وعن ابي عبدالله جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال كنت اصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات فكان الصلاة قصدا وخطبته قصدا. رواه مسلم. وعن ابي جحيفة وهب بن عبدالله رضي الله عنه قال اخا النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وابي الدرداء. فزار سلمان وابا الدرداء. فرأى ام الدرداء متبدلة فقال ما شأنك؟ قالت اخوك ابو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا. فجاء ابو الدرداء طعاما فقال له كل فاني صائم. قال ما انا باكل حتى تأكل. فاكل فلما كان الليل ذهب ابو الدرداء يقوم فقال له نم فنام ثم ذهب يقوم فقال له نم فلما كان من اخر الليل قال سلمان قم الان فصل يا جميعا. فقال له سلمان ان لربك عليك حقا. وان لنفسك عليك حقا ولاهلك عليك حقا. فاعط كل ذي حق حقه فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له. فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق سلمان. رواه البخاري. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله اصحابه اما بعد فهذه الاحاديث كلها تتعلق بالقصد في العبادة وانه ينبغي للمؤمن عدم التخلف وان يعمل ما يستطيع ويتوسط في اموره حتى يعطي اهله حقهم ونفسه حقها وعينه حقها وضيفه حقه ولا يتكلم. القصد القصد كما تقدم. القصد القصد تبلغه وفي هذا الحث على الاقصاء كان يقول جابر بن سمرة انه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فكانت صلاته قصدا وخطبته قصدا. يعني وسطا ليس فيها تكلف اهل السنة ان ان المؤمن يقتصد في عباداته وفي اعماله حتى لا يضر نفسه ولا يضر غيره وكذلك قصة ابي الدرداء مع سلمان كان ابو دردة قد اجتهد في العبادة وقصر في حق اهله فسأل سلمان اهله فقالوا انه ليس له حاجة في الدنيا وكان سلمان مفطرا قرب غداءه فقال قال ابو الجزر اني صائم قال لا اكل حتى تأكل فافطر واكل جميعا ثم لما جاء الليل امره ان ينام فلما جاء اخر الليل قال قم ثم قال ان لنفسك عليك حقا ولاهلك عليك حقا عينك عليك حقا او كما قال فاعط كل ذي حق حقه. ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره فقال صدق سلمان صدق سلمان هذا فيه الحث على الاقتصاد في العبادة واعطاء الاهل حقهم من المبيت عندهم وقضاء الوتر وعدم هجر الفراش بالتهجد او الصوم وفق الله الجميع