عن ابي هريرة رضي الله عنه قال ان الدين يسر ولن يشاد الدين احد الا غلبه وسددوا وقاربوا وابشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة. رواه البخاري وفي رواية له سددوا وقاربوا واغدوا وروحوا وشيء من الدلجة. القصد القصد تبلغ وعن انس رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد فاذا حبل ممدود بين الساريتين فقال ما هذا الحبل؟ قالوا هذا حبل لزينب. فاذا فطرت تعلقت به. فقال النبي صلى الله عليه وسلم حلوه ليصلي احدكم نشاطه فاذا فطر فليرقده. متفق عليه. وعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا نعس احدكم وهو يصلي فليرقده حتى يذهب عنه النوم فان احدكم اذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه. اما بعد فهذه الاحاديث الثلاثة التي قبلها بالحث على الاقتصاد في العبادة وعدم الغلو وعدم التكلف وان المشروع للمؤمن ان يصلي ويتعبد نشاطه ولا يتكلف ولا يضر نفسه ولا يغلو لا في الصلاة ولا في غيرها قل ما يقول جل وعلا قل ما اسدهم عليه من اجر وما انا من المتكلفين ويقول جل وعلا فاتقوا الله ما استطعتم ويقول النبي صلى الله عليه وسلم هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون ويقول صلى الله عليه وسلم اياكم والغلو في الدين فانما اهلك من كان قبلكم الغلو في الدين ويقول صلى الله عليه وسلم ان هذا الدين يسر الله جعله يسرا ينزل الله بكم اليسر ما جعلها حنيفة صعبة ولكنها حليفة السمع احب الاجر الى الله الحنيفية السمحة ليس فيها مشقة الله وضع الاثار والاغلال عنا بعد ما كلف بها من قبلنا ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ان هذا الدين يسر يعني ميسر ولن يشاد الدين احد يعني يشاددا واحد فاعل احد الا غلبه يعني الا غلبه الدين. الدين اقوى ودي واسعة واعماله كثيرة فمن اراد ان يكلف الناس بكل شيء من المستحبات مع الفرائض تعب وكلف نفسه ولكن يأخذ ما تيسر يصوم اذا تيسر النافلة يصوم الاثنين يصوم الخميس يصوم ثلاثة ايام من كل شهر يصوم يوم الفطر يوم حسبه التيسير او لا يصوم بالكلية الا الفريضة وهكذا الصلاة تصلي الفرائض وما تيسر معها من النوافل منذ تكلف هكذا الصدقة هكذا الحج هكذا الصيام الى غير ذلك ولهذا قال فسددوا وقاربوا وابشروا يعني يكون بالتشديد في العمل والمقاربة لما اوجب الله عليكم والحذر من الزيادة والغلو وابشروا بالاجر العظيم وعليكم بشيء من الدنجة والغدوة والروحة يعني السر في اول الليل وفي اول النهار يسير في اول النهار غدوة والروحة في اخر النهار يستقبل النشاط لان الشيء في اول الليل واول النهار انشط للمسافر والقوم اذ قالوا القصد القصد تبلغوا فالمؤمن لا يتكلف بل يتحرى في العبادة جهده وطاقته ونشاطه من دون تكلف متقدم قوله صلى الله عليه وسلم لما قال بعض الناس اما انا فلا انام قال اما انا فلا افطر ولها قال اما انا فلا زوج النساء غضبهم وحذرهم من هذا وقال اما والله اني لاخشاكم لله واتراكم له ولكني اصلي وانام واصوم وافطر واتزوج النساء فمن ريب عن سنتي فليس مني ولما رأى حبلا في مسجد مربوطا بشاريتين سأل عنه فقيل لنا هذا زينب تعلق بها تعبت وهي تصلي امر بقطعه قال يصلي احدهم نشاطه فاذا تعب فليرقد وهكذا في الحديث اذا نعس فليقعد فان ربما يذهب يدعو لنفسه فيسبها من التهجد بالليل والتعبد يكون في النشاط لا مع العجز والفجور فاذا صلى وتعبد مع العزم والفروع مل العبادة ملها وربما كرهها وتقلت عليه وربما تركها بالكلية بالسنة هو ان يتعبد نشاطه في نوافل العبادة. الفرائض يجتهد فيها ويؤديها كما امر الله والنوافل حسب التيسير لا ينشدد على نفسه. ولا يكلفها ما لا تطيق هكذا ينبغي للمؤمن وفق الله الجميع الله المستعان