وصلنا اليكم ايضا يسأل يقول هل ورد عن الامام مالك رحمه الله انه قال من تصوف ولم يتفقه فقد تفسق ومن تفقه ولم يتصوف فقد تزندق. مع العلم اني اذا بحثت في الموطأ ولم اجد هذا الكلام. فهل للامام من مالك كتب غير الموطأ ارجو افادتي اما الكتب فقد نقل اصحاب مالك عنه اقوالهم رحمة الله عليه المدونة ورواة المدونة كل طالب علم من اصحاب مالك قد ينقل ازيد مما نقله الذي قبله ومالك كان محط الانظار وملتقى العلماء الوافدين على مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يسمى امام دار الهجرة وهو عند اهل السنة والجماعة من خير علماء الاسلام وائمته وكانت له مكانته في نفوس عامة اهل العلم الشرعي واما هذا النقل لا يصح عن مالك ابن انس رضي الله عنه ورحمه ولم يكن للتصوف والصوفية في ذلك الوقت ظهور ولا مكانة وانما كان المتزاهدون يتفرغون للعبادة كما قال عبدالله بن مبارك لرده على الفضيل ابن عياض وهو من المتنسكين في مكة ارسل له قصيدة يقول فيها ايا عابد الحرمين لو ابصرتنا لعلمت انك في عبادته تلعب من كان يغضب خده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب او كان يسعد خيله في باطل فخبرنا يوم الصبيحة تتعب لا يصل في آآ لا يستوي غبار خير الله وادخار نار تتلهب او كلمة نحوها عبد الله بن مبارك من المجاهدين والفظيل رحمة الله عليه من العباد ولكن عبادة العابد عامة نفعها له واثر الجهاد والمجاهدين انما هي لنشر هذا الدين وازاحة العوائق عن سبيل المجاهدين وطريق الدعاة لان الجهاد في الاسلام ليس لكسب المال ولا لسفك الدماء ولا لاذنا للشعوب ولا القهر ولا لاظهار القوة والخيلاء والبشر والبتر وانما هو لفتح الطريق للدعوة الى الله ولهذا قال الخليفة الاموي عمر بن عبد العزيز الذي جده عمر ابن الخطاب لما كتبه الغالي في مصر ان الناس تسارعوا وتسابقوا للاسلام ليسلموا من اه الجزية رأينا له امضيناها عليهم فما كان من الخليفة الذي بعض الناس يلحق خلافته بالخلافة الراشدة الا ان ارسل له قال قبح الله رأيك فان الله بعث محمدا هاد ولم يبعثه جابيا يعني ان الاصل في الاسلام وفي الجهاد ليس لكسب المال ولا للاستغناء ولا لاذلال الشعوب وقهرها ولا لاظهار الخيلاء والاشر والبطر والعنجهية وانما لاعلان كلمة الله ولتسهيل الطريق لعباد الله ان يعبدوا الله وحده لا شريك له والله المستعان