بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين قال الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين ويكلم الناس وهو طفل صغير قبل اوان الكلام ويكلمهم وهو كبير قد كملت قوته ورجولته يخاطبهم بما فيه صلاح امر دينهم ودنياهم وهو من الصالحين في اقوالهم واعمالهم قالت ربي انا يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون قالت مريم مستغربة ان يكون لها ولد من غير زوج كيف يكون لي ولد ولم يقربني بشر؟ لا في حلال ولا في حرام قال لها الملك مثل ما خلق الله لك ولدا من غير اب يخلق ما يشاء مما يخالف المألوف والعادة فاذا اراد امرا قال له كن فيكون فلا يعجزه شيء ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل ويعلمه الكتابة والاصابة والتوفيق في القول والعمل ويعلمه التوراة التي انزلها على موسى عليه السلام ويعلمه الانجيل الذي سينزله عليه ورسولا الى بني اسرائيل اني قد جئتكم باية من ربكم اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيرا باذن الله وابرئ الاكمه والابرص واحيي الموتى باذن الله وانبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم ان في ذلك لاية لكم ان كنتم مؤمنين ويجعله كذلك رسولا الى بني اسرائيل حيث يقول لهم اني رسول الله اليكم قد جئتكم بعلامة دالة على صدق نبوتي هي اني اصور لكم من مادة الطين مثل شكل الطير سينفخ فيه فيصير طيرا حيا باذن الله واشفي من ولد اعمى فيبصر ومن اصيب ببرص فيعود جلده سليما واحيي من كان ميتا كل ذلك باذن الله واخبركم بما تأكلون وبما تخبئون في بيوتكم من طعام وتخفونه ان فيما ذكرته لكم من هذه الامور العظيمة التي لا يقدر عليها البشر لا علامة ظاهرة على اني رسول من الله اليكم ان كنتم تريدون الايمان وتصدقون بالبراهيم اذا من رحمة الله تعالى بعباده انه ما ارسل رسول ولا بعث نبي الا اتاه من الايات ما امن على مثله فهذا من رحمة الله تعالى بعباده ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولاحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم باية من ربكم فاتقوا الله واطيعوه وجئتكم كذلك مصدقا لما نزل قبلي من التوراة وجئتكم لاحل لكم بعظ ما حرم عليكم من قبل تيسيرا وتخفيفا عليكم وجئتكم بحجة واضحة على صحة ما قلت لكم فاتقوا الله بامتثال اوامره واجتناب نواهيه. واطيعوني فيما ادعوكم اليه ان الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم وذلك لان الله ربي وربكم فهو وحده المستحق ان يطاع ويتقى فاعبدوه وحده هذا الذي امرتكم به من عبادة الله وتقواه هو الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه اذا ربنا جل جلاله هو الذي خلقنا والخالقية معراج العبودية. وهو الذي يردنا بالنعم ليل نهار صباح مساء ولا نستغني عن نعمه طرفة عين فربنا جل جلاله هو المستحق العبادة لان العبادة غاية الذل لمن له غاية الاحسان فلما احس عيسى منهم الكفر قال من انصاري الى الله قال الحواريون نحن انصار الله امنا بالله واشهد بانا مسلمون فلما علم عيسى منهم الاصرار على الكفر قال مخاطبا بني اسرائيل من ينصرني في الدعوة الى الله قال الاصفياء من اتباعه نحن انصار دين الله امنا بالله واتبعناك واشهد يا عيسى بان من قالون لله بتوحيده وطاعته من فوائد الايات شرف الكتابة والخط وعلو منزلتهما حيث بدأ الله تعالى بذكرهما قبل غيرهما من سنن الله تعالى ان يؤيد رسله بالايات الدالة على صدقهم مما لا يقدر عليه البشر جاء عيسى عليه السلام بالتخفيف على بني اسرائيل فيما شدد عليهم في بعض شرائع التوراة وفي هذا دلالة على وقوع النسخ بين الشرائع اذا ربنا جل جلاله من رحمته بعباده انه ينزل الاحكام على ما يناسب احوال الناس في ذلك الزمن حتى جاءت شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقد جعلها الله تعالى ناسخة للشرائع السابقة وهي صالحة لكل زمان ومكان وفي الوحيين القرآن والسنة من القواعد ما يستنبط العلماء في كل نازلة تنزل. في الارض او في السماء او في الطب او في غيرها تجد الفقه كاملا. ولا يقف الفقهاء من غير فتيا فيما يستجد للناس الحمد لله الذي اتم هذا الدين واكمل علينا النعمة نسأل الله تعالى ان يجعلنا من الذين يقومون بذلك خير قيام انه ولي ذلك والقادر عليه هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين