكثر من الواحدين فهم ليسوا سواء عند الله لقوله تعالى وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله وقله تعالى فاتقوا الله يا اولي الالباب لعلكم تفلحون. يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء ان تبدى لكم تسؤكم اي لا تسألون عن احكام لم تؤمروا بها من الجهاد وغيره لما في وجوب امر تكليف لما في وجوب امر تكليف امر تكليف عليكم بل اعملوا ما امرتم وانتهوا عن ما نهيتم لقوله تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وان تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبدى لكم بوجوب الحرمة فتكون فيها مشقة عليكم. عفا الله عما فيما سلف. والله غفور حليم. قد سأل قوم من قبلكم ثم اصبحوا بها كابرين ممكن انك تقوم ضالوت لقوله تعالى فلما كتب عليهم القتال تولوا الا قليلا منهم والله عليم بالظالمين. فلا تكونوا ايها المؤمنون مثل البحيرات وغيرها من الدين. والحال انه ما جعل الله واما شرع من بحيرة ولا سائبة ولا وسيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب بالنسبة الى الله واكثرهم لا يعقلون حيث قالوا هذا الحكم حيث قالوا هذا حكم الله لقوله تعالى واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها اباءنا والله امرنا بها. وهذه الاية هذه الاية ومثيلاتها في الدلالة على التحذير من البدع. فهؤلاء ابتدعوا طرقا مثل البحيرة والسائبة والوصيلة والحام للتقرب الى الله عز وجل والى اصلابه. فالله سبحانه وتعالى ذمها عليه. وبين انها من على ديني يفترون على الله الكذب حيث يقولون ان هذه قربة الى الله. فليحذر من يبتدع واعيادا او عبادات او طرقا يزعم انها تقربه الى الله بدون برهان من كتاب الله سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. نعم يأتي لقوله تعالى ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا الرحيما والى سنته بعد وفاته لقوله تعالى واخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم ها انا ان يتبعوا ما الفينا عليه اباءنا ايتبعون اباءهم ولو كان ابائهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون ولا يهتدون سبيلا يا ايها الذين امنوا عليكم انفسكم احفظوا انفسكم بتعمير الاحكام لا يضركم من ضل اذا اهتديتم من جملة اهتدائكم تذكيرهم لقول تعالى وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون. الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون فيجازيكم يا ايها الذين امنوا من اهتدائكم شهادة بينكم واشادة معاملاتكم مبتدأ مبتدأ اذا حضر احدكم الموت متعلق بالشهادة حين الوصية بدل من اذا اثنان اذا واحد منكم مسلمين او اخران ينبغيكم الكفار خبر بتقدير المضاف شهادة اثنين ان انتم ضربتم في الارض اي السدر فاصابتكم مصيبة الموت هي اثاره شر شرط لضبطه في يد شرط للربط كيفية واداء الشهادة انكم تحبسونهما اي تقيمان الشاهدين من بعد الصلاة اي بعد صلاة العصر او ايات صلاة فينقسم بالله ارتبتم شر القسم ان يقسمان قائلنا لا نشتري به ثمنا عوضا نقول حقا ولو كان المشهود له ذا قربى ولا نكتم شهادة الله شهادة الشهادة التي امر الله بادائها لقوله تعالى ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه واثم قلبه انا اذا لمن الاثمين اي ان كتمناها فان عثر وعلى انه ما استحق استوجب اثما بالشهادة الكاذبة فاخران يقومان مقامهما مقام الشاهدين المذكورين من الذين استحق ان وجب عليهم بتلف حقوقهم من الاوليان الاقربان من الميت بدل من اخران. فيقسمان بالله لشهادتنا احب اي اصدق من شهادتهما اللذين استحقا. اي الذين استحقا اثما وما اعتدينا بالشهادة الكاذبة انا ان كتمناها اذا لمن الظالمين. ذلك الطريق ادنى ان يأتوا الشهداء بالشهادة على وجهها كما هي ان ترد ايماننا على مرتبة بعد ايمانهم فيفتضح بتكذيبهم اياهم. واتقوا الله في اداء الشهادة واسمعوا والله لا يهدي القوم الفاسقين هداية خاصة باولياء لقوله تعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. والمعنى انكم ان سافرتم وكانت عندكم سلعة واسباب فاحتضرتم فعليكم ان توصلوا رجلين من اصحابكم في السفر ان يبلغا متى ان يبلغا ان يبلغا متاعكما اهليكم. وما بدا لكم ان توصوا لاحد من شيء من مالكم فاوصوا اليه ما ينبغي ان يكون الوصيان مسلمين فان لم يكونا مسلمين فمن غيرهما فيؤديان الشهادة عند الحاكم بوصية الميت فان علم انهما كذبا في اداء الشهادة لرعاية الموصى له او لطمع منه او خانا فليشهد الاوليان من الميت بانهما كذب ان عندنا دلائل وقرائنا كذا وكذا ثم يفصل القاضي على شهادة الاوليين. وان قام ان قام الدليلاوي طين تأدوا الشهادة كاملة ذاكرين. ذاكرين يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا مجيبتم من قبل من قبل اممكم في جميع مدة الدنيا قالوا لا علم لنا في وقت من الاوقات يوم القيامة يجهلون وفي وقت يشهدون لقوله تعالى فكيف اذا جئنا من كل بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا. انك انت علام الغيوب. ربنا انك تعلم ما مخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الارض ولا في السماء. اذكروا قصة المهتدين. اذ قال الله يا عيسى ابن مريم كان في هذه الدنيا اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك مريم الصديقة اذ ايدتك قويتك بروح القدس جبريل لقوله تعالى قل روح القدس من ربك بالحق واثر واثر التأييد واثر التأييد انك تكلم الناس في المهد وكلائذ يعض الناس طفلا وكان لقوله تعالى قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا؟ قال اني عبد الله اتاني الكتاب وجعله نبيا واذ علمتك الكتاب السماوي اي معانيه والحكمة الفهم لامور الدين والتوراة والانجيل تخصيص بعد التعميم واذ تخلق تهيئ من الطين سورة كهيئة الطير باذني فتنفخ فيها فتكون طيرا باذني. وتبرئ الاكمام والبعص باذني واذ تخرج الموتى من القبور بإذن تحييها لقوله تعالى الا وابرئ الاكمى والابرص نحيي الموتى باذن الله. قيد كل قيد كل ذلك بقيد الاذن لدفع التوهم للروحية كما زعمت النصارى هداهم الله. كان من معجزاته عليه السلام المذلة المذلة لاقدام النصارى لاجل ذلك قيد باذن الله. واذ كثفت بني اسرائيل عنك امام مكنت ومنطقتك لقوله تعالى وما قتلوه يقينا بل رافعه الله اليه. اذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منه من هذا الذي اظهرت لنا من من المعجزات الا سحر مبين تسحر به اعيننا. واذا اوحيت الى الحواريين ان امنوا بي وبرسولي عيسى وفقتم للايمان لقوله تعالى وما كان لنفس ان تؤمن الا باذن الله قالوا امنا واشهد يا عيسى باننا مسلمون اي يطيعونني الله. اذ قال اذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك ان ينزل علينا ماء من السماء. قال عيسى اتقوا الله من هذا السؤال بهذا العنوان لان الله تعالى قادر على كل ممكن فانتهوا عن هذا السؤال بهذا العنوان قالوا ليس لنا نية فاسدة بل نريد ان نأكل منها وتطمئن به قلوبنا بظهور كما لقدرة الله كما قال ابراهيم عليه السلام حين سأله سبحانه اولم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي. ونعلم علم اليقين ان اي انك قد صدقتنا فيما اخبرتنا ونكون عليها من الشاهدين. نشهد على معجزاتك ونستدل بها على الناس على رسالتك فلما رأى عيسى اخلاص نياتهم وعلم ان نزول المائدة ممكن بنفسه ليس بمحال لانها مخلوقة حيثما كانت في الارض وفي السماء. قال عيسى ابن مريم داعيا الى الله انا انزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا. اي يوم سرور باعطاء نعمتك بدل من لنا بالرؤية واخينا بالسماع وتكون المائدة اية منك دالة على نبوته وارزقنا وانت خير لكن متى نزلت وقت التكلم او بعده؟ العلم عند الله واذكروا اذ قال ان يقول الله توبيخا للنصارى يوم القيامة لقوله تعالى يوم ينفع الصادقين صدقهم ستأتي يا عيسى بن مريم انت قلت للناس اتخذوني وامي الهي ادين من دون الله كما زعمت امتك الغاوية. قال المسيح سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي حق. لانك تعلم ما في في نفسي ولا اعلم ما في نفسك اي في غيبك. انك انت علام الغيوب ما غاب عنا وعن جميع الخلق ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم والمذكور في الانجيل الموجود هكذا وكنت وعليهم شهيد ناظرا لحركاتهم ما دمت فيهم موجودا. فلما توفيتني بتوفية حياتي الاولى في الدنيا كنت على كل شيء شهيد ان تعذبهم فإنهم عبادك لا يجدون ملجأ سواك وان تغفر لهم انك انت العزيز الغالب على امره الحكيم في صنعه. لعله فيها شفاعة لهم لكن بالتلميح لا بالتصريح لقوله تعالى والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين. قال الله في جواب عيسى هذا اليوم اي يوم القيامة يوم ينفع الصادقين في اقوالهم صدقهم ويكون كذب الكاذبين وبالا عليهم لهم اي للصادقين جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابد، رضي الله عنهم ورضوا عنه في الدنيا والاخرة ذلك الرضا الفوز العظيم. وكذب هؤلاء الضانون وكذب هؤلاء الضانين وكذب هؤلاء الضانين ونهيتك ظاهر لانه لله ملك السماوات والارض وما فيهن في الجو وغيره كل شيء قدير وهؤلاء اعتقدوا فيك الالوهية فلا يفلحون لقوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به نغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وقوله تعالى ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق. اللهم اجعلني من الموحدين امين. امين. اسأل الله ان يجعلنا واياكم من الموحدين. وان يميتنا على التوحيد. الذي به ارسل الله وانزل الكتب احسنت بارك الله فيك. قراءة مع الشيخ عبد السلام. في قول الشيخ في الصفحة المقابلة في السطر الثامن لما اتكلم عن المائدة قال لكن متى نزلت؟ يعني المائدة وقت التكلم او بعده العلم عند الله. هذه هذان قولان هناك قول ثالث وهو انها لم تنزل لان الله لما قال فاني منزلها عليكم فمن يكفر منكم بعد فاني اعذبه عذابا لا اعذبه احدا من العالمين. قال بعض المفسرين فحينها كف عيسى تسمع ليس هذا حجة. فانتم تنكرون اشياء اكثر من هذا عن عيسى عليه السلام. تنكرون نبوته رأسا على عقب. تدعون انه ابن اله عياذا بالله. نعم. قال رحمه الله تعالى سورة الانعام مكية وهي مئة وخمس وستون اية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور اي خلقها واوجدها من العدد لقوله تعالى خالق كل شيء ثم الذين كفروا بربهم متعلق بكفروا يعدلون من العدول ينحرفون عن سواء الصراط ان ينحرفون عن سواء الطريق لقوله تعالى وان الذين لا يؤمنون بالاخرة عن الصراط هو الذي خلقكم من طين ادم ثم قضى اجلا اي وقت الموت واجل مسمى عنده وهي الحشر والنشر لقوله تعالى ان الله عنده علم الساعة ثم انتم تمترون تشكون في اخباره كلمة ثم للتراخي في بيان لا في الجعل فافهم وهو الذي في السماوات وفي الارض اي هو سبحانه مع كل مخلوق بلا كيف كقوله تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم. ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معه بين كما كانوا يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون من الخير والشر فلذا ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم. وما تأتيه من الكفار من اية من ايات ربهم اي واقعة عجيبة من الاعاجيب المصنوعات داء على كمال قدرته وصحة نبوة النبي عليه السلام الا كانوا عنها معرضين لقوله تعالى وكأي من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون. فقد كذبوا بالحق اي القرآن لما لقوله تعالى وبالحق انزلناه وبالحق نزل فسوف يأتي من باء ما كانوا به يستهزئون بقولهم هل ندلكم زمان كقوله تعالى واسأل القرية مكناهم في الارض ما لم نمكن لكم ايها الكفار لقوله تعالى وكذب من قبلهم وما بلغوا معشار ما اتيناهم وارسلنا السماء عليهم مدرارا اي مطرا كثيرا وجعلنا الانهار تجري من تحتهم فالكناهم بذنوبهم بعصيانهم رسل الله. وانشأنا من بعدهم قرنا اي قرن اخرين هذا البيان كمثل قوله تعالى وما ارسلنا في قرية من نبي الا اخذنا اهلها بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مسئبائنا الضراء فاخذناهم بغتة وهم لا يشعرون. ولو نزلنا عليك كتابا اي مضمونا مكتوبا في قرطاس كما ايطلبون منك لقوله تعالى وقالوا لن نؤمن لك الى قوله او ترقى او ترقى في السماء ولن نؤمن نرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرأه. فلمسوه بايديهم ايتيقنوا بنزول الكتاب باللبس لقال كفروا ان هذا الا سحر مؤمن لقال الذين كفروا ان هذا الا سحر مبين ولا يؤمنون به لقوله تعالى ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله. وقالوا لولا انزل عليه ملك فيمشي معه يحثهم الناس على اتباعه لقوله تعالى لولا انزل اليه ملك فيكون معه نذيرا. ولو انزلنا ملكا لقضي الامر ثم اينظرون يمهلون ولو جعلناه اي الرسول ملكا لجعلناه رجلا اي في سورة الرجل ليأنسوا به لقوله تعالى وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ولا لبسنا عليه مي خلطنا عليهم ما يلبسون نسبة اللبس الى الله تعالى كنسبة المعلول الى علة العلل لقوله تعالى تعلمونهن مما علمكم الله ان يشكون فيه ايضا كما يشكون فيك اليوم لقوله تعالى يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول الا كانوا به يستهزئون. يعني قول الشيخ ولبسنا عليهم اي خلطنا عليهم ما يلبسون نسبة اللبس الى الله كنسبة المعدول الى علة العلل هذا كلام يستقيم لان الله سبحانه وتعالى الاصل انه يبين سبحانه وتعالى يرسل الرسل وينزل الكتب. فلماذا يلبس عليهم يلبس عليهم لانهم يلبسون فهم علة تلبيس الله لهم. هذا مثل فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم. ما في اي اشكالية نعم فلا تبالي ولقد استهزأ برسل من قبلك فحاق نزل بالذين سخروا من منهم اي الرسل ما اي اي جزاء ما كانوا اي الكفار به يستهزئون. قل سيروا في الارض ثم انظروا كيف فكان عاقبة المكذبين الرسل. فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا ومنهم من اخذته الصيحة ومنهم من به الارض ومنهم من اغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم قل يا محمد تبكي لهم لمن ما في السماوات والارض بل وما تحت الثرى اخبروني من مالكها كلها قل انت سابقا كلها لله وحده لا شريك له. مع هذا الحكم والسياسة كتب على نفسه الرحمة اي اقتضت نفسه ان ترحم ومن رحمته ان يرسل الرسل لقوله تعالى وما ارسلناك الا رحمة للعالمين الى اي في يوم القيامة لا ريب فيه كقوله تعالى وان الساعة اتية لا ريب فيها الذين خسروا انفسهم بتعريضها الى بتعريضها على العذاب فهم لا يؤمنون لا يصدقون بيوم الجزاء مر مثله في الجزء الاول. وله اي لله ما سكن اطمأن في الليل والنهار اي كل مخلوق وهو السميع لدعائهم العليم بنياتهم. موضعين مر معنا ليجمعنكم الى يوم القيامة قال في يعني يجوز آآ تفسير الحرف ببعض معناه وهو فيه فان قال قائل فلم لم يقل ليجمعنكم في يوم القيامة؟ لان في يقال للظرف الموجود والى للظرف المعدوم والقيوم يوم القيامة لم يوجد بعد فكان الى انسب من كلمة فيه. نعم اتخذوا وليا فاطر السماوات والارض وهو يطعم ولا يطعم كقوله تعالى والذي هو يطعمني ويسقين. قل اني امرت ان اكون اول من اسلم انقاد وامرني الله مخاطبا لا تكونن من المشركين النهي للاستمرار لا للانشاء لقوله تعالى وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم ايات الله وفيكم رسوله. قل اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم لاني عبد من عباده مكلف باحكامه كسائر العباد لقوله تعالى لان اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين. من يصرف العذاب عنه يومئذ يوم القيامة فقد رحمه الله وذلك الفوز المبين لقوله تعالى فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز. واسمع يا محمد ومن اتبعك ان يمسسك الله بضر بلاء في البدن او في الاهل او المال فلا كاشف دافع له الا هو. وان يمسسك بخير بفضل فلا راد لفضله فهو على كل كل شيء قدير. والمعنى ان الله وحده متصرف في هذه الامور كلها لقوله تعالى قل من بيده ملكوتكم. قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون. سيقولون لله قل فانا يسحرون وهو القاهر الغالب فوق عباده لا يفوتونه وهو الحكيم فيما يفعل بهم الخبير بحالاتهم وحاجاتهم قل اي شيء اكبر شهادة تمييز من النسبة اي شيء شهادته اكبر. قل الله شهيد بيني وبينكم يشهد لي بل يفصل وهو خير الفاصلين. وهو على شهادته اخبركم انه انه اوحي الي فهذا انه اوحي الي هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ القرآن اياه. والمعنى اني الله الى الناس كلهم لقوله تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا. انكم لتشهدون ان مع الله الهة اخرى قل لا اشهد على مثل هذا البديهي البطلان. قل انما اشهد على انه هو اله واحد وانني بريء مما تشركون بالله غيره. الذين اتيناهم الكتاب من قبلكم من اليهود والنصارى يعرفونه اي التوحيد وان لم يسلموا كما يعرفون ابناءهم لما هو مذكور في كتبهم لكن الذين خسروا انفسهم بامالتها الى الدنيا وبها فهم لا يؤمنون. ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا بادعاء النبوة اشارة الى نفسه او كذب باياته احكامه انه لا يفلح يفوز الظالمون فيه وضع الظاهر موضع المدبر. اي لا يفلح المفترون والمكذبون فانهم ظالمون ونجزيهم يوم نحشرهم المشركين جميعا ثم نقول للذين اشركوا ثم نقول للذين اشركوا واين شركائكم الذين كنتم تزعمون اياهم شركائي ثم لم تكن فتنتهم جوابهم مستلزم للفضيحة الا ان قالوا والله ربنا ما كنا مشركين. بل لم نكن ندعو من قبل شيئا. انظر كيف كذبوا على انفسهم بنفي الشرك عنهم وضل عنهم ما كانوا يفترون بقولهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله. وقولهم ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. ومنهم الكافرين من يستمع ان يصدر السمع اليك ظاهرا وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه وفي اذانهم وقرا ثقلا لكفرهم وعنادهم. لقوله تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. وان يروا كل اية مرئية من الايات الافاقية والمعجزات النبوية لا يؤمنوا بها عنادهم وجهلهم حتى ابتدائية اذا جاءوك يجادلونك في الحق بيان بيان جدالهم انه يقول الذين كفروا ان هذا اي القرآن الا اساطير الاولين اي ليس فيه امر عجيب لا نقدر عليه لقوله تعالى فعله ماذا عليهم؟ لقوله تعالى لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. ولو ترى ايها الرأي ذوق يوقفون على النار فقالوا ان يقولون يا ليتنا نرد الى الدنيا فنعمل غير الذي كنا نعمل. ويكون الرد سببا ويكون الرد سبب الا نكذب بايات ربنا ونكون من المؤمنين بعد الرد الى الدنيا بما حصل لهم من بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل بل ويظهرون ويظهرون عن انكار الحشر والنشر ولو ردوا اعادوا لما نهوا عنه من الشرك والكفر والبدع وشقاق الرسول عليه السلام. وانهم لكاذبون في قولهم يا ليتنا نرد المتضمن للوعد بالاعمال الصالحة لقوله تعالى حتى اذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعون اني اعمل صالحا فيما تركتك الا انها كلمة هو قائلها. وقالوا ان ايماها هي الا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين ليوم الحشر. ولو ترى اذ وقفوا على ربهم قال اليس هذا العذاب بالحق؟ قالوا بلى وربنا. قال ان يقول الله تبارك وتعالى على لسان الملائكة لا بنفسه لقوله تعالى ولا الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم. فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون. قد الذين كذبوه بلقاء الله اي جزائه اي جزاؤه يظهر خسرانهم يوم الجزاء لقوله تعالى قل ان الخاسرين الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة الا ذلك هو الخسران المبين. حتى ابتدائية اذا جاءتهم الساعة اي مقدمة الساعة وهي الموت لقوله تعالى ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت كيف تباسطوا ايديهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق بغتة فجأة بلا بلا سبق علمهم لقوله تعالى وما تدري نفس باي ارض تموت قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا قصرنا فيها اي في امرها من السعي في الاعمال الصالحة وهم يحملون اوزارهم اثامهم التي نسبها على ظهورهم على ما يزرون يحملون. وما الحياة الدنيا الا لعبوا وله في حق باكثر الناس لقوله تعالى رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة. وقوله وقليل من عبادي الشكور ولا الدار الاخرة خير للذين يتقون افلا تعقلون ان من كانت له عاقبة الدار خير ممن خسر فيها انه ليحزنك ايها الذي يقولون ان ينسبون اليك ما لا يليق بشأنك بقوله مضى سحلاب بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا باية كما ارسل الاولون. فانه الفاء علي لا يكذبونك حقيقة ولكن الظالمين بايات الله يجحدون يكفرون لقوله تعالى من يطع الرسول فقد اطاع الله فكل امرهم الي لقوم. فكل امرهم الي لقوله تعالى ذرني ومن خلقت وحيدا ولقد كذبت رسل كثير من قبلك فصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى اتاهم نصرنا فبهداهم اقتدي ولا مبدل لكلمات الله اي ما تكلم به حقيقة وما كتبه سبحانه في اللوح المحفوظ. لانها متيقنة لا يستطيع احد ان يبدل امرا اخبر سبحانه بوقوعه بعدم وقوعه. لقوله تعالى وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدلا لكلماته. ولقد جاءك من قبل هذا من نبأ المرسلين فكيف تضطرب والحال انهما يقال لك الا ما فقيل للرسل من قبلك وان كان كبر عليك ايها الرسول عراضه فاصبر والا فان استطعت ان تبتغي نفقا سربا في او سلما مصعدا في السماء فتأتيهم باية مما اقترحوا بقولهم لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الاضيم الى قوله تعالى او تبقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا حتى تنزل علينا كتابا نقرأ قل سبحان ربي هل كنت الا بشرا رسولا؟ اي ان كان في وسعك هذا فافعل. فالشرطية الثانية جزاء للشرط الاول يعني اذ ليس في وسعك ما يطلبون منك لانك رسول. وما كان لرسول ان يأتي باية الا باذن الله فاصبر وانتظر امرنا. ولو شاء الله لجمعهم على الهدى لهداهم اجمعين بالاجبار لقوله لو شئنا لاتينا كل نفس هداها لكن ما اجبرهم لقوله لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا فصام لها. فلا تكونن من الجاهلين. النهي والاستمرار الى انشاء بنيت على ما انت بنعمة ربك بمجنون. وان لك لاجرا غير ممنون وانك لعلى خلق عظيم انما يستجيب يجيب الذين يسمعون. سماع قبول سماع قبول. والموتى اي الكفار المشبهة كالمشبهة بالموتى في عدم سماعهم سماع قبول لقوله تعالى انك لا تسمع موتى ولا تسمع الصم الدعاء اذا ولوا مدبرين. هذه الاية فيه تشبيه الكفار بالموتى في عدم سماعه. وهذا ظاهر في ان الموتى لا يسمعون. اذ لو كان الموتى يسمعون لما صح التشبيه وهذه حجة لمن قال بان الموت لا يسمعون وهو الصواب. وارجعوا الى كتاب الذي العلامة ملاي القارئ الحنفي في بعنوان الايات البينات في عدم سماع الاموات عند الحنفية السادات فكيف يذهب العاقل الى القبر ويخاطبه ويدعوه ويطلبه؟ والله يقول انما يستجيب الذين يسمعون والموتى لا والموتى لا يسمعه. والموتى يبعثهم الله ثم اليه يرجعون. فهم لا يسمعون وهم ثم ايضا لا يقدرون على بعث انفسهم. ولا على ارجاع انفسهم فكيف يقدرون على نفعكم؟ وضركم؟ نعم والموتى يبعثهم الله ثم اليه يرجعون فيجازيهم. وقالوا لولا نزل عليه اية من ربه مما اقترحنا كما سبق انفا لقوله وان يروا اية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر على ان ينزل اية ليس في وسعي شيء لقوله تعالى وما كان لرسول ان يأتي باية الا باذن الله ولكن اكثرهم لا يعلمون ان من نخاطبه بانزال الاية ليس له دعوة لانزالها لقوله ليس لك من الامر شيء وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا ومن امثالكم اي انواع كما انكم ايها الناس نوع ما خلطنا تركنا في الكتاب اي علم الباري بشيء لقوله وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا ياب الا في كتاب مبين. اي ما اي ما خفي عنا شيء مما كان ومما هو كائن كقوله تعالى عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال سواء منكم من اسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار. ثم الى ربهم يحشرون يجمعون فيجازيهم على اعمالهم. والذين كذبوا باياتنا اصروا على التكريم عنادا صم عن استماع الحق وبكم عن بيان الحق في الظلمات الكثيرة ظلمة الكفر والهوى والعناد والشهوات نفسانية ظلمات بعضها فوق بعض اذا اخرج يده لم يكد يراها. من يشأ الله يضلله ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم لكن لمشيئته موردا خاصا يستحق بها العبد يستحق بها العبد باختياره لقوله تعالى ان الله لا يظلم مثقال ذا الله وقوله ويهدي اليه من ينيب. قل ارأيتكم هذه الصيغة سماعيا اتاكم ايها الكفار عذاب الله او اتتكم الساعة اي الموت عيانا ووجاها؟ اغير الله كائنا من كان تدعوه لكشف الاهوال كنتم صادقين لان غير الله ينفع بدعائه لا بل اياه تدعون كما تشهد حالكم لقوله تعالى فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. فيكشف ما تدعون اليه ان شاء وتنسون ما تشركون به فكيف تشركون به حال العافية؟ افلا تشكرون؟ ولقد ارسلنا الى امم من قبلك فاخذتم بالبأساء الفقر والضراء المصائب لعلهم يتضرعون يتذللون الينا. فلولا اذ جاءهم بأسنا تضرعوا فنغفر لهم لقوله تعالى ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وامنتم وكان الله شاكرا عليما ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون من سوء الاعمال من الكفر والشرك والبدعة وغيرها اما نسوا ما ذكروا به من التضرع والتذلل في مثل هذه الاوقات والوقائع فتحنا استدراجا عليهم ابواب كل شيء. من المطر الارزاق والصحة حتى اذا فرحوا بما اوتوا من الله. اخذناهم بغتة فاذا هم مبرسون قنطوا من كل خير لقوله تعالى وما ارسلنا في قرية من نبي الا اخذنا اهلها بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون. ثم بدلنا السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس اباءنا الضراء والسراء فاخذناهم بغتة. فاخذناهم بغتة وهم لا يشعرون. فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمدلله رب العالمين اينبغي ان يقال الحمد لله رب العالمين على اهلاكهم لان الظلم يصير سببا لفساد الارض لقوله ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس قل ارأيتم ان اخذ الله سمعكم ابصاركم ايا صمكم واعمى ابصاركم وختم على قلوبكم بكفركم اي سد مواضع الفهم منكم من اله غير الله به بل بكل من اله غير الله يأتيكم به بكل واحد لا لقوله تعالى هل من خالق غير الله من اله؟ من اله غير الله يأتيكم به بكل واحد من اذكره اي السمع والبصر. من يأتيكم به؟ لو ختم الله على القلب من يفتح القافلة من القلب نعم لرأيتكم اتاكم عذاب الله بغتة فجأة او جهرة عيانا بالعلم كقوله تعالى افمن الذين مكروا السيئات ان يخسف الله بهم الاوضاويات يهم العذاب من حيث لا يشعرون. او يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين او يأخذهم على تخوفهم ان ربكم لرؤوف رحيم. هل يهلك الا القوم الظالمون الى يهلك الا الظالمون لقوله تعالى فلما نسوا ما ذكروا به اوتينا الذين ينهون عن السوء واخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون. وما نرسل المرسلين الا مبشرين ومنذرين يا سيدنا مقاطع المستثنى حال اي ما كان لهم حق في الالوهية الا التبشير والانذار فقط. لقوله تعالى ان هو الا عبد انعمنا عليه فمن امن بهم واصلح اي عمل صالحا على تعليمهم فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كذبوا باياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون. قل لا اقول لكم عندي خزائن الله ولا الغيب مطلقا بواسطة او بلا واسطة الا ما اطلعني عليه الله تعالى لقوله تعالى عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول الا من ارتضى من رسول. ولا اقول لكم اني ملك لا اكل ولا اشرب فلما تطعنون في بقولكم ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الاسواق. لولا انزل اليه ملك فيكون معه نذيرا او يلقى اليه كنز او تكون له جنة يأكل منها. وقال الظالمون ان تتبعون الا رجلا مسحورا. ان اتبعوا ما يوحى الي ولا اتبع اهوائكم قد ضللت اذا وما انا من المهتدين. قل هل يستوي الاعمى الضال والبصير المهتدي الذي يهتدي بنور الله تعالى لقوله تعالى مثله في الظلمات ليس بخارج منها. افلا تتذكرون فتتبعون الجهال وتتركون العلماء وانذر به اي بالقرآن الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم ليس لهم في الدنيا ولا في الاخرة. من من دونه ولي يتولى امورهم ولا شفيع يشفع لهم بلا اذن الله تعالى لقوله تعالى يومئذ لا تنفع الشفاعة الا من اذن له الرحمن ورضي له قولا لعلهم يتقون ما نهى الله عنه ولا تطردوا الذين يدعون ربهم بالغداة يريدون وجهه حال من ضميري يدعون اي مخلصين له الدعاء لقوله تعالى وما لاحد عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى. ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء اليس احد منكم ضامنا للاخر بالحساب عند الله؟ لقوله تعالى لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت وقوله ولا تزر وازرة وزر اخرى فتطردهم فتكون من الظالمين النصب المضارع على جواب النفي اي فيكون طردك سبب سبب ان تكون وكذلك فتنا اختبرنا بعضهم ببعض ليقولوا اللام للعاقبة اهؤلاء من الله عليهم من بيننا وهم فقراء محتاجون في معاشهم ليس لهم غنى لانهم يعتقدون ان وسعة الرزق موجبة للهداية والقربة الى الله لقوله وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم. اليس الله باعلم بالشاكرين انعمه الاستفهام للتقرير لقوله تعالى الذين يحقرهم المشركون فقل سلام عليكم اي اي ابدأ اي ابدأ لهم بالسلام وقل لهم تطبيق تطلب وقل لهم طيبا لقلوبهم كتب ربكم على نفسه الرحمة انه بدل من رحمة والضمير للشأن من عمل منكم سوءا بجهالة بغفلة من وقت الارتكاب لقوله تعالى ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون ثم تاب من بعده واصلح فانه غفور رحيم. يغفر لهم ويرحمهم بل يثيبهم على التوبة لقوله تعالى الا ما تابوا وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما. وكذلك يفصل الايات لهداية الناس ليهتدوا وليستبين تتبين سبيل المجرمين فتحترز. قل اني نهيت ان اعبد الذين تدعون من دون الله دعاء يليق بجنابه تعالى لقوله تعالى لا تجعل مع الله الها اخر كائنا من كان قل لا اتبعوا اهوائكم والا قد ضللت اذا وما انا من المهتدين. اذ لا هداية في ترك التعمير احكام الله لقوله تعالى قل ان هدى الله هو الهدى. فان الهدى. قل ان الهدى هدى قل ان الهدى هدى الله. قل اني على بينة دليل من ربي وكذبتم به اي بالدليل الذي انا جئت به فيما عندي ما تستعجلون به من العذاب والفصل في الدنيا. لقوله تعالى وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب انقل الحكم في هذا الا لله هل كنت الا بشرا رسولا. يقص يبين الحق وهو هو خير الفاصلين فهو يفصل بيننا. قل لو ان عندي ما تستعجلون به مني لقضي الامر بيني وبينكم لاني بشر اسمكم ذو عجلة نريد العجلة لقوله تعالى خلق الانسان من عجل والله اعلم بالظالمين فيجازيهم على اعمالهم اذ اذا يشاء لقوله ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون. انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار وعنده مفاتيح الغيب تقديم الظرف لافادة الحصر اي ليس عند غير الله لقوله قل لا يعلم ما في السماوات والارض الغيب الا الله لا يعلمها الا هو تأكيد لما قبله ويعلم ما في البر والبحر تفصيل لما قبله من الاجمال. وما تسقط من ورقة اينما كانت ولا حبتين في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين. اي في علم الله لما من رآنفا في تفسير قوله تعالى ما فرطنا في وهو الذي يتوفاكم ينيبكم بالليل ويعلم ما جرحتم كسبتم بالنهار. ثم بعد الانابة يبعثكم فيه في النهار ليقضى اجل مسمى اي اجالكم الى الموت لقوله يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى. ثم اليه مرجعكم بعد الموت ثم ينبئكم بما كنتم تعملون اي بالجزاء. وهو القاهر الغالب فوق عباده ويرسل عليكم ملائكة يحفظون اعمالكم لقوله تعالى وان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون. حتى ابتدائي اذا جاء احدكم الموت اي حين الموت توفته رسلنا اي ملائكة الموت وهم لا يفرطون لا يقصرون فيما امرهم الله لقوله لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. ثم ردوا اي الموتى بعد قبض الارواح الى الله مولاهم الحق الذي لا يبطل الذي لا يبطل ولايته قط لقوله تعالى هنالك الولاية لله الحق. الا له الحكم وهو اسرع الحاسبين. قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية حال اي متضرعين دعاءكم وتقولون لينا انجانا من هذه لنكونن من الشاكرين لنعمتك. قل الله ينجيكم منها ومن من كل كرب غم ثم انتم تشركون تنسبون كشفها الى غيره سبحانه. قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذاب ابا من فوقكم من امساك المطر او شدته وغيره. او من تحت ارجلكم بعدم الانبات من الارض لقوله تعالى ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم لاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم. او يلبسن يجعلكم شيعا مختلفين ويذيق بعضكم بأس عذاب بعض ان يحارب بعضهم بعضا. فان البأس يتفرع على التفرقة قولي بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى. اللهم احفظنا من بأسنا واجعلنا متفقين على امين امين. انظر كيف نصرف الايات لعلهم يفقهون. وكذب به اي القرآن قومك قريش ومن دانهم من العرب وهو الحق قل لست عليكم بوكيل. فلا اؤاخذكم باعمالكم لقوله قال ولا تسألوا عن اصحاب الجحيم لكل نبأ لكل نبأ خبر مما امباكم به مما باعلام الله مستقر مطلع يظهر فيه صدقه. وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم. واذا رأيت الذين يخوضون بالطعن والاستهزاء لا بالمناظرة لقوله تعالى حاكيا مكالمة الخليل عليه السلام ربي الذي يحيي ويميت قال انا احيي واميت. واذا رأيت الذين يخوضون في اياتنا فاعرض عنهم لا تجلس معهم حتى يخوضوا في حديث غيره فلا جناح في القعود والمكالمة معهم. واما ينسينك ايها السامعون الشيطان عن الاعراض عنهم بغفلة منك وبسهو فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين. والا فستكن مثلهم لقوله وقد نزل عليكم في الكتاب ان اذا سمعتم ايات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معه. فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره انكم اذا مثلهم. والاصل انهما على الذين يتقون من حسابهم اي من اي من اعمال للخائفين من شيء لقوله تعالى لها ما كسبته عليها ما اكتسبت. ولكن ذكرى اي على المؤمنين تذكير وعظ للمنكرين لا غيرها هذا من السب والشتم لعلهم يتقون هذا الرجاء بالنسبة الى المذكر احسن الله اليك. لعلهم يتقون هذا الرجاء بالنسبة الى المذكر اي ذكرهم بحيث يرجى تذكرهم لقوله تعالى وقل لهم في انفسهم قول بليغا. وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا ياكلون ويتمتعون وغرتهم الحياة الدنيا بطيب عيشها وذكر بالقرآن ان تبسل لا تهلك نفس. ان تبسل لا تهلك نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي تولى امرها ولا شفيع يشفع لها لقوله فما تنفعهم شفاعة الشافعين. وان تعدل تفتد كل عدل لا خذ منها لقوله يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته واخيه وفصيلته التي تؤويه وما في الارض جميعا ثم ينجيه. اولئك الذين ابسلوا اهلكوا بما كسبوا لهم شراب من حبيب ماء شديد الحرارة وعذاب اليم بما كانوا يكفرون. قل اصل النزاع بيننا وبينكم الدعاء من دون الله. اندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا اي مخلوق كائنا من كان نبيا كان اوليا اميا كان او عالما لقوله تعالى قل اني لا املك لكم ضرا ولا رشدا. قل اني لن يجيرني من الله احد ولن اجد من دونه ملتحدا. وقوله لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله. هذا هو التوحيد الذي ارسل به المرسلون والله متم نوره ولو كره المشركون كون ونرد على اعقابنا ان ارتد عن ديننا بعد اذ هدانا الله كالذي استهوته مسته الشياطين بالاضلال في الاضياف الوادي حيران محال له اصحاب على اطراف الوادي يدعونه الى الهدى ائتلاف الينا على صراط مستقيم يوصلك الى المطلوب كذلك فيدعون الله الى الاسلام بقوله والله يدعو الى دار السلام. وقوله وقوله تعالى هذا قل ان هدى الله هو الهدى المعتبر لا ما تزعمونه هدى من الاشراك والدعوة من دون الله. وامرنا لنسلم لرب العالمين الا لغيره. وقيل لنا نقيموا الصلاة واتقوا اي مخالفة امره وهو الذي اليه تحشرون تجمعون وهو الذي خلق السماوات والارض بالحق اي بالنتيجة الحقة لا بالباطل العبث لقوله تعالى وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار. ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين ان في الارض ام نجعل المتقين كالفجار ويوم يقول بعد الفناء يوم الحشر كل شيء كن موجودا فيكون فيصير موجودا قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور يوم متعلق بما تعلق به له. وهو ثابت اي له الحكومة يوم القيامة لغيره لا حقيقيا ولا مجازيا لقوله تعالى يومهم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لمن الملك اليوم لله الواحد القهار عالم العالم عالم الغيب والشهادة الكف علم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير. واذكروا لهم قصة الموحد والمشرك للتفهيم اذ قال ابراهيم عليه السلام لابيه ازرا تتخذ اصناما الهة تعبدها اني اراك وقومك بهذا الفعل القبيح في ضلال مبين. وكذلك نور ابراهيم ملكوت السماوات والارض ان وجهه الى نظام العالم كيف دبره واتقنه سبحانه ما لا يستطيع غيره لقوله تعالى صنع الله الذي اتقن كل شيء انه خبير بما تفعلون. ليعتبر وليكون من الموقنين ايقانا كاملا فاخذ يستدل بالمعلول على العلة فلما جن اظلم عليه الليل رأى كوكبا دريا وان كان قد رآه من قبل ايضا الا انه لم يره مستدلا قال هذا ربي فلما افل غرب قال لا احب الاخذين لان لان الاخر متأثر والاله مؤثر لقوله يشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون وقوله افمن يخلق كمن لا يخلق افلا تذكرون. فلما القمر بازغا وكانت الليلة ليلة رابعة عشر. قال مستدلا هذا القمر. قال مستدلا هذا القمر ربي افلا قال لئن لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين المشركين الذين يدعون مع الله الها اخر فلما طلع الفجر ورأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر من الكل. فلما افلت غربت وقت المغرب قال يا قومي قال يا قومي كل ما تعبدون من دون الله متأثر ولا شيء من المتأثر بمعبود. فلهذا انا بريء مما تشركون اني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا. حال من ضميري انا المستتر في وجهت انا من المشركين تأكيد لقوله حنيفا. وحاجه قومه في ترك الشرك واختيار التوحيد قال تحاجون في الله اي في حق الله وقد هداني بالهام منه. لقوله تعالى ولقد اتينا ابراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين. ولا اخاف ما تشركون به الا ان يشاء ربي شيئا استثناء وسع ربي كل شيء علما افلا تتذكرون. فاذا اراد بي ضررا لا يدفعه احد منكم واذا اراد به نفعا لا يمسكه احد تعالى قل افرأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره وراضني برحمة هل هن سكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون. وكيف اخاف ما اشركت من شركائكم ولا تخافون من لينكم اشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا حجة. فاي الفريقين انا ام انتم احق بالامن كنتم تعلمون فاخبروني قال تعالى فاصلا بينهم الذين امنوا ولم يلبسوا يخلطوا ايمانهم بظلم اي شرك لقوله تعالى ان الشرك لظلم عظيم. اولئك لهم الامن وهم مهتدون لقوله تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون. وتلك ما رأينا ابراهيم من الكواكب حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه اي فهمناه اياها نرفع درجات من نشاء برحمة منا واستعداد منه. ان ربك حكيم في صنعه عليم باحوال المخلوقات وهبنا له اسحاق ابنه ويعقوب ابن ابنه كلا هدينا هداية خاصة ونوحا هدينا من قبل ومن ذريتي داوود وسليمان ابن وايوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين اي كذا نهدي المؤمنين هداية خاصة. لقوله الله ولي امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. وزكريا ويحيى وعيسى والياس عطف على المفعول به اي كلا. اي كل كل من الصالحين واسماعيل وليسع ويونس ولوطا هدينا وكلا المفعول به مقدم فضلنا على العالم ومنا بائه بين الانبياء وذرياتهم واخوانهم من هديناهم واجتبيناهم واخترناهم وهديناهم الى صراط مستقيم اريناهم صراط مستقيما ثم ثم اجتبيناهم. ذلك المذكور مما كانوا يفعلون هدى الله يهدي به من يشاء من عباده لاخلاصه وانابته. لقوله تعالى ويهدي اليه من ينيب. ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا من الاعمال الصالحة لقوله تعالى ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتختفئ الطير او تهوي به الريح في مكان اولئك الذين اتيناهم الكتاب والحكم الشرعي والنبوة بها اي من نبوتها هؤلاء فلن يضروا شيء فلن يضروا شيئا. فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين وهم الانصار لقوله تعالى والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة اولئك الانبياء الذين هدى الله فبهداهم اقتد في اصول الدين لقوله تعالى ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله. قل لا اسألكم عليه اجرا عوضا مالية ان هو القرآن اي القرآن الا ذكرا للعالمين فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا. وما قدروا الله حق قدره قالوا ما انزل الله على بشر من شيء غرضهم من هذا القول تكذيب القرآن. قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى للتوراة نورا وهدى حال للناس يجعلونه قراطيس مكتوبا في قراطيس جمع قرطاس وهو الكاغد اي تكتمونه تبدونها تظهرون بعضا منها وتخفون كثيرا من المسائل الحقة المخالفة لهواكم وعلمتم في التوراة ما لم تعلموا انتم ولا اباؤكم قبل نزوله قل الله انزله لم يصدقوا فليخبروا من هو. ثم بعد الاخبار ذرهم في خوضهما باقينهم يلعبون حال. لا تتعرضهم لقوله تعالى خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين وهذا القرآن كتاب كتاب انزلناه صفة لكتاب مبارك صفة ثانية اصدق الذي بين يديه اي قبله من الكتاب يقر بنزوله وما اختلط فيه غيره فيميزه قوله تعالى وانزلنا اليك الكتاب الحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه به يا محمد ام القرى مكة المكرمة ومن حولها من الاعراب والاعاجب لقوله تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا الذين يؤمنون بالاخرة اي من كان يرجو الله واليوم الاخرة يؤمنون به اي بالقرآن لقوله تعالى وما يجحد باياتنا الا كل كفور وهم على صلاتهم يحافظون يؤدونها باركانها بالخشوع والخشية لله كقوله تعالى قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون الى قوله والذين هم على صلاتهم والذين هم على صلوات. صلواتهم. والذين هم على صلواتهم يحافظون من افترى على الله كذبا بنسبة المسائل الكاذبة الى الله كما يفعل اليهود والنصارى. قوله تعالى فخلف من بعدهم خلفه ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الادنى فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الادنى ويقولون سيغفر لنا واياتهم عوض مثله يأخذ. الم الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب الا يقولوا على الله الا الحق. او قال اوحي الي ولم يوح اليه شيء مشيرا الى العرض عكس الطول والعرض هي الاغراض. اللي احنا نسميها الحاجات سيارة بيت يأخذون عرض هذا الادنى اي حاجات الدنيا الموجودة فيها من الاراضي والعقار. نعم مثل ما انزل الله من القرآن في الفصاحة والبلاغة واخبار الغيب وغير ذلك لقوله تعالى لو نشاء لقلنا مثل هذا ان هذا الا اساطير الاولين عطف على من قبله. ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت اي سكراته باسط ايديهم قائلين لهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذابا هون اذا كنتم تقولون على الله غير الحق. وكنتم عن اياته تستكبرون عن قبولها. لقوله تعالى واذا ذكر الله وحده اشمئزت قلوب الذين لا يؤمنون بالاخرة واذا ذكر الذين من دونه يستبشرون. ويقال لهم بعد الموت لقد جئتمونا فرادى لا نصل لكم ولا شفيع كما خلقناكم اول مرة في الدنيا وتركتم ما خولناكم اتيناكم من النعماء وراء ظهوركم وقد زعمتم ان ما لكم يخلدكم لقوله يحسب ان ما له اخلده وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء اذ كنتم تقولون ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى لقد تقطع بينكم فاعل مرفوع حكما ان يوصلتكم وضل عنكم. وضل عنكم ما كنتم تزعمون بقولكم شفعاؤنا عند الله. ان الله فارق الحب والنوى. يخرج الحي من الميت من النصب لقوله من النضفة تعالى ولم يرى الانسان انا خلقناه من نطفة فاذا هو خصيم مبين. ومخرج الميت من الحي بالاماتة ذلك ونصوه بصفات مذكورة الله ومن لم يكن بهذه المثابة فليس باله لقوله تعالى فمن يخلق كمن لا يخلق افلا تذكروا فكونوا تصرفون لا ينبغي هو فالق الاصباح وجعل الليل سكنا اي وقت راحتكم. لقوله تعالى قل ارأيتم ان جعل الله عليكم النهار سرمة الى يوم القيامة من اله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه افلا تبصرون وخلق الشمس والقمر حسبانا لحسابكم واعدادكم لقوله هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا وعدد السنين والحساب. ذلك تقدير العزيز الغالب العليم لا يتخلف شيء عما عينه الله عليه لقوله تعالى والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم. والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم. وكله في فلك يسبحون. وهو الذي جعلكم النجوم لتهتدوا لتهتدوا بها اي بعلاماتها ومنازلها في ظلمات البر والبحر. قد فصلنا الايات الدلائل على وجوه قومي يعلمون ذوي علم لانهم هم المنتفعون بها لا غير. لانهم هم المنتفعون بها لا غير. لقوله تعالى وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا. ومن لم ينتفع بها فهو جاهل لقوله تعالى الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا وهو الذي انشأكم من نفس واحدة ادم فمستقر ومستودع ايلم اي لكم موضع قرار وموضع امانة. والمستقر الارض والمستودع القبر لقوله تعالى ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين وقوله تعالى قتل الانسان ما اكثره من اي شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل يسره ثم اماته فاقبره ثم ثم اذا شاء نشره قد فصلنا الايات لقوم يفقهون اسمعوا ايها الناس وهو الذي انزل ينزل لقوله تعالى قل من يرزقكم من السماء والارض من السماء اي من السحاب ماء فاخرجنا نخرج به نبات كل شيء اي من كل شيء ذي نبات خضرا نخرج منه اي من الخضر حبا متراكبا. ومن النخل من طلعها اي يخرج من النخل بدل من النخل باعادة الجار. قنوان دانية قريبة الاخذ مبتدأ متأخر متأخر وخبره من النخل وجنات عطف على حبا من اعناب والزيتون والرمان مشتبها بغير الصنف مع الاتحاد الجنسي حال وغير متشابه بغيره من الاصناف انظروا الى ثمنه اي كل واحد اذا اثمر وينعه نضجه ان في ذلكم لايات لقوم يؤمنون مع هذه القدرة الظاهرة والايات الباهرة ترك المشركون التسليم. واجعلوا لله جاء الجن شركاء مفعول ثان والجن مفعول اول. والحال انه خلقهم وخلقوا له بنين وبنات بغير علم اي خرف اي خرقوم هذا ملتبس بجهالة. سبحانه وتعالى عما يصفون. يقولون بالنسبة الولد والشريك الى الله احسنت بارك الله فيك. نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. ارسل بعض الاخوة في صفحة مية اثنين وتسعين في الحاشية قال الشيخ لان هذه الاية مسوقة لبيان علمه تعالى. وتسمية العلم كتاب من قبيل تسمية القرآن كتابا. مع انه كلام نفسي لله تعالى فافهم. تسمية العلم لان في كتاب العلم وتسمية القرآن كتابا لانه مقروء. وكلام الله عز وجل القرآن ليس نفسيا انما هذا على عقيدة الاشاعرة فقط وهو من مبتدعاتهم ومخترعاتهم. واما للسنة والجماعة فيقولون القرآن كلام الله حقيقة فوجب التنبيه وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك