وهذه النعم تلقاها اليهود على عهد موسى عليه السلام. الا ان الخطاب في الايات جاء موجها الى اليوم المعاصرين في عهد النبي عليه الصلاة والسلام. لانهم احفاد اولئك وهم امتداد بعد عرض تجربة ادم في استخلاف الارض انتقلت سورة البقرة لعرض تجربة بني اسرائيل في قفاه الذين انعم الله عليهم بنعم عظيمة وفضلهم على العالمين. استمع للقرآن وهو يعرض تجربتهم باسلوبه البليغ وهدى القلوب للذة الايمان وزبابها لمراتب الاحسان وبحكمة الاحياء منها الى قلوبنا بخلاصة التفسير للقرآن تهجر القرآن يا احبابي. فهو الشفيع لنا بيوم حسابي يا اولي الالباب. هيا بنا نحيا به بنا بخلاصة التفسير للقرآن اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم اوفوا بعهدي انف بعهدكم واياي فارهبوني بعد الحديث عن قصة الخلق وتجربة استخلاف ادم اتجه الكلام في سورة البقرة الى الحديث عن تجربة بني اسرائيل مع الخلافة في الارض. وبنو اسرائيل هم اولاد النبي يعقوب عليه السلام. والخطاب في الاية لفرق بني اسرائيل التي كانت بالمدينة وما حولها وخاصة اليهود. ويدخل فيهم من اتى بعدهم. وفي اضافتهم الى ابيهم اسرائيل تشريف لهم وتكريم. لحثه على امتثال اوامر الله سبحانه وتعالى واجتناب نواهيه. فكأنه يقال لهم يا اولاد العبد الصالح والنبي الكريم كونوا مثل ابيكم في الطاعة والعبادة. وبنو اسرائيل الله تعالى اوصاهم في بهذه الايات بعشر وصايا. الوصية الاولى يا اولاد النبي الصالح يعقوب. اذكر اذكروا ما انعمت به عليكم وعلى ابائكم من نعم لا تعد ولا تحصى. اذكروها واشكروها وهذي النعم ستأتي تفصيلا بعد قليل. والوصية الثانية ادوا ما عاهدتموني عليه من والعمل الصالح. فان فعلتم ذلك اوفيت لكم بما عاهدتكم عليه. من الحياة الطيبة في الدنيا والجزاء الحسن في الاخرة. والوصية الثالثة اياي فاخشوني وخافوني دون غيري. فانا احق بالرهبة والخوف. وامنوا بما انزلتم مصدقا لما معكم ولا تكونوا اول كافرين به ولا تشتروا باياتي ثمنا قليلا واياي فاتقوا والوصية الرابعة لبني اسرائيل امنوا بالقرآن الذي انزلته على محمد عليه الصلاة والسلام. فهو مصدق قل لما معكم من التوراة في امور التوحيد والنبوة وفيه وصف النبي عليه الصلاة والسلام ولا تكونوا او اول الناس كفرا فحقكم ان تكونوا اول الناس ايمانا. لان عندكم في التوراة دليل صدقه والوصية الخامسة لا تبيعوا ايات الله الواضحة. الدالة على صدق محمد عليه الصلاة والسلام تمن دنيوي بخس من اجل رئاسة او مال او هوى. ثم اكد على الوصية في الثالثة بتقوى الله تعالى ومخافته ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتم الحق وانتم تعلمون الوصية السادسة لبني اسرائيل لا تخلطوا الحق المنزل من عند الله بالاكاذيب التي تخترعونها من عند انفسكم ولا تكتموا الحق الذي جاء في كتبكم حول وصف محمد عليه الصلاة والسلام الذي هو حق وانتم تعلمون. ومن هنا نفهم ان نسخة التوراة التي كانت موجودة ايام النبي عليه الصلاة والسلام كان فيها حق وباطل وانهم غيروا وبدلوا فيها وكانوا يعرفون ما هو حق وما هو محرف واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين الوصية السابعة والثامنة ادوا الصلاة الواجبة عليكم واخرجوا الزكاة المفروضة وصلوا مع المصلين بالجماعة وفي زمرة اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلوا افلا تعقلون الوصية التاسعة قبيح ان تدعو الناس الايمان وفعل الخير وتعرضوا انتم فلا تأمروا انفسكم بذلك. وانتم تقرأون التوراة عالمين بما فيها من الامر باتباع دين الله وتصديق رسله. افلا تنتفعون بعقولكم واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين ثم بين الله تعالى لهم طريق التغلب على الاهواء والشهوات. فكانت الوصية العاشرة والاخيرة استعينوا على انفسكم الامارة بالسوء بامرين بالصبر صلاة ففيهما تطهير للقلوب وتزكية للارواح وتهذيب للنفوس لكن الصلاة شاقة وثقيلة على النفوس الامارة بالسوء. الا على الخاضعين لربهم الذين عمرت قلوبهم بالايمان فصارت قرة اعينهم في الصلاة الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم وانهم اليه راجعون الخاشعون لله تعالى يؤمنون بيقين جازم انهم سيلاقون الله تعالى يوم القيامة. وان مرجعهم اليه. وهذا الذي خفف عليهم اداء العبادات. وزجرهم عن فعل السيئات يا بني اسراء لاذكروا نعمتي التي انعمت عليكم فضلتكم على يا بني اسرائيل كروا نعم الله عليكم الدينية والدنيوية. واذكروا انه فضلكم على اهل زمانكم المعاصرين لكم بارسال الرسل وانزال الكتب وجعلكم سادة وملوكا واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منك انها شفاعة ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل فلا هم ينصرون يا بني اسرائيل خافوا ذلك اليوم الرهيب الذي لا تغني فيه نفس عن نفس شيئا ولا تقبل فيه شفاعة احد لكافر ابدا ولا تقبل منها فدية اطلاقا ولا ناصر ولا عاصم من عذاب الله فاذا لا ينفع شافع ولا فداء ولا ناصر فلماذا لا تعملون لذلك اليوم الرهيب واذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب عذاب يذبحون ابنائكم ويستحيون نساءكم مم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم تقدم معنا تذكير الله تعالى لبني اسرائيل بنعمه عليهم اجمالا. والان في بيان تلك النعم على سبيل التفصيل. فعدد الله تعالى عشر نعم. افاضها عليهم في تاريخهم الطويل وكل هذه النعم تستدعي شكر المنعم جل وعلا. لا كفرانه وعصيانه لليهود السابقين. فما هي تلك النعم العشر؟ النعمة الاولى ان الله تعالى انقذكم يا بني اسرائيل من بطش ال فرعون. الذين كانوا يذيقونكم اصناف العذاب ماذا كانوا يفعلون؟ كانوا يقتلون الذكور من الاولاد ذبحا حتى لا يكون لبني اسرائيل بقاء ويتركون البنات احياء من اجل الخدمة وذلك امعانا في اذلالكم واهانتكم فانجاكم الله يا بني اسرائيل من هذا البطش والعذاب ابادة الجماعية. وفي هذا اختبار عظيم لكم من ربكم. ليعلم من يشكر منكم ومن لا يشكر واذ فرقنا بكم البحر فانجيناكم واغرقنا ال فرعون والنعمة الثانية من نعم الله عليكم يا بني اسرائيل ان الله شق لكم البحر فجعله طريقا يابسا تعبرونه سالمين فانجاكم الله تعالى من الغرق. بينما اغرق عدوكم فرعون واتباعه. امام اعينكم وانتم تشاهدون ذلك فكان اية باهرة من ايات الله تعالى واذ وعدنا موسى اربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من من بعده وانتم ظالمون واذكروا يا بني اسرائيل مواعدتنا موسى عليه السلام بعد اربعين ليلة من هلاك فرعون لتنزل عليه التوراة فذهب موسى لميقات ربه. واستخلف اخاه هارون عليهم. ولكن انا هذه المدة قام رجل بينهم يدعى السامري. وكان رجلا منافقا. فصنع لهم من تمثالا على صورة عجل. ودعا السامري بني اسرائيل لعبادته. فاتخذوه والها وعبدوه. وهذا من بلادتهم وسخافة عقولهم عبدوا تمثالا وظنوه الها الارض والسماوات وبهذا وقعوا في الظلم العظيم وهو الشرك بالله ثم عفونا عنكم بعد ذلك لعلكم والنعمة الثالثة من نعم الله عليكم يا بني اسرائيل. ان الله تعالى عفا عنكم جريمة عبادتكم للعجل. لعلكم تشكرون نعمة الله عليكم بعد ذلك واذ اتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون والنعمة الرابعة من نعم الله عليكم يا بني اسرائيل ان الله انزل التوراة على موسى عليه السلام فرقانا لكم يا بني اسرائيل بين الحق وبين الباطل. وتمييزا بين الهدى والضلال لعلكم تهتدون بها الى الحق واذ قال موسى لقومه يا قوم انكم ظلمتم انفسكم اتخاذكم العجل فتوبوا الى بارئكم فاقتلوا انفسكم فقتلوا انفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم عليكم انه هو التواب الرحيم والنعمة الخامسة من نعم الله عليكم يا بني اسرائيل ان الله تعالى وفقكم للتوبة من عبادة العجل حيث قال موسى عليه السلام انكم ظلمتم انفسكم باتخاذكم العجل الها تعبدونه. واي ظلم اعظم من الاشراك بالله. فتوبوا الى خالقكم. وطريقة التوبة ان تقتلوا انفسكم وليس المعنى ان الرجل يقتل نفسه بل كل واحد يقتل الاخر والتوبة على هذا النحو خير لكم من التمادي في الكفر. وبهذا صار كل واحد منهم يقتل الاخر. ذكر المفسرون انه لما رأى موسى عليه السلام انهم سينتهون لانه اذا قتل بعضهم بعضا فلن يبقى احد ابتهل موسى الى الله سبحانه وتعالى ان يرفع عنهم والاصر فامروا بالكف. وتاب الله عليهم. اذ قبل الله تعالى توبة من قتل منه ومن لم يقتل ولا غرابة في ذلك. فالله تعالى هو التواب الرحيم بعباده واذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة اخذتكم الصاعقة وانتم تنظرون بين الله تعالى في هذه الاية الكريمة لونا من الوان طغيان بني اسرائيل. لما رجع موسى من ميقات الله وانزل الله تعالى عليه التوراة وجاء بها الى بني اسرائيل قالوا لموسى مقالتهم الشنيعة. هذه ليست من الله لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرا. اي لن نصدق لك بان ما نسمعه هو كلام الله حتى نرى الله علانية. وهذه المقالة القبيحة غاية في والجرأة على الله. فكانت عقوبتكم يا بني اسرائيل ان الله ارسل عليكم نارا من السماء فاحرقتكم وبعضكم ينظر الى بعض كيف يموت ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون والنعمة السادسة من نعم الله عليكم يا بني اسرائيل انه بعد ان اخذتكم الصاعقة احييناكم بعد موتكم. لعلكم تشكرون الله تعالى على انعامه عليكم بالبعث بعد الموت وظللنا عليكم الغمام وانزلنا عليكم المن سلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون نون لما امتنع بنو اسرائيل من دخول مدينة الجبارين وقتالهم وقالوا لموسى اذهب انت وربك فقاتلا عوقبوا على ذلك بالضياع اربعين سنة. يتيهون في الارض. وما كان عندهم ماء ولا مأوى ولكن الله تعالى لطف بكم يا بني اسرائيل ورحمكم. فظلل عليكم الغمام اي جعله ظلا لكم يحميكم من حر الشمس. وهذه هي النعمة السابعة. والغمارة هو السحاب الرقيق الابيض. وقيل هو السحاب البارد الذي يكون به الجو باردا والنعمة الثامنة خلال فترة التيه انعم الله عليكم يا بني اسرائيل بانواع من الطعام والشراب من غير كد ولا تعب انزل الله عليكم المن وهو شراب حلو مثل العسل. تمزجونه بالماء ثم تشربونه وقيل المن هو اسم جامع لكل رزق حسن مما يمن الله تعالى به على عباده بدون تعب ولا جهد منهم فيخرج من شقوق الارض بلا بذر ولا سقي مثل الفطر والكمأة وانعم الله عليكم يا بني اسرائيل بالسلوى والسنوى طائر صغير طيب اللحم يشبه طائر السمانة كرامة من الله لكم وقال الله لكم كلوا من طيبات ما رزقناكم. اي كلوا من لذائذ نعم الله واشكروا الله تعالى على نعمه لكن بني اسرائيل لم يفعلوا شيئا مما امروا به. قال الله تعالى وما ظلمونا عصيان بني اسرائيل وكفر بهذه النعم لا يضيرنا شيئا. وما ظلمونا به ولكنهم ضروا انفسهم وظلموها بتعريضها للعقاب. لان وبال العصيان راجع عليهم وهذه حقيقة. فالله تعالى لا تنفعه طاعة مطيع. ولا تضره معصية عاصم بل نفسه ينفع المطيع وحظها يبخس العاصي. اللهم اجعلنا من الطائعين ونذوق طعم في كلماتي متعلمين الفقه من لمحاته. ان ارى به لا تسمو بنا بخلاصة التفسير للقرآن قصص به تعطينا اسم العبر تحكي لنا انباء فيها مزدجر عمقه قصة الرسل الكرام مع البشر وتكون تثبيت لقلب حبيبنا. بخلاصة التفسير للقرآن بخلاصة التفسير للقرآن