يلزم على هذا ان يكون لهم خلق كخلقه ورزق كرزقه فان كان لهم شيء من ذلك فارونيه ليصح ما ادعيتم فيهم من استحقاق العباد ومن المعلوم انهم لا يقدرون ان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين قال الشيخ علينا وعليه رحمة الله مرحبا بغيث اللهم اجعله غيثا لامتي الدعوة والاجابة وانفع به وبعلمه وانفع به امة الاسلام كيف حالك يا صديقي؟ حفظك الله ورعاك يا بني الف لام ميم تلك ايات الكتاب الحكيم هدى ورحمة للمحسنين. اللهم اجعلنا من المحسنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالاخرة هم يوقنون. اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون هذا هو النجم الاول من هذه السورة بدأ الشيخ علينا وعليه رحمة الله بتفسيره. يشير تعالى اشارة دالة على التعظيم الى ايات الكتاب الحكيم الف لام ميم تلك ايات الكتاب الحكيم. اياتهم محكمة قدرت من حكيم خبير سبحانه وتعالى. فلما هذه الايات صدرت من حكيم خبيئة ففيها الحكمة ومن احكامها انها جاءت باجل الالفاظ وافصحها وابينها الدالة على اجل المعاني واحسنها ومن احكامها انها محفوظة من التغيير والتبذير والزيادة والنقص والتحريف ومن احكامها ان جميع ما فيها من الاخبار السابقة واللاحقة والامور الغيبية كلها كلها مطابقة الواقع مطابق لها الواقع لم يخالفها كتاب من الكتب الالهية ولم يخبر بخلافها نبي من الانبياء ولم ياتي ولن يأتي علم محسوس ولا معقول صحيح يناقض ما دلت عليه اذا الشرع يوافق الفطر السليمة ويوافق العقول الصحيحة اما تلكم العقول التي انتجست عن الفطرة فلا قيمة لها ولا حجة بها وان عقل البشر مهما بلغ فهو يحتاج الى الوحي الذي ينزله الله تعالى فربنا جل جلاله هو الذي خلق الانسان وهو الذي يعلم ما يصلح الانسان ومن احكامها انها ما امرت بشيء الا وهو خالص المصلحة او راجحها ولا نهت عن شيء الا وهو خالص المفسدة او راجحها وكثيرا ما يجمع بين الامر بالشيء مع ذكر حكمته وفائدته. كثيرا ما يؤتى بهذا اشارة الى ان الدين قد جاء لرعاية مصالح البشر ودفع الشر عنهم والظرر ويأتي ايضا النهي عن الشيء مع ذكر مضرته ومن احكامها انها جمعت بين الترغيب والترهيب والوعظ البليغ القرآن الكريم هذي الايات مليئة بالوعظ البليغ الذي يزجر الناس عن الشهوات المحرمات هذه النظرات التي يتساهل فيها الناس فيلقونها يمنة ويسرى ماذا قال ربنا عنها؟ قال يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور فسميت بخائنة فعلى الانسان حينما توسوس له نفسه بالنظر الحرام عليه ان يستشعر ان نظر الله اليه اسرع وعليه ان يعلم ان مواعظ القرآن بينت ان هذه العين التي تنظر الى الحرام هي عين خائنة ومن احكامها انها ما امرت بشيء الا وهو خالص المفسد او راجحها ولا نهت عن شيء الا وهو خالص المفسدة او راجعها وكثيرا ما يجمع بين الامر بالشيء مع ذكر حكمته وفائدته والنهي عن الشيء مع الكشف في مضرته ومن احكامها انها جمعت بين الترغيب والترهيب والوعظ البليغ تعتدل به النفوس الخيرة اي تعتدل وتهتدي وتسير على الصراط المستقيم وتحتجم فتعمل بالحزم اي تعمل بالصواب الذي ينبغي على الانسان ان يحزم امره عليه ومن احكامها انك تجد اياتها المتكررة كالقصص والاحكام ونحوها. بل اتفقت كلها وتواطأت فليس فيها تناقض ولا اختلاف فكلما ازداد بها البصير تدبرا وعمل فيها واعمل فيها العقل تفكرا انبهر عقله وذهل لبه من التوافق والتوافق وجزم جزما لا يمتلي فيه انه تنزيل من حكيم حميد ولكن مع انه حكيم يدعو الى كل خلق كريم وينهى عن كل خلق لئيم اكثر الناس محرومون من الاهتداء بهم معرضون عن الايمان والعمل بهم الا من وقفه الله تعالى وعصمه وهم المحسنون في عبادة ربهم والمحسنون الى خلقه. الانسان عليه الانسان في محسنا في عبادة الله مراقبا لربه تحسنا الى خلقه فهذا من سعادة المرء ولذا يأتينا كثيرا ذكر الصلاة مع الزكاة حتى يعلم الانسان ان واجبه ان يكون محسنا الى محسنا مع الله بعبادته محسنا الى عبيد الله تعالى يقول ولكن مع انه حكيم يدعو الى كل خلق كريم وينهى عن كل خلق لئيم اكثر الناس محرومون من الاهتداء بهم معرضون عن الايمان والعمل به الا من وفقه الله تعالى وعصمه. جزاك الله خير وهم المفسدون في عبادة ربهم والمحسنون الى الخلق فانه هدى لهم يهديهم الى الصراط المستقيم ويحذرهم من طرق الجحيم ورحمة اي لهم وتحصل لهم به السعادة في الدنيا والاخرة والخير الكثير والثواب الجليل فانها هدى لهم يهديهم الى الصراط المستقيم ويحذرهم عن طريق الجحيم ورحمة لهم تحصل لهم به السعادة في الدنيا والاخرة والخير الكثير والثواب الجزيل الفرح والسرور والحضور ويندفع عنهم باتباع ايات القرآن الظلال والشقاء ثم وصف المحسنين بالعلم التام وهو اليقين الموجب للعمل والخوف من عقاب الله فيتركون معاصيه ووصفهم بالعمل وخص من العمل عملين فاضلين. الصلاة المشتملة على الاخلاص الصلاة المجتمع الاخلاص فيها تنزيه لله تعالى لان الاخلاص في العمل لما تخلص العمل وتجعله لله فهذا اذا فيه تنزيه الله تعالى عن المخلوقين الصلاة المجتمع الاخلاص ومناجاة الله والتعبد العام للقلب واللسان والجوارح ولذا الانسان حينما يصبح فينبغي ان يقدم ثلاث مئة وستين صدقة ويجزي عن ذلك ركعتا الضحى. لماذا يجزي عن ذلك ركعتا الضحى لان في الصلاة اعمال لجميع اعضاء جسم الانسان. ولجميع جوارحه. فكانت زكاة لجميع جسده اذا الصلاة المشتملة على الاخلاص ومناجاة الله تعالى والتعبد العام للقلب واللسان والجوارح المعينة على سائر الاعمال والصلاة حينما يخشع بها الانسان فهي تعينه على سائر الاعمال التي حث الله عليها وامر بها والزكاة التي تزكي صاحبها فالانسان حينما يقوم بالزكاة هذه الزكاة تزكي صاحبها من الصفات الرذيلة ولذا زكاة المال تزكي الانسان من البخل ومن الشح وتنفع اخاها المسلم وتسد حاجته ويبين بها ان العبد يؤثر محبة الله على محبته للمال كي يخرج محبوبه من المال لما هو احب اليه وهو طلب مرضاة الله فاولئك المحسنون الجامعون بين العلم التام والعمل على هدى شف على هدى جاء منولا اي للتعظيم اي على هدى عظيم من اين اخذ هذا؟ خذها من التنكير وذلك الهدى حاصل لهم وواصل اليهم. من ربهم اي الذي لم يزل يربيهم بالنعم طبعا يربيهم هنا بمعنى يربهم اي يغدق عليهم انعامه وافضاله واحسانه هذا من الظلم هذا جعلها عابدة لمن لا يسوى شيئا فظلم نفسه ظلما كبيرا ولما امر بالقيام بحقه بترك الشرك الذي هو من لوازمه القيام بالتوحيد امر بالقيام بحق الوالدين يربيهم بالنعم ويدفع عنهم النقم انت مثل هذه الليلة واصبحت معافى كم نقمة دفعت عنك؟ هذه كلها من النعم التي ينبغي على الانسان ان يستذكرها وهذا الهدى الذي اوصله اليهم من تربيته الخاصة باوليائه هو افضل انواع التلبية. ربنا يرد العالمين بافظاله وانعامه وثمة تربية خاصة لاولياءه وعباده واولئك هم المفلحون اي الذين ادركوا رضا ربهم وثوابه الدنيوي والاخروي وسلموا من سخطه وعقابه وذلك لسلوكهم طريق الفلاح الذي لا طريق له غيرها ولما ذكر المهتدين بالقرآن المقبلين عليه ذكر من اعرض عنه ولم يرفع به رأسه. وبه اشارة الى ان الانسان يرتفع عند ربه وعند الناس حينما يكون له اهتمام بهذا الكتاب. ان الله ليرفع بهذا الكتاب اقواما ويضع به اخرين كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وانها عوقب على ذلك بان تعوض عنه قال ولما ذكر تعالى المهتدين بالقرآن المقبلين عليه ذكر من اعرض عنه ولم يرفع به رأسه وانه عوقب على ذلك بان تعوض عنه كل باطل يعني هذه النفس ان لم تشغلها بالحق اشغلتك بالباطل فترك اعلى الاقوال واحسن الحديث واستبدل به اسفل قول واقبحه فلذلك قال وذاك انا يوم امس كنت استمع صوت حفلة وغناء والغناء سمج والموسيقى سمج لماذا؟ يعني وقع في نفس هؤلاء؟ ماذا يفقهون من هذه التفاهات؟ الا يملون منها فالجواب هنا هذا لما ترك اعلى الكلام واحسن الكلام وقع في الباطل وربنا قال ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا. اولئك لهم عذاب مهين واذا تتلى عليه اياتنا ولى مستكبرا كان لم يسمعها كأن في اذنيه واقرأ فبشره بعذاب اليم ان الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم خالدين فيها وعد الله حقا وهو العزيز الحكيم. فالانسان لما اعرض عن الحق تلبس في الباطل ولذلك الانسان يتبع الحق لانه الحق ولاجل ان يشغل نفسه بالحق حتى لا يقع في الباطل قال ومن الناس من هو محروم مخذول وهذا الترك والتخدير ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده ما هو الخذلان؟ الخذلان هو الترك والتخذير ان يخلى بينك وبين نفسك وبينك وبين اعدائك من الانس وبينك وبين اعدائك من الجن اما من اعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم قال ومن الناس ومحروم مخذول اشتري اي يختار ويرغب رغبة من يبذل الثمن في الشيء لهو الحديث اي الاحاديث الملهية للقلوب ولكن كثير من السفلة يقول تعال نظيع الوقت الوقت لا يظيع الوقت انفس ما عنيت بحفظه اي الاحاديث الملهية للقلوب الصادة لها عن اجل مطلوب فدخل في هذا كل كلام محرم وكل لغو وباطل وهذا من الاقوال المرغبة في الكفر والفسوق والعصيان ومن اقوال الرادين على الحق المجادلين بالباطل ليدحضوا به الحق من غيبة ونميمة وكذب وشتم وسب ومن غناء ومزامير شيطان ومن المجاريات الملهية. ما جريات كما يقال بلهجته العراقية شرك ماكو وبلغها التركية نهبا صحيح نهبوا نعم الاخبار فهذا ما ما جرى له ما جرى ويجري وابن القيم له كتاب بعنوان وزارة النقيب لاحد اصدقائه تحدث فيه عن بركة الرجل وهذي سبحان الله تنتهي يعني قديما حتى رأيتها يوم امس مكتوبة فنقلتها الى القناة فيقول هنا بعنوان وجعلني مباركا اينما كنت واتي بجزء من عندها واللي هي بالبداية يقول اسأل الله ان يجعلك على دين مباركا حيثما كنت فان بركة الرجل تعليمه للخير حيث حل ونصحه لكل من نقيهم ثم استدل بالاية قال الله تعالى على المسيح مباركا يقول قال تعالى اخبارا عن المسيح وجعلني مباركا اينما كنت. اي معلما للخير داعيا الى الله مذكرا به مرغبا في طاعته فهذا من بركة الرجل ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة ومحيط ومحقت بركة لقائه. والاجتماع به بل تمحق بركة من لقيه واجتمع به. فانه يضيع الوقت في المجريات ويفسد القلب وكل افة تدخل على العبد فسببها ضياع الوقت وفساد القلب وتعود بضياع حظه من الله ونقصان درجته ومنزلته عنده وهاي من كتاب وصية النقل. مثل لسا الاخ وصاحبه كان قبل درس العبارة الشطرنج في مسجد تلعبان الشطرنج اتق الله يا رجل يشتري لهو الحديث عن هدي الحديث ليضل الناس بغير علم اي بعدما ظل في فعله اضل غيره يا سلام لان الاضلال ناشئ عن الضلال واضلاله في هذا الحديث صده عن الحديث النافع والعمل النافع والحق المبين والصراط المستقيم ولا يتمها ولا يتم له هذا حتى يقنع في الهدى والحق هذا الذي يقع في الضلال والعياذ بالله يقدح في الهدى ويقدح في الحق حتى لا يكون غريبا مثل الشيطان الشيطان لما وقع في المعصية رفع شعار ودثار انه يقول اخرا حتى لا يكون هو الوحيد الضال يقول الاوزاعي قال ودت الزانية لو ان جميع النساء يزن حتى تكون هي ليست منفردة عنهن ويتخذ ايات الله هزوا يسخر بها وبمن جاء بها فاذا جمع بين مدح الباطل والترغيب فيه والقدح بالحق والاستهزاء به وبأهله. اظل من لا علم عنده وخدعه بما يوحيه اليه من القول الذي لا يميزه ذلك الظالم ولا يعرف حقيقته اولئك لهم عذاب مهين بما ضلوا واضلوا واستهزأوا بايات الله وكذبوا الحق الواضح ولهذا قال واذا تتلى عليه اياتنا ليؤمن بها وينقاد لها واللا مستكبرا اي ادبر ادبار مستكبر عنها رادا لها ولم تدخل قلبه ولا اثرت فيه بل ادبر عنها شيئا لم يسمعها بل كان في اذنيه واقرأ اي صمما لا تصل اليها الاصوات فهذا لا حيلة في هدايته فبشره بشارة تؤثر في قلبه الحزن والغم وفي بشرته السوء والظلم والغبرة فبشرهم طبعا هذي هل هي على المجاز؟ انما هي على الحقيقة ولذلك الانسان لما يبشر بالخير يظهر ذلك على بشرته ولما يبشر بالشر يظهر ذلك على بشرته فهذا المعنى شرعي اشتق من المعنى هو الحقيقة اللغوية فبشره بعذاب اليم اي مؤلم لقلبه لان هذه النار تطلع على الافئدة وتصل الى الفؤاد لا يقادر قدره ولا بعظيم امره فهذه بشارة اهل الشر فلا نعمة البشارة ويقال نعمة كذا هذي لا نعمة البشاغة وهنا في قوله واللا مستكبرا اشارة الى ان اي معصية يحصي بها الانسان فهو من الاستكفار واي اعراض عن الكتاب او عن الحديث او عن الاعتقاد الصحيح وهو من الاستكبار عياذا بالله تعالى واما بشارة اهل الخير فقال ان الذين امنوا وعملوا الصالحات جمعوا بين عبادة الباطن بالايمان والظاهر بالاسلام والعمل الصالح لهم جنات النعيم بشارة لهم بما قدموه وقرأ بشارة نهر بما قدموه وقرا لهم بما اسلفوا. ما معنى القراءة؟ اللي هي الظيافة خالدين فيها اي في جنات النعيم نعيم القلب والروح والبدن وعد الله حقا لا يمكن ان يخلف ولا واصبر على ما اصابك ومن كونه فاعلا لما يأمر به كافا لما ينهى عنه. يعني لما يأمر بشيء لابد ان يأتيه ولما ينهى عن شيء لا بد ان يكون منتهيا هو عنهم يغير ولا يتبدل وهو العزيز الحكيم كامل العزة كامل الحكمة من عزته وحكمته وفق من وفق وخلل بحسب ما اقتضاه علمه فيهم وحكمته خلق السماوات بغير عمد ترونها بغير عمد ترونها. اذا هي بعمد بغير عمد جيد وهذا هو الابلغ الناهي عمد وان العمل لا نراه فصارت ايتان والقى في الارض رواسي ان تميل بكم لانه هذي لولا الرواسي اذا اضطربت الكرة الارضية بسبب نسبة الماء التي هي قرابة الثلثين فجعل الله تعالى الجبال رواسي حتى تستقر هذه الارض وبث فيها من كل دابة دواب عديدة وانزلنا من السماء ماء فانبتنا فيها من كل زوج كريم. هذه اشياء كلها زوج ليس فيها وثق وربنا جل جلاله وسر يحب الوتر هذا خلق الله فاروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين الانسان عليه ان يستحضر عظمة الخالق في روعة الخلق قال الشيخ يتلو تعالى على عباده اثارا من اثار قدرته. هذي العبارة خطأ اي نعم. فربنا جل جلاله انزل هذا القرآن على عباده وذكرهم اثارا من اثار قدوتهم وبدائع من بدائع حكمته ونعما من اثار رحمته فقال خلق السماوات اي السبع على عظمها وسعتها وكثافتها وارتفاعها الهائل بغير عمد ترونها لما قال يتلو النبي يتلو ومعنى يتلو ان يقرأ ويتبع هسه الافراد معنا ناديت الشابان اللذان كانا يلعبا الشيطان. لو اتيت باحدهما وحاسبته فقلت له اذهب فذهب فقلت للاخر اتلوه اي اتبعه فهنا التلاوة اللي هي القراءة مع المتابعة النبي صلى الله عليه وسلم يتلو ايات الله فهو يقرأها ولا يخالف فيها انما يتبعه ويا ربنا قال الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اي يقرؤونه ويطبقونه اولئك يؤمنون به. نعم خلق السماوات السبع عظمها وسعتها وكثافتها وارتفاعها الهائل بغير عمد ترونها. اي ليس لها عمد ولو كان لها عمد لرؤيت وانما استقرت والسمك شكت بقدرة يطعمها على احد القولين والصواب ان لها امد ولكن العمد لا ترى كما في مطلع سورة الرعد يعني ايضا جاء هذا السياق الف لام ميم راتب في اياته الكتاب والذي انزل اليك من ربك الحق ولكن اكثر الناس لا يؤمنون الله الذي رفع السماوات بغير عبد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كله يجري لاجل مسمى يدبر الامر يفصل الايات لعلكم بلقاء ربكم توقنون. اللهم امنا وايقنا فاغفر لنا يا رب العالمين ثبت في علم الفيزياء لانه هذا اكلوا اشياء في هذا الفضاء ولها اعمار بعضها عمرها سنة بعضها سنتين بعضها الف سنة بعضها مئة سنة بعضها مليون سنة بعضها مليار سنة يقدروها اهل الفيزيا الى تسع مليارات ونصف الا قليل في هذا الزمان ولا انت الان لما تستخدم الخطوط الاثيرية والشبكات العنكبوتية وغيرها ليستخدم هذا والريموت لما تستخدم اذا تستخدم هاي الاشياء الفيزيائية الاحياء الموجودة هنا. فهذه مرفوعة بعمل لكن من ان العمد لا نراها. فاجتمعت ايتان رفع السماء بالعمل واننا لا نرى هذا العمل لا هي على اكيد القراءة على كل المعنيين لابد من الوصل. لان السابق بعد كلاهما لابد من من الوصل والقى في الارض رواسي اي جبالا عظيمة ركزها في ارجائها وانحائها لئلا تميل بكم فلولا الجبال الراسيات لمادت الارض ولما استقرت بساكنها. يرحمكم الله. طبعا اخرج ابن ابي الدنيا باسناده الى علي بن ابي طالب قال لما اراد الله ان يخلق الانسان اهتزت الارض وقالت كيف احمل على ظهري من يعصي الله فخلق الله الجبال هكذا قال علي ابن ابي طالب وهذا ممكن ان الارض تفعل لانه يوم القيامة ربنا قال عنها والقت ما فيها وتخلت فهي الشيء المستأمنة به يعني تتمنى ان تتخلص منها وهذا ممكن وكما ان الملائكة تربوا الى باريها بسبب الخوف من القتل الذي سيحصل. اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء والارض ايضا التي تحمل نعم تقول هذا هنا كيف عرفت الملائكة والارض منها خمسة يا رسول الله الانسان قد خلق من ماء وطين. وهكذا اخبر ان الله سيخلقه من ماء وطين ومعلوم اي شخص يستجيب ماء وطين ويوفر له شمس وهواء وما ينبت يستجيب اي تربة وضعها في مكان يوفر لها الشمس تنبت اليس كذلك؟ حتى وان لم تزرع تنبت الاشياء بقدرة الله تعالى. الانسان ما دام قد خلق وسينبت الاخلاق الذميمة حتى تهب عليها رياح التفجير هذي رياح التذكير لان لما نتذاكرها ويأتيه الوحي النازل من نازل من عند الله تعالى وايضا تشرق عليه شمس العلم والدين الخالص والا كان نباته كما قالت الملائكة. هذا هو الاستنتاج. نعم. والله سبحانه وتعالى اعلى واعلم الحمد لله وهناك من يقول هذا وهناك من ذهب الى غير هذا. لكن الصحيح ما ذكرته لك فاحفظه ولا تحفظ غيره والقى في الارض رواسي اي جبالا عظيمة ركزها في ارجائها. وانهائها لان لا تميل بكم. فلولا الجبال الراسيات لمالت الارض ولما استقرت بساكنها وبث فيها من كل دابة الدابة ما يدب على الارض وبالعرف يطلق على ذوات الاربع ومن حيث المعنى اللغوي على كل ما يدب على اي نشر في الارض الواسعة من جميع اصناف الدواب. التي هي مسخرة لبني ادم. جميعها مسخرة لبني ادم ولمصالحهم ومنافعهم ولما بثها في الارض علم تعالى انها لابد لها من رزق تعيش به. فانزل من السماء ماء مباركا فانبتنا فيها من كل زوج كريم. اي اي المنظر نافع مبارك فرفعت فيه الدواب المنبثة وسكن اليها كل حيوان. لما جئت يوم الاحد طريق في ساعتين وليست انظر يمنة ويسرى على هذا الخضار. لا ترى ارضا جرداء كلها مخضرة مناظر جميلة هذا خلق الله وهذا رزق الله فقال ثبتنا فيها من كل زوج كريم هذا اي خلق العالم العلوي والسفلي من جماد وحيوان وسوق وسوق ارزاق في الخلق اليهم خلق الله وحده لا كده كل مقر بذلك حتى انتم يا معشر المشركين فاروني ماذا خلق الذين من دونه اي الذين جعلتموهم له شركاء تدعونهم وتعبدونهم يروه شيئا من الخلق لها لان جميع المذكورات قد اقروا انها خلق الله وحده ولا ثم شيء يعلم غيرها فثبت عجزهم عن اثبات شيء لها. تستحق به ان تعبد ولكن عبادتهم اياها عن غير علم وبصيرة. بل عن جهل وضلال. ولهذا قال بل الظالمون في ظلال مبين اي جلي واضح حيث عبدوا من لا يملك نفعا ولا ظرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا وتركوا الاخلاص للخالق الرازق المالك لكل الامور ثم قال تعالى ولقد اتينا لقمان الحكمة ان اشكر لله. ومن يشكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان الله غني حميد واذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم. الى اخر القصة يخبر تعالى عن امتنانه على عبده الفاضل لقمان بالحكمة. طبعا هي الحكمة وضع الشيء فيه محله وهي العلم بالحق على وجهه واحد سمعته فهي العلم بالاحكام. ومعرفة ما فيها من الاسرار والاحكام فقد يكون الانسان عالما ولا يكون حكيما واما الحكمة فهي مستلزمة للعلم بل وللعمل ولهذا فسرت الحكمة بالعلم النافع والعمل الصالح. بعض من فسروا العلم النافع والعمل الصالح. العلم الذي يؤول الى العمل ولما اعطاه الله هذه المنة العظيمة امره ان يشكره على ما اعطاه. وحقيقة تذكير كلما تعلمت علما عليك ان تشكر الله على ما حباك به من العلم والمعرفة وما حباك الله به من ارث النبوة. ليبارك له فيه وليزيده من فضله. واخبره ان شكر الشاكرين نعود نفعه عليهم وان من كفر فلم يشكر الله عاد وبال ذلك عليه والله غني عنهم حميد فيما يقدره ويقضيه فربنا محمود بصفاته واسمائه وافعاله وتقديراته حميد فيما يقدره ويقضيه على من خالف امره فغناه تعالى من لوازم ذاته وكونه حميدا في صفاته كماله حميدا في صفات صنعه من لوازم ذاته وكل واحد من الوصفين صفة الكمال واجتماع احدهما الى الاخر زيادة كمال الى كمال واختلف المفسرون هل كان لقمان نبيا او عبدا صالحا والله تعالى لم يذكر عنه الا انه اتاه الحكمة وذكر بعض ما يدل على حكمته في وعظه لابنه فذكر اصول الحكمة وقواعدها. شف هنا نحن لا يهمنا لقمان كان نبيا ام كان صالحا لكن لما ندرس قصة الخضر هل كان نبيا ام صالحا؟ هذا يهمنا لان القصة الثانية اذا اثبتنا انه صالح وليس بنبي وهذا قد يفتح باب الشر لبعض مثلا انه يتصرف باشياء مخالفة للشريعة ويدعي انه حصل مثل ما حصل للخظر لكن لما جاءت الادلة القاطعة على نبوة الخضر يزول ما كنا نخشاه من دخول شيء على بعضهم. فهنا ما شتت الله عنه نقف عنده. اما الخضر فقد ثبت بالدليل لما قال وما فعلته عن امري. بمعنى فعله بوحي ورسالة من عند الله تعالى. وهي رسالة وليس وهي الهام. واذ قال لقمان لابنه وهو يعظه او قال او قال له قولا به يعظه البعض الامر والنهي المقرون بالترغيب وتغيب الذي يحرك الانسان التخويف والترغيب. فينبغي على الانسان حينما يحث الاخرين الى الله او على طاعة الله ان يأتي بما يرغبهم ويأتيهم بما يخوفهم لان النفس البشرية تنقاد لهذا فامره بالاخلاص ونهاه عن الشرك وبين له السبب في ذلك فقال ان الشرك لظلم عظيم ووجه كونه عظيما انه لا افظع وابشع ممن سوى المخلوق من تراب بمالك الرقاب ما احسن هذه العبارة! وسوى الذي لا يملك من الامر شيئا بمالك الامر كله وسوى الناقص الفقير من جميع الوجوه بالرب الشامل غني شوف الانسان ناقص يعني احتياجه للشراب واحتياجه للطعام واحتياجه لخروجه واحتياجه للنوم كلها من صفات النقص فيخلع الانسان لربه ويعرف الانسان قدر نفسه وسوى من لم ينعم بمثقال ذرة من النعم. شف كل نعمة في الكون فهي نعمة من عند الله تعالى. فكيف يسوي الانسان الخالق في المخلوق ولذا كان اعظم الظلم الشرك لان الظلم وضع الشيء في غير محله بالذي ما بالخلق من نعمة في دينهم ودنياهم واخراهم وقلوبهم وابدانهم الا منه. ما في نعمة الا من عند الله تعالى. وما بكم من نعمة فمن الله ولا يصرف السوء الا هو فهل اعظم من هذا الظلم شيء؟ وهل اعظم ظلما ممن خلقه الله لعبادته وتوحيده فذهب بنفسه الشريفة فجعلها في اخس المراتب. الانسان قد خلق في احسن تقويم. ويضعها في اسفل السافلين فقال ووصينا الانسان اي عهدنا اليه وجعلناه وجعلناه وصي وجعلناها وصية عنده سنسأله عن القيام بها عن هذه الوصية التي اوصى الله بها وهل حفظها ام لا؟ فوصيناها بوالديه وقلنا له اشكر لي بالقيام بعبوديتي واداء حقوقي وان لا تستعين بنعمي على معصيتي يعني انت اذا اردت ان تعصي الله واستأذنت بالمعصية ان استطعت ان تعصي الله من غير ان تستعمل نعمه فاعصه. لكن لا تستطيع وانت تسير على ارضه وتستظل بسمائه وتستنشق هوائه وجميع النعم وما استقلت بها قدمك نعم من عند الله تعالى فكيف تكفر النعم بالمعاصي ولوالديك اي بالاحسان اليهما بالقول اللين والكلام اللطيف والفعل الجميل والتواضع لهما واكرامهما واجلالهما والقيام بمعونتهما. ربنا قال وعلى الوارث مثل ذلك. مثل ما انك ترث والديك ان احتاجا في حياتهما فيجب ان تدفع لهما واجتناب الاساءة اليهما من كل وجه بالقول والفعل. يعني الذي يشرب الدخان ووالده ينهاه عن ذلك حتى لو شرب شرب بعيدا عن ابيه فهو قد دخل في العقوق اي فعل محرم شرعا لا يريده هذا ما تفعله فهو من العقوق لهما فوصيناها بهذه الوصية واخبرناه ان الي المصير. والانسان لما يعلم ان المصير مصيره راجع الى الله فعلى الانسان ان يعمل بطاعة الله اي سترجع ايها الانسان الى من وصاك وكلفك بهذه الحقوق فيسألك هل قمت بها فيثيبك الثواب الجزيل. ام ضيعتها فيعاقبة العقاب الوبيد ثم ذكر السبب الموجب لبر الوالدين في الام فقال حملته امه وهنا على وهن الام لها ثلاثة اظعاف بالبر بسبب الحمل والوظع والفطام الحمل والوظع والرظاع. اي مشقة على مشقة فلا تزال تلاقي المشاق من حين يكون نطفة من الوهم والمرض والضعف والثقل وتغير الحال ثم وجع الولادة الان في الوجع الشديد فصاله في عامين وهو ملازم لحظانة امه وكفالتها ورظاعها افما يحسن بمن تحمل على ولده هذه الشدائد مع شدة الحب ان يؤكد على ولده ويوصي اليه بتمام الاحسان اليه. يعني بعض الاباء لما هذه المرأة ابنها يجلس حتى ترتاح الخزية واذهبي بعيدا فهذا يغط نوما وهي تعاني السهر والمدراء وان جاهداك اجتهد والداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما لان القاعدة والشرع لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. ولا تظن ان هذا داخل في الاحسان اليهما لان حق الله مقدم حق كل احد والي نحن في التحية نبدأ بحق الله ثم حق النبي صلى الله عليه وسلم ثم حق الانسان ثم حق الامة كيف هذا يا عبد الغفور التحيات لله وبعدها السلام عليك ايها النبي بعدها السلام علينا بعدها وعلى عباد الله الصالحين فحينما يختلف حق الله مع حق الوالدين يقدم حق الله قال ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولم يقل وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علما فحقهما بل قال فلا تطعهما اي في واما بالرغم فاستمر عليه وهذا من العدل غاية العدل وهذا هو خلق القرآن وادب القرآن الذي ادب الله به نبيه وصاحبهما في الدنيا معروفا اي صحبة احسان اليهما بالمعروف. واما اتباعهما وهما بحالة الكفر والمعاصي فلا تتبعهما واتبع سبيل من اناب اليك وهم المؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله المستسلمون لربهم ولي الإسلام سمي الإسلام بالإسلام لأن به الإستسلام لأوامر الله تعالى المنيب المنيبون اليه واتباع سبيلهم ان يسلك مسلكهم في الانابة الى الله. التي هي انجذاب دواعي القلب وارادته الى الله ثم يتبعها سعي البدن فيما يرضي الله ويقرب منه ثم الي مرجعكم الطائع والعاصي والمني وغيره. فانبئكم بما كنتم تعملون. فلا يخفى على الله تعالى من ان اعمالكم خافية يا بني انها انتجت مثقال حبة من خردل. طبعا تكلم ابن كثير بالكلام النفيس في البداية والنهاية عند ذكر لقمان وذكر اشياء وعظية اقوى مما ذكرها في تفسيره في هذه الاية وابن كثير يمتاز انه من البلغاء وعبارته من ارسل العبارات مثقال حبة من خردل الذي هي اصغر الاشياء واحقرها فتكن في صخرة اي صخرة صماء في وسطها او في السماوات او في الارض يعني هذا موعظة عظيمة يعني يعني يصبر ابنه اذا ظلم واخذ حقه فلا يرد الظلم بالظلم فان المظلوم ان لم يتمكن من حقه بالطرائق المشروعة فلا يتحول الى الطلاق غير المشروع. فعليه ان يصبر ويحتسب وان حقه لن يذهب سيؤتى به سواء كان في السماء او في الارض او تحت الارض او في صخرة لها فوهة او انها صخرة صماء سيؤتى بهذه المظلمة ويقتص لك من الظالم وفيه تحذير من ان تكون ظالما اذا ظلمت اخرين ايظا سيؤتى بهذه وان كانت صغيرة سواء كانت في السماء او في الارض او في البحر او تحت البحر وتوضع في حوزة الحساب. ونضع الموازين القسط ليوم القيامة. فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين فالانسان لا تمل ولا تضجر ابدا اي اذى يعني حتى لو انت جالس ويجي صاحبك يرتاح في هذه الركوة عليك ويؤذيك عليك ان تصبر وتحتسب حتى الوسيلة فعليك ان تصبر او في السماوات او في الارض اي في اي جهة من جهاتها يأتي بها الله لسعة علمه وتمام خبرته وكمال قدرته. ولهذا قال ان الله لطيف خبير. الخبير هو العالم بالامور اي لطفه في علمه وخبرته حتى اطلع على البواطن والاسرار وخفايا القفار والبحار والمقصود من هذا الحث على مراقبة الله والعمل بطاعته مهما امكن والترهيب من عمل القبيح قل او كثر يا بني اقم الصلاة وهذه يعني فقه الصلاة وفقه معاني الصلاة دائما ابحثوا عن معاني الصلاة وكما انكم تكررون الصلاة وتكررون قراءتها كرروا دائما فقه الصلاة ومعانيها حثه عليها وخصها لانها اكبر العبادات البدنية وامر بالمعروف وانهى عن المنكر. هذه وظيفة المؤمن في هذه الدنيا. الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدلالة الى الخير والتحذير من الشر وتعليم الناس ماذا قال النووي في المقاصد النووية عن الرجل الصالح وقال من علم وعمل ولازم الادب ايه وصاحب الصالحين اليس كذلك هذا تعريف لمن ها عرف به الصوفي من علم وعمل ولازم الادب وصاحب الصالحين هذا معنى صحيح في كتاب الله تعالى يا بني انها نعم اقم الصلاة حثه عليها وخصها لانها اكبر العبادات البدنية. هو امر بالمعروف وانهى عن المنكر وذلك يلزم العلم بالمعروف ليأمر به والعلم بالمنكر لينهى عنه طبعا هذا اخذها من مقولة سفيان قال ينبغي ان يكون الامر بالمعروف عالما بالمعروف حتى يأمر به وينبغي ان يكون النهي عن المنكر عالما بالمنكر حتى ينهى عنه واداب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ذكرها ابن رجب الحنبلي بكتابه النفيس جامع علوم الحكم عند حديث لتأمرن من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه. وذلك اضعف الايمان والامر بما لا يتم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الا به. من الرفق والصبر لابد من الرفق ولابد من الصبر حتى يؤدي الانسان هذا الامر كما يليق وقد صرح به في قوله واصبر على ما اصابك. كما في سورة النحل حينما قال واصبر وما صبرك الا بالله فتضمن هذا تكوين نفسه بفعل الخير وترك الشر وتشمل غيره بذلك وهذا هو فعل الصلاة ان الانسان هذا هو الرباني الذي يعمل ليكمل نفسه ويكمل غيره ولما علم انه لابد ان يبتلى اذا امر ونهى وان في الامر والنهي مشقة على النفوس امره بالصبر على ذلك فقال واصبر على ما اصابك ان ذلك الذي وعظ به لقمان ابنه من عزم الامور يعني الشيء الذي تعزم عليه وتهتم به غاية الاهتمام اي من الامور التي يعزم عليها ويهتم بها ولا يوفق لها الا اهل العزائم. اللهم اجعلنا من اهل عزائم الخير ولا تصعر خدك للناس الى تملهم وتعبث بوجهك للناس تكبرا عليهم وتعاظما ولا تمش في الارض مرحا. ما اكثر الذين يمشون في السيارات مرحا. يسوق فيجتاز سيارة فينظر او يسوق فينظر بنفسه نظرة اعجاب وهذا ايضا خطير جدا لان هذا الذي كان يمشي ويلبس الشمل معجبا بنفسه خسف بالارض فهو يتجلجل بها وقال النبي صلى الله عليه وسلم بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم ويا ربنا حينما اعلاك على الماتور او او السيارة او اي شيء على الانسان ان يستذكر علو الله وان يستذكر نعمة الله تعالى والا لماذا يستحب التكبير في هذه؟ حتى يخضع لربه ومولاه واقصد قال نعم ولا تمشي في الارض مرحا اي بطرا فخرا بالنعم ناسيا المنعم معجبا بنفسك. ان الله لا يحب كل مختار في نفسه وهيئته وتعاظمه فخور بقوله واقصد في مشيك اي امشي متواضعا مستكينا لا مشي البقر والتكبر ولا مشي التماوت واغضض من صوتك ادبا مع الناس ومع الله ان انكر الاصوات اي افظعها وابشعها لصوت الحمير فلو كان في رفع صوت البليغ فاعلة ومصلحة لما اختص بذلك الحمار الذي قد علمت خسته وبلادته وليس بعض الناس انحرفوا صاروا يسمون جمعية الحمير اول ما صارت جمعية الحمير في دمشق في زمن علي الطنطاوي كان يحدث وفي كردستان العراق ايضا جمعية الحمير والمدير مالي يسموه ابو صابر وكذا وهكذا عملوا ايضا جمعية الحمير نسأل الله العافية والسلامة ها ان لم يرد وهذه الوصايا التي وصى بها لقمان لابنه تجمع امهات الحكم وتستلزم ما يذكر منها وكل وصية يقرن بها ما يدعو الى فعلها ان كانت امرا والى تركها ان كانت نهيا وهذا يدل على ما ذكرنا في تفسير الحكمة انها العلم بالاحكام وحكمها ومناسبتها فامره باصل الدين وهو التوحيد ونهاه عن الشرك وبين له الموجب لتركه وامره ببر الوالدين وبين له السبب الموجب لبرهما وامره بشكره وشكرهما ثم احترز بان محل برهما وامتثالها وغيرهما ما لم يأمرا بمعصية ومع ذلك فلا يعقهما بل يحسن اليهما وان كان لا يضيءهما اذا جاهداه على الشرك او على اي معصية وامره بمراقبة الله وخوفه القدوم عليه يعني الانسان دائما يفكر بالقدوم على الله ويفكر بالزاد الذي يقدم به على ربه وانه لا يغادر صغيرة ولا كبيرة من الخير والشر. الا اتى بها. اذا كل عمل يؤتى به ويوضع في حوزة الحساب والميزان ونهاه عن التكبر وامره بالتواضع ونهاه عن البطر والاشر والمرح وامره بالسكون في الحركات والاصوات ونهاه عن ظد ذلك وامره بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر واقامة الصلاة. وبالصبر الذين يسهل بهما كل امر كما قال تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة فحقيق بمن اوصى بهذه الوصايا ان يكون مخصوصا بالحكمة مشهورا بها يعني ينبغي على الانسان ان لا يضيع نفسه فيبث علمه في الافاق. ولهذا من منة الله عليه وعلى سائر عباده ان قص عليهم من حكمته ما يكون به اسوة. الا وبالله التوفيق. صلى الله على نبينا محمد