بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب التوحيد للامام وجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الدرس الخمسون. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. مرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في درس من دروس التوحيد للامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ضيف هذا اللقاء هو فضيلة الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء اهلا ومرحبا بالشيخ صالح في هذا اللقاء اجاكم الله وبارك فيكم وقفا بنا الحديث عند الاحاديث الواردة في ما جاء في التطير ونستهل هذا الدرس بحديث ابي داود قال ولابي داود بسند صحيح عن عروة بن عامر قال ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال احسنها الفأل ولا ترد مسلما فاذا رأى احدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا انت ولا حول ولا قوة الا بك بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين الطيرة تقدم بيان معناها في الحلقة السابقة انها التشاؤم بالطيور او بغيرها من الاشياء والطيرة شرك لانها سوء ظن بالله ولانها اعتقاد ان خير والشر ان الشر يصدر من مخلوقات التي يتطير بها مع انها مخلوقات لا تملكوا نفعا ولا ظرا وانما كما قال جل وعلا الا انما طائرهم عند الله جل وعلا ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني سئل عنها فقال احسنها الفأل الفأل وهو تفاؤل بالخير اذا رأى بعظ الاشخاص او سمع بعظ الاسماء او الاصوات فانه يتفائل بالخير وهذا امر محمود الفأل امر محمود اولا لانه لا يثبط المسلم فليقويه ويزيده مضيا في شأنه وثانيا انها حسن ظن بالله عز وجل احسنها الفأل ولا ترد مسلما لا تردوا الطير مسلما فمن وقع في نفسه شيء فانه فانه يتوكل على الله وتذهب عنه لقول ابن مسعود الطيرة شرك وما منا الا يعني من يقع في نفسه شيء منها ولكن الله يذهبه بالتوكل كما يأتي فالمسلم يدفع الطيرة التوكل على الله سبحانه ويمضي واما الفال فانه حسن ظن بالله وامل تأمين للخير وهو ايظا يشجع المسلم على المظي في طريقه وبين صلى الله عليه وسلم ما تدفع به الطيرة واذا احس الانسان بنفسه شيء منها فانه يدعو بهذا الدعاء فيقول اللهم لا طير الا طيرك ولا خير الا خيرك ولا اله غيرك هذا مما تعالج به الطيرة تشاؤم الذي يقع للانسان فلا طير الا طيرك بمعنى انه لا يصيبنا شيء الا منك وتوكلنا عليك واليك انبنا واستعيذ بالله من المكروه لا طير الا طيرك ولا خير الا خير. الخير كله من الله عز وجل ولا اله غيرك لا معبود بحق سواك فهذا مما تعالج به الطيرة هذا دعاء ودعاء اخر اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا انت هذا ايضا مما تعالج به الطيرة الحمد لله ان الله جعل الذي هي ما انزل داء الا انزل له دواء ومن ذلك الطيرة فانها تعالج بالدعاء اذا احس الانسان بشيء منها فانه يدعو بهذا الدعاء اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا انت اللهم لا طير الا طيرك ولا خير الا خيرك ولا اله غيرك نعم وله من حديث ابن مسعود مرفوعا الطيرة شرك الطيرة شرك وما منا الا ولكن الله يذهبه بالتوكل مولود مسعود رضي الله عنه في هذا الحديث الطيرة شرك. الطيرة شرك الطيرة شرك يبين ان الطيرة شرك ويؤكد ذلك ويكرره لماذا الطيرة شرك؟ لان اعتقاد ان هذا المتطير به هو الذي يجلب الشر ويجلب المحظور مع انه لا يأتي بالامور الا الله سبحانه وتعالى لا يشاركه احد تصرف في ملكه هو الذي يقدر الخير ويقدر الشر بحكمة منه سبحانه وتعالى ولاجل ان يلجأ العباد اليه ويتوكل عليه اعتصموا به ويكثر من الدعاء والاعتصام به سبحانه فلا تضرهم الطيرة اذا وقعت. ولهذا قال ابن مسعود ما منا الا الا من يقع في نفسه شيء الطبيعة البشرية ولكن الله يذهبه يذهب ما يقع في نفس الانسان من الطيرة بالتوكل على الله سبحانه وتعالى فيعتقد انه لا ينفع ولا يضر الا الله وان هذه المخلوقات لا تضر ولا تنفع فعند ذلك يذهب الله عنه الطيرة ويمضي في طريقه متوكلا على الله سبحانه وتعالى. نعم. ولاحمد من حديث ابن عمر من ردته الطيرة عن حاجته فقد اشرك قالوا فما كفارة ذلك قال ان تقول اللهم لا خير الا خيرك ولا طير الا طيرك ولا اله غيرك وله من حديث الفضل ابن عباس انما الطيرة اي ما امضاك او ردك نعم هذا فيه ما تعالج به الطيرة من الدعاء بان يقول اللهم لا طير الا طيرك اي لا يأتي بالامور سواء كانت امورا مكروهة او امورا محبوبة لا يأتي بها الا انت فهو مقدر المقادير سبحانه وتعالى اللهم لا طير الا طيرك ولا خير الا خيرك ولا اله غيرك هذا ما تعالج به الطيرة اذا وقعت في نفس الانسان ويذهبها الله عنه سبحانه وتعالى ولا يمضي في تطيره فان مظى في تطيره فقد اشرك بالله عز وجل. ولهذا قال الطيرة ما امضاك او ردك فمن ردته الطيرة عن حاجته قد اشرك بالله لانه اعتقد في مخلوقات انها تضر من دون الله عز وجل او ما امضاك ما امضاك او ردك الانسان لا يتأثر بالطيرة ابدا واذا وجد منها شيئا فانه يدعو الله سبحانه وتعالى ويتوكل على الله ولا تضره نعم قال المؤلف رحمه الله تعالى في هذا الباب عدة مسائل. نعم. الاولى التنبيه على قوله الا ان مطائرهم عند الله. مع قوله طائركم معكم نعم يعني هل بينهما تعارض؟ قال طائركم عند الله ثم قال طائركم معكم لا تعاروا معنى طائركم عند الله اي ما قدر الله عليكم من خير او شر طائركم معكم اي بسبب ذنوبكم. فالسبب من قبل العبد والقدر من جهة الله سبحانه وتعالى او يقدر الخير ويقدر الشر قدروا الخير فضلا منه سبحانه ويقدر الشر عقوبة لمن اه استحق ذلك المرجع الى الله عز وجل تدبير بيد الله سبحانه وتعالى نعم الثانية نفي العدوى نعم نفي العدوى بمعنى اعتقاد ان المرظ يعدي وينتقل بنفسه اما اذا اعتقد ان الله جل وعلا هو الذي ينقل المرض من محل الى محل ومن عضو الى عضو ومن شخص الى شخص فان هذا من باب التوكل على الله وتفويض الامر الى الله سبحانه وتعالى. نعم الثانية نفي الطيرة لا طيرة يعني بمعنى انها تتصرف او تؤثر كما يعتقده اهل الجاهلية وانما هذا بيد الله سبحانه وتعالى. نعم الرابعة نفي الهامة نفي الهامة والهامة هي البومة كانوا يعتقدون بصوت البومة انها اذا صوتت على منزل او يعتقد ان انها تنعاه وانه يموت هذا اعتقاد اهل الجاهلية انها اذا سمع صوت البومة على بيته قال نعت الي نفسي ان البومة طاهر وصوتها اه انما هو صوت طاير ولا علاقة له بموت الانسان وانما هذا من اعتقاد الجاهلية هذا معنى لاهامة يعني ما يعتقده اهل الجاهلية البومة انهم اذا سمعوا صوتها تشاءموا بالموت نعم. الخامسة نفي السفر نفي السفر لانهم كانوا يتشائمون في شهر صفر لا يجوز التشاؤم بالاوقات لا يجوز التشاؤم بالاوقات فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر وقال جل وعلا يؤذيني ابن ادم تسب الدهر وانا الدهر قلبوا الليل والنهار فلا تنسب الاشياء الى الاوقات كما لا تنسب الاشياء الى الامكنة كما لا تنسب الاشياء الى الاشخاص بمعنى انه هو الذي اوجدها وهو الذي قدر وانما هذا من الله سبحانه وتعالى وان كان بعض الاشخاص او بعض الامكنة فيها فيها سبب هي من باب السبب اه وقد يقع وقد لا يقع ما آآ يظنه الانسان كله راجع الى الله سبحانه وتعالى. نعم السادسة ان الفأل ليس من ذلك بل مستحب ان الفعل ليس من الطيرة لانه حسن ظن لله عز وجل وتأمين للخير بخلاف الطيرة فانها تأمين للشر والفال فيه ان الانسان يعتقد الخير ويتوقعه خلاف الطيرة فان الانسان يتوقع الشر وتهدده الطيرة وتحبسه فهي مع الفاء متظادة الفال حسن ظن بالله والطير سوء ظن بالله الفال من التوحيد الطيرة من الشرك آآ الفال قوي المسلم ويمضيه في طريقه وينشطه والطيرة تثبط المسلم وتخوفه وتهدده. نعم الثامنة اه ان الواقع في القلوب من ذلك مع كراهته لا يضر بل يذهبه الله بالتوكل. كما قال ابن مسعود الطيرة والشرك الطيرة شرك وما منا الا يعني من يقع في قلبه شيء من الطيرة ولكن الله يذهبه بالتوكل على الله سبحانه وتعالى فلا يتأثر الانسان بما يقع في قلبه من التطير بل يمضي في طريقه توكلا على الله محسنا للظن بالله سبحانه وتعالى شكر الله لكم يا شيخ صالح وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم الامة الاسلامية على ما بينتم وشرحتم وحفظتم في هذه الدروس شكرا لحضراتكم انتم ايها الاخوة والاخوات على متابعة هذه الدروس القيمة من كتاب التوحيد شكرا لزميلي مسجل هذه الدروس عبدالله المواش نلتقي على خير ان شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته