ومحى عنه سيئة الانسان اذا عمد الى المساجد يعني يريد الصلاة هو على خير عظيم. خطواته يكتب له بها حسنات واترب له بها درجات تحط عنه بها خطيئات حتى يصل المسجد وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يغرس غرسا الا كان ما اكل منه له صدقة. وما سرق منه له صدقة ولا يرزقه احد احد الا كان له صدقة. رواه مسلم. وفي رواية الله فلا يغرس المسلم غرسا فيأكل منه انسان ولا داء ولا طير الا كان له صدقة. الى يوم القيامة. وفي رواية له لا يغرس مسلم غرسا ولا ازرعوا زرعا فيأكل منه انسان ولا دابة ولا شيء الا كانت له صدقة. ورواياه جميعا من رواية انس رضي الله عنه وعنه رضي الله عنه قال اراد بنو سلمة ان ينتقلوا قرب المسجد فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم انه قد بلغني انكم تريدون ان تنتقلوا قرب المسجد. فقالوا نعم يا رسول الله قد اردنا ذلك فقال بني سلمة دياركم تكتب اثاركم دياركم تكتب اثاركم. رواه مسلم. روى في رواية ان بكل خطوة درجة رواه مسلم ورواه البخاري ايضا بمعناه من رواية انس رضي الله عنه ان بالمنذر ابي ابن كعب رضي الله عنه قال كان رجل لا اعلم رجلا ابعد من المسجد منه وكان لا تخطئه صلاة فقيل له او فقلت له لو اشتريت حمارا تركبه في الظلماء وفي الرمضة. فقال ما يسرني ان منزلي الى جنب المسجد اني اريد ان يكتب لي ممشاي الى المسجد وارجعي اذا رجعت الى اهلي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جمع الله لك ذلك كله. رواه مسلم. وفي رواية ان لك ما احتسب وبالله التوفيق. الحمد لله. وصلى الله وسلم على رسول الله. واله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه الاحاديث جملة الاحاديث التي تدل على انه ينبغي للمؤمن ان تكون همة عالية وان يستكثر من الخيرات والاعمال الصالحات وان لا يرضن الاقل بل يجتهد في الاستكثار من الخيرات ومسارعة الى الطاعات لان ذلك يزيد في ثوابه واجره ورفعت درجاته فينبغي الاستكثار من كل خير ولهذا بين النبي صلى الله عليه وسلم للامة هذا المعنى وارشدهم الى اسباب الخير حتى لا يضعف ويكسل ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يعرس غرسا او يزرع زرعا منه دابة او طير او انسان لكان له صدقة اللفظ الاخر فيرزق بشيء او يسرق منه شيء لكان له صدقة فينبغي المؤمن ان تقول له الهمة العالية النية الطيبة في كل اعماله زراعة دراسة سقي ماء اي شيء ينفع الناس تكون في نية صالحة يرجو فيه ثواب الله كسر والغرص وايجاد مصانع الماء للناس ومحل ورد للناس وتسهيل الطرق وازالة الاذى من الطرق والى غير هذا من وجوه الخير والصدقة بالقليل اتقوا النار ولو بشق تمرة ولما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ان بني سلمة قد ارادوا القرب من المسجد نصحهم قال يا بني سلمة دياركم تكتب اثاركم دياركم تكتب اثاركم يعني الزموها الزموا دياركم تكتب اثاركم بخطواتكم من المسجد ذهابا وايابا لو جاء الحديث الصحيح ما من عبدي اذا خرج من المسجد يخرج من المسجد الا كتب الله له بكل خطوة درجة وكتب له بها حسنة فاذا وصل المسجد لم يزل في صلاة ما دام ينتظر الصلاة وهكذا بعدها ما لم يؤذي او يحدث فهو في صلاة وما تصلي عليه تستغفر له تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه اللهم صل عليه وكان رجل من ابعد الناس عن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ابي لو اشتريت حمارا تركبه في الرمظاء وفي الظلماء قال ما احب ان يكون بيتي بقرب مسجد اني احب ان تكتب خطايا ذاهبا وراجعا فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال له ان الله قد جمع له كله ان الله قد جمع له اجر خطاه يعني ذاهبا وهيبة وفي الحديث الاخر يقول صلى الله عليه وسلم ابعد الناس اعظم الناس في الصلاة اجرا ابعدهم فابعدهم ممشى كل ما كثرت الخطى صار اعظم من الاجر في ذهاب المساجد في الذهاب الى طلب العلم مئات المرضى ليس شيع الجنازة في غير هذا كل ما زاد التعب زاد الاجر وفق الله الجميع