الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه ولي الصالحين المتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وبعد فهذا هو المجلس الخامس من مجالس قراءتنا وتعليقنا على كتاب التوضيح والبيان لشجرة الايمان للعلامة السعدي رحمه الله تعالى هذه الشجرة العظيمة التي اصلها في القلوب والقلوب اوعية الايمان قال رحمه الله ومن اسباب دواعي الايمان الاكثار من ذكر الله كل وقت ومن الدعاء الذي هو مخ العبادة فان ذكر فان الذكر لله يغرس شجرة الايمان في القلب ويغذيها وينميها وكلما ازداد العبد ذكرا لله قوي ايمانك كما ان الايمان يدعو الى كثرة الذكر فمن احب الله اكثر من ذكره. ومحبة الله هي الايمان بل هي روحه يعني هذه المسألة من المسائل الاضطرابية ان العشاء مسائل المعروفة طردا وعكسا فالايمان يدعو الى الذكر. والذكر يزيد الايمان كلما كان الانسان عظيم الايمان كلما كان عظيم الذكر كلما كان الانسان عظيم الذكر كلما كان عظيم الايمان فذكر الله عز وجل بحيث ان اللسان لا يفتر ان الانسان يذكر الله قياما وقعودا وعلى جنبه في الخلوة والجلوة اذا وصل الى هذه الحال فانه قد غرس شجرة الايمان في قلبه فمن اعظم علامات غرس شجرة الايمان في القلب الاكثار من ذكر الله عز وجل ثم قال ومن الاسباب الجالبة للايمان معرفة محاسن الدين فان الدين الاسلامي كله محاسن عقائده اصح العقائد اصدقها وانفعها واخلاقه احمد الاخلاق واجملها واعماله واحكامه احسن الاحكام واعدلها وبهذا النظر الجليل يزين الله الايمان في قلب العبد ويحببه اليه كما امتن به على خيار خلقه بقوله ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم فيكون الايمان في القلب اعظم المحبوبات واجمل الاشياء. وبهذا يذوق العبد حلاوة الايمان ويجدها في قلبه فيتجمل الباطن باصول الايمان وحقائقه وتتجمل الجوارح باعمال الايمان وفي الدعاء المأثور اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة هذا السبب الذي هو من اعظم اسباب جلب الايمان مبناه على البصيرة اي ان الانسان ببصر القلب ينظر الى محاسن هذا الدين فاذا نظر العاقل الى محاسن هذا الدين بصر البصيرة فانه يزداد ايمانا ولا يمكن للانسان ان يعرف محاسن هذا الدين الا بامرين احدهما التأمل في عقائده وعباداته واخلاقه واوامره ونواهيه اي فانه مهما تأمل وعرف من نبع الكتاب والسنة هذه المسائل عرف حسنها وجمالها وزينتها وكمالها والامر الثاني ان يقارن ذلك بما عليه الناس من العقائد ارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار هذه مقارنة واحدة كافية في الدلالة على زينة هذه العقيدة العظيمة ام جعلوا لله شركاء خلقه كخلقه فتشابه الخلق علي فاذا نظر الانسان وتأمل في المقارنات بين عقيدة الموحدين وعقيدة المشركين بين عقيدة اهل الايمان وبين عقيدة اهل الكفران بين عقيدة اهل الاخلاص تعقيدة اهل النفاق وجد البون الشاسع سواء من حيث المعتقد او من حيث الواقع العملي فتجد ان على النفاق غايتهم وهدفهم دنيا فائلة دنيا فانية ومناصب زائلة واهل الاخلاص هدفهم رضا الله عز وجل اهل الايمان تجد ان اعظم غاياتهم الوصول الى مراد الله عز وجل والاقرار به واهل الكفران يهيمون في كل واد اهل التوحيد تجد انهم في جميع اعمالهم يخلصون لله العباد واهل الشرك لهم في كل صنف شيء يشركونه مع الله عز وجل هذا في الاخذ عبادات والاخلاق كذلك في الاوامر والنواعي حينما يتأمل الانسان زينة اوامر الرب تبارك وتعالى وجمالها يدركوا محاسن هذا الدين فيزداد ايمان ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. يعظكم لعلكم تذكرون ايها اوامر اعظم من هذه وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار ذي الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل. وما ملكت ايمانكم اي وصايا اعظم من هذه قال رحمه الله ومن اعظم مقويات الايمان الاجتهاد في التحقق في مقام الاحسان بعبادة الله تعالى والاحسان الى خلقه ويجتهد ان يعبد الله كانه يشاهده ويراه فان لم يقوى على هذا استحضر ان الله يشاهده ويراه فيجتهد في اكمال العمل واتقانه ولا يزال العبد يجاهد نفسه ليتحقق بهذا المقام العالي. حتى يقوى ايمانه ويقينه ويصل في ذلك الى حق اليقين الذي هو اعلى مراتب اليقين فيذوق حلاوة الطاعات ويجد ثمرة المعاملات وهذا هو الايمان الكعبي اذا من اعظم مقويات الايمان المجاهدة ان يجاهد الانسان نفسه حتى يرتقي في مراقي العبودية فيصل الى الاحسان فيصل الى الاحسان في عبادة الله عز وجل والاحسان الى خلقه والاحسان في عبادة الله عرفه النبي عليه الصلاة والسلام بقوله ان تعبد الله كأنك ترى تأمل ان الملك العظيم على عرشه ينظر اليك كيف سيكون قيامك بين يديه في الصلاة ولهذا يروى عن الحسن انه كان اذا توظأ تغير لونه فيقولون له لم فيقولون الا تدرون بين يدي من اقف هذا يعني الوصول الى مقام الاحسان في العبادة فان لم تكن تراه فانه يراك اذا هما مقامان في الاحسان الاول ان تصل الى المرتبة العليا بحيث تعبد الله كأنك تراه اذا لم تصل الى هذه المرتبة فلا اقل من ان تعبد الله عز وجل وتعلم انه يراك وهذا دون الاول واما الاحسان الى الخلق فعرفه النبي عليه الصلاة والسلام بان تأتي الى الناس الذي تحب ان يؤتوا اليك هذا احسان الى الخلق فتؤدي اعمالهم على اكمل وجه تريد ان يؤدوا لك العمل وتحسن اليهم على الوجه الذي تريد ان يحسنوا اليك سواء كان ذلك متعلقا بالبر او بالصحبة او بالجوار او بالحقوق العامة او بالحقوق الخاصة فمن وصل الى هذه المرحلة من الاحسان الى الخالق في العبادة ومن الاحسان الى المخلوقين في المعاملة فانه قد اتى بالايمان الكامل المستحب قال رحمه الله وكذلك الاحسان الى الخلق بالقول والفعل والمال والجاي وانواع المنافع هو من الايمان ومن دواعي الايمان والجزاء من جنس العمل فكما احسن الى عباد الله واوصل اليهم من بره ما يقدر عليه احسن الله اليه انواعا من الاحسان ومن افظلها ان يقوي ايمانه ورغبته في فعل الخير والتقرب الى ربه واخلاص العمل له. وبذلك يتحقق العبد بالنصح لله ولعباده. فان الدين نصيحة ومن وفق للاحسان في عبادة ربه والاحسان في معاملة الخلق فقد تحقق نصحه ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه متفق عليه الاحسان الى الخلق من اوسع الابواب الموصلة الى رسوخ الايمان بل بل انه باب مميز لاهل الايمان الكمل واذا اردت ان تتيقن من هذا فتأمل فيما قصه الله علينا في القرآن من قصص الانبياء والمرسلين وقد عاش نوح عليه السلام الف سنة وزيادة وما ذكر الله لنا عبادته وانما ذكر احسانه الى الخلق في دعوتهم الى الحق سبحانه وتعالى وذكر الله جل وعلا هود عليه السلام وما ذكر الله سبحانه وتعالى صلاته وصومه وزكاته وانما ذكر احسانه في احسانه في الى الخلق في في دعوتهم الى عبادة الله عز وجل وذكر الله عز وجل صالحا عليه السلام ولم يذكر الله صومه ولا زكاته ولا صلاته وانما ذكر احسانه الى الخلق في دعوتهم للحق وهكذا نبيا نبيا فتستيقن بان باب الاحسان للخلق من اعظم الامور التي توصل الى الايمان الكامل ولا ريب في ذلك وهذا لان الجزاء من جنس العمل فمن يسر على معسر يسر الله عليه ومن كشف كربته كشف الله كربته ومن اطعم جاعين اطعمه الله ومن سقى ظمآن سقاه الله ومن كسى عاريا كساه الله ومن اعان ملهوفا اعانه الله والجزاء من جنس العمل كما هو مطرد في الكتاب والسنة. قال الله تعالى هل جزاء الاحسان الا الاحسان قال ومنها اي من الامور التي ترسخ الايمان في القلب وتزيد من مادة الايمان في وعاء في وعائه وهو القلب قوله تعالى قد افلح المؤمنون الى قوله اولئك هم الوارثون الايات فهذه الصفات الثماني كل واحدة منها تثمر الايمان وتنميه كما انها من صفات الايمان وداخلة في تفسيره كما تقدم فالصلاة الزكاة والخشوع وو الى اداء الشهادة على كمال الوجه والمحافظة على الصلوات هذه الصفات الثماني كلها من اسباب ترسيخ الايمان ولهذا ايها الاخوة يقول العلامة بنت ابن القيم رحمه الله وغيره من اهل العلم ان الله عز وجل ما شرع العبادات ولا شرع المعاملات ولا الاخلاق الا لترسيخ التوحيد لترسيخ الايمان في القلب فكلما كنت عابدا كلما كنت محسنا الخلق كلما كان الايمان في قلبك راسخ ثم فسر الشيخ ذلك فقال فحضور القلب في الصلاة كون المصلي يجاهد نفسه على استحضار ما يقوله ويفعله من القراءة والذكر والدعاء فيها ومن القيام والقعود والركوع والسجود من اسباب زيادة الايمان ونموه ولذلك اذا اردت ان تنتفع بصلاتك وان تكون هذه الصلاة نافعة تنهى عن الفحشاء والمنكر فلا بد ان يكون قولك موافقا مع حضور قلبك فان كان اللسان ذاكرا في الصلاة والقلب غافلا فهيهات هيهات لما تقول الحمد لله رب العالمين تفهم ما معنى هذا الحمد فاذا قلت الرحمن الرحيم تفهم ما معنى هذا الثناء فاذا قلت ما لك يوم الدين تعلم ما معنى هذا التمجيد واذا قلت اياك نعبد واياك نستعين تستيقن معنى هذا التخصيص وهكذا في اذكارك الله اكبر سبحان ربي العظيم سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد الله اكبر سبحان ربي الاعلى الى السلام عليكم ورحمته واكثر الناس اليوم عن صلاتهم في غفلة ولا حول ولا قوة الا بالله قال رحمه الله وتقدم ان الله سمى الصلاة ايمانا بقوله وما كان الله ليضيع ايمانكم. باتفاق المفسرين واجماعهم الايمان هنا المقصود الصلاة فلماذا سمى الله الصلاة ايمانا قال بعض المفسرين لان الصلاة لان الصلاة اعظم شعائر المؤمنين كما ان الاذان من اعظم شعائر اهل الاسلام وما كان الله ليضيع ايمانكم فالايمان دعوة مجردة علامة صحة هذه الدعوة الصلاة لله الركوع لله السجود لله وقوله واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر فاذا ما وقعت في ذنب فتيقن ان الصلاة التي كان قبلها ما كانت الصلاة مقبولة عند الله عز كانت الصلاة ناقصة ما استطاعت ما استطاعت ولا قدرت على ان تدفع عنك الفحشاء والمنكر ولو كانت هذه الصلاة قوية متينة بروحها خشوعا واداء ووقتا لا لانهتك عن الفحشاء والمنكر قال فهي اكبر ناه عن كل فحشاء ومنكر ينافي الايمان كما انها تحتوي على ذكر الله الذي يغذي الايمان وينميه لقوله ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنع. وقد اتفق المفسرون في هذه الاية ولذكر الله اكبر اتفق المفسرون ان من عمومات هذه الاية ان الصلاة اكبر عبادة ظاهرة. هذا المقصود بقوله ولذكر الله اكبر اي ولا الصلاة التي تؤديها اكبر من كل شيء من العبادات الاخرى قال والزكاة كذلك تنمي الايمان وتزيده وهي فرضها ونفلها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والصدقة برهان اي على ايمان صاحبه. فهي دليل الايمان وتغذيه وتنميه اذا كانت الصلاة ذات الخشوع والدوام من اعظم علامات اهل الايمان فان الزكاة والصدقة من اعظم البراهين الدالة على الايمان وذلك لان الانسان يبذل ما له بلا مقابل وربما يسره لا سيما ان كان في الصدقات فلا يعلم بذلك الا الله ويريد جزاء ذلك من الله فبذلك يحصل برهانا من براهين الايمان قال والاعراض عن اللغو الذي هو كل كلام لا خير فيه وكل فعل لا خير فيه بل يقولون الخير ويفعلونه ويتركون الشر قولا وفعلا لا شك انه من الايمان ويزداد به الايمان ويثمر الايمان والذين هم عن اللغو معرضون لماذا الاعراض عن اللغو من علامات اهل الايمان اولا لان اللغو في نفسه باطل والباطل مخالف للحق الذي هو من اوصاف الايمان واهله ثانيا لان اللغو يجر الى الاثار ولابد كارظ كارظ مزلة كارض مزلة لابد انها تجر الانسان الى المستنقعات فليحذر الانسان من كثير من اللغو قال رحمه الله ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم اذا وجدوا غفلة او تشعث ايمانهم تشعث بمعنى تشعب لم يجدوا الجمعية في القلب لم يجدوا الاجتماع في القلب يقول بعضهم لبعض وهذا مروي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه وغيره اجلس بنا نؤمن ساعة فماذا يفعلون مثل مجلسنا هذا يذكرون الله جل وعلا ويتدارسون الايات والاحاديث فيذكرون الله ويذكرون نعمه الدينية والدنيوية فيتجدد بذلك ايمانهم وكذلك العفة عن الفواحش خصوصا فاحشة الزنا لا ريب ان هذا من اكبر علامات الايمان ومنمياته فالمؤمن لخوفه مقامه بين يدي ربه ونهى النفس عن الهوى. اجابة لداعي الايمان وتغذية لما معه من الايمان فمن اعظم علامات الايمان ان المؤمن يعرض عن هوى النفس ومن هوى النفس الزنا والفواحش ما ظهر منها وما بطن ما ظهر منها ما يعلنه بعض الفساق والفجار من الذنوب والمعاصي وما بطن ما يسره بعض المنتسبين الى التدين من الذنوب والمعاصي قال ورعاية الامانات والعهود وحفظها من علائم الايمان وفي الحديث لا ايمان لمن لا امانة له واذا اردت ان تعرف ايمان العبد ودينه فانظر حاله هل جرع الامانات هل يرعى الامانات كلها مالية او قولية او امانات الحقوق هل يؤدي حق زوجته هل يؤدي حق اولاده؟ هل يؤدي حق جيرانه هل يؤدي حق المستضعفين؟ ام فقط يؤدي حق من يخاف سطوته؟ او يخاف السمعة من قبله ثم يضيع الباقي فاذا رأيت الانسان مؤديا لحقوق الضعفاء قبل الاقوياء لحقوق الابعدين قبل الاقربين فاعلم انه صاحب ايمان يقول فان كان كذلك فهو صاحب دين وايمان وان لم يكن كذلك نقص من دينه وايمانه بمقدار ما انتقص من ذلك قال وختمها بالمحافظة على الصلوات والذين هم على صلواتهم يحافظون على حدودها وحقوقها واوقاتها الصلاة فيها ثلاثة امور مهمة الاول الوقت فاداء الصلاة في الوقت من علامات اهل الايمان واداء الصلاة خارج اوقاتها قصدا وعمدا من علامات اهل النفاق يضبط الساعة على الدوام ولا يضبط الساعة للصلاة هذه من علامات النفاق الامر الثاني المحافظة على الصلوات المحافظة على الصلوات في الجماعات فان ذلك من علامات اهل الايمان والتكاسل في ذلك من علامات النفاق قال الله جل وعلا عن المنافقين واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس الثالث المحافظة على الصلاة باركانها فهذه ايضا بشروطها واركانها هذه ايضا من علامات اهل الايمان قال لان المحافظة على ذلك بمنزلة الماء الذي يجري على بستان الايمان يسقيه وينميه ويؤتي اكله كل حين وشجرة الايمان اللي هو اصله في قلبك وشجرة الايمان كما تقدم محتاجة الى تعاهدها كل وقت بالسقي وهو المحافظة على اعمال اليوم والليلة من الطاعات والعبادات والى ازالة ما يظرها من الصخور والنوابت الغريبة الضارة ومن الطحالب ومن ما قد يكون في هذا الماء قال وهو العفة عن المحرمات قولا وفعلا فمتى تمت هذه الامور؟ حي هذا البستان وزهى واخرج الثمار المتناول هذا المثال الذي ذكره الشيخ نعيده بصيغة اخرى الايمان مثاله كمثل شجرة هذه الشجرة لابد وانها بحاجة الى ثلاثة امور لتثمر مو بس لتورق لتثمر ولتبقى الامر الاول الماء وهو الغذاء الاساسي لهذا النبت ويدخل كذلك ضمن الغذاء كما تعلمون. الشمس وهو النور من السماء ويدخل كذلك المحافظة على التربة مما قد يرد على التربة من الموارد الفاسدة من مثل الطحالب والدغل ونحو ذلك من النبت الذي يضر هذه الشجرة من حولها فاذا لم تقلع فانها تظر وتتسلق على حساب هذه الشجرة اذا للمحافظة على الشجرة لابد من ثلاثة امور لابد من رعاية ما يحافظ على تغذيتها ولابد من ابعاد المظار عنها ولابد من الاستمرارية في ذلك قال رحمه الله ومن دواعي الايمان واسبابه الدعوة الى الله تعالى والى دينه والتواصي بالحق والتواصي بالصبر والدعوة الى اصل الدين والدعوة الى التزام شرائعه بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر وبذلك يكمل العبد بنفسه وبذلك يكمل العبد بنفسه ويكمل او يكمل غيره الله اكبر الدعوة الى الله والتواصي بالحق هذا من اعظم ما يزيد الايمان فان الداعي اول من ينتفع بدعوته واول من يتأثر بصوت نفسه ولهذا قال جل وعلا عن المؤمنين والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وامر الله المؤمنين بالتعاون على البر والتقوى. قال وتعاونوا على البر والتقوى والاية مصدرة النداء للمؤمنين يا ايها الذين امنوا ولا تعاونوا على الاثم والعدوان قال كما اقسم تعالى بالعصر ان جنس الانسان لفي خسر الا من اتصف بصفات اربع الايمان والعمل الصالح الذين بهما تكميل النفس النفس البشرية لا يمكنها ان ترتقي من النفوس الحيوانية الا بالايمان والعمل الصالح فاذا فقدت العمل الصالح بقدر ذلك تفقد معاني الاكرام الذي اراده الله لبني الانسان واذا فقد الايمان صار ظل من البهائم يأكل ويشرب وينام لا يدري لماذا يأكل ولا لماذا يشرب ولا لماذا ينام يأكل ويشرب وينام ليعمل ويعمل ليأكل ويشرب وينام فهو يعيش في دوامة اعظم من دوامة بهائم الانعام ولذلك قال الله عز وجل عن الكفار ان هم الا كالانعام بل هم اضل وقال يأكلون ويتمتعون كما تأكل الانعام هذا تشبيه ولذلك الشيخ هنا يقول هذه مسألة عظيمة يقول الايمان والعمل الصالح الذين بهما تكميل النفس البشري وارتقاء النفس البشرية عن الحيوان والتواصي بالحق الذي هو العلم النافع والعمل الصالح والدين الحق وبالصبر على ذلك كله وبهما يكمل غيره. وهناك انتبه الان الايمان والعمل الصالح ارتقاء للنفس عن النفوس الحيوانية والتواصي بالحق والدعوة الى الحق ارتقاء للنفس عن نفوس عامة المسلمين ولك الخيار لك الخيار في هذا وذاك قال وذلك ان نفس الدعوة الى الله والنصيحة لعباده من اكبر مقويات الايمان وصاحب الدعوة لابد ان يسعى بنصر هذه الدعوة ويقيم الادلة والبراهين على تحقيقها ويأتي الامور من ابوابها ويتوسل الى الامور من طرقها. وهذه الامور من طرق الايمان وابوابه فهذا احد الاسباب في كون الداعي الى الله من اعظم الناس ايمان ولهذا مدحه الله مدحا عظيما فقال ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين والجواب لا احد احسن قولا مني لماذا لا احد احسن قولا منه؟ لانه لم لم يكتفي بمجرد الارتقاء عن النفوس الحيوانية الى النفوس الايمانية بل التقى الى نفوس اهل الايمان الكمل قال وايضا فان الجزاء من جنس العمل فكما سعى الى تكميل العباد ونصحهم توصيتهم بالحق وصبر على ذلك لابد ان يجازيه الله من جنس عمله ويؤيده بنور منه وروح بنور منه وروحه والروح ما يروح به الرب تبارك وتعالى العبد من احوال ايمانية ارتقائية منزلة بعد منزلة حتى يصل الى درجة الاحسان ويدخل في كلمة الروح ما يروح به الرب تبارك وتعالى على قلب العبد من البصيرة والمعارف الايمانية التي تتجلى فيتلذذ بها العبد ولو كان في سجن ولو كان في وحشة ولو كان في فقر ولو كان في المدى المادي قال رحمه الله فان الجزاء من جنس العمل فكلما فكما سعي الى تكميل العباد ونصحهم وتوصيتهم بالحق وصبر على ذلك لابد ان يجازيه الله من جنس عمله ويؤيده بنور منه وروح وبقوة ايمانه وقوة التوكل. فان الايمان وقوة التوكل على الله يحصل به النصر على الاعداء من شياطين الانس وشياطين الجن كما قال تعالى انه ليس له سلطان على الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلوا فمتى ما وصل الانسان الى كمال الايمان كمل ايمانه وكمل توكله. فاذا كمل ايمانه وتوكله ضعف دواعي شياطين الانس والجن عليه وايضا فانه متصد لنصر الحق ومن تصدى لشيء فلابد ان يفتح عليه فيه من الفتوحات العلمية والايمانية بمقدار صدقه واخلاصه ومن اهم مواد الايمان ومقوياته توطين النفس على مقومات على مقومات جميع ما ينافي الايمان. من شعب الكفر والنفاق والفسوق ولاسيا ثم قال رحمه الله فانه كما انه لابد في الايمان من فعل جميع الاسباب المقوية المنمية له ولابد مع ذلك من دفع الموانع والعوائق وهي الاقلاع عن المعاصي والتوبة مما يقع منها وحفظ الجوارح كلها وحفظ الجوارح كلها عن المحرمات طبعا ليس من شرط المؤمن الكامن انه لا يذنب لكن من شرط المؤمنين الكامل انه لا يصر على الذنب فكلما ان اصابته نكبة قال بالتوبة كلما اصابته مزلة قام بالاستغفار كلما استزله الشيطان تذكر فرجه قال رحمه الله تعالى ومقاومة فتن الشبهات القادحة في علوم الايمان المظعفة له والشهوات المظعفة لايرادات الايمان فان الارادات التي اصلها الرغبة في الخير ومحبته والسعي فيه لا تتم الا بترك ايرادات ما ينافيها ولهذا ايها الاخوة احذر نفسي واياكم الى الى خطرات القلوب فان خطرات القلوب خواطف الارادات فاذا خطف خطرات القلب خطفت ارادة منك كان بعد ذلك كلام وبعد الكلام خطوة وبعد الخطوة في عام ولهذا قال بعض العلماء رحمهم الله من حفظ خطرات نفسه احفظ هذه الامور المهمة من حفظ خطرات نفسه ولحظات لفظه وخطواتك قدمه سليم فالسلامة في ترك هذه الامور الا مع التيقن انها الى خير قال رحمه الله فمتى حفظ العبد من الوقوع؟ متى؟ فمتى حفظ العبد من الوقوع في فتن الشبهات وفتن الشهوات تم ايمانه وقوي يقينه وصار مثل بستان ايمانه كمثل وصار مثل بستان ايماني كمثل جنة بربوة الرب والمكان المرتفع ما هو في الوادي تجيه السيول تجرفه لا المكان مرتفع كمثل جنة بربوة اصابها وابل. الوابل المطر الصيب فاتت اكلها ضعفين فان لم يصبها وابل ما في مطر فطل واطلوا الندى فهو يثمر ان جاء المطر اثمر مرتين وثلاث واضعاف واضعاف وان لم يأتي المطر اثمر فلن يكون بلا ثمر والله مما تعملون بصير وقد ذكر جمع من المفسرين منه ابن عباس ان هذا مثل لعمل المؤمن وقلبه فمتى ما سمع مواعظ اثمر ضعفين وثلاث واربع وخمس فاذا لم يثمر فاذا لم يسمع المواعظ ولم يعرض نفسه للوابل المنزل من السماء من الوحي والكتاب والسنة فان الايمان الموجود في قلبه ينتج ثمرا ولو شيئا يسيرا قال رحمه الله ومتى كان الامر بالعكس يعني استولت عليه النفس الامارة بالسوء ووقع في فتن الشبهات او الشهوات او كليهما انطبق عليه هذا