بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين الحافظ النووي رحمه الله تعالى متابعيني رياض الصالحين في باب فضل الجوع وخشونة العيش عن انس رضي الله عنه قال لم يأكل النبي صلى الله عليه وسلم على خيوان حتى مات وما اكل خبزا مرققا حتى مات. رواه البخاري. وفي رواية له ولا رأى شاة سميطا بعينه قط عن النعمان ابن بشير رضي الله عنهما قال لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدقن ما يملأ به بطنه. رواه مسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي من حين ابتعثه الله تعالى حتى قبضه الله فقيل له هل كان هل كان لكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مناخ قال ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم منخلا من حين ابتعثه الله تعالى حتى قبضه الله فقيل له كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟ قال كنا نطحنه وننفخه فيطير ما طار وما بقي فريناه. رواه البخاري. بسم الله الرحيم قال رحمه الله تعالى وعن انس ابن مالك رضي الله عنه قال ما اكل رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيوان قط الخوان هي المائدة المرتفعة التي يكون لها قوائم وهي التي تسمى بالطاولة فما اكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان قط. وذلك لبعده عليه الصلاة والسلام عن الدنيا وزهده فيها ولا يقال انه لم يكن ذلك معروفا عندهم لانه لو لم يكن معروفا عندهم ما كان نفيه مدحا وكمالا بل كان معروفا ولكن لزهده وبعده عن الدنيا عليه الصلاة والسلام كان يدع ذلك وهذا لا يعني ان الاكل على الخيوان انه امر محرم. او انه منهي عنه. بل هو من العادات والاصل في العادات والحل والاباحة وها هنا ارضع قواعد ينبغي لطالب العلم ان يفهمها وان يعرفها وهي قاعدة في العبادات وفي المعاملات وفي الاعيان وفي العادات اما العبادات فالاصل فيها الحظر والمنع فلا يشرع منها الا ما دل عليه الدليل. قال الله عز وجل ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله وقال النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ولان العبادة طريق موصل الى الله عز وجل ولا يمكن معرفة هذا الطريق الا عن طريق ما جاءت به الرسل الثاني المعاملات من بيع وايجارة ورهن وحوالة وكفالة وغيرها فالاصل فيها الحل والاباحة في عموم قول الله عز وجل واحل الله البيع وحرم الربا فمن ادعى تحريم معاملة من المعاملات فعليه الدليل لتحريمها وكل معاملة حرمت فانما تحرم لواحد من امور اربعة اما اشتمالها على الظلم كالربا او اشتمالها على الغرر والميسر او الجهالة او تتضمن ترك واجب او فعل محرم كالبيع بعد نداء الجمعة الثاني وبيع ما يستعان به على المعصية القاعدة الثالثة الاعيان اي ما خلقه الله عز وجل من الاعيان سواء كان ذلك من الحيوانات او من الثمرات فالاصل فيه الحل والاباحة قال الله عز وجل هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا. وقال تعالى وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا فجميع الحيوانات سواء كانت من حيوانات البر او من حيوانات البحر. فالاصل فيها الحل والاباحة. فمن ادعى تحريم عين منها من حيوان او ثمر فعليه الدليل القاعدة الرابعة العادات. ما اعتاده الناس في مآكلهم ومشاربهم ومساكنهم ومراكبهم. فالاصل فيه الحل والاباحة ما لم يكن فيه مخالفة للشرع. اما بعينه واما بصفته ثم قال رضي الله عنه وما اكل رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزا مرققا يعني خبزا لينا. وهذا يدل على ايضا زهده وما رأى شاة سميطا يعني شاة مشوية اما الحديث الثاني ايضا فهو انه عليه الصلاة والسلام ما شبع حتى مات من الدقن والدقل هو رديء التمر. واذا كان النبي صلى الله وسلم لا يجد رديء التمر فكيف بالجيد منه والحديث الثالث حديث سهل بن سعد رضي الله عنه انهم كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يأكلون خبز الشعير من غير ان يكون هناك تنقية له وتصفية له بالمناخل. والمناخ الجمع من خل وهو ما ينقى ويصفى به الحب كانوا يأكلون هذا الشعير من غير ان ينقضوه ويصفوه بل ينفخونه نفخا فيطير منه ما طار ويبقى منهما بقي ثم بعد ذلك يعجن ويخبز ويؤكل. وهذا ايضا كالذي قبله يدل على بيان حال الرسول عليه الصلاة السلام وما كان عليه ايضا اصحابه من البعد عن الدنيا والزهد فيها وعدم الركون اليها لان الدنيا ليست دار مقر بل هي دار ممر. فهي مزرعة الى الاخرة. فعلى المرء ان يحرص على اغتنام وجوده في هذه الدنيا بالاستكثار من الاعمال الصالحة التي تقربه الى الله والتي تكون ذخرا له عند الله عز وجل يوم القيامة وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد