المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله العلم قد امر الله بتعلم جميع العلوم النافعة لا سيما علم ما انزل الله على رسوله من الكتاب والحكمة الذي يجمع كل علم نافع وامر بسؤال اهل العلم لمن لم يعلم واخبر برفعتهم في الدنيا والاخرة وانهم سادات الخلق في دنياهم واخراهم وائمتهم الذين بهم يقتدون وعلى اثارهم يهتدون وعلى طريقتهم يسلكون فالعلم يقصر التعبير عن كنه فضله وعلو مرتبته ويكفي في هذا ان جميع الاقوال والافعال والارادات متوقفة في صحتها وفسادها وكمالها ونقصها وفي جميع صفاتها على العلم ما حكم به العلم من ذلك فهو كما قال وان العلم نور للصدور وحياة للقلوب به يعرف الله وبه يعبد وبه يعرف الحلال من الحرام والطيب من الخبيث وبه يميز بين الابرار والفجار واهل الجنة واهل النار والعلم يقوم معوج من الصفات ويكمل ما نقص من الكمالات ويسد الخلل ويصلح العمل وبه صلاح الدين والدنيا وبظده فساد ذلك ونقصه العلم ميراث الرسول والعلماء ورثة الانبياء فان الانبياء لم يورثوا الا العلم فمن اخذ به اخذ بحظ وافر ولولا العلم لكان الناس كالبهائم والحاجة الى العلم اعظم من الحاجة الى الطعام والشراب والعلم النافع هي العلوم الشرعية وما اعان عليها من علوم العربية بانواعها ومن العلوم الشرعية تعلم الفنون المعينة على الدين وعلى قوة المسلمين وعلى الاستعداد للاعداء للمقاومة والمدافعة فانها داخلة في الجهاد في سبيل الله فكل امر امر به الشارع وهو يتوقف على امور كانت مأمورا بها والله اعلم