بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. امين نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى رياض الصالحين في باب فضل الجوع وخشونة العيش عن خالد ابن عمر العدوي قال خطبنا عتبة ابن غزوان وكان اميرا على البصرة فحمد الله تعالى واثنى عليه ثم قال اما بعد فان الدنيا قد اذنت بصرم وولت حذاء ولم يبق منها الا صبابة كصبابة الاناء يتصابها صاحبها وانكم منتقلون منها الى دار لا زوال لها ننتقل بخير ما بحضرتكم فانه قد ذكر لنا ان الحجر يلقى من شفير جهنم فيهوي فيها سبعين عاما لا يدرك لها قعر. والله لتملأن افعجبتم ولقد ذكر لنا ان ما بين مصباعين من مصاريع الجنة مسيرة اربعين عاما وليأتين عليه يوم وهو كظيم من الزحام. ولقد رأيت سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ما لنا طعام الا ورق الشجرة حتى قرحت اشداقنا فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد ابن مالك اتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها ما اصبح اليوم منا احد الا اصبح اميرا على مصر من الامصار. واني اعوذ بالله ان اكون في نفسي عظيما وعند الله صغيرا. رواه مسلم عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال اخرجت لنا عائشة رضي الله عنها كساء وازارا غليظا قالت قبظ رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا متفق عليه عن سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه قال اني لاول العرب رمى بسهم في سبيل الله. ولقد كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا الا ورق الحبلى وهذا السمر حتى ان كان احدنا لا يضعك لا يضع كما تضع الشاة ما له خلط متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم هذه في حديث التي ساقها المؤلف رحمه الله في باب فضل الجوع وخشونة العيش تدل على بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وما كان عليه اصحابه رضي الله عنهم من قلة ذات اليد وفي الحديث الاول ان عتبة بن غزوان رضي الله عنه وكان ممن تقدم اسلامه وهاجر الى الحبشة رضي الله عنه وشهد المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يروي عن النبي عليه الصلاة والسلام سوى اربعة احاديث هذا اشهرها ذكر رحمه الله انه وعظ قومه ونصحهم وبين لهم ان الدنيا اذنت بصمب يعني اعلنت بسرعة زوالها وفنائها وسرعة انقضائها وهو كذلك فان الدنيا ليست دار مقر وانما هي دار ممر ولهذا قال الله عز وجل عن مؤمن ال فرعون انه قال يا قومي انما هذه الحياة الدنيا متاع وان الاخرة هي دار القرار ثم ذكر الجنة وذكر النار وبين ما كانوا عليه زمن النبي صلى الله عليه وسلم من قلة ذات اليد والشدة والضيق حتى انهم كانوا يأكلون ورق الشجر. وحتى انهم كانوا لا يجدون ما يسترون به عوراتهم. ومع ذلك صبروا وصابروا وجاهدوا في سبيل الله واما الحديث الثاني حديث عائشة رضي الله عنها انها اخرجت لهم كساء وازارا وقالت لقد قبض النبي صلى الله عليه وسلم في هذين يعني في هذا اللباس وهذا يدل على زهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتقشفه في الدنيا وبعده عن زخارفها وزهرتها وهذا لا ينافي ان يتجمل فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتجمل للعيد والجمعة والوفد لكنه عليه الصلاة والسلام كان يدع اللباس تواضعا لله عز وجل. وليس بخلا وانما هو من باب التواضع لله تعالى وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان من لبس او من ارتضى لباس التواضع ولبس الدون فان الله تعالى يخيره ومن حلل الايمان يلبسه منها ما شاء قال ابن عبد القوي رحمه الله ومن يرتضي دون اللباس تواضعا سيكسى الثياب العبقريات في غد وحديث سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه فيه بيان انه اول من رمى سهما في سبيل الله وجاهد مع رسول الله وغزا معه وانهم كانوا في غزواتهم لا يجدون ما يقتاتون. فكانوا يأكلون ورق الشجر هذه الاحاديث كلها تدل على بيان ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه الصحابة من قلة ذات اليد وفيه ايضا دليل على جواز اخبار الانسان عما كان عليه من شدة العيش والظيق لا على سبيل الشكوى وانما على سبيل الاخبار وفي حديث سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه ايضا دليل على جواز تحدث الانسان بنعم الله عليه. وجواز ثنائه على لا على سبيل المفاخرة. وانما على سبيل بيان نعمة الله تعالى عليه. لقوله واني من اول العرب الذين رموا سهما في سبيل الله فهو رضي الله عنه ذكر ذلك لا من باب الافتخار وانما من باب التحدث بنعمة الله عز عز وجل من اجل ان يقتدي الناس به. ولاجل ان يتعسوا به. وهذا داخل في عموم قول الله تعالى واما بنعمة ربك فحدث وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد