المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة الخامسة والخمسون يكتب للعبد عمله الذي باشره ويكمل له ما شرع فيه وعجز عن تكميله. ويكتب له ما نشأ عن عمله فهذه الامور الثلاثة وردت في القرآن الكريم اما الاعمال التي باشرها العبد فاكثر من ان تحصى النصوص الدالة عليها. كقوله تعالى بما كنتم تعملون وقوله لها ما كسبت قوله لي عملوا لي عملي ولكم عملكم. واما الاعمال التي يشرع العبد فيها ولم يكملها. فقد دل عليها قوله تعالى ومن يخلق اخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت. فقد وقع اجره على الله. فهذا خرج للهجرة وادركه الاجل قبل تكميل عمله فاخبر تعالى انه واقع اجره على الله وكل من شرع في عمل من اعمال الخير ثم عجز عن اتمامه بموت او عجز بدني او عجز مالي او مانع داخلي او خارجي وكان من نيته لو والمانع لاتمه فقد وقع اجره على الله فانما الاعمال بالنيات وقال تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. وكل من اجتهد في الخير هداه الله الطريق الموصلة اليه هداه الله الطريق الموصلة اليه سواء اكمل ذلك العمل او حصل له عائق عنه. واما اثار الاعمال اثار اعمال العبد فقد قال تعالى انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا اي باشروا عمله واثارهم التي ترتبت على اعمالهم من خير وشر. وقال في ذلك بانهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب. ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطأون موطعا يغيظ الكفار. ولا من عدو ميلا انا كتب له به عمل صالح. ان الله لا يضيع اجر المحسنين. فكل هذه الامور من اثار عملهم. ثم ذكر اعمالهم التي باشروها بقوله ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة. والاعمال التي هي من اثار عمله نوعا احدهم ان تقع بغير قصد من الانسان. كأن يعمل اعمالا صالحة خيرية فيقتدي به غيره في هذا الخير. فان ذلك من اثار عمله. وكمن يتزوج عصور الاولاد الصالحين فيعطيه الله اولادا صالحين. فانه ينتفع بهم وبدعائهم. والثاني وهو اشرف النوعين ان يقع ذلك بقصده. كما علم علما نافعا فنفس تعليم كمن علم علما نافعا فنفس تعليمه ومباشرته له من اجل الاعمال. ثم ما حصل من العلم والخير المترتب المترتب على ذلك. فانه من اثار عمله. وكمن يفعل الخير ليقتدي به الناس. او يتزوج لاجل حصول الذرية الصالحة ويحصل مراده. فان هذا من اثار عمله. وكذلك من يزرع زرعا او يغرس غرسا او يباشر صناعة. مما ينتفع بها في امور دينهم ودنياهم وقد قصد بذلك حصول النفع. فما ترتب من نفع ديني او دنيوي على هذا العمل فانه من اثار عمله وان كان يأخذ على عمله الاخر اجرا وعوضا فان الله يدخل بالسهم الواحد الجنة ثلاثة. صانعه وراميه