بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان شرح كتاب الملخص الفقهي من الفقه الاسلامي للدكتور صالح بن فوزان فوزان الدرس الثاني والخمسون. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد ايها المستمع الكريم نتحدث اليك في هذه الحلقة عن مشروعية التعزية وزيارة القبور. اما التعزية فانه يشرع مواساة اهل الميت وتخفيف المصاب عنهم ومشاركتهم الالم من ذلك انه يستحب ان يصنع طعام يبعث به لاهل الميت سواء كان الميت مات عندهم او او كان غائبا اتاهم نعيه من بعيد. لقوله عليه الصلاة والسلام اسمعوا لال جعفر طعاما فقد جاءهم ما يشغلهم رواه احمد والترمذي وحسنه ويقتصر على اطعام اهل الميت لا من يجتمع عندهم وفي قوله صلى الله عليه وسلم فقد جاءهم ما يشغله ما يشعر بالحكمة لتقديم الطعام لاهل الميت ان ذلك من اجل انشغالهم عن اعداد الطعام ففي ذلك مواساة لهم واعانة لهم وفي الحديث ايضا ان اعداد الطعام انما يشرع في حق غير اهل الميت اما هم فيكره لهم اعداد الطعام للناس بل هو بدعة لما روى احمد عن جرير قال كنا نعد الاجتماع الى اهل الميت وصنعة الطعام بعد دفنه من النياحة واسناده ثقات اجتماع الناس عند اهل الميت اجتماع غير مشروع بل هو خلاف السنة لان السنة ان يصنع الناس لاهل الميت طعاما تخفيفا عنهم في مصابهم فخالف الناس ذلك وكلفوا اهل الميت بالاجتماع عندهم وصنعة الطعام لهم قال شيخ الاسلام ابن تيمية قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله جمع اهل المصيبة الناس على طعامهم ليقرأوا ويهدوا له ليس معروفا عند السلف وقد كرهه طوائف من العلماء من غير وجه وقرب دفنه منهي عنه عند السلف وعدوه من النياحة وهذا في المحتسب فكيف من يقرأ بالكراء الى ان قال واكتراء من يقرأ ويهدي للميت بدعة لم يفعلها السلف ولا استحبها الائمة والفقهاء تنازعوا في جواز الاكتراء على تعليمه واما افتراء من يقرأ ويهدي فما علمت احدا ذكره ولا ثواب له فلا شيء للميت قاله العلماء ولا تنفذوا وصيته بذلك وقال احمد هو من فعل اهل الجاهلية قال الطرطوشي فاما المآتم فممنوعة باجماع العلماء والمآتم جمع مأتم وهو الاجتماع على المصيبة. وهو بدعة من كرة لم ينقل فيه شيء ويحرم الذبح والتضحية عند القبر وهو من فعل الجاهلية لانهم كانوا في الجاهلية اذا مات الميت عقروا عند قبره شاة او بعيرا. ويقولون انه كان يعقر للاضياف ايام انكافيه بمثل صنيعه بعد وفاته وكذا الصدقة عند القبر او مع الجنازة كل ذلك بدعة مكروهة وهي تشبه الذبح عند القبر وفيها رياء وسمعة وشر وشر الامور محدثاتها كل محدثة بدعة ايها المستمعون الكرام وتسن زيارة القبور لان فيها فائدة للحي وفائدة للميت اما الحي فانه اذا زار القبور فانه يلين قلبه ويتذكر الموت واما الميت فانه ينتفع بالدعاء له قال النبي صلى الله عليه وسلم كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها. رواه مسلم والترمذي وزاد فانها تذكر الاخرة وانما تستحب زيارة القبور للرجال فقط وبدون سفر لما في الصحيحين لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الاقصى ولمسلم انما يسافر لثلاثة مساجد وذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان الزيارة على قسمين شرعية وبدعية الشرعية هي ما كان المقصود بها هي ما كان المقصود بها السلام على الميت والدعاء له كما يقصد بالصلاة على جنازته من غير شد رحل والبدعية ان يكون مقصود الزائر ان يطلب حوائجه من ذلك الميت وهذا شرك اكبر او يقصد او يقصد الدعاء عند قبره او الدعاء به وهذا بدعة من كرة. ووسيلة الى الشرك وليس من سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ولاستحبه احد من سلف الامة وائمتها ويحرم على النساء زيارة القبور لما رواه احمد والترمذي وصححه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن زوارات القبور وفي لفظ زائرات القبور وهذا صريح في التحريم وعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا لعن الله زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرر رواه الخمسة وحسنه الترمذي قال شيخ الاسلام ابن تيمية ومعلوم ان المرأة اذا فتح لها هذا الباب اخرجها الى الجزع والندب والنياحة لما فيها من الضعف وكثرة الجزع وقلة الصبر وايضا فان ذلك سبب لتأذي الميت ببكائها والرجال بصوتها وصورتها كما في الخبر فانكن تفتن الحي وتؤذين الميت واذا كانت مظنة فمن اصول الشريعة ان الحكمة اذا كانت خفية او غير منتشرة علق الحكم بمظنتها فيحرم هذا الباب سدا للذريعة وليس في ذلك من المصلحة ما يعارض هذه المفسدة فانه ليس في ذلك الا دعاؤها للميت. وذلك ممكن في بيتها ولهذا قال الفقهاء اذا علمت من نفسها انها اذا زارت المقبرة بدا منها ما لا يجوز من قول او عمل لم تجوز لها الزيارة بلا نزاع انتهى ايها المستمعون الكرام ويسن لزائر القبور او الذي يمر بها في طريقه ان يقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين او اهل الديار من المؤمنين. وانا ان شاء الله بكم لاحقون. يرحم الله مستقدمين منكم والمستأخرين. نسأل الله لنا ولكم العافية اللهم لا تحرمنا اجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم للاحاديث الواردة في ذلك واما ما يفعله بعض الناس اليوم من القاء الزهور على القبر او قراءة الفاتحة لروح الميت فان ذلك من البدع المحرمة التي يجب انكارها وتسن تعزية المصاب بالميت وحثه على الصبر ويسن الدعاء للميت والمصاب فيقول للمصاب اعظم الله اجرك واحسن عزاءك وغفر لميتك ويرد معزا بقوله استجاب الله دعاءك ورحمنا واياك ويجوز البكاء على الميت لقول انس رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه تذرفان وقال ان الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا واشار الى لسانه او يرحم. متفق عليه ومما ينبغي التنبيه عليه ما كثر في هذا الزمان من الاعلان عن الوفيات في الصحف وربما يجعل مكان الاعلان باللون الاسود وهذا الصنيع مستحدث وربما يكون من تقليد الكفار بل هو من اظهار الجزع والتسخط والواجب على المسلم الصبر والاحتساب فيجب ترك هذا والاقتداء بسنة الاسلام ففيها الخير للاحياء والاموات وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح صلى الله وسلم على نبينا محمد والى الحلقة القادمة باذن الله تعالى. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته