بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى رياض الصالحين في باب فضل الجوع وخشونة العيش عن ابي امامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن ادم انك ان تبذل الفضل خير لك وان تمسكه شر لك ولا تلام على كفاف وابدأ بمن رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح عن عبيد الله بن المحصن الانصاري الخطمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اصبح منكم امنا في سربه معافا في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا رواه الترمذي وقال حديث حسن. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن ابي امامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يا ابن ادم انك ان تبذل الفضل خير لك قالوا انك ان تبذل ان هنا مصدري اي بذلك الفضل والفضل هو ما زاد عن حاجة الانسان وكفايته. اي ان الانسان كونه يبذل ما زاد عن حاجته. وكفايته من المال او من الطعام او من المشرب او من المنبس خير له. لانه يدرك اجره عند الله عز وجل وان تمسكوا شر لك. يعني امساكه شر اولا لانه قد لا يقوم بالواجب الذي يجب في هذا المال لان المال تجب فيه حقوق من الزكاة الواجبة والنفقات وغير ذلك وثانيا ان امساكه قد يكون سببا لاشغال قلبه. فيشغله هذا المال ويصده عن ذكر الله وعن الصلاة وثالثا انه يحرم نفسه من الاجر والثواب ثم قال ولا تلاموا على كفاف. يعني ان انك اذا ابقيت من مالك ما يكفيك وعلى قدر حاجتك فانك لا تنام ذلك ومفهومه انه يلام اذا بذل ما ينقص عن كفايته وكفاية من يمونه. ثم قال وابدأ بمن تعول يعني ابدأ بالنفقة في من تعول يعني بمن هو احق بالانفاق من الزوجة والولد والاهل وغير ذلك. فهذا الحديث دليل على مسائل منها مشروعية بذل الانسان ما فضل عن حاجته وكفايته. ومنها ايضا التحذير من من امساك المال مع عدم القيام بالواجب الذي اوجبه الله تعالى فيه. من اداء الزكاة الواجبة والنفقات الواجبة ومنها ايضا البداءة بالاهم فالاهم في النفقة واهم نفقة هي نفقة الزوجة. لان الانفاق على الزوجة يجب بكل حال مع الاعسال ومع الايثار. ثم ثم بعد ذلك يأتي من يمونه من الاهل والولد اما الحديث الثاني وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم من اصبح منكم امنا في سربه الخطاب هنا للصحابة حاضرين للنبي عليه الصلاة والسلام والجالسين معه. ويصح ان يكون لكل من يتأتى خطاب من اصبح منكم امنا في سربه اي امنا من عدوه امنا في مسكنه وامنا على اهله وماله وعرضه معافى في جسده. اي قد عافاه الله وسلم من العلل والاسقام والامراض والبلايا. عنده قوت يومه يعني ما يحتاجه وما يقتاته من طعام وشراب فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها كأنما حيزت له الدنيا اي جمعت له الدنيا. وضمت بحذافيرها يعني باسرها ومن جميع جوانبها هذا الحديث يدل على فوائد منها وجوب شكر نعمة الله عز وجل على ما انعم به عليك. فالانسان يجب ان يشكر الله تعالى على ما انعم به عليه من نعمة المال ومن نعمة الصحة والعافية ومن نعمة الامن والامان. ومن فوائده عظم اهمية الامن. وان الامن من اعظم النعم التي ينعم الله تعالى بها على عباده. لان ان بالامن يستطيع الانسان ان يعبد ربه عز وجل بالامن يتمكن الانسان من القيام بالحقوق بالامن يأمن الانسان على نفسه وماله وعرضه. بالامن تصلح البلاد والعباد والامن انما يحصل باسباب ومقومات فمنها اولا شكر نعمة الله تعالى. فان الشكر سبب لزيادة النعم. قال الله عز وجل واذ تأذن لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد. ومن اسباب تحقيق الامن وحصوله اقامة شعائر الله عز وجل قال الله تعالى الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتموا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور. وقال عز وجل وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات. ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم. وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومنها تحقيق توحيد الله تعالى. فان الامن مرتبط بتحقيق التوحيد. قال الله تعالى الذي امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. وقال عز وجل واذ قال ابراهيم ربي اجعل هذا البلد امنا واجنبني وبني ان نعبد الاصنام. وقال تعالى فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف ومن اسباب حصول الامن وتحققه السمع والطاعة لمن ولاهم الله تعالى علينا من ولاة الامر. بقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. فان السمع والطاعة لولاة الامر سبب لصلاح البلاد والعباد. وان نكون عونا لهم فيما كلفهم الله عز وجل من رعاية الناس. وان نعينهم على ما انيط بهم في ذلك وان نحرص على منع كل ما يكون سببا لاختلال الامن. ومنها ايضا من اسباب حصول الامن ان نرد كل تنازع الى كتاب الله عز وجل والى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا. ومنها ايضا اعتصام بحبل الله تعالى وعدم التفرق والتحزب والتعاون على البر والتقوى. قال الله تعالى تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. وقال عز وجل واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ومنها ايضا الالتفاف الى العلماء الراسخين الذين عرفوا بسلامة عقيدتهم وسلامة منهجهم. فكل اختلاف فانا نرجع اليهم. قال الله تعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به. ولو ردوه الى الرسول الى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم. ومنها ايضا دعاء الله تعالى ان يديم الامن والامان فان الله عز وجل لا يرد من دعا ولا يخيب من رجاه عز وجل. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد