بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين الحين في باب القناعة والعفاف عن ابي بردة عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال وعن عمرو ابن ثغرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اوتي بمال او سبي فقسمه فاعطى رجالا وترك رجالا. فبلغه ان الذين ترك عتبوا. فحمد الله تعالى ثم اثنى عليه ثم قال اما بعد فوالله اني لاعطي الرجل وادع الرجل والذي ادعو احب الي من الذي اعطيه ولكني اعطي اقواما لما ارى في قلوبهم من الجزع والهلع واكل اقواما الى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى من الغنى والغي والخير منهم عمرو متغلب فوالله ما احب ان لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم. رواه البخاري. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن عمرو بن ثغد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم اوتي بمال او سبي واو هنا الشك من قوي والسبي هو ما اخذ من مال الكفار من العبيد يعني من الارقاء لما اوتي النبي عليه الصلاة والسلام بهذا المال او هذا السبي اعطى رجالا وترك اخرين. فكأن الذين ترك النبي صلى الله عليه وسلم اعطاءهم عتبوا في انفسهم ووجدوا في انفسهم شيئا. فقام النبي صلى الله عليه وسلم فخطب الناس فحمد الله واثنى عليه. ثم قال اما بعد فاني اعطي الرجل وادع الرجل. وبين عليه الصلاة والسلام ان الذين يعطيهم انما يعطيهم لما في قلوبهم من الجزع والهلع وان الذين ترك اعطاءهم لما في قلوبهم من الغناء والخير وان من هؤلاء عمرو بن تغلب رضي الله عنه قال عمرو فوالله لهي يعني هذه الكلمة هي احب الي من حمر النعم ان النبي عليه الصلاة والسلام بين انه من من اهل الخير ومن اهل الغنى. ففي هذا الحديث فوائد منها اولا حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في المنع والاعطاء. وانه عليه الصلاة والسلام يعطي لحكمة تمنع لحكمة. ومنها حرص الرسول عليه الصلاة والسلام على تطييب قلوب اصحابه. وان لا يكون في بهم شيء وذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم اعطى الذين يخشى ان يكون في قلوبهم هلع وجزع ثم انه عليه الصلاة والسلام خطب وطيب قلوب الذين لم يعطهم بما في قلوبهم من الغنى والخير وفيه ايضا دليل على ان المال مما جبلت النفوس على محبته. ولهذا قال الله تعالى وتحبون حبا جما. ومنها مشروعية الخطب العارضة. وان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يخطب الخطب العارضة. وخطب النبي صلى الله عليه وسلم على نوعين النوع الاول خطب راتبة. وهي خطبة الجمعة والعيدين والاستسقاء والكسوف على القول الراجح والنوع الثاني خطب عارضة. اي انه اذا استدعى الامر ان يبين وان يوجه الناس. قام عليه الصلاة السلام خطيبا فيهم ومنها ايضا مشروعية بداءة الخطب بالحمد والثناء على الله تعالى بقوله حمد الله واثنى عليه ومنها ايضا ان الحمد غير الثناء. فتفسير بعض العلماء بان الحمد والثناء على الله فيه نظر. اولا بما ثبت في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين عبدي ما سأل فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين. قال الله حمدني عبدي. واذا قال الرحمن الرحيم قال علي عبدي تبين هنا ان الثناء مغاير للحمد. فالثناء هو تكرار اوصاف الحمد. وثانيا ان الصحابة رضي الله عنهم اذا حكوا خطب النبي عليه الصلاة والسلام قالوا حمد الله فاثنى عليه. حمد الله واثنى عليه. والاصل في العطف المغايرة. ولان الثناء من الثني وهو الرجوع الى ما سبق. فاذا لم يكن هناك صفات مدح سابقة لم يكن هناك ثناء ومن فوائد هذا الحديث ايضا جواز بذل المال للتأليف على دين الله عز وجل. لان لان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي الرجل ويدع الرجل وذلك تأليفا لهم ولما في قلوبهم من الجزع والهلع. ولهذا كان المؤلف قلوبهم صنفا من اصناف الزكاة والمؤلفة قلوبهم نوعان مسلمون وكفار. فيعطى الكافر من الزكاة ترغيبا له في الاسلام ويعطى ايضا المسلم الذي قد اسلم لكن ايمانه ضعيف فيعطى تقوية لايمانه او لاسلام نظيره ونحو ذلك وفي هذا الحديث ايضا دليل على منقبة وفضيلة لعمر ابن تغلب رضي الله عنه بان النبي صلى الله عليه وسلم جعله من اهل الخير والغنى وفيه ايضا دليل على فضيلة العفاف والكفاف وان الانسان لا يسألن شيئا بان يكون كافا متعففا عما في اي الناس. وان يقنع بما رزقه الله تعالى وما اعطاه وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد