بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. لقد الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في باب فضل الجوع وخشونة العيش. عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قد افلح من اسلم وكان رزقه كفافا. وقنعه الله بما اتاه. رواه مسلم عن ابي محمد فضالة ابن عبيد من انصاري رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول طوبى لمن هدي للاسلام وكان عيشه كفافا وقنع. رواه الترمذي وقال حديث صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاويا واهله لا يجدون عشاء وكان اكثر خبزهم خبز الشعير رواه الترمذي وقال حسن صحيح. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قد افلح من اسلم قد افلح اي فاز بالفلاح والفلاح هو الفوز بالمطلوب. والنجاة من المرهوب من اسلم اي استسلم لله عز وجل ظاهرا وباطنا قال وكان رزقه كفافا اي بقدر الكفاية. وبقدر حاجته من غير زيادة ولا نقص وقنعه الله تعالى بما اتاه. قنعه ان جعله وصيره قانعا وذلك بان يرظى بما قسم الله تعالى له من الرزق والعطاء هذا الحديث يدل على مسائل منها فضيلة الاسلام لله عز وجل والاستسلام له ظاهرا وباطنا ومنها ايضا فضيلة القناعة. وان يقنع الانسان ويرضى بما قسم الله تعالى له من الرزق فان الله تعالى قسم الارزاق بين خلقه كما تقتضيه حكمته. فالواجب على المرء ان يرضى بالله عز وجل ربا رحيما ومدبرا حكيما. ومنها ايضا فضل الكفاف بحيث يكون عند الانسان ما يكفيه من المال ومن من غير زيادة ولا نقصان وذلك لان الرزق اذا زاد على الانسان وكان فوق حاجته فربما لا يؤدي حقه الذي اوجبه الله تعالى فيه وربما اشغله عن طاعة الله وربما ايضا لم يبدله في المصارف ووجوه الخير. واذا كان رزقه دون كفايته بحيث ينقص عنه احتاج الى السؤال والى ان يذل نفسه بسؤال الناس واما الحديث الثاني حديث فضالة ابن عبيد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال طوبى لمن هدي الى الاسلام. طوبى من الطيب والمراد بذلك الجنة او شجرة في الجنة. طوبى لمن كان رزقه كفافا. يعني بقدر كفايته وقنع او يعني اقنعه الله تعالى وجعله راضيا بما قسمه الله. فهذا الحديث كالذي قبله فيه فضيلة الهداية الدين الاسلامي لقوله طوبى لمن هدي الى الاسلام. اي وفقه الله عز وجل الدخول في هذا الدين المراد بالهداية هنا هداية الارشاد وهداية التوفيق. وذلك لان الهداية نوعان هداية دلالة وارشاد وهذه يملكها كل احد. فكل من دل شخصا على خير او ارشده الى خير فقد هداه ولهذا اثبتها الله تعالى للرسول صلى الله عليه وسلم فقال عز وجل وانك لتهدي الى صراط مستقيم. والنوع الثاني من الهداية هي هداية التوفيق. وهذه بيد الله تعالى لا يملكها احد ولا يقدر عليها احد سوى الله. ولهذا قال الله تعالى انك لا تهدي من احببت. ولكن الله يهدي من يشاء اما الحديث الثالث حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة يبيت البيتوتة هي النوم في الليل. الليالي المتتابعة اي التي يتبع بعضها بعضا. ويتصل بعضها ببعض طاويا اي جائعا خاليا بطنه عليه الصلاة والسلام من الطعام. وكان اهله كذلك وكان لهم من الشعير هذا الحديث يدل على بيان ما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام. من شرف العيش وقلة ذات اليد. هو واهله ومن يمونهم ومع ذلك صبر عليه الصلاة والسلام لبعده عن الدنيا وزهده فيها وعدم تعلق قلبه بها وان الله عز وجل رضاه وقنعه بما قسم له من الرزق. وبما اعد له في الدار الاخرة. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد