امة محمد صلى الله عليه وسلم اربع في امتي من امور الجاهلية والجاهلية وما كان قبل الاسلام الا يقال له عصر الجاهلية لفشو الجهل فيه فهو الجاهلية وكل ما نسب الى الجاهلية بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب التوحيد للامام وجدد محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله الدرس الثالث والخمسون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين مرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في درس من دروس التوحيد للامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ضيف هذا الدرس وفضيلة الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء اهلا ومرحبا بالشيخ صالح في هذا الدرس. حياكم الله وبارك فيكم قال المؤلف رحمه الله تعالى باب ما جاء في الاستسقاء بالانواع بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين الشيخ رحمه الله اعقب باب التنجيم ما جاء بالتنجيم بالاستسقاء بالانواع لانه تابع له والانواع جمع نو وهو غروب النجم او طلوعه يزعمون انه اذا طلع او غرب انه يحدث شيء في الارض اثر في الارض ومن ذلك نزول المطر هذه عقيدة جاهلية لان المطر ينزله الله جل وعلا بمشيئته ورحمته وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته هالنجوم ما تزال تطلع وتغرب ولا يحصل عند طلوعها او غروبها نزول مطر لان الله لم يرد ذلك فيجب ان تظاف الامور الى الله سبحانه وتعالى وان يطلب نزول المطر منه ولهذا كان المسلمون في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اجدبوا فانه يأمرهم بالخروج الى المصلى فيصلي بهم ركعتين ثم يخطب بهم ويدعو الله لنزول المطر فلا يبرح صلى الله عليه وسلم مكانه حتى ينزل المطر المطر بامر الله قال جل وعلا وما ننزله الا بقدر معلوم نعم قال الله تعالى وتجعلون رزقكم انكم تكذبون نعم قال الله جل وعلا افبهذا الحديث الذي هو القرآن انتم مدهنون وتجعلون رزقكم انكم تكذبون ذلك بانهم ينسبون اه نزول المطر الا الارتباط بالنجوم ومطالعها ومغاربها على اعتقاد الجاهلية ولهذا قال فلا اقسم بمواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم. انه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون. افبهذا الحديث الذي هو القرآن انتم مدهنون والادهان هو عدم العمل بالقرآن بي لاجل اه الكسل او لاجل غرض من الاغراض الباطلة افبهذا الحديث انتم مدهنون تجعلون رزقكم اي المطر تنسبون المطر الى النجوم ومطالعها والانواع تنسبونه الى الانواع نعم وعن ابي ما لك الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركونهن الفخر بالاحساب والطعن في الانساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة اخبر صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ان هذه الاربع استمروا في هذه الامة فهو باطل ومحرم من امور الجاهلية اربع في امتي امة الرسول صلى الله عليه وسلم من امور الجاهلية لا يتركونهن فدل على ان الجاهلية لا تزول بالكلية بل تبقى لبعض الناس بعض الافراد او بعض البلاد او بعض القبائل لا يزال فيها شيء من امور الجاهلية الفخر بالاحساب بالمناصب. الاحساب المناصب بالمجتمع طعنوا في الانساب بالانساب القرابة انساب القبائل ويطعن في نسب فلان يقال فلان نسبه كذا ليس باصيل هذا من امور الجاهلية الله جل وعلا قال يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى لتعارفوا علم النسب مطلوب ان الانسان يتعلم نسبه ولكن لا يفتخر به تعلم نسبه ليتميز عن غيره يعرف قرابته يعرف قبيلته فقط لتعارفوا ثم قال ان اكرمكم عند الله اتقاكم ليس آآ ليس الكرامة عند الله بالنسب ولا بالحسب وانما هي بالتقوى التي هي فعل اوامر الله سبحانه ترك نواهيه وطاعته طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم هذا هو الذي يكرم الله اصحابه يوم القيامة واما انه من بني فلان او من قال الله جل وعلا فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون تبرع الاخ من اخيه الابن من ابيه يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه كل مشغول بنفسه ما يسأل عن الاخر فهي الدار الاخرة انما هي بالاعمال لا بالانساب ولا بالاحساب لكن من امور الجاهلية انهم يفتخرون بالاحساب والمناصب ويحطون من من بعض الاحساب او من بعظ الانساب يحتقرونها هذا امر لا يجوز ومن امور الجاهلية كما اخبر به صلى الله عليه وسلم الطعن بالاحساب والفخر بالانساب والاستسقاء بالنجوم هذا محل الشاهد الاستسقاء بالنجوم في الجاهلية يعتقدون ان طلوع النجم او غروبه تسبب المطر هذا من امور الجاهلية المطر انما هو بامر الله هو الذي ينزله وهو الذي يحبسه والذي ينقله من محل الى محل فهو بامر الله سبحانه وتعالى لا دخل للنجوم بطلوعها او غروبها لا دخل لها في ذلك تجعلون رزقكم اي المطر تنسبونه الى النجوم الى الانواع يجعلون رزقكم انكم تكذبون نعم والنياحة والنعم والامر الرابع النياحة على الميت النياح تعداد محاسن الميت ضرب الخدود شق الجيوب دعوى الجاهلية والواجب الصبر على المصائب الصبر على المصايب واحتساب الاجر الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون هذا الذي يجب على المسلم اما ان يلطم الخد او يشق الجيب او ينوح على الميت بذكر محاسنه او فهذا من امور الجاهلية المحرم لكن مع هذا يبقى في بعض الناس او في بعض القبائل شيء من ذلك فذل على ان قد يكون في الانسان شيء من امور الجاهلية ولا يكفر بذلك ولا يكفر بذلك لكن يكون عنده نقص في ذلك بحسبه ولهذا لما قال احد الصحابة لعمار ابن ياسر رضي الله عنه يا ابن السودا قال صلى الله عليه وسلم عيرته بامه انك امرؤ فيك جاهلية فدل على ان تعيير بالنسب من امور الجاهلية وان من كان فيه شيء من امور الجاهلية لا يكون كافرا فليكون عنده نقص في ذلك نعم. وقال النائحة اذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب. رواه مسلم النائحة المرأة النائحة لان الغالب ان النياحة تكون عند النسا حكم الخدود وشق الجيوب بدعوى الجاهلية وما اشبه ذلك النائحة اذا لم تتب اما لو تابت تاب الله عليها من كان عنده شيء من امور الجاهلية وتاب الى الله منه فانه لا يظره الله يقبل التوبة عن عباده هو يعفو عن السيئات المرأة نائحة اي المرأة النائحة اذا لم تتب من هذه الصفة او هذه الخصلة فان جزاءها عند الله وعقوبتها عند الله انها تقام يوم القيامة من قبرها وعليها سربال من قطران من قطران ودرع من جرب والقطران هو نوع من العذاب والعياذ بالله سرابيلهم من قطران قال الله جل وعلا في الكفار سرابيلهم من قطران تغشى وجوههم النار وذلك لاجل ان يشتد الالم والحريق يقطران عن الجسم اشتد هذا فدل على عظم هذه الجريمة ودل على ان التوبة انما تكون قبل الموت اما اذا نزل الموت صار الانسان في النزع ان اذا عاين ملك الموت وايقن انه منتهي من الدنيا لا تقبل توبته تقبل توبة العبد ما لم يغرغر كما في الحديث اي ما لم تبلغ روحه الى الغرغرة فاذا بلغت روحه الغرغرة فلا تقبل توبته حينئذ دل على ان من تابت قبل موتها قبل نزول الموت بها انها تقبل توبتها واما من لم تتب ماتت وهي على نياحتها او تابت عند بعد الغرغرة هذه لا تقبل توبتها ويصيبها هذا العذاب دل على تحريم النياحة وانها من امور الجاهلية ودل على ان باب التوبة مفتوح الى ان تبلغ الروح الحلقوم تبلغ الغرغرة وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون نعم اه سوف نستكمل ما تبقى من هذه الاحاديث في هذا الباب بالدرس القادم باذن الله تعالى. شكرا لفضيلة الشيخ صالح الفوزان الذي شرح هذه الدروس المفيدة والتي استمتعنا واستمعنا اليها عبر موجات اذاعة القرآن الكريم وشكرا لزميلي عبدالله المواش الذي سجل هذا الدرس من مكتبة الشيخ بمدينة الرياض يتجدد اللقاء ان شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته