خلية. هذا كلام صحيح لانه مبني على الناس لو قال قائل ان الصلاة افضل من الزكاة. لان الله قدم الصلاة في جميع القرآن على لقلنا هذا استنباط صحيح من الناس الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فكنا قد وقفنا على القاعدة الحادية والعشرون على القاعدة الحادية والعشرين. الحادية والعشرون من هذه القواعد فعل الكبائر دون الشرك والاصرار عليها ليس كفرا بل هو فسق. وهذه القاعدة اه بحاجة الى التفصيل من حيث اولا معرفة الكبائر من الذنوب. فاهل السنة والجماعة مجمعون على ان ارتكاب الكبائر اه دون الشرك. والاصرار عليها ومعنى الاصرار عليها فعلها مرة بعد مرة مع اعتقاد آآ حرمتها ومع اعتقاد انها محرمة ليس كفرا بل هو فسق يخرج الانسان من الايمان الواجب الى ايمان الى اصل الايمان الكبائر مثل السرقة ومثل الربا واكل لحم الخنزير وشرب امر الزنا ونحو ذلك. هذه الكبائر فعلها عند اهل السنة والجماعة اه مذهبة للايمان الواجب والقاعدة ان كل ترك واجب وكل ارتكاب محرم فانه فسق ينزل الانسان من درجة الايمان الواجب الى درجة الايمان آآ الذي هو ضد الكفر والشرك وهو اصل طيب والاصرار على الكبائر؟ الاصرار على الكبائر عند اهل السنة والجماعة بالاجماع ليس كفرا وانما الاصرار على الكبائر كفر عند الخوارج. وفعل الكبائر ايضا كفر عند عامة الخوارج. واما اهل السنة والجماعة فيقولون ان هناك كفار مشركون ومنافقون وهؤلاء المخلدون في النار. وهناك فساق فجار ظلمة فساق فجار ظلمة اذا لم يكن معهم وصف الكفر فهم اذا كان وصف الكفر فهم مع كفرهم جمعوا بين الفسق والظلم والفجور والكفر. واذا لم يكن عندهم كفر وشرك ونفاق وعندهم فسق وظلم وجور فان هؤلاء يعتبرون من اهل الاسلام من حيث عصر. ومعنى ذلك ان افعالهم التي ارتكبوها في فعل المحرمات او ترك الواجبات هي التي فسقتهم. وهذا اه فيه دلالة على صحة معتقد اهل السنة والجماعة ان الانسان قد يجتمع فيه ايمان من وجه وشعبة من شعب الكفر والشرك والجاهلية من وجه اخر. ذلك لان الفسوق والظلم والجور هذه ليست من اخلاق اهل الاسلام الفسق من صفات الشيطان ففسق عنها من ربه. والظلم من صفة الطغاة مثل فرعون والجور كذلك من صفات الذين يبغون عن الناس ويبغون في الارض بغير الحق مفردات هذه القاعدة كثيرة منها ان مرتكب الكبيرة لا يكون كافرا بل يكون فاسقا. ومنها ان الاصرار على الكبائر ليست كفرا بل هو فسق. ومنها ان الفاسق هو من يرتكب الكبائر ولا يخرج بفعله للكبيرة او اصراره عليها من الايمان اذا يأتي السؤال متى يخرج من الايمان؟ يخرج من الايمان اذا احل اذا احل حراما او حرم حلالا وكان عالما بذلك غير متأول. وهنا يأتي السؤال لو ان فعل كبيرة او اصر عليها بدون علم. فهذا ينظر في حاله. فمثلا لو ان انسانا اسلم ولم يعلم بان الربا حرام. فهذا يكون مرتكب للكبيرة لكنه لا يحكم عليه بالفسق الا اذا علم واصر على فعلته الشنعاء وارتكابه هذا المحرم الذي حرمه الله في كتابه وحرمه رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته ننتقل للقاعدة الثانية والعشرون وهي قاعدة مهمة جدا في باب المفاضلات. كثيرا ما ايهم افضل؟ هل الذي افضل هو الصلاة او الصوم؟ هاي الافضل قراءة القرآن او الذكر. هل الافضل هو آآ المهاجرون او الانصار؟ هل الافضل ابن ادم المؤمن منهم او الملائكة. كثيرا ما نسمع هذه المسائل تطرح تناقش في مجالسنا وفيما بيننا. فكيف نتعامل في هذه المسائل المبنية على الفضائل هذه القاعدة مفيدة لهذه المسائل وهي الفضائل لا تثبت الا بالنص معنى هذا الكلام لا يجوز لنا ان نفاضل بين الملائكة وبين ابناء ادم الا بالنص وليس لمجرد القياسات العقلية وما ندركه من منطقنا وفهمنا ولا يجوز لنا ان نفضل جنسا على جنس الا بالنص. ولا ان نفضل شخصا على شخص الا بالنص ولا ان نفضل عملا على عمل الا بالنص. ولا ان نفضل صفة على صفة الا بالنص. قد يقول قائل ان هناك فضائل تدرك للاشياء نقول نعم ادراك فظائل الاشياء بسبب حسنها وقبحها ممكن عقلا كما هو معتقد اهل السنة والجماعة. كما هو مدرك نقلا. ولكن تفاضل بين الامور المتقاربة هذه لا تثبت الا بالناس. فاذا اراد انسانا يقول ان ابا بكر افضل من عمر فعليه ان يأتي بالنص. فاذا قال لان الله ذكره في القرآن ثانية اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا لو قال القائل لا ابو بكر افضل من عمر لقول النبي صلى الله عليه وسلم ولو كنت متخذا احدا خليلا لاتخذت ابا بكر لكن ان يأتي انسان ويفاضل بين فلان وفلان لمجرد النظر الى ما يظهر فهذا ينبغي ان يقيد ويقال في نظري القاصر في نظري فلان افضل من فلان والله اعلم بالبواطن اما اطلاق الفضائل فهذه لا تكون الا بالنص لا سيما فيما يتعلق بالاشخاص واما في العبادات واما في العبادات فلا شك ان العقل المجرد لا سبيل له الى ادراك تفاوض الى ادراك التفاضل بين هذه العبادة لكن منطوقات النصوص ومفهومات النصوص هي التي تبين مجالات الفضائل في باب العبادات والطاعات. وهذه مسألة ترفع كثيرا من النزاعات. فاذا كنا سنتفق ان الفضائل لا تثبت الا بالنص فحينئذ لا يجوز لنا ان نقول ان هذا افضل من هذا. مثلا لو جاء جاءكم انسان وقال لكنا انتن تدرسن في دار القرآن وانا اريد ان اسألكن اي السورتين افضل سورة النساء او سورة المائدة. فهنا لابد حينئذ ان لا نعمل اثبات الفضائل بمجرد العقل بل لابد من البحث عن النصوص. فان وجدنا نصا في بيان فضل السورة على سورة فنقول بالنص. وان لم نجد النص فنتوقف عن القول بالتفاؤل هذا هو المتعين. لو قال لكن قائل اي ملكين افضل؟ ميكائيل او اسرافيل الواجب علينا ان نتوقف في هذا الا ان ننظر الى النصوص التي تدلنا على التفاؤل فان وجدنا فذاك وبها والا توقفنا. اذا هذه القاعدة مفيدة جدا لرفع النزاعات ومفيدة جدا في اثبات الفضائل الفضائل لا تثبت الا بالنص والمقصود من الفظائل جمع فظيلة وهي الامور المميزة للشيء عن الشيء. سواء كان جنسا او شخصا او ذاتا او وصفا او فعلا او امرا آآ غيبيا او امرا مشاهدة واما اهل البدع فانهم في باب الفضائل انما آآ يمشون اما الى العواطف واما الى العقول المجردة. واما اهل السنة فانهم في باب الفضائل يمشون مع النصوص. لو قال لنا قائل اي الغزوتين افضل؟ اي الغزوتين افضل غزوة تبوك ولا غزوة حنين؟ لا ينبغي لنا ان نخوض في التفضيل بين الغزوتين الا بالنظر الى النصوص او الى ما يفهم من النصوص. اذا الفضائل لا تثبت الا بالنص. واما العقل المجرد هذا ليس بابه. القاعدة الثالثة والعشرون لا شهادة لمعين بالجنة الا بالنص وهذه مسألة مهمة جدا. هذه مسألة مهمة وهي قاعدة كبيرة. لا شهادة لمعين جنة الا بنص. لا يجوز لمسلم ان يشهد ان فلان ابن فلان في الجنة الا لا بالنص سواء كان النص عاما يدخل الفرد تحت العموم ولا يعينه او اذا كان الفرد خاصا فيجوز ان يعين. ولنضرب مثال على هذا. لو جاءنا انسان وقال لنا فلان لفلان صحابي هل هو في الجنة بعينه؟ ننظر هل جاء في خصوص هذا الصحابي حديث عن الكريم صلى الله عليه وسلم فحينئذ نشهد لعينه بالجنة لوجود النص. فاذا لم نجد لعينه ها نصا بالجنة فحين اذ ندخله تحت العموم ونتكلم بالعموم ونقول هذا الرجل من الصحابة والصحابة موعودون بالجنة فهم قطعا في الجنة فلو قال لنا قائل فلان ابن فلان قلنا له اهو انصاري او مهاجري؟ الصحابة اما مهاجرون واما ايش؟ انصار فان قال لنا الرجل هذا رجل من المهاجرين فبحثنا ولم نجد بخصوصه نصا فنقول كما قال الله عز وجل والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه. فالصحابة من المهاجرين والصحابة من الانصار موعودون بوعد الله الحق بالجنة بغير ما شرط ولا قيد. واما الذين جاءوا بعدهم وهم التابعون فموعودون من الله وجنات بشرط الاتباع بالاحسان. وشرط الاتباع بالاحسان لا يعلم الا من حيث الظاهر واما حقيقة وباطنا فذلك يحتاج الى نص اخر. لا شهادة لمعين بالجنة الا بنص. ونحن نعلم ان الله عز وجل شهد لمعينين بالجنة فشهد للانبياء والصالحين وبعض الصالحين باعيانهم بانهم في الجنة. من الانبياء المذكورون في القرآن الكريم. واما الصالحون المذكورون في القرآن الكريم فشهد الله تبارك وتعالى لمؤمن ال فرعون عون بانه في الجنة. وجاء رجل من اقصى المدينة يا سعد. وكذلك شهد الله تبارك وتعالى لمؤمن ال ياسين بالجنة. قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي علني من المكرمين. وشهد ربنا تبارك وتعالى لمريم بعينها بانها في الجنة كما جاء في القرآن وامه صديقة. وشهد الله تبارك وتعالى لامرأة فرعون اسية بنت مزاحم بانها بعينها في الجنة كما قال الله وامرأة الفرع وضرب الله مثلا للذين اه امنوا امرأة فرعون اذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة. ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين. ومريم ابنة عمران قال التي احسنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانطين. كذلك شهد النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم لمعينين بالجنة. فشهد فقال ابو بكر في جنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وابو عبيدة في الجنة وعبدالرحمن بن عوف في الجنة وسعد في الجنة وسعيد في الجنة. وشهد لعكاشة ابن بانه في الجنة وشهد لخديجة بانها في الجنة. وشهد لعائشة بانها زوجته في الجنة. وشهد النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم للحسن والحسين بانهما سيدا شباب اهل الجنة لفاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها زهراء النبي صلى الله عليه وسلم وحبيبته من الدنيا آآ من بناتك بانها من اهل الجنة. وشهد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لثابت ابن قيس ابن شماس بانه في الجنة. اذا شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعينين بالجنة فنحن نشهد لهم بانهم في الجنة هؤلاء يذكر بعض العلماء مسألة وهي لو ان الصالحين اهل الصلاح والتقى اهل العدل والانصاف والعفاف لو شهدوا لمعين بانه من اهل الجنة. هل شهادتهم مقبولة معتبرة؟ او بها مثال ذلك ما جاء في الحديث ان عمر رضي الله تعالى عنه كان مع الصحابة فمر برجل فشهدوا له بالخير فقال عمر وجبت. ثم مر باخر فشهد له عليه الناس بالسوء فقال عمر وجبت. فلما انتهى قال رجل يا امير المؤمنين ما وجبت؟ قال كنا عند النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فمر بجنازة فاثني عليها خيرا قال وجبت فمر باخرى فاثني عليها شرا قال وجبت قلنا ما وجبت. قال الاول اثنيتم عليه خيرا. وجبت له الجنة. والثاني اثنيتم عليه شرا وجبت له النار ثم قال انتم شهداء الله في الجنة. انتم شهداء الله في فعمر رضي الله عنه عمل بعموم هذه الشهادة فمن اهل العلم من قال من اهل السنة اذا شهد اهل الصلاح لرجل لانه من اهل الجنة فشهادتهم مقبولة. لان الله جعلهم شهداء في الدنيا والاخرة. قال تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وقال جمهور العلماء ان هذه الشهادة يستأنس بها ولا يقطع بها وهو الصواب عند الله تبارك وتعالى. والاصل في ذلك ان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لما سمع بعض زوجاته وهو يقول هنيئا له عصفور من عصافير الجنة عن ولد صغير من اولاد المسلمين قد مات في المدينة فقال له النبي فقال النبي صلى الله عليه وسلم لها ما تقولين؟ او انظري ما تقولين او شهد عثمان ابن مظعون بالجنة مع انه من اهل الجنة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم مات فوالله اني لرسول الله ولا ادري ما يفعل الله بي؟ فقالت والله لا اشهد على احد بعده ابدا. اذا الشهادة لمعين بالجنة هذا ينبغي تركه الا بنص وانما يرجى لعموم المسلمين ويخاف يرجى لمحسنهم لعموم المسلمين ويخاف على المسيء. وفروع هذه القاعدة كثيرة كل شخص معين يسأل عنه ننظر هل فيه نص؟ فنقول ونشهد له بنصه في الجنة وان لم يكن له نص وندخله تحت العموم فان كان من اهل الصلاح فنقول ان اهل الصلاح من اهل الجنة. ان كان من اهل الصلاة نقول اهل الصلاة في الجنة. وان كان من اهل الصيام نقول ان اهل الصيام في الجنة كما قال تعالى الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله باموالهم وانفسهم اولئك اعظم درجة عند الله واولئك هم الفائزون يبشرهم ربهم برحمة منهم ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها ابدا. ان الله عنده اجر عظيم اذا اذا لم يكن عندنا نص في احاد الامة فننظر الى اي الاصناف كان اميل فندخله تحت فمن كان من اهل العلم والعمل يدخله تحت العلماء تحت الصالحين تحت العباد وتحت بحسب ما يكون له من العمل الظاهر. ونسأل الله ان يجعله بعينه من اهل الجنة. واما له بعينه في الجنة فهذا انما يشار اليه اذا كان عندنا نصه. القاعدة الرابعة عشرون نشهد لعموم الكفار بالنار ولخصوصهم اذا تيقنا موتهم على الكفر اذا كما نشهد لعموم المسلمين بالجنة ولا نشهد باعيانهم بالجنة الا بالنص. طيب هل نشهد عموم الكفار بالنار؟ الجواب نعم. نشهد لعموم الكفار بالنار. لان الله جل وعلا قال في القرآن الكريم وقوله الحق وخبره الصدق قال ان الذين كفروا تأملنا هذه الاية ان الذين كفروا ها من اهل لبيان الجنس من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها اولئك هم شر البرية. اولئك هم شر البرية. اذا نتأمل لماذا كان هؤلاء في النار وهم شر البرية لكفرهم وشركه. لهذا قال في اول السورة لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين. ومن لبيان الجنس مين لبيان الجنس وليس للتبعيض؟ لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم بينة وقال في اخر السورة ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم فيها اولئك هم شر البرية. نشهد لعموم الكفار بالنار. فايما كافر في اي زمان وفي اي مكان من اي قبيلة من اي جنس نشهد له بالعموم لو قال له قائل فلان ابني فلان من كفار الصين. فلان ابن كف وفلان من كفار استرالي. فلان ابن فلان من كفارك. نقول الكفار في النار. اذا ندخلهم في العموم ثم نقول الكفار فينا. واما هو بعينه فلا نحكم عليه الا اذا تيقنا موته على الكفر. كيف يعني تيقنا موته على الكفر؟ علمنا ان فلان ابن فلان من الكفار مات على الكفر. مات وهو يشهد بالتثليث. مات وهو يدعو بوذا. مات وهو يدعو لله ندا وعلى هذا مات مات وهو يسجد للصنم. مات وهو يطوف حول قبر مات وهو ينظر لغير الله. اذا متى نشهد للكفار باعيانهم انهم في النار نشهد لهم في في كم حالة؟ في حالين. الحال الاولى نشهد للمعينين من الكفار بالنار اذا شهد لهم الله او رسوله اذا شهد لهم الله تبارك وتعالى او رسوله صلى الله عليه واله وسلم. مثل ومن امثلة شهادة الله للمعينين من الكفار بالنار كشهادته على نمرود الذي كان في زمن ابراهيم بالنار آآ وكذلك كفرعون الذي كان في زمن آآ موسى عليه السلام وكذلك نشهد طائفة من الكفار بانهم في النار بشهادة الله لهم بالنار. كقوم نوح حينما قال الله عنهم مما سيئاتهم اغرقوا فادخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله انصار. وكشهادة الله على قوم صالح من الذين كفروا وكقوم هود الذين كفروا. وهكذا نشهد لهذه الطوائف بعمومها بان لها في النار وكذلك آآ شهادة الله لقارون بانه في النار. شهادة الله لابليس لانه في النار شهادة الله للذي اتاه الله علما فانسلخ منها فهو في النار. ومن ذلك ايضا النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم لمعينين بانهم في النار. كقوله عليه الصلاة والسلام رأيت عمرو ابن لحي يجر امعاءه في النار فانه اول من غير فانه اول من غير دين ابراهيم عليه السلام وسيب السوائب ووضع البحيرة. كذلك شهادة النبي صلى الله عليه واله وسلم لعمه ابي طالب بانه في النار. وكذلك شهادة النبي صلى الله عليه وسلم لذلك الاعرابي كما في صحيح مسلم لما قال له ان ابي واباك في النار. اذا شهد الله لمعينين من الكفار في النار فنشهد انهم باعيانهم في النار وشهد الرسول صلى الله عليه واله وسلم لمعينين من الكفار بانهم في النار فنشهد لهم. واما اذا لم يشهد لمعينين في النار فنشهد لهم من حيث العموم. الحالة الثانية اه بخصوص الكافر بالنار اذا تيقنا موته على الكفر والشرك. اذا تيقنا موته على الكفر والشرك وكيف يتيقن الانسان موتى الكافر على الكفر ذلك بان يشهد جنازة آآ حضور خروج روحه او يراه حين يموت وهو على الشرك قائم. كما جاء في الحديث ان الله ان النبي صلى الله عليه وسلم شهد مرض عمه ابي طالب وهو في الوفاء قال يا عم قل لا اله الا الله كلمة حاج لك بها عند الله؟ فقال هو على ملة عبد المطلب. فانزل الله ما كان للنبي والذين امنوا ان تغفر للمشركين ولو كانوا ولو كانوا لقربى من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجهل. كيف يتبين لهم لهم بموتهم على الكفر وبموتهم على الشرك. ولهذا جاء في مسند الامام احمد ونحفظ هذا الحديث ان النبي صلى الله الله عليه وسلم قال والحديث حسن ان شاء الله كما حكم عليه جمع من اهل العلم بالحسن ومنهم العلامة احمد شاكر في تحقيق على المسرف قال صلى الله عليه وسلم اينما مررت بقبر مشرك فبشره بالنار يعني اذا تيقن الانسان ان فلان من المشركين مات على شركه فانا نشهد له بخصوصه انه من اهل النار اذا هذه القاعدة مفيدة جدا في التعامل مع الكفار مشهد لعموم الكفار بجميع طوائفهم وبجميع اديانهم بانهم اه في النار. ولخصوصهم اذا تيقنا موتهم على الكفر. القاعدة الخامسة والعشرون ليس في الشرع ما يناقض العقل ولكن فيها ما يحار فيه العقل. حقيقة هذه القاعدة كان ينبغي ان تضم الى القاعدة السابقة التي مرت معنا وهي قاعدة نرجع اليها اه رقم اه اظن الثانية عشرة والثالثة عشر. ينسيك الان رقم اي نحت. القاعدة العاشرة ان النقلة مقدمة على العقل. كان ينبغي ان نجعل هذه القاعدة بعد تلك القاعدة تماما ليس في الشرع ما يناقض العقل ولكن فيها ما يحار فيه العقل. ما ما سورة هذه القاعدة حقيقة ان صورة هذه القاعدة متعددة لكن نذكر مثالا او مثالي. الشرع جاء باشياء ليس فيها ما يمكن ان نقول ان العقل ينقضه ابدا. ابدا لا يمكن. لا يمكن ان يكون في الشرع ما ينقضه العقل. لماذا؟ لان الذي خلق العقل هو الله. والذي نزل الشرع هو الله. فما دام الشرع هو الله وخالق العقل هو الله فلا يمكن ان يكون هناك تناقض بين العقل وبين الشرع ولنضرب مثالا واقعيا الذي يصنع السيارة وهو عبارة عن الميكانيكا العقلية ثم يرسل كتيبا وهو عبارة عن تشريعات لاستخدام هذه السيارة. هل يمكن ان يكون بين مصنوعه وبين مكتوب فيه تناقض اذا كان في مكتوبه تناقض عن مصنوعه فهذا معناه عدم اتقان الصنعة. وربنا جل وعلا الحكيم العليم الخبير سبحانه وتعالى. اذا ليس في الشرع ما يناقض العقل لا يوجد في الشرع واحد زائد واحد يساوي واحد ابدا. لا يمكن ان يكون في الشرع فوق هو تحت وتحت هو فوق. لان هذه امور مناقضة للعقل لكن ليس معنى هذا ان الشرع ليس فيه ما هو خارج عن ادراك العقل لان الشرع مبني على امور علمية وامور عملية. الامور العلمية بعضها غيبيات لا يمكن للعقل ادراكها ولا معرفة كيفياتها او كيفية حصولها. فمثلا لا يمكن للعقل ان يدرك كيف اه صنع الله جل وعلا السماء اذا لم يجعل النص قائدا كن فيكون لا يمكن للعقل اه ان يدرك الغيب ما الذي فوق السماء الاولى؟ ما يمكن لكن يوجد في الشرع امور هي من محارات العقول. امور تحارب فيها العقول مثلا عذاب القبر ونعيمه. امر اه امر محير للعقول آآ كون صلاة الفجر كون صلاة الفجر ركعتان. امر محير للعقل كون آآ ابواب الجنة ثمانية. ابواب النار سبعة. اذا يوجد في الشرع ما هو محير للعقول ولا يمكن ان يوجد في الشرع ما هو مناقض للعقول. لو قال لنا قائل كيف جبريل عليه السلام من السماء السابعة يسمع الكلام من الله ثم يأتي الى الارض ويخاطب النبي صلى الله عليه وسلم ثم يصعد ثم ينزل هذه امور تحارب فيها العقول. لكن ليس هذا من محالات العقول ولا مناقظات ليس هذا من مناقظات العقول وان كانت المسألة من محارات العقول. وحقيقة فروع هذه القاعدة كثيرة نكتفي بما ذكرناه من الامثلة. ولو كان في الشرع ما هو مناقض لما امرنا الله بالتعقل ولا بالتدبر ولا بالتفكر. وايات كثيرة في كتاب الله عز وجل يأمرنا الله تبارك وتعالى القرآن بالتعقل المنزل وتدبر المنزل كما في ايات كثيرة لعلكم تعقلون لعلكم تتذكرون كتاب احكمت اياته ثم فصلت من الذي من لدن حكيم خط القاعدة السادسة والعشرون التأويل مذموم شرعا. آآ التأويل له عدة معاني من معاني التأويل التفسير وليس هذا هو المقصود في هذه القاعدة. من معاني التأويل اه حقائق الامور التي تصيروا اليها وليس هذا هو المراد. اذا ما هو المراد بالتأويل هنا؟ المعنى الثالث. ما هو المعنى الثالث من التأويل المعنى الثالث من التأويل هو صرف اللفظ عن معناه صرف اللفظ عن معناه الى معنى لم يرده الشارع صرف اللفظ عن معناه الى معنى لم يرده الشارع. وهو المذكور في قوله تبارك وتعالى عن الزائغين قال فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه. لماذا يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأهيله. تأويله يعني صرف اللفظ يعني معناها الظاهر الى معنى يريدونه هم لسوء مقاصدهم وسوء طوياتهم. هذا التأويل وهو صرف اللفظ عن معناه الظاهر الى معنى غير ظاهر الى معنى لم يرده الله جل وعلا ولا رسوله الى معنى لم يفهمه السلف الصالح هذا التأويل مذموم شرعا. ومما يدلنا على ذم هذا النوع من اولا ان الله جل وعلا جعله من صفات الزائفين. ثانيا ان الله تبارك وتعالى ذمهم لهذا الفعل. ثالثا ان الله تبارك وتعالى اخبر فقال وما يعلم تأويله الا الله وما يعلم تأويله الا الله على رواية الوقف. وايضا مما يدلنا على ان التأويل شرعا لا سيما في باب العقائد في باب الاسماء والصفات ان السلف الصالح رظوان الله عليهم ما اول ايات واحاديث الصفات بل قالوا كلمة عظيمة امروها كما جاءت. ام الرؤى كما جاءت بلا كيف يعني لا تؤولوا معانيها الى كيفيات تعقدونها او تدركونها او تظنونها او تحسبون كل حاجة التأويل مذموم شرعا. ومما يدل على كون التأويل مذموما مذموم شرعا ان النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم قال لعائشة رضي الله عنها لما آآ قرأت هذه من اية من سورة ال عمران فاما الذين في قلوبهم زيغ قال النبي صلى الله عليه وسلم اولئك الذين سماهم الله فاحذروا. وفي رواية فاياكم واياهم. وقال جل وعلا في القرآن وذروا الذين يلحدون في اياته. القاعدة السابعة والعشرون كل بدعة في الدين ضلالة. هذه القاعدة هي نص نص رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما جاء في حديث جابر ابن عبدالله في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبة الجمعة آآ خير الكلام كلام الله وخير هدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ظلالة. كل بدعة ظلالة المقصود بالبدعة هنا الامور المحدثة. طيب الامور المحدثة على قسمين امور محدثة في الدنيا لا يراد من ورائها التعبد ولا علاقة لها بالدين وامور محدثة في الدين يراد بها التعبد او امور محدثة في الدنيا متعلقة بالعبادات. فحينئذ جاءت هذه القاعدة كل بدعة في الدين ظلامة. كل بدعة والبدعة مأخوذ من اه الشيء الجديد. بديع السماوات والارض اي محدثهما على غير منوال سابق. فالبدعة كل امر محدث على غير منوال سابق ومن هنا قال العلماء هذه القاعدة كلية مطلقة. تشمل البدع الاصلية كبدعة المولد او البدعة الاضافية كبدعة الصلاة عند القبور ونحو ذلك. كل بدعة في الدين ضلالة ظلالة بمعنى انها على غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم ومؤذن الى الهاوية ومما يؤكد هذا العموم ان الله جل وعلا قال في القرآن ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ها خط خط فوق كلمة من الدين ام لهم شركاء شرعوا لهم ايش؟ من الدين ما لم يأذن به الله دل على ان التشريع في امور الدنيا الامر فيه واسع. وانما المعنى ممنوع هو المحدث في الدين. ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. كل بدعة في الدين ظلال. وجاهد في حديث ابن المؤمنين عائشة رضي الله الله عنها قال قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من احدث في امرنا ما هو امر النبي صلى الله عليه وسلم. هل جاء عليه الصلاة والسلام يعلمنا كيف نبني البنايات؟ كيف نطبب الابدان؟ كيف نزرع؟ لا قال انتم اعلم بامور دنياكم. اذا ما هو امره صلى الله عليه وسلم الذي من اجله بعث انما بعثه الله بشيرا ونذيرا ولهذا قال في هذا الحديث من احدث في امرنا بمعنى كل بدعة في الدين. من احدث في امرنا في امر الدين ما ليس منه فهو رد ومعنى رد مصدر بمعنى المفعول اي مردود. وفي الحديث الاخر قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. اه لعلنا نكتفي بهذا ان شاء الله ان عندي محاضرة بعد المغرب في مكان بعيد شوي وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الحمد لله رب العالمين