باب في الاقتصاد في العبادة. قال الله تعالى طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى. وقال تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم يوم العشرة وعن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعنده امرأة قال من هذه قالت هذه فلانة تذكر من صلاتها؟ قال مه عليكم بما تطيقون. فوالله لا صلى الله حتى تملوه. وكان احب الدين اليهما داوم صاحبه عليه. متفق عليه. وعن انس رضي الله عنه قال جاء ثلاثة رهط الى بيوت ازواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله الله عليه وسلم افلم اخبروا كأنهم تقالوها وقالوا اين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال احدهم اما انا فاصلي الليل ابدا. وقال الاخر انا اصوم الدهر ولا افطر وقال الاخر وانا اعتزل النساء فلا اتزوج ابدا. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهم وقال فقال انتم الذين قلتم كذا وكذا اما والله اني لاخشاكم واتقاكم له. لكني اصوم وافطر واصلي وارقد. واتزوج النساء. فمن رغب عن سنتي كيف ليس مني؟ متفق عليه. وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال هلك متنطعون. قالها ثلاثا. رواه مسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله. وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه. اما بعد هاتان الايتان وما جاء في معناهما وهكذا الاحاديث الثلاثة كلها تدل على شرعية الاقتصاد في العبادة وعدم التكلف وان الواجب على المؤمن الاقتصاد وعدم التنطع والتكلف وتحمل ما لا يستطيع ولكن يعمل ما يستطيع وازدهد في الخيرات من دون ان يشق على نفسه ومن دون ان يتنطع ويتكلف قال جل وعلا طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى حينما انزلناه عليك لتشقى ولكن لتعمل بما تستطيع وتدع ما نهى الله عنه. فالمؤمن مأمور بالاقتصاد في العبادة وان يؤجل ما شرع الله له ويتطوع بما شرع الله له من دون تكلف ولا تنطع ويقول جل وعلا يريد الله بكم اليسر ولا يملك الاشر فالمؤمن يتحرى ما شرع الله له ويؤدي كما امر الله به ولكن لا يتكلف الشيء اللي يشق عليه من النوافل لا يتكلف لانه اذا تكلف مل العبادة واذا ملها تركها فالواجب على المؤمن الاقتصاد كما قال تعالى في النفقة والذين اذا انفقوا لم يشركوا ولم يكتموا وكان بين ذلك قواما فانت يا عبد الله مأمور بالتعبد والاجتهاد في الخيرات كما قال الله جل وعلا في كتابه العظيم ان الذين هم من خسران بهم والشرون ولانهم بايات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما اتهم وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم يراجعون اولئك يسارعوا الخيرات وهم لا سابقون ويقول سبحانه وسارعوا الى مغفرة من ربكم الاية ويقول جل وعلا فاستبقوا الخيرات ويقول سبحانه سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضوها كعرض السفر المؤمن مأمور بالمسابقة ومسارعة للخير لكن مع التحري عدم المشقة عدم التكلف في الحديث عائشة رضي الله عنها ان امرأة دخلت على عائشة رضي الله ذكرت من صلاتها وصومها فجاء النبي فاخبرته صلى الله عليه وسلم صائشة فقال مه ما تطيقون فان الله لا يمل حتى تملوا بعض الروايات ان بعض النساء كن يتخذن اهمال يتعلق الاهل وقت التهجد بالليل تعلق بالحبل حتى تنشط فقطع النبي الحبل وقال تكلفوا ما تطيقون اعملوا ما تطيقون فان الله لا يمل حتى تملوا. فالمؤمن يتعبد في الليل في النهار يصلي ويصوم ويتصدق لكن لا يتكلف عليه بالتوسط في الامور وعدم التكلف وعدم المشقة قل ان الله لا تكتمل وهذي من صفات الله جل وعلا من لا يليق بالله لا يشابه خلقه في شيء من صفاته لا في ملل ولا في غيره ليس كمثله شيء وهو السميع البصير والمقصود ان المؤمن يجتهد للعبادة ويتحرى الخير ولا يتكلف فهذه الثانية انها جماعة من الناس سألوا ازواج النبي صلى الله عليه وسلم عن اعماله من الصوم وغيره فكأنهم تقلوا ذلك كانهم رأوا ان العمل ليس بالكثير وقال وانه مغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. اما نحن على خطر فقال بعضهم اما انا فاصلي ولا انام يعني اسهر الليل وقال الاخر اما انا فلا اتزوج النساء يعني استمر في العبادة من دون زواج وقال الاخر اما انا فاصوم ولا افطر دائم الصوم في بعض الرواية الاخر اما انا فلا اكل لحم فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم اخبروه خطب الناس وذكرهم وقال اما والله اني لاخشاكم لله واتقاكم له عليه الصلاة والسلام. اما والله اني لاخشاكم لله واسقاكم له واعلمكم بما اتقي ولكني اصلي وانام واصوم وافطر وتزوجوا النساء ومن ريب عن سنتي فليس مني هذا يدل على ان السنة تزوج والنوم بعض الليل وانام على الفراش يصوم ويفطر يأكل اللحم يأكل ما احل الله لا يتكلف مع العبادة التي شرع الله له ولهذا قال بل ريب عن سنتي فليس مني فالواجب على اهل الايمان التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم والحذر من الغلو والتكلف وما يؤدي الى المشقة التي نهى الله عنها سبحانه وتعالى ابن مسعود يقول صلى الله عليه وسلم هلك المتنطعون التنطع والتكلف والتشدد يقول صلى الله عليه وسلم هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون كررها ثلاثا التحذير ومعنى المتنطع للغالي المشدد الذي لا يرضى بالوسط وهذا سبه الى الهلاك لغلوه واعتقاده ان مما فعله النبي صلى الله عليه وسلم ما يكفي لابد يزيد هذا غلط وهلاك الواجب التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم وباصحابه والحذر من التكلف والغلو والزيادة فوفق الله الجميع