المثل وهو قوله تعالى ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل واعناب وهذا من انفس انواع البساتين ان النخيل محاطة وفي وسطها اعناق فهذه الاعناب لا تيبس لان ظلال النخيل تحفظها ولا تيبس بسرعة ثمارها لان النخيل يحفظ الهواء الوارد اليها فلا تدخلها الا بالقدر الكافي تجري من تحتها الانهار فلا يخشى عليها من الليبوسة من جهة الماء له فيها من كل الثمرات غير النخيل وغير العنب واصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فاصابها اعصار فيه نار فاحترقت احوج ما كان اليه اولا لنضج الثمار. ثانيا لكبر سنه. ثالثا لانه افنى عمره في هذا الثمار في هذه الاشجار واولاده صغار يريد ان ينتج فاصابها يسار فيه نار فاحترق كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون فقد ذكر غير واحد من المفسرين ان هذا مثلا ضربه الله لعمل المنافق او الكافر يعمل الاعمال التي يظن انها خير ثم اذا مات لا يجد شيء نسأل الله السلامة والعافية قال فالعبد المؤمن الموفق لا يزال يسعى في امرين احدهما تحقيق وصول الايمان وفروعه والتحقق بها علما وعملا وحالا نسأل الله ان يوفقنا لذلك. كلام سهل يا اخوة لكن الفعال بحاجة الى المجاهدة ورب العزة يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. الله اكبر قال والثاني السعي في دفع ما ينافيها وينقضها او ينقصها وينقضها او ينقصها من الفتن الظاهرة والباطنة ويداوي ما قصر فيه من الاول وما تجرأ عليه من الثاني وبالتوبة النصوح وتدارك الامر قبل فوات ولذلك ايها الاخوة علينا ان ننتبه من هذين الوبائين وباقي الشبهات وهذا اخطر ليش لانه مثل مرظ السحايا مرض السحايا يصيب الدماغ يصير الانسان مجنون والشبهات مرض يصيب البصيرة فلا يرى الحق نسأل الله السلامة والعافية والشهوات مرض خطير يصيب البدن فيتلف الانسان يتلف وهو لا يدري المسيكين والله ما حرم الله شيئا الا لان فيه تلف النفس او تلف البدن وما امر الله بشيء الا لان فيه صلاح النفس وصلاح البدن قال الله تعالى ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون اي مبصرون الخلل الذي وقعوا فيه والنقص الذي اصابهم من طائف الشيطان الذي هو اعدى الاعداء للانسان فاتته صلاة الفجر يبكي طول اليوم كيف فاتتني صلاة الفجر هذه علامة القلب الحي علامة الايمان قال المبصرون الخلل الذي وقعوا فيه والنقص الذي اصابهم من طائف الشيطان الذي هو اعدى الاعداء للانسان. فاذا ابصروا تداركوا هذا الخلل بسده وهذا الفتك برتقه فعادوا الى حالهم الكاملة وعاد عدوهم حسيرا ذليلا واخوان الشياطين يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون شيطان يقول انت على خير شوف غيرك عشان يعيشك في الغفلة يعيشك في الامل يعيشك في الشهوات في الشبهات الشياطين لا تقصر عن اغوائهم وايقاعهم في اشراك الهلاك والمستجيبون لهم لا يقصرون عن طاعة اعدائهم والاستجابة لدعوتهم حتى يقعوا في الهلاك ويحق عليهم الخسارة اللهم حبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا. وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين بفضلك ومنك انك انت العليم الحكيم. اللهم انصر اخواننا المستضعفين في بيت المقدس من صار اخواننا في غزة اللهم انصر المستضعفين في كل مكان اللهم عليك باليهود الغاصبين خذهم اخذ عزيز مقتدر فانهم لا يعجزونك اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم اللهم ادم الدائرة عليهم يا رب العالمين. اللهم احقن دماء المسلمين وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين