رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فكنا قد وقفنا على ما ذكره الامام ابو بكر الاجور رحمه الله ابو الحسين فيما آآ يتعلق بذكر اخلاق اهل القرآن نسأل الله جل وعلا ان يخلقنا باخلاق اهل القرآن. هذه الرسالة المسماة باخلاق اهل القرآن او اخلاق اهل العلم رسالة قيمة نسأل الله تبارك وتعالى التوفيق للعمل على وفق هذه الاخلاق العبرة ليس بمن يقيم الحروف وانما العبرة بمن يقيم الحدود والامر كما قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنهما وغيره ليس المراد من حفظ كتاب الله اقامة حروفه وانما المقصود اقامة حدوده اه هذه الاخلاق التي يذكرها الامام رحمه الله ينبغي علينا ان نتأملها وان نتخلق بها وهذا هو الاهم قال الامام ابو بكر ابو الحسين قال الامام ابو الحسين محمد بن حسين الاجري رحمه الله ينبغي لمن علمه الله القرآن وفظله على غيره ممن لم اه يعلم كتابه واحب ان يكون من اهل القرآن واهل الله وخاصته وممن وعده الله من الفضل العظيم ما تقدم ذكرنا له وقال الله عز وجل يتلونه حق تلاوته. قيل في التفسير يعملون به حقا عمله اذا الواجب اولا على من علمه الله القرآن ان يدرك ان هذا فضل من الله. تعليم الله العبد القرآن فضل من الله جل وعلا كون الله تبارك وتعالى جعلك من اهل القرآن او جعلك من اهل القرآن هذه نعمة من نعم الله عليك الواجب ان نعمل حتى نكون من اهل الله وخاصته وان نجاهد انفسنا على العمل حتى نكون ممن وعده الله بالفضل العظيم الوارد في من قرأ القرآن او حفظه واول ذلك واول ذلك العمل به حق عمله يتلونه حق تلاوته جاء في تفسيره يعملون به حق عمله كيف تفسر كلمة يتلونه حق تلاوته بالعمل لان التلاوة معناها الاتباع والاتباع قد يكون في الحروف وقد يكون في المعنى والاتباع في معناه هو العمل. الاتباع في المعنى هو العمل قال وممن قال النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع مع الكرام السفرة والذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق له اجران. يعني الانسان الذي وفقه الله لتعليم القرآن فهو اما ماهر فيكون مع الكرام السفرة ولا يليق به الا التخلق باخلاق الكرام البررة. واما ان يكون ممن يتعلم القرآن فهو عليه شاق فعليه ان يتخلى باخلاق اهل القرآن حتى ييسر الله له حفظه واتمامه قال وقال بشر ابن الحارث سمعت عيسى ابن يونس يقول اذا ختم العبد القرآن قبل الملك بين عينيه فينبغي له ان يجعل القرآن ربيعا لقلبه يعمر به ما خرب من قلبه او يعمر به ما هرب من قلبه يتأدب باداب القرآن ويتخلق باخلاق شريفة تبين به عن سائر الناس ممن لا يقرأ القرآن حقيقة كلام عيسى ابن يونس هذا كلام عميق وقوله قبل الملك بين عينيه المقصود بالملك يمكن ان يقال المراد بالملك ملك الحسنات او المقصود بالملك الملك الالف واللام للعهد يمكن ان يكون المراد بالملك هو الملك الذي يكون بمعنى القرين او يكون الملك الملك خاص موكل بمن حفظ كتاب الله عز وجل ولكن هذا امر غيبي فلا ندري هل عيسى ابن يونس سمعه او اجتهد من عند نفسه ولكن فيه دلالة على عظيم فضل من جعل الله القرآن في قلبه. ماذا يفعل على قول يونس قال يجعل القرآن ربيعا لقلبه. ومعنى ربيعا لقلبه الانسان ماذا يفعل في الربيع؟ يستأنس به ويتمتع بالنواظر ويستمتع بالمناظر واذانه آآ وسمعه آآ تسر بسماع اصوات البلابل وغير ذلك فتجد الانسان في الربيع مسرورا القلب مسرورا العين مقرور السمع وايضا اه منشرح الفكر هذا معنى يجعل القرآن ربيعا لقلبه ثم فسره قال يعمر به ما خرب من قلبه القلب يحصل له خراب بسبب الافات وبسبب الامور الواردة. فماذا فكيف يصلحه بالقرآن قال يتأدب باداب القرآن. اذا القرآن له اداب وكما سيأتي ذكره يذكره المصنف رحمه الله ادبا ادبا. ويتخلق باخلاق شريفة تبين به تبين به يعني تظهره وتوضحه وترفعه وتجليه عن سائر الناس ممن لا يقرأ. يعني لابد ان يكون هناك في فرق بين من يقرأ القرآن وبين من لا يقرأ القرآن فالذي يقرأ القرآن ينبغي ان ندرك انه فوق ممن لا يقرأ القرآن قال فاول ما ينبغي له اول ما ينبغي له هذا رقم واحد من الاداب ان يستعمل تقوى الله في السر والعلن بالسر والعلانية باستعمال الورع في مطعمه ومشربه وملبسه ومسكنه حقيقة ان تقوى الله عز وجل اذا اطلق يراد به معناه يراد به معنيان. المعنى الاول يراد به المعنى الاول يراد به ترك المحرمات والمعنى الثاني يراد به فعل الواجبات. ولكن هنا المصنف رحمه الله فسره من اعظم وهو المطلوب من المتخلقين باخلاق القرآن يستعمل تقوى الله في السر والعلانية يعني الخوف من الله معه في سره واعلانه في حال انفراده وفي حال جمعه اجتماعه مع الناس باستعمال الورع في مطعمه ومشربه وملبسه ومسكنه يعني لا يطعم ولا يشرب ولا يلبس ولا يسكن ونحن نزيد ونقول باستعمال الورع في الخلوات والفلوات فلا يقول ولا يتكلم ولا يسمع ولا يرى الا ما يرضي الله تبارك وتعالى. والمطعم والمشرب والملبس والمسكن من الامور العظيمة التي تزين البدن وتطيبه اذا كان حلالا او تدنسه اذا كان نجسا او محرما قال بصيرا بزمانه وفساد اهله ينبغي لمن يكون من اهل القرآن ان يكون بصيرا بزمانه وفساد اهله وان يدرك من المفسد منهم فيحذره. قال فهو يحذرهم على دينه ينبغي على من حفظه الله القرآن ان يخاف على حفظه للقرآن اعظم من خوف اهل الدنيا على دنياهم فيحذر آآ على سراق ان يسرقوا حفظه. كيف يسرقون حفظه باشغاله فيما لا ينبغي او اشغاله عما ينبغي قال فهو يحذرهم على دينه مقبلا على شأنه مهموما باصلاح ما فسد من امره حافظا للسانه مميزا لكلامه ان تكلم تكلم بعلم اذا رأى الكلام صوابا واذا سكت قال سكت بعلم ان كان السكوت صوابا نعم الانسان ممن يتكلم بحق او يسكت بحق. قال قليلا آآ قليل الخوظ فيما لا يعنيه لان قلبه على جمعية القرآن قلبه على مجتمع على حفظ القرآن على التفكر في القرآن. يخاف من لسانه اشد مما يخاف من عدوه هذا المنبغى هذا المنبغة وانا اقول اليوم ينبغي علينا ان نخاف من السنتنا ومن اعيننا ومن اذاننا ومن ايدينا فلا نسمع الا ما يرضي ربنا ولا ننظر الا الى ما يرضي ربنا ولا نكتب الا ما يرضي ربنا ولا نقول بلساننا الا ما يرضي ربنا يخاف من لسانه اشد مما يخاف من عدوه يحبس لسانه كحبسه لعدوه ليأمن من شره وشر عاقبته قليل الظحك مما يظحك منه الناس لسوء عاقبة الظحك ان مر بشيء مما يوافق الحق تبسم يعني طالب العلم الذي اعطاه الله حفظ القرآن لا ينبغي له ان يكون مقهقها لا ينبغي ان يكون متفكها يعني بعض الناس اليوم يبحث عن اشياء تضحكه هذا للعامة لائق بهم. اما ان يبحث طالب العلم عن المضحكات فهذا امر عجب قد يقول قائل او تقول احداكن اننا في زمن ربما تمر بنا الامور الكئيبة فماذا نعمل؟ نقول اذا الانسان بامر كئيب عليه ان يرجع الى ربيع قلبي وهو القرآن وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرى اصحابه يخوضون في امر الدنيا ولا يخوض معهم واذا قالوا امرا يضحك منه تبسم صلى الله عليه وسلم وما رؤي مقهقها صلوات ربي وسلامه عليه. كان اكثر ضحكه التبسم. وقال صلى الله عليه وسلم لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. ولخرجتم او لجرأتم الى الطرقات تجأرون الى الله قال يكره المزاح خوفا من اللعب فان نجحا قال حقا هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم امام القراء باسط الوجه طيب الكلام لا يمدح نفسه بما فيه نعم هذه مسألة افة عظيمة بعض الناس يمدح نفسه بما ليس فيه وكما قال الله عن بعض اهل الكتاب ممن يدعون العلم والصواب قال يحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا فلنحذر من هذا قال لا يمدح نفسه بما فيه. الانسان لا ينبغي ان يمدح نفسه بشيء فيه فكيف بما ليس في يحذر النفس ان تغلبه على ما تهوى مما يسخط مولاه ولا يغتاب احدا ولا يحقر احدا ولا يسب احدا ولا يشمت بمصيبة. هذه مسألة مهمة عظيمة اذا رأينا انسانا وقع في مصيبة دينية او دنيوية لا ينبغي ان نشمته وانما نسأل الله العافية ولا يشمت بمصيبة لا ينبغي للانسان ان يشمت انسانا بمصيبة وقع فيها فلان والله ظيع القرآن نظحك عليه فلان والله ما يعرف يقرأ قرآن ويظحك عليه فلان اصيب بمرظ نظحك عليه لا اداب القرآن يمنع الانسان من هذا لانه يريد الخير للغير قال ولا اه يشمت بمصيبة ولا يبغي على احد ولا يبغي على احد البغي والحسد والشماتة هذه امور تنسي القرآن وتمنع من العمل به قال ولا ولا يبغي على احد ولا يحسده ولا يسيء الظن باحد الا لمن يستحق نعم اساءة الظن لا ينبغي قال الله عز وجل واجتني يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن وبعض الظن الذي لا يجتنب هو الظن الذي يكون في تهمة الظن الذي يكون في تهمة يجوز للانسان ان يبقيه وان يتكلم فيه وان يتأمل فيه قال يحسد بعلم كيف يحسد بعلم كيف يحسد بعلم يحسب بعلم الذي هو الغبطة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا حسد الا في اثنتين رجل اتاه الله مالا فهو يسلطه على هلكته في الحق ورجل اتاه الله علما فهو يعلمها اناء الليل واطراف النهار اذا يحسد بعلم ويظن بعلم ويتكلم بما في الانسان من عيب بعين يعني حتى الكلام في الناس انما يكون بعلم اما في حالة الفتوى واما في حالة القضاء واما في حالة آآ الاستفتاء واما في حالة آآ يعني دفع المضرة في الحالات التي تباح آآ تبيح في الحالات التي تبيح او تبيح آآ ذكر الانسان بما يكره وهي ستة ذكرها النووي رحمه الله في رياض الصالحين ويتكلم بما في الانسان من عيب بعلم ويسكت عن حقيقة ما فيه ويسكت عن حقيقة ما فيه بعلم قد جعل القرآن والسنة والفقه دليلا الانسان لماذا يسكت عن حقيقة ما فيه بعلم خوفا من ان يظن الناس انه كذا وكذا ثم لا يكون هو كذلك او يظن الناس فيه فوق ما ينبغي لان ظنون الناس غير منظبط ولذلك لا ينبغي الانسان ان يتكلم بما فيه قال ويسكت عن حقيقة ما فيه بعلم طيب ايضا من ادابه قد جعل القرآن والسنة والفقه دليله الى كل خلق حسن الله اكبر الانسان الذي يجعل القرآن الدليل انه على اخلاقه الحسنة الجميلة يهتدي كما قالت عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم قال كان خلقه القرآن وانت اذا جعلت القرآن والسنة والفقه دليلك الى كل خلق حسن جميل فحينئذ اي شيء سيكون احسن منك قال حافظا لجميع جوارحه عما نهي عنه. الله اكبر هذه من اعظم اداب لحملة القرآن وحملة العلم يحفظ جوارحه عن جميع ما نهي عنه سمعا وبصرا وفكرا ولسانا ويدا ورجلا وفكرا وشهوة شهوة البطن والفرد حافظا لجميع جوارحه عما نهي عنه ان مشى مشى بعلم وان قعد قعد بعلم. الله اكبر. معنى هذا الكلام ان المتخلق باخلاق العلم المتخلق باخلاق القرآن عليه ان تكون خطواته مدروسة وخطراته محسوبة قال ان مشى مشى بعلم وان قعد قعد بعلم يجتهد ليسلم الناس من لسانه ويده ولا يجهل فان جهل عليه حلم نعم هذا الواجب ان الانسان لا يجهل مع جهل الجاهلين فان جهلوا يكون حليما قال ولا يجهل فان جهل عليه حرم. اي صار حليما لا يظلم وان ظلم عفا. الله اكبر. لا يظلم وان ظلم عفاه لا يبغي وان بغي عليه صبر الحقيقة ان هذه الاخلاق لا يمكن الاتيان بها مرة واحدة ولكن شيئا فشيئا مع المجاهدة والصبر. قال وان بغي عليه صبر يكظم غيظه ليرظي ربه ويغيظ عدوه. الله ان بغي عليه صبر ولذلك ابن عباس وغيره من السلف كانوا يقولون ان من بغي عليه فصبر فانه منصور لماذا هو منصور؟ لان الله عز وجل وعد بنصر من بغي عليه وصبر وعد الله بنصره فاذا بغي عليك اصبري واكظم الغيظ رظاء للرب عز وجل وغيظا للعدو يتمنى الجهال احيانا ان يتكلم طالب العلم وطالبة العلم بشيء لكي يمسكوا عليه يتمنى الجهال ان يجدوا على العالم وطالب العلم شيء يمسك عليه الممسك. هو انسان بشر يخطئ لكن لا للانسان ان يجعل للجهال على نفسه سبيلا قال متواضع في نفسه الله اكبر متواضع في نفسه يعلم من نفسه التقصير واذا اراد الناس ان يعظموه لا يقبل لانه يعلم حال نفسه متواضع في نفسي اذا قيل له الحق قبله من صغير او كبير ما علامة التواضع؟ علامة التواضع قبول الحق ممن كان وعدم الجدال فيه وعدم التبرير قال يطلب الرفعة من الله لا من المخلوقين. هذا يعني تعلق القلب بالله عز وجل والله اذا اراد ان يرفع شيئا فلا خافض له واذا اراد ان يخفض شيئا فلا رافع له قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير اذا الواجب على طلاب العلم وحفاظ القرآن ان يتخلقوا بهذا الخلق العظيم فيطلب الرفعة من الله لا من المخلوقين قال ماقت للكبر الله اكبر يجب على طالب العلم ان يمقت الكبر يرميه رمي النجاسة عن بدنه يرميه رمي القاذورات عن جسده يرميه رمي الوساخة عن ثوبه فان الكبر نجاسة في القلب قذارة في النفس وعلامته ان يرى الانسان نفسه فوق الناس نسبا او حسبا نسبا او حسبة او جاها او مالا او علما ونحو ذلك قال ماقت لنفسه. الله اكبر ماقت للكبر خائفا على نفسه منه الواجب على الانسان يخاف من الكبر والكبر داء عظيم يمنع من تقرر القرآن في القلب واهل الكبر اعداء لله جل وعلا قال لا يتآكل بالقرآن ما معنى لا يتآكل بالقرآن؟ يعني لا يجعل القرآن سبيلا للاكل والاطعام يعني يأتيه الناس ويطلبون منه العلم يقولون اعطيتوني علمتكم ما اعطيتوني لا اعلمكم لا يجوز للانسان ان يجعل القرآن سببا للتآكل اي نعم يجوز للانسان ان يأخذ اجرة على تعليم القرآن على اصح اقوال العلماء ولكن كونه لا يعلم الا بمال هذا هو المنهي عنه لو جعل له جعالة من بيت مال المسلمين او جعل له جعالة من الناس بدون اشتراط فهذا امر لا بأس به لا يتآكل بالقرآن ولا يحب ان تقضى له ولا يحبه ان تخفى له به الحوائج او لا تقضى هذه نقطة ساقطة من النسخة ولا يحب ان تقضى له به الحوائج يعني لا يحب ان الحوائج تقضى له به اي بالقرآن بمعنى ان الناس اه يقظون حوائجه لانه علمهم لا يحب هذا الشيء. ينبغي للانسان ان لا يحب هذا الشيء ولكن لو ان الناس خدموه واعطوه لا يحب هذا الشيء فهذا لا بأس به قال ولا يسعى به الى ابناء الملوك ولا يجالس به الاغنياء ليكرموه. نعم المتخلق باخلاق القرآن لا يسعى بالقرآن لابناء الملوك ولا بالعلم الى الملوك ولا الى ابناء الملوك لا الى الامراء ولا الى غيرهم لا يجالس بالقرآن او بالعلم الاغنياء ليكرموه وانما ان جالس معهم يجلس معهم ليجري ان يستفيدوا منه لا لاجل الاكراه قال ان كسب الناس من الدنيا الكثير بلا فقه ولا بصيرة ان كسب الناس من الدنيا الكثير بلا فقه ولا بصيرة كسب هو القليل بفقه وعلم. الله اكبر هذا فرق عظيم بين كسب الناس الهمج الرعاع وبين كسب طالب العلم آآ بين كسب اه صاحب القرآن قال ان لبس الناس اللينة الفاخرة لبس هو من الحلال ما يستر به عوراته وان يوسع عليه وسع ويمسك عنه امسك. يقنع بالقليل فيكفيه ويحذر على نفسه من الدنيا ما يطغيه. الله الله يرحمنا برحمته حقيقة هذه الاخلاق بحاجة الى ان نوجدها بحاجة الى ان نكون قدوة فيها. اليوم طلاب العلم يلبسون افخر الملابس ويتوسعون في المركوبات وفي المرب وفي ملبوسات وفي المشروبات يتفاخرون وهذا خناق خلاف اخلاق طلاب العلم طلاب العلم لا يتفاخرون حتى بالمباحات ان وسع الله عليه وسع وان امسك عنه امسك يقنع بالقليل فيكفيه ويحذر على نفسه من الدنيا ما يطغيه الانسان عليه ان يدرك ان هذا المركوب اذا كان يطغيه يترك هذا المركوب اذا كان هذا الملبوس يشغله يتركه وقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم لبس بردة كان فيها شيء من التصاوير فالهته في صلاته فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة خذوا هذه وادفعوها الى ابي جهم واتوني بانبجانيتي ابي جحم وهذا فيه دلالة على ان الانسان اذا اشغله شيء من المباحات عليه ان يتخلص منه حتى لا يتسبب هذا المباح بطغيانه واشغاله والهائه قال يتبع واجبات القرآن والسنة باكل الطعام بعلم ويأكل بعلم ويشرب بعلم وينام بعلم ويجامع اهله بعلم ويصحب الاخوان بعلم يزورهم بعلم ويستأذن عليهم بعلم ويسلم عليهم بعلم ويجاور جاره بعلم او يحاور جاره بعلم. الله اكبر حياة طالب العلم وحياة طالبة العلم كله بعلم كله بعلم كل حركاته وسكناته بعلمه قال يلزم نفسه بر والديه فيخفض لهما جناحه ويخفض لصوتهما صوته ويبذل لهما ما له وينظر اليهما بعين الوقار والرحمة يدعونهما بالبقاء ويشكر لهما عند الكبر لا يضجر بهما ولا يحقرهما ان استعانا به على طاعة اعانهما وان استعان به على معصية لم يعنهما وان استعان به على معصية لم يعنهما عليها ورفق بهما سبحان الله مصداقه في القرآن وان جاهداك على ان تشرك به على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا قال وان استعان به على معصية لم يعمهما عليها ورفق بهما من معصيته اياهما يحسن الادب ليرجع عن قبيح ما اراد مما لا يحسن بهما فعله يصل الرحم ويكره القطيعة من قطعه لن يقطعه من عصى الله فيه اطاع الله فيه يصحب المؤمنين بعلم ويجالسهم بعلم من صحبه نفعه بفائدة او نصيحة او خلق او ادب من صحبه نفعه حسن المجالسة لمن جالس ان علم غيره رفق به لا يعلم من اخطأ ولا يخجله رفيق في اموره صبور على تعليم الخير يأنس به الم تعلم ويفرح به المجالس مجالسته تفيد خيرا مؤدب لمن جالسه بادب القرآن والسنة الله اكبر هذه اخلاق العلماء هذه اخلاق العلماء نسأل الله باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يخلقنا واياكم لاخلاق العلماء الحقيقة نحن اليوم يعني نحتاج الى قدوات في هذه الامور حتى نتخلق بهذه الاخلاق. مؤدب لمن جالسه بادب القرآن والسنة واذا اصيب بمصيبة فالقرآن والسنة له مؤدبان. الله اكبر اذا اصيب بمصيبة ذنب او بلاء يصبر ويعرف كيف يعالج المصيبة الذنب بالتوبة والبلاء بالصبر والرضا قال واذا اصيب بمصيبة فالقرآن والسنة له مؤدبان يحزن بعلم ويبكى ويبكي لماذا يحزن بعلم؟ كيف يحزن بعلم حزنه لا يكون الا على امر فيه فوات للخير فيه درك للشر لا يحزن على فوات الدنيا الفانية لا يحزن على فوات امور ومباحات دنيوية ومتاع فان اذا يحزن بعلم ويبكي بعلم يبكي بعلم اهل القرآن يبكون بعلم يبكون عند ذكر الله يبكون عند التبصر بجمال الله او جلال الله يبكون عند الذكر صفات افعال الرب تبارك وتعالى وعظيم وحسن وجماله وكمال افعاله على العباد يشهد ذلك فيزداد بكاء بعلم ويصبر بعلم يتطهر بعلم ويصلي بعلم ويزكي بعلم ويتصدق بعلم ويصوم بعلم ويحج بعلم لان عباداته كلها مبنية لان عباداته كلها مبنية على العلم ويجاهد بعلم ويكتسب بعلم وينفق وينبسط في الامور بعلم وينقبض عنها بعلم. قد ادبه القرآن والسنة ما احسن هذا ما احسن هذا ما اكملها قال يتصفح القرآن ليؤدب به نفسه لا يرضى من نفسه ان يؤدي ما فرظ الله عليه بجهل قد جعل العلم والفقه دليله الى كل خير اذا درس القرآن فبحضور فهم وعقل همته ايقاع الفهم لما الزمه الله من اتباع ما امر والانتهاء عما نهى ليس همته متى اختم السورة. همته متى يستغني بالله عن غيره همته متى يستغني بالله عن غيري متى اكون من المتقين متى اكون من المحسنين متى اكون من المتوكلين؟ متى اكون من الخاشعين؟ يسأل نفسه هذه الاسئلة حتى قد تكون ادعى لهمته والرجوع الى الانشغال بنفسه ليطبق ذلك يسأل نفسه يقول متى اكون من الصابرين متى يكون من الصادقين متى اكون من الخائفين متى اكون من الراجين متاجر في الدنيا متى ارغب في الاخرة متى اتوب من الذنوب متارف النعم المتواترة متى يشكره عليها والعبد لو تأمل في حال نفته لا سيما حامل القرآن والمتعلم للقرآن واخلاق اهل القرآن فانهم يرون اثار نعمة الله عليهم باصطفاء خاص فوق المخلوقات همته ايقاع الفهم شيء عجيب سبحان الله العظيم يسأل نفسه متى اكون من الخائفين متى اكون من الراجين؟ متى ازد في الدنيا؟ متى ارغب في الاخرة متى تؤمن الذنوب؟ متى اعرف النعم المتواترة متى اشكره عليها متى اعقل عن الله الخطاب متى افقه ما اتله متى اغلب نفسي على ما تهوى متى اجاهد في الله حق الجهاد وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج واي اشتباه اعظم يا بناتي اي اشتباه اعظم يا اولادي اي اشتباه اعظم ان جعلنا الله الذين سلك بهم مسلك طلب العلم اي اشتباه اعظم من جعلنا الله من اهل القرآن اي اشتباه اعظم من ان جعلنا الله من اهل اتباع السنة ينبغي على الانسان ان يجاهد في الله حق الجهاد يقول متى احفظ لساني متى اغض طرفي متى احفظ فرجي متى استحي من الله حق الحياة متى اشتغل بعيبي متى اصلح ما فسد من امري متى احاسب نفسي ينبغي لقارئ القرآن ينبغي للتالي لكتاب الله للعالم للسالك طلب العلم ان يسأل نفسه هذا السؤال العظيم متى استحي من الله حق الحياة متى اشتغل بعيبي متى اصلح ما فسد من امري متى احاسب نفسي متى تذودوا متى اتزود ليوم معادي متى اكون عن الله راضيا طالب العلم اذا لم يكن من الله راضيا فعليه ان يراجع ايمانه بالقلب متى اكون عن الله راضيا متى اكون بالله واثقا متى اكون بزجر القرآن متعظا متى اكون بذكره عن ذكر غيره مشتغلا متى احب ما احب متى احب ما احب ينبغي لطالب العلم وطالبة العلم ان يجعل محبوباته ومكروهاته تابعة لمحبوبات الله ومكروهاته. يحب ما احب ويكره ما يكره متى اكون متى احب ما احب ومتى ابغض ما ابغض متى انصح لله متى اخلص له عملي متى اقصر املي متى تاهب اليوم موتي وقد غيب عني اجلي متى اعمر قبري متى يفكر في الموت وشدته متى افكر في خلوتي مع ربي متى افكر في المنقلب متى احذر مما حذرني منه ربي من نار حرها شديد وقعرها بعيد وعمقها طويل لا يموت اهلها فيستريح ولا تقال عثرتهم ولا ترحم عورتهم طعامهم الزقوم وشرابهم الحميم كلما نضجت جلودهم بدلوا جلودا غيرها ليذوقوا العذاب ندموا حيث لا ينفعهم الندم وعظوا على الايدي اسفا على تقصيرهم في طاعة الله وركوبهم لمعاصي الله فقال منهم قائل يا ليتني قدمت لحياتي وقال قائل رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت وقال قائل يا ويلنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاه وقال قائل يا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا وقالت فرقة منهم ووجوههم تتقلب في انواع من العذاب فقالوا يا ليتنا اطعنا الله واطعنا الرسول هذه الكلمات ان صدرت من غير من سلك الله به مسلك العلم ان صدرت من غير اهل القرآن ان صدرت من غير اهل العلم فليس ذاك ببعيد عليه لكن ان يصدر مثل هذه الاقوال من حملة القرآن من المنتسبين للعلم فيال العار ويا للشنار ويا للبوار قال رحمه الله فهذه النار يا معشر المسلمين يا حملة القرآن حذرها الله المؤمنين في غير موضع من كتابه فقال عز وجل يا ايها الذين امنوا قو انفسكم واهليكم نارا. وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون وقال عز وجل واتقوا النار التي اعدت للكافرين. وقال عز وجل يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون اذا كان حامل القرآن طالب العلم اهل العلم السالكين مسلك العلم لا يتعظون بمثل هذه المواعظ التي حذر الله بها المؤمنين من النار فمن يا ترى يتعظ بهذه المواعظ قال رحمه الله تعالى ثم حذر المؤمنين ان يغفلوا عما فرض عليهم وما عهده اليهم الا يضيعوه وان يحفظوا ما استرعاهم من حدوده ولا يكونوا كغيرهم ممن فسق عن امره فعذبه بانواع العذاب. قال عز وجل ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانصاهم انفسهم اولئك هم الفاسقون ثم اعلن المؤمنين انه لا يستوي اصحاب النار واصحاب الجنة فقال عز وجل لا يستوي اصحاب النار واصحاب الجنة اصحاب الجنة هم الفائزون فالمؤمن العاقل اذا تلا القرآن استعرض القرآن. فكان كالمرآة يرى بها ما حسن من فعله وما قبح فيه ماذا يفعل؟ وهو يقرأ القرآن كل ما مر على عمل يعطي نفسه امتياز او ضعيف او صفر بهذه الطريقة يكون عرظ عمله على القرآن وعلى ما قاله الامام ابو الحسين لا جري فالمؤمن العاقل اذا تلى القرآن استعرض القرآن. فكان كالمرآة يرى بها ما حسن من فعله وما قبح فيه فما حذره مولاه حذره وما خوفه به من عقابه خافه وما رغب فيه مولاه رغب فيه ورجع قال رحمه الله فمن كانت هذه صفته او ما قارب هذه الصفة فقد تلاه حق تلاوته ورعاه حق رعايته. وكان له القرآن شاهدا وشفيعا وانيسا وحرزا. نسأل الله من فضله نسأل الله باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يجعل القرآن شاهدا وشفيعا وانيسا وحرزا لنا قال ومن كان هذا وصفه نفع نفسه ونفع اهله وعاد على والديه وعلى ولده كل خير في الدنيا والاخرة نعم الانسان الذي يحسن اعماله يجد اثر صلاح نفسه على اولاده ويجد ان هذه آآ الصالحات تصل ثوابها الى والديه قال رحمه الله حدثنا ابو بكر عبد الله بن سليمان السجستاني قال حدثنا ابا الطاهر احمد بن عمرو قال اخبرنا ابن وهب قال اخبرني يحيى ابن ايوب عن زبان ابن فائد عن سهل ابن معاذ الجهني عن ابيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ القرآن وعمل بما فيه قل بس والديه اجل يوم القيامة. ضوءه احسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيه فما ظنكم بالذي عمل بهذا؟ الله هذا الحديث وان كان في سنده مقال لكن من اهل العلم من حسن هو بمجموع طرقه هذا الحديث العظيم يدلنا على فظل من قرأ القرآن وعمل بما فيه قال البس والديه تاجا يوم القيامة ظؤه احسن من ظوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيه هذا اذا كان بوالديه طيب وهو ماذا له؟ قال فما ظنكم بالذي عمل بهذا؟ وهو طالب العلم نفسه الحافظ نفسه الحافظ نفسه قال اخبرنا ابو عبد الله احمد بن الحسن بن عبدالجبار الصوفي قال اخبرنا شجاع ابن مخلد قال اخبرنا يعلى ابن عبيد عن الاعمش عن خيثمة قال مرت امرأة ابن مريم فقالت طوبى لحجر حملك ولثدي رضعت منه يعني هذه المرأة تقول ان امك التي حملتك وثدي امك التي ارضعتك لها طوبى. طوبى لحجر حملك اثاب رظعت منه فقال عيسى طوبى لمن قرأ القرآن ثم عمل به. الله اكبر هذا الكلام وان كان هو من الاسرائيليات لكنه موافق لما عندنا من ان الجزاء من جنس عمل وايضا اورد رحمه الله قال حدثنا عمر ابن ايوب السقطي قال اخبرنا عبيد الله ابن عمر القواريري قال اخبرنا ابو احمد الزبيري قال اخبرنا بشير ابن مهاجر عن عبد الله ابن بريدة عن ابيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجيء القرآن يوم القيامة الى الرجل كالرجل الشاحب فيقول لهم من انت فيقول انا الذي اظمأت نهارك واسهرت ليلك. والمراد بهذا المجيء كما بين الامام آآ ابو حاتم اه في صحيحه ان المقصود يجيء القرآن المصدر المقصود به فعل العبد يعني قراءة آآ يجيء قراءة العبد للقرآن يوم القيامة قال رحمه الله حدثنا ابو بكر عبد الله ابن سليمان قال اخبرنا ابو الطاهر احمد ابن عمر قال اخبرنا عبد الله بن وهب قال اخبرني موسى ابن ايوب عن عمه اياس بن عامر ان علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قالوا قال له انك ان بقيت فسيقرأ القرآن ثلاثة اصناف صنف قل لله وصنف للدنيا وصنف للجدل فمن طلب به ادرك اذا من طلبه لله ادرك ما عند الله ومن طلبه للدنيا ادرك ما في الدنيا. ومن طلبه للجدل اصبح مجادلا وهذه اه فيه دلالة على اهمية ان يطلب الانسان بعمله الله تبارك وتعالى نكتفي بهذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الحمد لله رب العالمين