البدنية. فنسأل الله تعالى ان يملأ قلوبنا من معرفته. ومحبته والانابة اليه فانه اكرم الاكرمين واجود الاجودين المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة الحادية والخمسون كلما ورد في القرآن الامر بالدعاء والنهي عن دعاء غير الله والثناء على الداعين. تناول دعاء تناول دعاء المسألة ودعاء وهذه قاعدة نافعة فان اكثر الناس انما يتبادر لهم من لفظ الدعاء والدعوة دعاء المسألة فقط ولا يظنون دخول جميع العبادات في الدعاء. ويدل على عموم ذلك قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم. اي استجب طلبكم واتقبل عملكم ثم قال تعالى ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. فسمى ذلك عبادة وذلك لان الداعي على دعاء الداعي دعاء المسألة يطلب مسؤوله بلسان المقال والعابد يطلب من ربه القبول والثواب ومغفرة ذنوبه بلسان الحال. فلو سألته ما قصدك بصلاتك وعبادتك وحجك وقيامك بحق الله وحق الخلق لكان قلب المؤمن ناطقا بان قصده من ذلك رضا ربي ونيل ثوابه والسلامة من عقابه. ولهذا كانت هذه النية شرطا لصحة الاعمال وكمالها. وقال تعالى ادعوا الله مخلصين له الدين اي اخلصوا له اذا طلبتم حوائجكم واخلصوا له اعمال البر والطاعة وقد يقيد احيانا بدعاء الطلب كقوله ودعا ربه اني مغلوب فانتصر. واما قوله واذا مس الانسان الضر دعانا لجنابه او قاعدا او قائما فيدخل فيه دعاء الطلب فانه لا يزال ملحا بلسانه سائلا دفع ظرورته ويدخل دعاء العبادة. فان قلبه في هذه الحال يكون راجيا طامعا منقطعا عن غير الله عالما انه لا يكشف السوء الا الله. وهذا دعاء عبادة وقال تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية يدخل فيه الامران كما ان من كمال دعاء الله كما ان من من كمال دعاء الطلب كثرة التضرع والالحاح. واظهار الفقر والمسكنة واخفاؤه ذلك واخلاصه. فكذلك دعاء العباد لا تتم العبادة وتكمل الا بالمداومة عليها. ومقارنة الخشوع والخضوع واخفاؤها واخلاصها لله تعالى وكذلك قوله عن خلاصة الرسل. انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا فان الرغبة والرهبة وصف لهم اذا طلبوا وسألوا. ووصف لهم اذا تعبدوا وتقربوا باعمال الخير والقرب. وقوله ولا تدعو مع الله الها اخر. ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به. وقوله فلا تدعو مع الله احدا الا تدعوا مع الله احدا. يشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة. فكما ان من طلب من غير الله حاجة لا يقدر عليها الا الله فهو مشرك كافر فكذلك من عبد مع الله غيره فهو مشرك كافر. ومثله ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. فان فعلت فانك فاذا من الظالمين كل هذا يدخل فيه الامران. وقوله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها يشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة. واما دعاء المسألة فانه يسأل الله تعالى في كل مطلوب باسم يناسب ذلك المطلوب. ويقتضيه فمن سأل رحمة الله ومغفرته دعاه باسمه الرحيم الغفور وحصول الرزق باسم الرزاق وهكذا. واما دعاء العبادة فهو التعبد لله باسمائه الحسنى فيفهم اولا فيفهم اولا معنى ذلك الاسم الكريم ثم يديم استحضاره بقلبه. ويمتلئ قلبه منه. فالاسماء الدالة وعلى العظمة والجلال والكبرياء تملأ القلب تعظيما واجلالا لله تعالى. والاسماء الدالة على الرحمة والفضل والاحسان تملأ القلب بفضل الله ورجائي ورجائي لروحه ورحمته. والاسماء الدالة على الوداد والحب والكمال تملأ القلب محبة وتأملها وانابة لله تعالى. والاسماء الدالة على سعة علمه ولطيفه خبره توجب للعبد مراقبة الله تعالى والحياء منه وهذه الاحوال التي تتصف بها القلوب هي اكمل الاحوال واجل وصف يتصف به القلب. وينصبغ به ولا يزال العبد يمرن نفسه عليها حتى تنجذب دواعيه. منقادة راغبة. وبهذه الاعمال القلبية. وبهذه الاعمال القلبية تكمن الاعمال