واذا اريد انزال الميت في قبره فان كان امرأة استحب ستر القبر بثوب ونحوه لانها عورة ويسن ان يقول مدخل الميت القبر بسم الله وعلى ملة رسول الله لما رواه احمد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان شرح كتاب الملخص الفقهي من الفقه الاسلامي للدكتور صالح بن فوزان فوزان. الدرس الواحد والخمسون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا وهو العزيز الغفور. وصلى الله وسلم على ورسوله نبينا محمد البشير النذير والسراج المنير وعلى اله وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد ايها المستمعون الكرام نواصل الحديث معكم عن احكام الجنائز ونتناول في حلقتنا هذه احكام دفن الميت اعلموا وفقني الله واياكم ان دفن الميت الادمي من نعم الله عليه. حيث لم يجعله مما يلقى للطيور والسباع قال الله تعالى الم نجعل الارض كفاة احياء وامواتا اي تعيشون على ظهرها احياء وتدفنون فيها امواتا وقال تعالى ثم اماته فاقبره اي جعله مقبورا وقبره دفنه فالدفن للميت بر فالدفن للميت بر وطاعة واكرام للميت واهله وحمل الميت ودفنه فرض كفاية اذا قام بهما من يكفي سقط الاثم عن الباقيين ممن علم به ويسن الاسراع بالسير بالجنازة. لقوله صلى الله عليه وسلم اسرعوا بالجنازة فان تك صالحة فخير تقدمونها اليه وان تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم. متفق عليه ولكن لا يكون الاسراع شديدا بحيث يتضرر به الميت ويتأذى به المشيعون. فلا يسرعون بالمشي الجنازة اسراعا شديدا. ولا يتباطؤون بحيث يدبون بها دبيبا قال العلامة ابن القيم رحمه الله واما دبيب الناس اليوم خطوة خطوة فبدعة مكروهة مخالفة للسنة ومتظمنة للتشبه باهل الكتاب وقال شيخ الاسلام ابن تيمية وكان الميت على عهده صلى الله عليه وسلم يخرج به الرجال ويحملونه الى المقبرة لا يسرعون ولا يبطئون. بل عليهم السكينة ولا يرفعون اصواتهم لا بقراءة ولا غيرها وهذه هي السنة باتفاق المسلمين انتهى كلام الشيخين رحمهما الله وفيه بيان ان السنة في كيفية السير بالجنازة وفيه التنبيه ما على ما احدث في ذلك من البدع المخالفة للسنة كالتباطؤ بالسير بها ورفع الاصوات حولها بالقراءة والتهليل وغير ذلك وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان تتبع الجنازة بصوت او نار ولا يجوز للمرأة ان تتبع الجنازة لحديث لحديث ام عطية نهينا عن اتباع الجنائز ولم تكن النساء يخرجن مع الجنازة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ويسن كون المشاة امام الجنازة. وكون الركبان خلفها حال السير بها لان النبي صلى الله عليه وسلم وابا بكر وعمر كانوا يمشون امام الجنازة وكان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يمشون امام الجنازة ولما روى الترمذي وصححه عن المغيرة ابن شعبة مرفوعة الراكب خلف الجنازة وهذا بيان للاولى والافضل والا فلا يكره المشي حيث شاء المشيع عن يمينها او يسارها او خلفها او امامه ولا يكره الركوب في السير مع الجنازة اذا كان لحاجة واتباع الجنائز وحضورها حتى تدفن سنة وفيه اجر عظيم وثواب جزيل وفي حديث البراء بن عازب امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباع الجنازة. متفق عليه وفي اتباع الميت احسان الى اهله. وهو من حقوق المسلم على اخيه المسلم واتباع الميت على ثلاثة انواع. احدها ان يصلي عليها ثم ينصرف الثاني ان يدفعها الى القبر ثم يقف حتى تدفن الثالث ان يقف بعد الدفن على القبر ويستغفر للميت ويسأل له التثبيت ويكره لمن اتبع الجنازة ان يجلس حتى توضع بالارض لقول النبي صلى الله عليه وسلم من تبع جنازة فلا يجلس حتى توضع. متفق عليه ويستحب لمتبع الجنازة الخشوع والتفكر في مآله والاتعاظ بالموت والتفكير في المصير ويكره الضحك والتحدث في امور الدنيا والغفلة عن الاخرة والسنة ان يوسع القبر ويعمق لقول النبي صلى الله عليه وسلم احفروا واوسعوا وعمقوا قال الترمذي حسن صحيح والتعميق هو الزيادة في النزول لان فيه صيانة للميت وسكرا له ومنعا لظهور الرائحة التي يتأذى بها الاحياء واجمع العلماء على ان الدفن في اللحد والدفن في الشق جائزان واللحد افضل من الشر واللحد هو ان يحفر اذا بلغ قرار القبر في جانبه مكانا يسع الميت ويسن ان يكون في الجانب الذي يلي القبلة والشق ان يحفر في وسط القبر شقا يشبه الحوض ثم يوضع فيه الميت ويسقف عليه باحجار ونحوها اذا وضعتم موتاكم في القبور فقولوا بسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي لفظ كان اذا وضع الميت في القبر قال بسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الخمسة الا النسائي الترمذي ويضعه في لحده على شقه الايمن ويتولى انزال المرأة الى قبرها محارمها ممن يحل له النظر اليها والسفر بها حال حياتها ويجب ان يوجه الميت في قبره الى القبلة لما رواه ابو داوود وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال في الكعبة قبلتكم احياء وامواتا وعليه عمل المسلمين ثم يسد عليه اللحد باللبن والطين التاء يحكم ذلك وينسد الخلل فلا يصل اليه التراب ثم يهال عليه التراب ويرفع القبر عن الارض قدر شبر ليعرف انه قبر فلا يوطأ ولا يهان ويستحب الوقوف على قبر الميت بعد دفنه والدعاء له وسؤال الله وسؤال الله له التثبيت لانه عليه الصلاة والسلام كان اذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال استغفروا لاخيكم واسألوا له التثبيت فانه الان يسأل واما القراءة على القبر وتلقين الميت بعد دفنه. فكل هذا بدعة قال الامام ابن القيم لم يكن صلى الله عليه وسلم يقرأ عند القبر ولا يلقن الميت وحديث التلقين لا يصح انتهى وقال شيخ الاسلام ابن تيمية تلقين الميت الاظهر انه مكروه لانه لم يفعله صلى الله عليه وسلم بل المستحب الدعاء له يقوم على قبره فيقول اسألوا له التثبيت فانه الان يسأل وقال لم يكن التلقين من عمل المسلمين المشهور بينهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه انتهى والخير كل الخير في اتباع السنة والابتعاد عنه عما خالفها نسأل الله لنا جميعا التوفيق والى الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى نواصل معكم الحديث عن السنة في القبور وزيارتها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين وبعد ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اتحدث اليكم في هذه الحلقة عن سنة الاسلام في القبور وزيارتها فانها قد عظمت الفتنة في هذا الزمان في القبور والبناء عليها وزخرفتها حتى صار كثير منها اوثانا تعبد من دون الله عز وجل وذلك بسبب مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيها والتشبه بدين اهل الكتاب من اليهود والنصارى قال الامام ابن القيم رحمه الله ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم تعلية القبور ولا بناءها باجر ولا بحجر ولبن ولا تشيدها ولا تقيينها ولا بناء القباب عليها. وكل هذا بدعة مكروهة مخالفة لهديه صلى الله عليه وسلم وقد بعث علي ابن ابي طالب رضي الله عنه الى اليمن الا يدع الا يدع تمثالا الا طمسه ولا قبرا مشرفا الا سواه وسنته صلى الله عليه وسلم تسوية هذه القبور المشرفة كلها ونهى ان يجصص القبر وان يبنى عليه وان يكتب عليه وكانت قبور اصحابه لا مشرفة ولا لاطئة وهكذا كان قبره الكريم عليه الصلاة والسلام وقبر صاحبيه فقبره صلى الله عليه وسلم مسنم مبطوح ببطحاء العرصة الحمراء لا مبني عليه ولا مطين وهكذا كان قبر صاحبيه وكان يعلم قبر من يريد تعرف قبره بصخرة ونهى صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد وايقاد السرج عليها واشتد نهيه في ذلك حتى لعن فاعله ونهى عليه الصلاة والسلام عن الصلاة الى القبور ونهى امته ان يتخذوا قبره عيدا ولعن زوارات القبور وكان هديه صلى الله عليه وسلم الا تهان القبور الا تهان القبور وتوطى والا يجلس عليها ويتكأ عليها ولا تعظم بحيث تتخذ مساجد فيصلى عندها واليها وتتخذ اعيادا واوثانا وكان هديه صلى الله عليه وسلم اذا زار قبور اصحابه يزورها للدعاء لهم والترحم عليهم والاستغفار لهم وهذه هي الزيارة التي سنها لامته وشرعها لهم وامرهم ان يقولوا اذا زاروها السلام عليكم اهل الديار من المؤمنين والمسلمين وانا ان شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية وكان من هديه ان يقول ويفعل عند زيارتها من جنس ما يقوله عند الصلاة على الميت من الدعاء والترحم الاستغفار فابى المشركون الا دعاء الميت والاشراك به والاقسام على الله به وسؤاله الحوائج والاستعانة به والتوجه اليه بعكس هديه صلى الله عليه وسلم فانه هدي توحيد واحسان الى الميت وهدي هؤلاء شرك واساءة الى نفوسهم والى الميت. وهم ثلاثة اقسام اما ان يدعو الميت او يدعو به او يدعو عند قبره ويرون الدعاء عنده اوجب واولى من الدعاء في المساجد ومن تأمل هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه تبين له الفرق بين الامرين وبالله التوفيق انتهى كلامه واول من احدث البناء على القبور وتزويقها الرافضة والجهمية واهل البدع وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك سدا لباب الشرك وكذا تبخير القبر وتقبيله والتمسح به والتبرك به والعكوف عنده والطواف به وكتابة الرقاع اليه ودسها في الانقاب والاستشفاء بتربتها ونحو ذلك كله من البدع المحدثة في الدين ومنه ما هو شرك ومنه ما هو من وسائل الشرك قال جابر رضي الله عنه نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يجصص القبر وان يقعد عليه وان يبنى عليه رواه مسلم قد ثبت في الصحيح والسنن من غير وجه النهي هو عليه الصلاة والسلام عن البناء على القبور والامر بهدمه لان ذلك من وسائل الشرك والله تعالى قد بعث نبيه صلى الله عليه وسلم بهدم الاوثان ولو كانت على قبر رجل صالح لان اللات رجل صالح فلما مات عكفوا على قبره وبنوا عليه بنية وعظموها فلما اسلم اهل الطائف امر عليه الصلاة والسلام بهدمها فهدمت وتعظيم القبور بالبناء عليها وزخرفتها هو اصل شرك العالم وكذا قد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكتابة على القبور فلا يكتب على القبر شيء لا اسم الميت ولا تاريخ وفاته ولا غير ذلك لان هذا وسيلة لتعظيمه والغلو فيه ومن اراد ان يعرف قبر اخيه او قريبه فليجعل عليه حجرا يعرفه به او خشبة او غير او غير ذلك كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وكما انه يحرم الغلو في تعظيم القبور كذلك تحرم اهانتها بالمشي عليها والجلوس عليها والاتكاء اليها قال العلامة ابن القيم ومن تدبر نهيه صلى الله عليه وسلم عن الجلوس على القبر والاتكاء عليه والوطء عليه علم ان النهي انما كان احتراما لسكانها ان يوطأ بالنعال على رؤوسهم والقبور دار الموتى ومنازلهم ومحل تزاورهم وعليها تنزل الرحمة فهي منازل المرحومين ومهبط الرحمة انتهى كلامه هذا ونسأل الله ان يتوفانا مسلمين ويلحقنا بالصالحين والى الحلقة القادمة باذنه تعالى لسياق بقية الكلام عن احكام القبور. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والحمد لله رب العالمين