بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب التوحيد للامام وجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الدرس الخامس بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين القهر امرهن غيري اي من فيهن من الملائكة والمخلوقات والرب سبحانه وتعالى فهذا يبين عظم ثقل هذه السماوات ومن فيهن وعامرهن غيري كانت في كفة يعني هذه الاشياء في كفة من كفتي مرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في درس من دروس التوحيد. وضيف هذا اللقاء هو فضيلة الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء. اهلا ومرحبا بالشيخ في هذا الدرس مع الاخوة والاخوات حياكم الله وبارك فيكم كنا قد وقفنا عند باب فظل التوحيد وما يكفر من الذنوب وقرأنا الايات المباركات في هذا الباب وقرأنا حديث عباد ابن الصامت بقي حديث آآ ابي سعيد الخدري قال المؤلف رحمه الله تعالى باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب. عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال موسى يا ربي علمني شيئا اذكرك وادعوك به نعم واذكرك به قال قل يا موسى لا اله الا الله قال يا ربي كل عبادك يقولون هذا قال يا موسى لو ان السماوات السبع وعامرهن غيري والاراضين السبع في كفة ولا اله الا الله في كفة مالت بهن لا اله الا الى الله. رواه ابن حبان والحاكم وصححه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين هذا الحديث فيه بيان فظل التوحيد كما ترجم له المؤلف رحمه الله وذلك ان موسى عليه السلام موسى ابن عمران الذي ارسله الله الى بني اسرائيل ارسله الى بني اسرائيل وانزل عليه التوراة وهو كليم الله عز وجل يمتاز على الانبياء والمرسلين بهذه الميزة انه كليم الله عز وجل يكلمه الله من غير واسطة ويسمعه موسى عليه السلام فيصدر اليه الاوامر والنواهي التي يشرعها لعباده فموسى عليه السلام لما رأى من عظيم نعمة الله عليه بالرسالة وبتكليم الله له وبحفظه من اعدائه من فرعون وملأه ان يقتلوه اراد ان يشكر الله عز وجل على هذه النعمة العظيمة لان من النعم تقيد بشكر الله عز وجل وتزول بعدم شكر الله عز وجل قال تعالى سورة لقمان ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن فصاله في عامين ان اشكر لي ولوالديك الي المصير فلما كان اعظم المنعمين هو الله جل وعلا بدأ بشكره ثم من بعد الله اعظم من احسن اليك الوالدان لهذا قال ولوالديك اي اشكر لوالديك معروفهما ونعمتهما عليك وذلك ببرهما والاحسان اليهما فالنعمة لابد ان تقيد بالشكر ولهذا قال جل وعلا لنبيه سليمان عليه السلام اعملوا ال داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور قال سبحانه واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي فموسى عليه السلام لما رأى نعمة الله عليه وان الواجب ان يشكر الله عليها قال يا ربي علمني شيئا اذكرك وادعوك به قال يا موسى قل لا اله الا الله فعلمه ما يذكر الله ويشكره به وهو هذه الكلمة قل لا اله الا الله ومعناها لا معبود بحق الا الله عز وجل ومقتضاها اخلاص العبادة لله ومنها الشكر لله عز وجل اذكرك وادعوك به قال يا موسى قل لا اله الا الله فهذه الكلمة هي اعظم كلمة يشكر الله جل وعلا بها واعظم كلمة يذكر الله جل وعلا بها فهي شكر لله وذكر لله عز وجل قل لا اله الا الله عند ذلك قال موسى انه لم يعرف فضل هذه الكلمة دل هذا على ان حتى الانبياء والمرسلين قد يجهلون شيئا من الفظائل والله يعلمهم ذلك قال موسى يا ربي كل عبادك يقولون هذا بمعنى انني اريد ان تخصني بشيء انفردوا به عنهم من شكرك لانك خصصتني بنعمة خاصة لم ينلها غيري وهي تكليم الله جل وعلا له فبين الله له منزلة هذه الكلمة وعظم هذه الكلمة وعلمه ذلك قال يا موسى لو ان السماوات السبع وعامرهن غير اي من فيهن من المخلوقات من الملائكة وغيرها السبع سبع السموات ومن فيهن من السكان ومن المخلوقات التي لا يعلمها الا الله واما قوله غيري فمعناه انه في العلو سبحانه وانه في السماء انه جل وعلا في السماء امنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور وهو الله سبحانه وتعالى فاخبر عن نفسه انه بالسماء لان له العلو المطلق علو القدر علو القهر علو الذات وعلو القدر وعلو الميزان لا اله الا الله في كفة هذا دليل على ان الاعمال والاقوال والافعال توزن يوم القيامة يعني لو ان هذا من باب الفرض والتقريب لو ان السماوات وضعت في كفة والاراضين ومن فيهن اي معامرهن الاراضين السبع وفيه ان الاراضين السبع كما ان السماوات سبع وامرهن من المخلوقات من الجن والانس والحيوانات والبراري والبحار والاشجار وضعت في كفة لفها الثانية مالت بهن لا اله الا الله فهذا فيه دليل على فضل التوحيد وهذا هو مطابقة الحديث للترجمة التي قال فيها الشيخ رحمه الله باب فضل التوحيد من ذلك ان كلمة التوحيد لو وضعت في كفة وهذه المخلوقات في كفة مالت بهن لا اله الا الله فهذا يدل على هو للتوحيد الذي قد لا يعرفه كثير من الناس حتى ان موسى عليه السلام كان يجهل هذا حتى علمه الله سبحانه وتعالى فضل هذه الكلمة العظيمة وذلك لانها بها قامت السماوات والارض وبها نصبت الموازين ودواوين غير ذلك نعم وللترمذي وحسنه عن انس رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض الخطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة وهذا ايضا حديث عظيم يدل على فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب فهذا يدل على بيان ما يكفره الله جل وعلا من الذنوب بسبب التوحيد والسلامة من الشرك فهذا الحديث ان الله جل وعلا يقول في الحديث القدسي وهذا فيه اثبات ان الله يتكلم سبحانه ويقول ردا على الجهمية المعطلة يا ابن ادم كل بني ادم من الانس يا ابن ادم لو لقيتني بقراب الارض خطايا والقراب معناه ملأها بقراب الارض اي ملء الارض خطايا يعني ذنوب دون الشرك دون الشرك اما الشرك فانه يحبط جميع الاعمال والعياذ بالله صاحبه في النار ومن الخاسرين ولا تنفعه شفاعة الشافعي بقراب الارض خطايا ثم لقيتني يوم القيامة لقيتني لا تشرك بي شيئا هذا هو التوحيد فمن سلم من الشرك الاكبر والاصغر فهو الموحد الخالص لله عز وجل ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا فهذا في خطر الشرك الشرك لا يغفره الله جل وعلا كما قال جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فالذنوب على ثلاثة اقسام قسم لا يغفره الله الا بالتوبة وهو الشرك بالله عز وجل وقسم لا يغفره الله الا اذا سمح به اصحابه وهو الذي يتعلق بحق المخلوقين اذا ظلمهم اخذ اموالهم اساء اليهم فهذا لا يغفره الله الا اذا سمح به المظلومون وقسم يغفره الله وهذا هو المقصود هنا وهو الذنوب التي بين العبد وبين نفسه وهي دون الشرك وهي دون الشرك فهذه تحت المشيئة ان شاء الله وغفرها وان شاء عذب بها ثم بعد تعذيبه فانه يدخل الجنة بتوحيده لله عز وجل وهذا معنى قوله لاتيتك بقرابها اي بملئ الارض مغفرة فهذا فيه ان الله اذا شاء غفر لعبده كل الذنوب ما عدا الشرك بالله عز وجل وهذا مطابقة الحديث للترجمة ففيه بيان ما يكفره التوحيد من الذنوب مهما كثرت وعظمت فان الله يكفرها بالتوحيد والسلامة من الشرك بالله عز وجل ففيه خطر الشرك وفيه ان ما دون الشرك فهو تحت مشيئة الله والذنوب كما هو معلوم هي الشرك بالله عز وجل وهذا اكبر الكبائر بعده الكبائر التي حرمها الله سبحانه وتعالى كالزنا والسرقة وشرب الخمر واكل الربا واكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف قذف المحصنات الغافلات المؤمنات وغير ذلك مما حرمه الله سبحانه وتعالى وتوعد عليه هذا يسمى بالكبائر القسم الثالث الصغائر وهي التي دون الكبائر كل ما نهى الله عنه عز وجل ولم ينطبق عليه حد الكبيرة فانه من الصغائر وهذا يغفره الله باسباب منها اجتناب الكبائر ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ومنها ان الله يكفره بالصلوات الخمس قال الله جل وعلا واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يعني الصلوات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين قد نبه اي شبه النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس بالنهر الجاري على باب احدنا يغتسل منه باليوم والليلة خمس مرات فيغفر الله له ذنوبه ولا يبقى منها شيء كما ان هذا الذي يغتسل خمس مرات في اليوم والليلة لا يبقى من آآ وسخه شيء فهذا فيه فضل التوحيد وفيه بيان ما يكفر الله به من الذنوب يعني ما يكفر بالتوحيد من الذنوب نعم جزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء. الحقيقة هناك جملة من الاسئلة حول هذا الباب سوف نرجئها ان شاء الله الى الدرس القادم مع فضيلة الشيخ صالح حفظه الله ورفع ذكره في الدارين. ينتهي هذا اللقاء من اه دروس التوحيد. ولكم التحية من زميلي مهندس الصوت عثمان بن عبدالكريم الجويبر. الذي سجل هذا الدرس. يتجدد اللقاء ان شاء الله في دروس قادمة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته