على صرف كلام الله عن حقيقته الى هذا المجاز قالوا لا ما عندنا لكن نحن اجتهدنا حتى لا يقع احد في التمثيل يأتون الى قول الله تعالى بل يداه مبسوطتان ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين قال المؤلف حفظه الله تعالى وقد ظل في باب اسماء الله وصفاته طوائف من اهل القبلة وهم اولا اهل التمثيل الذين بالغوا في الاثبات حتى وقعوا في التمثيل وشبهتهم انا وشبهتهم ان ذلك مقتضى النصوص. لان الله خاطب الناس فبما يعهدون في المخلوقات والرد عليهم من وجوه. اولا ان الله تعالى نفى عن نفسه المثل والكفؤ والند بايات محكمة فرحة. قال تعالى ليس كمثله شيء. فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. وقال ولم يكن له كفوا احد. ولا ان يكون كلام الله تعالى متناقضا. ثانيا ان العقل السليم يأبى ان يكون الاله والخالق الكامل كالعبد المخلوق القاصر فكما ان ذاته لا تشبه الذوات فصفاته لا تشبه الصفات. ثالثا ان الله خاطب العباد بما يفهمون من حيث اصل معنا ولا يلزم من الاشتراك في المعنى الكلي المطلق التماثل في الحقائق والكيفيات. فاذا كان اتفاق الاسماء بين المخلوقات نفسها لا يوجب تماثلا بينها كلفظ السمع والبصر والقدرة واليد والوجه. فما بين الخالق والمخلوق من باب اولى. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. كما هي طريقة المؤلف انه يبين في اخر كل باب من ضل في ذلك الباب من المخالفين. لانه كما قيل وبضدها تتبين الاشياء وقد سبقت الاشارة الى آآ بيان حال هذه الفرق المخالفة لكننا نزيدها ايضاحا في هذا الدرس فممن ضل في باب الاسماء والصفات من اهل القبلة وقد ذكرت لكم ان المفارقين الحق في هذا يكونون من اهل القبلة. وان المفارقين في باب الالوهية هم المشركون. وان المفارقين في باب الربوبية هم مشركوا الربوبية. وان المفارقين في باب اه وجود الله هم الملاحدة المنكرون لربوبيتهم فالمخالفون ها هنا هم من اهل القبلة وهذا اوسع تعبير يعبر به عن من الى الاسلام فقد يكون مبتدعا وقد تكون بدعته شديدة. فمن هؤلاء اهل التمثيل اهل التمثيل من هم الذين بالغوا في الاثبات حتى وقعوا في التمثيل. بالغوا في اثبات ما اخبر الله تعالى به عن نفسه من اسماء وصفات حتى وقعوا في تمثيل الله تعالى بخلقه. تعالى الله عما يقولون. ما من من هؤلاء اول من قال بالتمثيل في امة محمد هم قدماء الرافضة. هشام ابن الحكم وهشام بن سالم الجواليق وداوود الجوارب فهم اول من قال بالتمثيل. وقالوا قولا تقشعر له الابدان وتشمئز منه النفوس يستحي الانسان من ذكره. وقد ذكره ابو الحسن الاشعري رحمه الله في كتابه مقالات الاسلاميين. ما شبهتهم يقولون ان هذا هو مقتضى النصوص. فان الله خاطب الناس بما يعهدون في الموجودات. هذه في دعواهم قالوا اذا اخبرنا الله بان له وجه ويد وعين وسمع وبصر فانما نعهد وجه المخلوق المخلوق وعين المخلوق وسمع المخلوق الى غير ذلك. وبالتالي فان اننا انهم يثبتونها لله كما يثبتونها للمخلوق والرد عليهم من ثلاثة وجوه. الوجه الاول ان ان هذا مخالف لمقتضى النصوص. فان الله نفى المثل والند والكفء والنظير عن نفسه. فقال سبحانه ليس كمثله شيء. وقال ولم يكن له كفوا احد. وقال فلا تضربوا لله الامثال. وقال فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. فاين يذهبون الوجه الثاني في الرد عليهم ان نقول ان العقل السليم يعني سالم من الشبهات والشهوات يأبى ويرفض وينفذ ان يسوي بين الاله الخالق الكامل من جميع الوجوه والمخلوق القاصر الناقص من جميع الوجوه ولهذا مقالة هؤلاء شبه مضمحلة. لم يكن لها اه خلف. لان النفوس ربما بقي من من يقع في التمثيل لكنهم شرذمة قليلون. لان العقل السليم يأبى وينبذها كذلك الفطر السليمة تأباها. اما الوجه الثالث فهو نقض شبهتهم التي يقولون ان الله خاطب بما يفهمون وما يعهدون. فيقال خاطبهم بما يفهمون وما يعهدون بالنظر الى اصل المعنى انا بالنظر الى اصل المعنى وفرق بين المعنى العام الكلي المطلق الذي يوجد في الاذهان والمعنى الخاص الذي فكما ان اهل التمثيل بالغوا في الاثبات حتى وقعوا في التمثيل فقد قابلهم قوم بالغوا في التنزيل حتى وقعوا في التعطيل تنفوا وانكروا وجحدوا اسماء الله تعالى وصفاته كلها او بعضها. وآآ يتخصص في الاعيان. هناك اذهان وهناك اعيان. فالاذهان محل المعاني وخارج الدهن محل الاعيان والموجودات. فاضرب لكم مثلا مثلا السمع ماذا يعني في الاذهان؟ ادراك الاصوات. ادراك الاصوات. فهذا اشتراك فعلا. هذا الاشتراك يعني في لفظ السمع المضاف الى الله وفي لفظ السمع المضاف الى المخلوق. لكن حينما نحدده ونضيفه يتخلص فاذا قيل سمع المخلوق صار لائقا به فهو لا يتجاوز ذبذبات معينة يعرفها اهل الفيزياء ولا يتعدى ما وراء الجدران والاماكن البعيدة. واذا قلنا سمع الله فهو سمع مطلق لا يحده حد. كما قالت عائشة الحمد لله الذي وسع وسع سمعه الاصوات. لقد جاءت المجادلة تجادل رسول الله صلى الله عليه وسلم واني في جانب الدار يخفى علي بعض كلامها وقد سمعها الله من فوق سبعة ارقعة. الاشتراك اين حصل في اصل المعنى وهو ان السمع ادراك الاصوات فقط. فلما خرج من الدهن الى الخارج فقيل سمع الله وسمع مخلوق لكل من اضيف اليه معنى يليق به ويختص به فزال الاشتراك. البصر ماذا يعني في اصل المعنى؟ ادراك المرئيات والمبصرات وهذا امر يصح في حق المخلوق وفي حق الخالق. لانه معنى عام مشترك مطلق كلي يوجد في الاذهان فاذا ما اضيف في الخارج الى الاعيان فقيل سمع الله بصر الله صار بصر لا يحده شيء اذا قيل بصر المخلوق فالمخلوق لا يرى الا كما يقولون ما فوق البنفسجية وتحت الحمراء محدود بين هذين المجالين ما يعرفه اهل الفيزياء ولا يمكن لبصر المخلوق ان يخترق الجدران او ينظر الى مسافات بعيدة. والله تعالى يرى اسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء سبحانه وبحمده. فهذا يبين لكم بطلان هذه الشبهة وهي زعمهم بان الله خاطبنا بما نعهد. فيقال خاطبنا بما بما نعهد من حيث اصل المعنى. من حيث حيث اصل المعنى فاصل المعنى نعم مشترك. ولا يمكن ان يفهم الناس صفات ربهم عز وجل الا بان يكون عندهم في اذهانهم شاهد ودليل على ذلك المعنى. والا لما كان لكلام الله تعالى وكلام نبيه في صفة الرب فائدة لانه كأنما يخاطبهم بشيء ليس معهودا آآ في اذهانهم اصله. فيمتنع في هذه ان يعرفوا ربهم. بل دعوني اقول ان هذه المعاني يقع التفاوت في حتى بين المخلوقات حتى بين المخلوقات. السنا نقول عن هذه يد صح؟ ونقول عن اكرة الباب يد وليست يد كيد. السنا نقول مثلا اه بصر الصقر وبصر الانسان. بصر الانسان محدود والصقر يرى الى كيلو مترات متعددة. فالتفاوت بين مخلوق ومخلوق. مع الاتفاق في اصل الوصف. وعلى هذا القسم تقول مثلا وجه الانسان وتقول وجه البيت وجه السيارة وليس وجهك فاذا كان هذا التفاوت بين المخلوقات نفسها مع الاتفاق في الاسم فلا ان يكون بين الخالق والمخلوق من باب اولى ثم انتقل الى فرقة اخرى فقال احسن الله اليكم اهل التعطيل الذين بالغوا في التنزيه حتى وقعوا في النفي والتعطيل وشكرا شبهتهم ان اثبات الصفات يستلزم التمثيل لكون تلك الصفات مما يتصف به المخلوق فيتعين نفيها عن الخالق فاثبتوا وجودا مطلقا غير مقيد بصفة فاشدهم تعطيلا القرامطة الباطنية الذين نفوا عنه النقيضين ثم الجهمية ثم الجهمية الذين انكروا الاسماء والصفات ثم المعتزلة الذين اثبتوا الاسماء وانكروا ما تظمنته من صفات اثبتوا الاسماء. احسن الله اليكم. ثم ثم الجهمية الذين انكروا الاسماء والصفات ثم المعتزلة الذين اثبتوا الاسماء ما تظمنته من صفات. والرد عليهم من وجوه. اولا ان الله تعالى اثبت لنفسه الصفات في ايات محكمة صريحة مفصلة وذكرها مقرونة بنفي التمثيل كقوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ولا يمكن ان يكون كلام الله تعالى متناقض ثانيا ان اثبات وجود مطلق لا يقبل الاتصاف بوصف لا حقيقة له في الاعيان وانما هو قضية في الاذهان فحسب مقالتهم تؤول الى انكار الخالق. ثالثا ان الوصف بالالفاظ العامة المطلقة الكلية في معين لا يلزم ان يكون هو بعين ثابتا في معين اخر. بل كلا منهما يكون فردا من افراد ذلك الوصف العام. لان الصفة اذا قيدت او اضيفت زاد الاشتراك في الخارج. نعم. اهل السنة والجماعة وسط بين طرفين. وعدل بين عوجين وهدى بين ضلالتين شبهتهم في في هذا انهم آآ يقولون ان اثبات الصفات يلزم منه التمثيل. فلذلك زعموا انهم لكي ينزهوا الله من من التمثيل بالمخلوقات ان ينفوا عنهما يسمى وصف ووصف وبه نفسه نفسه وهؤلاء درجات كما ذكرنا سابقا فاعظم اهل التعطيل تعقيلا هم القرامطة وهم ايضا من الروافض والقرامطة هؤلاء ملاحدة فانهم قالوا بنفي النقيضين يعني يقولون مثلا لا نثبت الاثبات ولا ولا النفي. يعني ينفون النفي والإثبات. وهذا من العجب العجاب. ينفون النفي والاثبات. فيقولون عن الله لا ولا معدوم. لا حي ولا ميت. لا عالم ولا جاهل. ما شبهتهم؟ يقولون لو قلنا بالاثبات لشبهناه الموجودات ولو قلنا بالنفي لشبهناه بالمعدومات. اذا ما المخرج؟ قالوا نم في النفي والاثبات. وما دروا ان بصنيعهم هذا وقعوا في شر مما فروا منه. وهو انهم شبهوه بالممتنعات. والتشبيه بالممتنعات اعظم بشاعة وشناعة من التشبيه بالمعدومات. فهؤلاء القرامطة يليهم الجهمية المنسوبة الى الجهم ابن صفوان السمرقندي. والجهم بن صفوان السمرقندي ليس هو اول من عرف بالتعطيل. بل قد سبق في هذا رجل يقال له الجعد ابن درهم. الجعد ابن درهم. فاول من قال بالتعطيل في امة محمد صلى الله عليه وسلم هو الجعد ابن درهم. وكان ذلك في مطلع المئة الثانية. ولما حفظ عنه ذلك اه قبض عليه خالد بن عبدالله القسري امير العراقين. اذا قالوا العراقين يقصدون كوفه البصرة. واستتابه. ثم خرج به في يوم عيد اضحى وخطب الناس وقال ايها الناس ضحوا. تقبل الله ضحاياكم. فاني مضحي قاعد يبني درهم فانه زعم ان الله ما اتخذ ابراهيم خليلا ولا كلم موسى تكليما. يعني اشارة الى نفيه صفات الرب سبحانه وتعالى نفى عن الله صفة الكلام ونفى عن الله صفة المحبة والخلة. فجاءت يعني جرد الله تعالى من جميع ما سمى ووصف به نفسه ثم نزل من المنبر فذبحه كما تذبح الشاة. وقال ابن القيم في هذه الحادثة قال ولاجل ذا ضحى بجعد خالد القسري يوم ذبائح القربان. اذ قال يعني اذ قال الجعد اذ قال ابراهيم ليس خليله. كلا ولا موسى الكليم الداني. شكر الضحية كل صاحب سنة لله درك من اخي قربانه. وكان ذلك سنة مائة تسعة عشر للهجرة. ثم تلقف مقالته الجهم ابن صفوان السمرقندي. وهو الذي نشرها في الافاق ونظر عليها ولهذا نسبت المقالة اليه فيقال الجهمية ولا يقال الجعدية. وكان اخر امره ان قتله سلم ابن احوز صاحب شرطة نصر ابن سيار من آآ امراء بني امية في المشرق سنة مئة وثمان وعشرين. لكن مقالة تعطيل بقيت سارية يتلقفها كل مفتون. حتى الت الى المعتزلة. المعتزلة بشر بلغيات المريسي احمد بن ابي دؤاد الذين توصلوا الى بعض خلفاء بني العباس واثروا عليهم. حتى اثروا على المأمون والواثق معتصم والواثق اغروهم بالزام الناس بالقول بخلق القرآن. ما مرادهم بذلك اذا قالوا ان القرآن مخلوق معنى ذلك ان كلام الله تعالى ليس صفته لان القرآن كلام الله. فاذا توصلوا الى اقرار ان القرآن مخلوق فلا يمكن ان يكون وصفا لله وبالتالي ينزعون الى ان ينفوا عن الله تعالى جميع الصلات فيقولون كلام الله هذا من اضافة المخلوق الى خالقه مثل بيت الله وناقة الله وعبد الله لا انه كلام الله يعني صفته كحياة الله وسمع الله ونحو ذلك. فهؤلاء هؤلاء يقال لهم المعتزلة. يقال هم المعتزلة. وقد تصدى لهم اهل السنة وعلى رأسهم امام اهل السنة احمد بن حنبل حتى اطفأ الله نارهم وكسر شوكتهم وعد الامر جدعا على اه اصول السنة. فهذه الطوائف الثلاثة القرامطة والجهمية والمعتزلة يعطلون صفات الله واسمائه تعطيلا كليا. وقد بين المؤلف الرد عليهم من ثلاثة باوجه ايضا فالوجه الاول هو ما اثبت الله تعالى في كتابه من الصفات الثبوتية القطعية فاذا ذكر الله تعالى الاسماء الحسنى يذكرها سردا كما في اخر سورة الحشر. وكما في ايات متعاقبات في سورة الحج. وآآ حينما يذكر التنزيه يقرنه بالاثبات. تأملوا ليس كمثله شيء ها وهو السميع البصير. اي لا يحملنكم المبالغة في التنزيه على نفي ما يستحقه سبحانه من صفات الكمال ونعوت الجلال. فليس كمثله شيء لكن هو السميع البصير. فلا يجوز ان يبالغ المرء للتنزيه الى الحد الذي ينفي فيه ما اثبت الله لنفسه. بل الواجب ان يثبت اثباتا بلا تمثيل. وان ينزه الله تعالى تنزيها بلا تعطيل. هذا هو الخط المستقيم. اثبات بلا تمثيل. وتنزيه بلا تعطيل. هذا وجه. الوجه الثاني هو ما سبقت الاشارة نعم هو ان دعوة الجهمية اثبات وجود مطلق خلي من هذا لا يمكن الا ان يوجد في الذهن. يعني ماذا تقول الجهمية في وصف معبودهم؟ يقولون هو الوجود المطلق بشرط ما معنى هذا الكلام؟ يعني معنى ذلك ان الرب عندهم لا يتقيد باسم ولا صفة وهذه الدعوة تؤول الى ان الرب لا يعدو ان يكون فكرة في الذهن لانه ما من موجود في الخارج يعني خارج الدهن الا لابد ان يكون متصفا بوصف. لو لم يكن الا وصف الوجود. لو لم يكن الا وصف الوجود فاين يذهبون فهذا يفضي الى انكار وجود الله. وقد تفطن لهذا السلف وقال انما يحاولون قال ليس فوق السماء اله. يعني هذا منتهى مرامهم. الوجه الثالث في الرد هو ما سبقت الاشارة اليه. في الرد على اهل التمثيل ان هذه الالفاظ العامة المطلقة كالسمع البصر العلم الارادة القدرة الى اخره اه اذا كانت في في معين لا يلزم ان تكون ثابتة بنفس. الكيفية في معين اخر. فاننا كما مثلنا سابقا حينما تقول سمع الله فهو يليق به. اذا كنت سمع المخلوق فهو يليق به. بل اذا قلت فهو يليق به. واذا قلت علم المخلوق يليق به. بل حتى بين المخلوقات حينما تقول علم فلان وهو من كبار العلماء وعلم فلان وهو من صغار طلبة العلم لا يستويان. مع الاتفاق في اللفظ الواحد المطلق العام الكلي. فوجود هذا في معين لا يلزم ان تكون حقيقته وكيفيته ثابتة بنفس المقدار في المعين الاخر بل انها اذا اه الصفة اذا اضيفت فانها تتخصص ويزول الاشتراك في الخارج ثم انتقل الى اصحاب التعطيل الجزئي فقال احسن الله اليكم اهل التأويل الذين اعتقدوا ان بعض ان بعض نصوص الصفات الفعلية والخبرية لا تدل على صفة حقيقية لله تعالى. فطفقوا يبحثون عن معاني اخرى يحملون النصوص عليها بلا دليل صحيح يسوغ لهم صرف الكلام عن ظاهره الى خلاف الظاهر. مسمين تحريفهم هذا تأويلا. والرد عليهم من وجوه اولا ان الله تعالى اعلم بنفسه واصدق قيلا واحسن حديثا من خلقه. ورسوله صلى الله عليه وسلم اعلم بربه واصدق لسانا وافصح بيانا وانصح الامة للامة. فكيف يستدرك احد على الله ورسوله؟ ويجعل كلامهما مدعاة للتلبيس والضلال. ثانيا ان الاصل في الكلام حمله على حقيقته. ولا يصح تأويله الا بدليل صحيح يقتضي صرفه عن ظاهره الى مجازه ولا دليل. ثالثا ان النبي صلى الله عليه وسلم قد بين للناس ما نزل اليه من ربهم وبلغ البلاغ المبين فلا يمكن ان يهمل ان يهمل صلى الله عليه وسلم هذا الباب العظيم دون بيان المراد الذي ادعاه هؤلاء المحرفون من المعاني المخترعة. نعم. هناك طائفة من اهل القبلة الاصل عندهم الاتبات. يعني يعتقدون خلافا للجهمية معتزلة ان الله سبحانه وتعالى تقوم به الصفات الثبوتية. لكنه اشكلت عليهم بعض شبهات المعتزلة والجهمية فتحيروا ولم يجدوا لها ردا. لانهم ما فهموا مذهب السلف على وجهه. وان كانوا يعظمون سلف ويجلونهم ويشتغلون بالاثار. لكنهم لم يحسنوا فقه طريقة السلف. تشوشت عليهم شبهات معتزلة والجهمية في بابين في باب الصفات الخبرية كالوجه واليدين والعينين وفي باب الصفات الفعلية كالاستواء والنزول والمجيء والاتيان. حملوها على معان مجازية. والاصل في الكلام حقيقة او المجاز الاصل في الكلام الحقيقة. فهم ظنوا انهم لو حملوا هذه على الحقيقة انه يلزم منها التمثيل فماذا صنعوا؟ قالوا لا نقول كما قالت الجهمية. ننفي ونسكت. لا نقول المراد بكذا كذا والمراد بكذا كذا. طيب هل عندكم اثارة من علم؟ على نقل الكلام من حقيقته الى مجازر؟ قالوا لا انهم لا لا دليل لهم على ما صنعوا لكن قالوا هذا محض اجتهاد حتى نسد باب التشبيه والتنفيذ والتجسيم. فمثلا يأتون الى صفة الوجه. قد قال الله تعالى ويبقى وجه ربك. الا ابتغاء وجه بربه الاعلى فيقولون لا ليس المراد اثبات وجه حقيقي. المراد بالوجه الثواب. طيب من اين لكم ذلك؟ اعندكم دليل فيقولون المراد باليد النعمة او القدرة. سبحان الله. اعندكم دليل على عدم ارادة الحقيقة وارادة المجاز؟ قالوا لا لكننا نخشى ان ان انه اذا اثبتنا يدين حقيقيتين انه يلزم من ذلك اثبات لحم ودم وعصب وعظم الى اخره. سبحان الله. من قال ان هذا لازم؟ وهكذا في الاستواء. قالوا لا. ما نثبت استواءنا حقيقيا بمعنى العلو ولكن المراد بالاستواء الاستيلاء. هل من دليل؟ ايضا لا. المجيء قالوا ليس المراد قوله وجاء ربك ان الرب يجيء لا يعني يجيء امره سبحان الله اليس لو شاء الله تعالى لقال اليس لو شاء الله تعالى لقال وجاء امر ربك؟ الله قد قال وجاء ربك والملك صفا صفا. فمن اين لك هذه الاضافة يأتون الى قول النبي صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى السماء الدنيا فيقولون لا المقصود ينزل امر ربنا تنزل رحمة ربنا. ينزل ملك من ملائكة ربنا. سبحان الله! من اين لكم هذا؟ من الذي خول وسوغ لكم العبث بالنصوص والتدخل عليها. لهذا قلنا ان الرد عليهم من وجوب. اول شيء ان نقول لهم ونصيح في وجوههم ان الله سبحانه وتعالى اعلم بنفسه واصدق قيلا واحسن حديثا من خلقه فكيف تستدركون عليه كلامه. ثم نبيه صلى الله عليه وسلم اعلم الناس بربه. واصدقهم قيلا وابينهم بيانا وافصحهم لسانا وانصح الامة للامة. فكيف تجرؤون على ان تستدركوا على النبي صلى الله عليه وسلم وتدعوا لان كلام الله وكلام نبيه مدعاة للتلبيس والالغاز والاحاجي والضلال. هذا مودة صنيعكم كأنما تقولون ان الكتاب والسنة صار سببا للالتباس والتظليل. والله وصفهما بانهما هدى ونور وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عباده ثم نقول لهم ثانيا بالله عليكم ما الاصل في الكلام؟ حمله على حقيقته ام على مجازه؟ الاصل في الكلام البلغاء واهل العربية والنحات وجميع العقلاء ان يحمل على حقيقته والا لبطلت العقول والتفاهمات لو صار كل واحد يدعي انه اراد معنى مجازيا. فلا يجوز ان نصرف الكلام عن حقيقته الى الى الى معنى مجازي الا بدليل ملزم مقتض لهذا الصرح. مثلا حينما اقول لكم مثلا رأيت اسدا ما الذي يجب عليكم ان تفهموا؟ اني رأيت اسد حقيقي ولا غير حقيقي؟ اسد حقيقي يمشي على اربع الحيوان المعروف الذي له نبذة ها هذا الاصل اذا قلت لكم رأيت عسلا. فلو دخل من هذا الباب رجل شجاع فقلت هذا الاسد صار عندنا دليل على ارادة المجاز. وانني قصدت بذلك الكناية عن الشجاعة. لكن حيث لا دليل الاصل الكلام ان يحمل على حقيقته. فنقول لهم كلام الله عز وجل على حق على حقيقته. وكلام نبيه صلى الله الله عليه وسلم حق على حقيقته. فلا يحل لكم ان تصرفوهما عن حقيقتهما الا بدليل. اين الدليل على وجوب الصرف طبعا هم ماذا يقولون؟ ما هو دليلهم؟ يقولون يلزم منه التشبيه. هذا الذي حملنا على صرفه. فيقال هذا ليس بلازم. انتم انتم ان هذا اللفظ يقتضي التشبيه. لكن من قال لكم ان ان سمعا كسمع؟ وان بصرا كبصر وان وجها كوجه وان يدا كيد لله ما يليق به وللمخلوق ما يليق به. فبطلت دعواكم. فهذه آآ فهذا هو الرد عليهم وثانيا اما ثالثا فانا نقول لهم انتم الان تزعمون ان لبعض النصوص معاني مجازية طيب اين رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيانها؟ وهو الذي انزل الله تعالى عليها الكتاب ليبين للناس ما نزل اليهم من ربهم. لو كان الامر كذلك لبينه النبي صلى الله عليه وسلم ولقال المراد بالاستواء الاستيلاء والمراد وجه التواب والمراد باليد النعمة او القدرة. وهو بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم ما ترك شاذة ولا فادة الا زينها لامته. حتى قال ابو ذر لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما طائر يقلب جناحيه في السماء الا ترك لنا منه علما. وحتى قال سلمان اه لرجل فارسي قال له رجل فارسي قال لقد نبيكم كل شيء حتى الخراءة. اكرمكم الله يعني حتى قضاء الحاجة. قال نعم امرنا الا نستنجي عظم ولا رجيع والا يمس احدنا ذكره. وذكر اداب قضاء الحاجة. فهل يعقل ان يبين النبي صلى الله عليه وسلم هذه الدقائق تفاصيل وما يستحى ذكره. ويدع اعظم ابواب الدين الذي هو باب اسماء الله وصفاته. ملتبسا مشكلا لا يبين مراد الله منه. لا هذا من امحل المحال. وبناء عليه فحيث لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه شيء من هذه التأويلات المجازية الباطلة فالاصل البقاء على الحقيقة. الاصل البقاء على الحقيقة. وان هذه الحقيقة لا يلزم منها ما ادعيتموه من الوقوع في التمثيل. فلهذا كان مذهب هؤلاء المؤولة اهل التأويل وحنا نسميه تأويل يعني مجاراة لهم والا هو في الحقيقة تحرير. كان متناقضا. ابين لكم وجه تناقضا. من هم اهل التأويل الاشاعرة الماتوردية الكلابية اتباع آآ ابي العباس القلنسي اتباع الحارث بن اسد المحاسبي قوم يعظمون السلف ويشتغلون بالحديث والاثار. لكنهم ما فقهوا طريقة السلف. يعني بمعنى انهم اه اجتهدوا اجتهادا خاطئا. فحادوا عن طريقة السلف بسبب شبهات المعتزلة. هؤلاء القوم ولنضرب المثل بالاشاعرة لشهرتهم وانتشارهم. الاشاعرة المنسوبون الى ابي الحسن الاشعري لا يثبتون من الصفات الا سبعا. يسمونها المعنوية وهي الحياة والسمع والبصر والقدرة والارادة والعلم والكلام فقط ويأولون الوجه واليدين والعينين والاتيان والمجيء. والضحك والفرح وغير ذلك مما صحت به السنة او جاء به ناطق الكتاب فيقال لهم طيب انتم الان اثبتم الحياة لله عز وجل. اليس المخلوق ايضا حي؟ قالوا بلى لكن حياة الله تليق به وحياة المخلوق تليق به. حياة الله تعالى غير مسبوقة بعدم ولا يلحقها فناء المخلوق مسبوقة بعدم ويلحقها الفناء. قلنا صدقتم صحيح اذا لله الحياة تليق به وللمخلوق حياة تليق به. طيب الله تعالى معشر الاشاعرة اثبت لنفسه الغضب فلما لا تثبتون الغضب لله؟ قالوا لا لا لا يمكن. لماذا؟ قالوا لان الغضب من صفات المخلوق. قلنا ايضا الحياة من صفات المخلوق قالوا لكن حياة الله تليق به قلنا لهم وايضا غضب الله يليق به. قالوا لكن الغضب هو غليان دم القلب لطلب الانتقام. قل فهذا الذي وصفتم غضب المخلوق. وغضب الله ليس كذلك. فكيف حملتم حقيقة غضب المخلوق على الخالق هذا تحكم ثم انتم تثبتون لله تعالى الارادة تلتفتون الارادة من الصفات السبع. والارادة هي ميل النفس لتخصيص احد الامور. فاذا هذا الميل هو ارادة المخلوق. قلنا وذاك غضب المخلوق فهم متناقضون في الواقع. لهذا قلنا ان القول في بعض الصفات كالقول في البعض الاخر. القول في بعض الصفات كالقول في في البعض الاخر فيجب ان يطرد الكلام ويجري مجرى واحدا ولا تبعظ الصفقة. كل ما اخبر الله تعالى به عن نفسه وهو حق على حقيقته سواء كان من الصفات الذاتية او الفعلية او الخبرية. لا نجعل الميزان مضطربا نعمل في جزء قانون وفي جزء قانونا اخر. هذا الاضطراب دليل التناقض. والتناقض دليل الفساد. بينما الاضطراب والتماثل دليل الصواب. ولهذا قال الله عن كتابه الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها. يعني يشبه بعض بعضا ويصدق بعضه بعضا. وقال عن كلام غيره ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. لهذا ستجد في مناهج هؤلاء الضالين اضطرابا وتناقضا لا يسيرون على قاعدة مطردة بخلاف ما كان عليه السلف الصالح رحمهم الله. ثم انتقل الى فئة رابعة فقال احسن الله اليكم. اهل التجهيل الذين اعتقدوا ان معاني اخبر الله به عن نفسه او اخبر به بها رسوله صلى الله عليه وسلم مجهولة المعنى لا يعلمها الا الله ولا سبيل لاحد الى علمي بها ويسمون طريقتهم التفويض. والرد عليهم من وجوه. اولا انه يمتنع ان يكون باب العلم بالله الذي هو اشرف ابواب الدين موصدا فلا عقل ولا نقلا يدلان عليه. ثانيا ان الله تعالى انزل القرآن بلسان عربي مبين وامر عباده بتعقله وتدبر معانيه ولم يستثني شيئا. فدل على امكان العلم بالمعاني. واما الكيفيات والحقائق فان انها من الغيبيات التي يفوض التي يفوض علمها الى الله. ثالثا ان هذا المسلك يقتضي تجهيل السابقين الاولين من سلف في هذه الامة ووصفهم بانهم بمنزلة الاميين الذين لا يعلمون الكتاب الا اماني. وان ايات الصفات في حقهم بمنزلة الطلاسم وحروف معجم التي لا تفيد معنى معقولا. نعم هذه الفئة الرابعة معشر طلبة العلم وطالباته ومن بلغ مما يكثر اه التباس امرها على الناس. وذلك ان هؤلاء اعني اهل التفويض يدعون الانتساب الى السنة واتباع السلف. وهم ليسوا كذلك. ما طريقة هؤلاء؟ هؤلاء يعتقدون ان معاني ما اخبر الله تعالى به عن نفسه او اخبر به رسوله مجهولة لا سبيل للعلم بها. وان الواجب علينا مجرد قراءة النصوص دون تعقل المعنى بمعنى ان نثبت صفات لا صفاتا لا نعرف دلالتها ومعناها. كما يقرأ الاعجمي القرآن بحروفه ولا يدرك معانيه. هذه طريقتهم فهم اعني اهل التجهيل الذين يسمون اهل التفويض طريقتهم انهم يقولون نحن لا نرتضي طريقة اهل التأويل الذين يقولون الاستواء الاستيلاء الثواب واليد القدرة وكذا. لا نرتضي هذا. لانهم قالوا على الله بغير علم وصدقوا. هذه طريقة غير مرضية لان اهل التأويل قالوا على الله بغير علم وحرفوا الكلمة عن مواضعه. لكنهم وللاسف لا يقولون بالاثبات الذي يقول به السلف فلا يقولون نعم لله وجه حقيقي يليق به. لله يدان حقيقيتان تليقان به لله اتيان واستواء ومجيء يليق به حقيقي يليق به. لا يأكلون بذلك ايضا. لا يقولون بمقالة الاثبات ولا يقولون بمقالة التأويل وانما يقولون بمقالة التجهيل. يقولون لا نقول شيئا. لا هذا امر لا يعلمه الا الله. هذا امر في المهم لا يعلمه الا الله. هذه دعواهم ويزعمون ان هذه هي طريقة السلف. وقد كذبوا على السلف او اخطأوا في فهم مذهب السلف ومما يدل على انهم يعني يتوارثون هذا الخطأ التاريخي ما قاله البيجوري في منظومته يقول وكل نص اوهم التشبيه فوضه او اول ورم تنزيها. هكذا يقولون امامك خيارين امام النصوص الموهمة. ولاحظوا يا كرام ويا ايتها الكريمات انهم حينما يقولون وكل اوهم التشبيه ان هذا اعتراف منهم بوقوع الوهم. اليس كذلك؟ هذا اعتراف مسبق منهم بانه وقعوا في الوهم. اما اهل السنة فقد برئوا من الوهم وكانوا على بينة من ربهم. فليس عندهم نصوص بوهمت او توجب الوهم ابدا. الامر بين بحمد الله. لكنهم هم لما التبست عليهم الامور قالوا وكل نص اوهم التجهيز ايش بيها امامك خيارين فوض يعني اسلك طريقة اهل التقويم التجهيل وقل لا يعلم معناها الا الله الخيار تاني او اول يعني انقله الى معنى مجازي بنية التنزيه ورم تنزيها. هكذا اه امروا اتباعهم. ولا ريب ان هذا المسلك عن التفويض كما يسمونه مسلك باطل. حتى قال شيخ الاسلام ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل بعد ان نقل اه مقالتهم قال فتبين بذلك ان مذهب اهل التفويض الذين يزعمون الانتساب الى السنة واتباع من شر مذاهب اهل البدع والالحاد من شر مذاهب اهل البدع والالحاد. لماذا الرد عليهم من عدة وجوه. اول هذه الوجوه انه يمتنع ان يكون باب العلم بالله موصدا مجهولا. لانه اشرف ابواب بالدين فكيف يغلقون فيه العقل والنقل؟ فهم يوصدون العقل والنقل ويقولون اغمض عينيك واقرأ ولا تثبت شيئا امر لا يعلمه ولا النبي صلى الله عليه وسلم. وربما استدلوا بقول الله تعالى وما يعلم تأويله الا الله. لانهم اخطأوا في في فهم المراد بالتأويل في الاية فان التأويل الذي آآ اختص الله تعالى بعلمه انما هو ما يؤول اليه الشيء في الواقع كاخبار الله تعالى عن حقائق اسمائه وصفاته واخباره عن حقائق المعاد من البعث والنشر والميزان والصراط وغير ذلك هذا لا يعلم حقيقة تحققه في الواقع الا الله. يوم ياتي تأويله يقول الذين سنسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق. فهذا خطأ منه في الاستدلال بالاية. فنقول اذا الرد الاول عليهم ان طريقتهم هذه تفضي الى سد باب العلم بالله. الذي هو اشرف انواع العلم. الثاني ان نقول لهم ان الله سبحانه وتعالى قد انزل القرآن بلسان عربي مبين. خاطب العرب الاقحاح بلغة بينة واضحة وامرهم بتعقله وامرهم بتدبره. ولم يستثني شيئا. ما استثني ايات الصفات كما تدعون. بل قد قال الله الله تعالى انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. فعروبة القرآن سبب لتعقله. انا جعلناه قرآنا عربيا يلعن لكم تعقلوه. كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته. هل قال الله في هذه الايات الا ايات الصفات؟ لا اطلق الله تعالى دعانا الله تعالى الى تدبر جميع ما انزل. دون استثناء وتدبرنا وتعقلنا لخطاب ربنا لا يلزم منه كما توهموا وقوع في التمثيل. لاننا نعتقد لله ما يليق به. فنثبت معنا ونفوظ الكيفية. وقد ذكرت لكم سابقا ان كل صفة من صفات الله يتعلق بها ثلاثة امور. لفظ معنى وكيفية. فالواجب علينا ان نثبت اللفظ والمعنى. ونفوض الكيفية الى الله. وهذا هو فحوى جواب ابو مالك رحمه الله لمن سأله عن كيفية الاستواء فقال الاستواء معلوم. والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة فهذه هي طريقة السلف اه المتقدمين فالكيفيات والحقائق والغيبيات لكن علمها الى الله. لا لا يوجد عقل يمكن ان يحيط بكيفية ما اخبر الله تعالى به عن نفسه. اما المعنى فانه مدرك. اضرب لكم مثالا جدة ليتبين لكم اختلال ميزان القول. تأملوا معي لفظ الاستواء ورد الاستواء في القرآن العظيم مضافا الى الله تعالى في سبعة مواضع. وورد مضافا الى غير الله. فقال الله تعالى عن الفلك والانعام ها لتستووا على ظهوره. ثم تذكروا نعمة ربكم اذا استويتم عليه. لو سألت واحد من هؤلاء من اهل التأويل او من اهل التجهيل ما معنى لتستووا على ظهور الفلك والانعام؟ لقال اي لتعلوا على ظهور الفلك والانام. ممتاز. هذا معنى صحيح. طيب. ما معنى الرحمن على العرش استوى؟ حينئذ يشرق سبحان الله الستم قبل قليل اثبتم ان الاستواء معناه العلو؟ فاما اهل التأويل فيقولون لا لا لا لا يصلح ان نفسر الاستواء في هذه الاية بالعلو. آآ نقول هو الاستيلاء. هذا اسمه تأويل او تحريم. واهل التجهيل يقولون لا نقول بشيء. ليس المراد العلو وليس المراد الاستيلاء. سبحان الله لماذا الكيل بمكيالين؟ لماذا لا تثبت اصل المعنى الذي قال في سورة الزخرف لتستووا على ظهوره هو الذي قال في سورة طه الرحمن على العرش استوى فلماذا يكون المعنى ثابتا في الزخرف ولا يكون المعنى ثابتا؟ في طه. هذا دليل تناقضهم. فنقول ربنا سبحانه وبحمده خاطب الناس بلسان عربي مبين. ويجب علينا ان نفهم القرآن وفق لغة العرب اما الكيفيات فان ما لله تعالى يليق به حمى منيع وجناب رفيع لا يمكن لاحد ان يحيط به علما لا تبلغه الاوهام ولا تدركه العقول سبحانه وبحمده. ولهذا الامام مالك ارفض عرقا لما سئل عن الكيفية وعلته الرحباء رحمه الله. اما الجواب الثالث فاننا نقول لهؤلاء المفوضة او ان شئتم فقولوا المجهلة نقول لهم طريقتكم هذه التي تزعمون انها طريقة السلف وهم منها برءاء. تفضي الى تجهيل القيمة الاولية من الصحابة والتابعين والتابعين لهم باحسان. وتجعلهم بمنزلة الاميين الذين يقرأون ولا يفقهون. لانكم تقولون انهم لا لا يثبتون معنى. فما اشبههم اذا بالسذج والدراويش الذين يقرأون كلاما لا يدركون معنى هذا لازم قولكم. وحاشاهم رضوان الله عليهم ورحمهم عن وصف السوء فانهم اعمق الناس علوما واقلهم تكلفا واثبتهم ايمانا كيف تتهمونهم بالجهالة وانهم لا يعلمون معاني ما اخبر الله تعالى به عن نفسه. لعمر الله انها باطلة وقد قال ابو عبد الرحمن السلمي رحمه الله وهو من التابعين قال حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن عثمان ابن عفان وعبدالله ابن مسعود انهم كانوا لا يتجاوزون عشر ايات حتى يتعلمونهن وما فيهن من العلم والعمل. قال فاوتينا القرآن والعلم والعمل. هل قال الا ايات الصفات؟ لا. هذه اعظم ما عنوا به ولهذا اثر عنهم يعني ذكر معاني اسماء الله وصفاته بالرواية المتصلة. ولم يؤثر عنهم حرف واحد في تأويلها. كما يدعي اه اصحاب هذه الضلالات. وبالجملة معشر طلبة العلم فان هذا انحراف الذي وقع في هذا الباب العظيم كله من شؤم تأثر هؤلاء بالمناهج تجد دخيلة وذلك ان سلف هذه الامة ما زالوا معتصمين بالكتاب والسنة يعولون على القرآن والحديث لا يلتفتون في باب الالهيات والعلم بالله الى ما سواهما. فلما جاء زمن المأمون انفتح باب ترجمة كتب اليونان فافتتن بها بعض الاذكياء. لكنهم كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية اوتوا ذكاء ولم يؤتوا ذكاء واوتوا علوما ولم يؤتوا فهوما. ففرحوا بما جاءهم من العلم. وتركوا طريقة السلف فوقعوا في هذه الضلالات. ما بين ممثل محرف ومجهل. اه ومعطل وقعوا في انواع هذه الضلالات. وعصم الله اهل السنة والجماعة فبقوا على الجادة. يثبتون ما اثبت الرب لنفسه او اثبته نبيه اثباتا من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تنفيذ. وينزهون الله تعالى تنزيها مطلقا عن النقص والعين ومماثلة المخلوقين. ويعتقدون ان كل ما نفاه الله عن نفسه فهو وصف نقص ينزه عنه وينفى عنه ويثبت له كمال ضده. ويتوقفون فيما لم يرد فيه نفي ولا اثبات. فلا يطلقون القول فيه لا لا نفيا ولا اثباتا لقول الله تعالى ولا تقفوا ما ليس لك به علم. ويستفصلون عن معناه فان ذكر القائل معنى صحيحا قبلوه وان ذكر معنى باطلا ردوا. وبهذا تم الكلام عن آآ هذا المقام وهو مقام شريف وقد كتبت فيه كتابا بحجم هذا الكتاب الذي بين ايديكم مركزا اسمه الاصول القرآنية في اسماء الحسنى وصفاته العلية. الاصول القرآنية في اسماء الله الحسنى وصفاته العلية لمن اراد الاستزادة. ذكرت فيه في عشرة اصول مستمدة من ناطق الكتاب. فمن احب ان يثبت هذه المعلومات فليرجع الاصول القرآنية في اسماء الله الحسنى وصفاته العلية. ثم ننتقل الى الاصل الثاني بسم الله الايمان بالملائكة والاعتقاد الجازم ان الله خلق خلقا لعبادته واخلصه لطاعته وخصهم بقربه واسكنهم سماواته ومنحهم القوة على تنفيذ امره ولا يتم الايمان بالملائكة الا بالاعتقاد. نعم. اه الركن الثاني من اركان الايمان او الاصل الثاني هو الايمان بالملائكة فانكم تجدون في كتاب الله كل امن بالله وملائكته. ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولا لكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله. قال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته. فهو يأتي غالبا رديفا للايمان بالله. فلا الايمان بالملائكة هو الاعتقاد الجازم بان الله خلق خلقا لعباده سادته واخلصهم لطاعته وخصهم بقربه واسكنهم سماواته ومنحهم القوة على تنفيذ امره. والملائكة جمع ملك او ملاك واصله مألك مأخوذ من الالوكة وهي الرسالة. لانهم يحملون رسالات هذا اصله من حيث اللغة. فلا يتم الايمان بالملائكة الا بالاعتقاد بجملة من الامور. اولها احسن الله اليك انهم عباد مكرمون. بررة مقربون خاضعون لربهم مشفقون. فليس لهم من خصائص الربوبية والالوهية شيء. قال وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه. بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون. يعلم ما ان ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون. وقال يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما وقال لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. وقال كرام بررة وقال ويوم يحشرهم ثم يقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون؟ قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون. وقال قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. نعم لابد ان يكون معتقدنا في الملائكة مستمدا من الخبر الصحيح من الكتاب والسنة. لان الملائكة عالم غيبي فلا يجوز لاحد ان يدعي دعوة بشأن الملائكة ليس عليها اثارة من علم. فكما رأيتم بهذه الايات الكريمات ترسم حقيقة الملائكة وانهم عباد مكرمون. بررة مقربون خاضعون لربهم مشفقون ليس لهم من خصائص الربوبية والالوهية شيء. بل انهم يخافون ربهم كما تلونا عليكم انفا حتى اذا نزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير. فاذا تكلم الله بالوحي خرت الملائكة غشية من خشيتهم لله عز وجل. يصعقون خوفا من الله تعالى. حتى يكون اول من يرفع رأسه جبريل فيحي الله تعالى اليه بما شاء فلا يمر على ملأ من الملائكة الا قالوا له يا جبريل ماذا قال ربنا فيقول قال الحق فيقولون جميعا قال الحق. ثانيا احسن الله اليكم انهم مسمون باسماء كريمة. فما فمن علمنا اسمه منهم امنا به باسمه. ومن لم نعلم اسمه فانا نؤمن به اجمالا. ومما نعلمه من اسماء الملائكة الكرام جبريل ميكائيل واسرافيل وملك الموت. ومالك ورضوان ومنكر ونكير. كما جاء في القرآن والصحيح السنة. نعم. اه الملائكة الكرام اسماء سماهم الله تعالى بها. فالواجب علينا ان نؤمن بما علمنا من اسمائهم مما صح به خبر فمنها ما هو في القرآن ومنها ما هو في صحيح السنة. واما ما سوى ذلك فاطرح. قد يوجد في الاسرائيليات او في بعض الدعاوى اسماء لم يقم عليها الدليل فلا يعتقدها الانسان. مثال ذلك عزرائيل هذا لم يثبت لا في كتاب ولا وانما ثبت ملك الموت. قل يتوفاكم ملك الموت. ولو كان اسمه عزرائيل لقال الله تعالى كما قال في ميكائيل قيل وجبرائيل فلا نثبت اسما الا ما اثبته الله. ومن لم نعلم اسمه فانا نؤمن به اجمالا. ثالثا انهم مخلوقون من نور اولوا اجنحة على هيئات عظيمة متنوعة. قال تعالى الحمد لله فاطر السماوات والارض جاعل الملائكة رسلا اولي اجنحة مثنى وثلاث ورباع. يزيد في الخلق ما يشاء. ان الله على كل شيء قدير وقال صلى الله عليه وسلم خلقت الملائكة من نور رواه مسلم. وفي الصحيحين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى جبريل في صورته وله ستمئة جناح. كل جناح منها قد سد الافق. وقال صلى الله عليه وسلم اذن لي ان احدث عن ملك من ملائكة الله تعالى من حملة العرش انما بين شحمة اذنه الى عاتقه مسيرة سبعمائة عام. رواه ابو داوود فهم خلق كن حقيقي لا قوى لا قوى معنوية كما زعم ذلك بعض المجازفين. وهم خلق كثير لا يحصيهم كثرة الا خالقهم في حديث انس المتفق عليه في قصة المعراج ان النبي صلى الله عليه وسلم رفع له البيت المعمور في السماء السابعة يصلي فيه كل يوم سبعون الف ملك اذا خرجوا لم يعودوا اليه اخر ما عليهم. نعم اذا تضمنت هذه الفقرة بيان ان الملائكة الكرام على هيئات عظيمة متنوعة فمنهم من له جناحان ومنهم من له ثلاثة ومنهم من له اكثر من ذلك حتى ان جبريل له سبع مئة جناح قد سد الافق. وحتى ان واحدا من حملة العرش ما بين شحمة اذنه الى عاتقه. مخفق الطير سبع مئة عام. وانهم من الكثرة بما لا يحصيهم الا خالقهم. فلما رفع البيت المعمور للنبي صلى الله عليه في السماء السابعة وهو الكعبة السماوية حيال الكعبة الارضية اخبر بانه يدخله كل يوم يدخله كل يوم سبعون الف ملك لا يعودون اليه. اخر ما عليهم يعني لا تأتيهم النوبة مرة اخرى ونتم بعد الاذان ان شاء الله. واصل. احسن الله اليكم. رابعا انهم صافون مسبحون. الهمهم الله او تسبيحه وامتثال امره ومنعهم القوة على تنفيذه. قال تعالى وما منا الا له مقام معلوم وانا لنحن وانا لنحن المسبحون. وقال فان استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون قال لا يفترون والحكيم لحزام رضي الله عنه قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في اصحابه اذ قال لهم تسمعون ما اسمع قالوا ما نسمع من شيء. قال اني لاسمع اطيط السماء. وما تلام ان تئط وما فيها موضع شبر الا وعليه ملأ كن ساجد او قائم. رواه الطبراني وقال الالباني صحيح على شرط مسلم. نعم اذا هذه وظيفتهم العامة المشتركة عليهم السلام يسبحون الليل والنهار لا يفترون لا يسأمون. لا يستحسرون. وان انهم يعمرون السماوات هذا كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم ما فيها موضع اربعة اصابع الا وملك قائم او راكع او ساجد لله تعالى خامسا الله اليكم انهم محجوبون عن المشاهدة فهم عالم غيبي لا يقعون تحت مدارك الحواس الانسانية في الحياة الدنيا انا لمن شاء الله كروية نبينا صلى الله عليه وسلم لجبريل على صورته التي خلقه الله عليها. وانما يرون في الاخرة. قال تعالى يوم ويرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين. ويقولون حجرا محجورا وقال والملائكة يدخلون عليهم من كل باب ولكن الله اعطاهم القدرة على التحول والتشكل على هيئة الادميين. قال تعالى فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشر فرنساوية وقالت ولقد جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى قالوا سلاما. قال سلام فما لبث ان جاء بعجل حنيذ لما رأى ايديهم لا تصل اليهم نكرهم واوجس منهم خيفة. قالوا لا تخف انا ارسلنا الى قوم لوط. وقال ولما جاءت لوطا سيئ بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب. وجاءه قومه يهرعون اليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يا قومي هؤلاء بناتي هن اطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي. اليس منكم رجل رشيد؟ فكانوا السلام على صورة رجال وكذلك حين اتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم على صفة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد شعر وكان يأتيه احيانا على صورة لحية الكلبي رضي الله عنه. اذا مما يجب اعتقاده في الايمان بالملائكة انهم عالم حبايبي فلو ادعى مدع انه رأى ملكا لم نقبل منه. فان المشركين طلبوا رؤية الملائكة. ولكن الله عز وجل قال يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين. ويقولون حزرا محجورا. وانما قد يرون على هيئة بشرية في امور دل عليها الدليل فان الله اعطاهم القدرة على التشكل. كما تشكل روح القدس لمريم بشرا سويا وكما اتت الملائكة الى ابراهيم على هيئة شبان صباح الوجوه. وكما كان النبي صلى الله عليه وسلم يلقى جبريل على سورة بحة الكلب لكن من شاء الله ان يريه الملائكة اراه كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل مرة ولقد رآه نزلة اخرى. رآه مرة في اجياد ورآه مرة عند سدرة المنتهى على الصفة التي خلقها الله تعالى عليها له ست مئة جناح قد سد الافق. سادسا. احسن الله اليكم. ان موكلون باعمال متنوعة الى جانب وظيفتهم الاساسية من عبادة الرب وتسبيحه. فمن ذلك النزول بالوحي وهي وظيفة جبريل عليه السلام. قال تعالى قل نزله رح القدس من ربك الحق ليثبت الذين امنوا وهدى وبشرى للمسلمين. وقال وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك تكون من المنذرين. ثانيا انزال القطر وانبات الارض وهي وظيفة ميكائيل عليه السلام كما رواه احمد ان اليهود قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر لكان. ثالثا النفخ في الصور وهي وظيفة اسرافيل عليه السلام الصعق والبعث قال تعالى ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون وهؤلاء الثلاثة جبرائيل وميكائيل واسرافيل هم سادة الملائكة لان مهامهم تتعلق بالحياة. فجبريل موكل بحياة القلوب وميكائيل موكل بحياة النبات واسرافيل موكل بحياة الابدان واشرفهم جبريل عليه السلام وهو وروح القدس. رابعا حفظ بني ادم قال تعالى لو معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله. ان الله لا يغير ما بقوم قوم حتى يغيروا ما بانفسهم. واذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له. وما لهم من دونه من والد. خامسا حفظ اعمال بني ادم قال تعالى اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد. ما يلفظ من قول الا لديه رقيب كن عتيد. سادسا تثبيت المؤمنين ونصرهم. قال تعالى اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين امنوا القي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان. سابعا قبض الارواح وهي وظيفة ملك الموت. قال وتعالى قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم الى ربكم ترجعون. وقال تعالى حتى اذا جاء احدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون. ثامنا سؤال الميت في قبره عن ربه ودينه ونبيه. والسائلان هما منكر ونكير. عن انس ابن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العبد اذا وضع في قبره وتولى عنه اصحابه وانه ليسمع من قرع نعالهم اتاه ملكانه فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم. فاما المؤمن فيقول اشهد انه عبد الله ورسوله فيقال له انظر الى مقعدك انظر الى مقعدك من النار. قد ابدلك الله به مقعدا من فيراهما جميعا. واما المنافق والكافر فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول لا ادري. كنت اقول ما يقوله فيقال لا دريت ولا تليت ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير التقارير متفق عليه. وفي لفظ عند الترمذي من حديث ابي هريرة رضي الله عنه اذا قبر الميت او قال احدكم اتاه ملكان اسودان وقال يقال لاحدهما المنكر والاخر النكير. فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل الحديث. تاسعا العناية بالجنين بنفخ الروح فيه وكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة ثم تكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله ملكا ويؤمر باربع كلمات ويقال له اكتب عمله واجله وشقي او سعيد. ثم ينفخ فيه الروح. الحديد. عاشرا خزانة النار. قال تعالى وما جعلنا اصحاب النار الا ملائكة وقال ونادوا يا ما لك ليقضي علينا ربك. قال انكم ماتون وقال يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا ييأسون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون الاستغفار للمؤمنين والدعاء لهم وبشارتهم واكرامهم في الجنة. قال تعالى الذين يحملون العرش ومن حوله بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما. فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ربنا وادخلهم جنات عدن التي وعدتهم. ومن صلح من ابائهم وازواجهم وذرياتهم انك انت العزيز العزيز الحكيم وقهم السيئات. ومن تقي السيئات يومئذ فقد رحمته. وذلك هو الفوز العظيم. وقال تعالى ان الذين قالوا هنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا. وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون. وقال تعالى والملائكة يدخلون عليهم من كل باب. سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار. نعم تبين من الفقرة السادسة شيء شيء من وظائف الملائكة الكرام. فان لهم وظيفة مشتركة وهي عبادة الله وتسبيحه. لكن الله تعالى اسند الى طوائف من الملائكة او افراد من الملائكة وظائف متخصصة كما سمعتم في الفقرات الاحدى عشر وهذا يدلنا على ملابسة الملائكة لنا في جميع احوالنا. منذ خلقنا اجنة في بطون امهاتنا الى موتنا الى بعثنا الى دخولنا الجنة. فالملائكة خلق عظيم يخالط بني ادم في جميع احواله لهذا عظم الرب سبحانه وتعالى امر هذا الركن وجعله قرينا للايمان به مما يدل على اهميته. فيجب علينا ان نؤمن بالملائكة وان يثمر لنا هذا الايمان بالملائكة محبة لهم وانسا بهم. وحياء منهم فهذه من اثار الايمان بالملائكة. فاذا امتلأ قلب المؤمن بوجود هذا الخلق الكريم حواليه واثره عليه في بحفظه وحفظ اعماله والدفع عنه غير ذلك فان هذا ينشئ في قلبه حياء منهم وانسا بهم ومحبة لهم لما سمعتم من النصوص المتكاثرة. هذا معشر طلبة العلم وطالباته ما اتسع له وقت في هذه الدورة من قراءة هذا الكتاب العقيدة الميسرة من الكتاب العزيز والسنة المطهرة والتعليق عليها وهو يمثل نصف الكتاب. ولعل الله تعالى ان يفسح في الاجال يجمع الشتات. فنتم التعليق على هذه العقيدة وان لم يتيسر ذلك فلا اقل من ان ان يقرأها طالب العلم ويطلب شرحها فربما كان موجودا في بعض المحفوظات آآ الصوتية. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. احسن الله اليك