الحديث الثالث عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا توضأ العبد المسلم وبالمؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل نظر اليها بعينه مع الماء او مع اخر قطر الماء. فاذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة ان كان بطشت يداه مع الماء او مع اخر قطر الماء. فاذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشت رجلاه مع الماء يوم عاخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب. رواه مسلم. وعنه رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة. ورمضان الى رمضان مكفر لما بينهن اذا اجتنبت الكبائر. رواه مسلم. وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ادلكم على ما يمحو الله به الخطايا؟ ويرفع به الدرجات. قالوا بلى يا رسول الله. قال اسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى الى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة. فذلكم الربا. رواه مسلم. وبالله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه الاحاديث الثلاثة بها الحث على العناية بالوضوء والعناية اجتناب الكبائر والعناية اسباغ الوضوء وكانت الخطى الى المساجد والعناية بانتظار الصلاة بعد الصلاة كل هذه من اسباب كفارة الخطايا وحط السيئات يبينه صلى الله عليه وسلم ان الوضوء اذا توظأ الانسان فاسبغ الوضوء خرجت خطاياه وجهه مع الماء ومع قطر الماء وهكذا خطايا يديه وهكذا قدميه وهكذا رأسه يعني التي لم يشرع فيها الكبائر يعني السيئات الصغائر التي اجتنابه فيها الكبائر فالوضوء الشرعي من اسباب تكفير السيئات كما ان الصلاة والصوم و الزكاة والحج كلها من اسباب تكفير السيئات ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان لرمضان كفارة لما بينهن اذا اجتنبت الكبائر يعني اذا لم يصر على الكبائر متبارك الذنوب التي ختمها في الاية وفي الحديث من بعيد بالنار وبالغضب او من لعنة كبائر. قال تعالى ان تجتنبوا كبائر ما كانوا يكفرنكم سيئاتكم فالكبائر هي الذنوب التي فيها وعيد وما دون ذلك يسمى الصغائر فالوضوء الشرعي وكثرة الخطى الى المساجد واسباغ الوضوء كل هذا من اسباب تكفير السيئات الصغائر كما ان الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان رمضان كذلك. من اسباب تكفير السيئات كما قال صلى الله عليه وسلم الصيام جنة ما لم يفرقها قيل يفرق بما يفرقها قال بكذب او غيبة والكذب والغيبة من الكبائر قال عليه الصلاة من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه والايمان والاحتساب يقتضي عدم الاصرار على على السيئات قال صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به والجهاد فليس لله حاجة في ان يدع طعامه شرعا فدل على انه لابد من اجتناب الكبائر ولابد من الحذر منها والتوبة الى الله منها مع اداء الفرائض فاذا ادى الفرائض واجتنب الكبائر وحذرها كان هذا من اسباب تكفير الصغائر التي ليس فيها وعيد ولا حد مما قد يقع من الانسان من بعض الذنوب التي ليس فيها وعيد شديد ما تسمى كبيرة وليس فيها حد في الدنيا اما الكبائر فلا بد فيها من التوبة او حدودها كالزنا والسرقة وشرب مسكر والعقول الوالدين واكل الربا وهذه من الكبائر فلا بد فيها من التوبة التي يمحو الله بها الذنوب او اقامة الحد على صاحبها فالحدود كفرات لاهلها فاذا اقيم حد الشريعة صار كفارة له. حد الخمر كفارة له. حد الزنا كفارة له. اذا مات على ذلك. ولم يأتي بعد ذلك بمعصية اخرى فالخلاصة ان العناية بالصلوات الخمس واسباغ الوضوء وكثرة الخطى الى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة كل هذه من اسباب تكفير السيئات فالواجب على المؤمن ان يعتني بذلك ليشقي وضوءه وان يجتهد في اكمال صلاته واتقانها واتقان صيامه وان يكون على باله كل صلاة في وقتها يؤديها مع المسلمين كل ما صلى صلاة على باله الصلاة الاخرى ينتظرها ويواظب عليها ويسارع اليها حتى لا تفوته هكذا مؤمن واسباغ الوضوء معناه اتقانه حتى لا يبقى بقعة يسقط الوضوء على الاعضاء حتى يعمها الماء حتى لا يبقى فيها شيء من البقعة والخلل وفق الله الجميع