يقول في رسالته اذا نسيت ان اقول نويت ان اصوم يوم غد واذا صمت آآ على هذه الحالة الشهر كله فما حكم صيامي افيدوني افادكم الله؟ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد رسول الله وعلى اله وصحابته ومن والاه وبعد ان النية هي من الارادات والارادة اعمال القلب واعمال القلب لا يشترط لها ان تكون لنفسها نادية على الجوارح من السنة وغيرها وانما على الجسد تنفيذ هذه الارادة والتلفظ بالنية بي الصوم او في الصلاة غير مشروع ولا يمكن ان يجد الانسان اي دليل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم او عن احد من اصحابه رضي الله عنهم وارضاهم يشير من قريب او من بعيد الى اشتراط التلفظ بالنية في صوم او صلاة ونحو ذلك وانما على المرء اذا اراد العبادة ان ينوي اي ان يريد بقلبه اداء هذه العبادة وان يبيتها بالنسبة للصوم من الليل يعني انه لا بد من ان تسبق النية العمل ولا تشترط له يشترط ان يكون نوى الصوم من عشاء لكن لابد ان ينوي الصوم قبل دخول وقته كما ان الصلاة لا تصح اذا وقف الانسان واقفا بدأ يقرأ القرآن وهو لم ينوي اخر صلاة ثم في اثناء ذلك نوى انها الصلاة واستمر على قراءته فهذه لا تصح كما ان الصوم الفرظ لا يصح الا بنية وقصد سابق على دخول وقته لكن لا يشرع له ان يتلفظ بذلك وان يقول نويت ان اصوم يوم غد او نويت ان اصوم شهر رمضان فالنية في القلب والمسلم لابد انه عاقد نيته على اداء هذه الفرائض المقبلة عليه وانما يتجدد القصد والنية بحلول وقت اداء العبادة فاذا صام الانسان رمظان قام وتسحر ولم يقم الا لاجل الصوم وامسك عند وقت الامساك وما امسك الا لانه يعلم ان الاكل والشرب ممنوع على المسلم الذي يريد الصيام في ذلك اليوم فهذه هي النية فلو صام الشهر كله بهذه الطريقة فصيامه صحيح وانما يوجد استشكال هل النية الاولى لدخول شهر رمضان اكفي في كل الشهر قد تلو نام الانسان من صلاة العشاء فلن يستيقظ الا ظهرا مثلا هل هذه النية السابقة كافية لي اكساب هذا الامساك صحة العبادة والجواب نعم لانه من حين دخل الشهر وهو عازم على اداء الصوم ولا يريد ان يصرفه عنه الا صارف من مرظ يعجزه او سفر يبيح له الفطر لذا فان الاصل في هذه العبادة التي هي النية ان تكون مستقرة مستقرة في القلب ولا يشرع اداؤها باللسان ولا مانع ان اذكر ان بعض اهل العلم ذكر ان الانسان ينوي بلسانه ويقول نويت ان اصلي ترضى كذا قال فامام او منفردا وهذا كله لا دليل عليه وانما اخذ به من اخذ من بعض اهل العلم ربما نسبه بعضهم الى الشافعي خطأ والشافعي رضي الله عنه لم يقل ذلك لا في كتاب الام الذي هو محل تسطير وتسجيل اقواله رضي الله عنه ولم ينقل عنه نصا بسند صحيح من اصحابه وانما فهم من كلام له ان الصلاة تبدأ بكلام وتختم بكلام فهم من فهم ان هذا يقصد به النية لكنه لا يساعد عليه العمل الذي يسبق سبقه من سلف الامة والذي لحقه ومن كانوا في عصره فلا يشرع للانسان ان يتلفظ بالنية والذي ورد فيه النية والتلفظ انما هو عند ارادة الاشتراط على الله من عبده في هذه الحالة ورد التوجيه من الشارع لمن اراد ان يؤدي العبادة التي يصح دخول الشرط فيها ان يشترط على الله كما في الحديث الصحيح في قصة ضباعة بنت الزبير ابن عبد المطلب بنت عم النبي صلى الله عليه وسلم لما اراد النبي ان يحج حجة الوداع وعلم انها قد لا تحج اتاها صلى الله عليه وسلم وقال لما لا تحج تحجين معنا؟ قالت اني شاكية قال حجي واشترطي على ربك قالت كيف اقول قال قولي اللهم اني اريد الحج فان حبسني حابس فمحلي حيث حبستني او كلمة محوها والله اعلم