وايضا باصول الايمان التي ذكرنا هم جعلوا اصولا غيرها جعلوا اصولا غيرها التي هي الاصول الخمسة للمعتزلة وهي التوحيد ويريدون به نفي الصفات يسمون نفي الصفات بالتوحيد والعدل ويريدون به نفي القضاء والقدر لانهم يقولون هذا هو العدل لا يريدون بالعدل نفي القضاء والقدر لان اثباته في زعمهم يلزم عليه الجور والظلم في حق الله توحيد والعدل والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ويريدون به الخروج على ولاة الامور يسمونه امر بالمعروف وينهون عن المنكر الذي يخرج على الولاة هذا هو الذي يأمر بالمعروف ينهى عن المنكر عندهم والمنزلة بين المنزلتين وهذه هي التي خالفوا اعتزلوا من اجلها مجلس الحسن لما سئل الحسن رحمه الله عن مرتكبي الكبيرة ما حكمه اجاب بي ما عليه اهل السنة والجماعة. لانه مؤمن ناقص الايمان مؤمن ناقص الايمان فلا يكفر كما تكفره الخوارج ولا يعطى الايمان الكامل كما تقوله المرجئة بل هو مؤمن ناقص الايمان او هو مؤمن بايمانه فاسق لكبيرته فلما اجاب الحسن بهذا الجواب قال وكان تلميذا له في الاول كان واصل تلميذا للحسن قال لا انا اقول انه لا مؤمن ولا كافر بل هو في المنزلة بين المنزلتين يخرج من الايمان ولكنه لا يدخل في الكفر فهو بالمنزلة بين المنزلتين لا مؤمن ولا كافر فان مات ولم يتب فانه يكون خالدا في النار كما تقوله الخوارج فاحدثوا القول بالمنزلة بين المنزلتين عرفوا بذلك فهذا هو محط البحث الان بالقضاء والقدر في الاصل الاصل الثاني وهو العدل واما مرتكب الكبيرة فيأتي بعده مباشرة العدل وهو نفي القضاء والقدر وهذا غلط فيه المعتزلة والجبرية على طرفي نقيض فالمعتزلة يقولون ان العبد يستقل بفعله وليس لله فيه قضاء ولا قدر وانما العبد هو الذي يستقل بفعله الامر انف يقولون انف يعني مستأنف لم يقدر ولم يكتب في اللوح المحفوظ وغولاتهم يقولون ولم يعلمه الله قبل وقوعه. ينفون العلم هؤلاء غلاتهم وهؤلاء كفار بلا شك اذا نفوا العلم فهو كفهم كفار يقولون لا يعلمه الله قبل وقوعه هؤلاء غلاة القدرية. اما جمهورهم فيقولون يعلمه الله. الله يعلمه ولكنه لم يقدره وانما علمه علم ان ان هذا سيقع لكنه بدون تقدير منه سبحانه وتعالى هذا جمهور المعتزلة شيخ الاسلام في الواسطية يقول ان الصنف الاول وهم الذين ينفون العلم انهم انقرضوا او القائل به منهم قليل في وقت الشيخ او انقرضوا. اما جمهورهم فلا يزالون الى الان فاقوم يقولون ان الله يعلمه لكن لم يقدره وانما العبد هو الذي احدثه بدون ان يقدره الله عليه هؤلاء هم القدرية سموا بالقدرية لانهم ينفون القدر هؤلاء القدرية فيغلون في افعال العباد. يغلون في اثبات افعال العباد ويقولون انهم هم الذين يوجدونها بدون ان يقدرها الله عليهم