بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب التوحيد للامام وجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الدرس السابع والخمسون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين مرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في درس من دروس التوحيد للامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ضيف هذا الدرس وفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء. اهلا ومرحبا بالشيخ في هذا اللقاء حياكم الله وبارك فيكم قال المؤلف رحمه الله تعالى باب قول الله تبارك وتعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه. فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين لما ذكر الشيخ رحمه الله في الباب الذي قبل هذا نوعا من انواع العبادة وهو المحبة ذكر في هذا الباب نوعا اخر وهو الخوف لان العبادة انواع ومنها المحبة محبة الله سبحانه وتعالى ومحبة من يحبه الله وما يحبه الله وهو الحب في الله حب الله والحب بالله ولله ذكر في هذا الباب الخوف وهو نوع من انواع نوع اخر من انواع العبادة قال الله جل وعلا انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين هذه الاية نزلت بما حصل للمسلمين بعد وقعة احد التي نكب فيها المسلمون واستشهد منهم من استشهد فلما قفل الكفار الى مكة بزعمهم انهم انتصروا وانهم انتقموا من المسلمين تلاوموا فيما بينهم وقالوا لماذا؟ لا نستأصل بقية المسلمين نرجع اليهم نستأصل بقيتهم فارسلوا الى الرسول صلى الله عليه وسلم مندوبا يخبره انهم راجعون اليهم ليستأصلوا بقيتهم فلما جاء الخبر الى الرسول او المخبر الى الرسول صلى الله عليه وسلم امر اصحابه الذين حضروا وقعة احد ان يخرجوا وفيهم الجرحى فخرجوا رضي الله عنهم ولم يتخلف منهم احد بما فيهم من الجراح وهو المصيبة فخرجوا خرج بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا من تمام الامتحان للمسلمين فرج بهم ونزل في مكان تسمى حمراء الاسد قريبا من المدينة وعسكروا هناك ينتظرون المشركين فلما بلغ المشركين مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه وانهم ينتظرون وصولهم عند ذلك خافوا قاف المشركون قالوا ما خرجوا الا ان فيهم قوة انصرفوا الى مكة وواصلوا السير الى مكة ولم يرجعوا الى المسلمين. كفى الله المسلمين شرهم لكن بعد الابتلاء والامتحان والصبر الصدق مع الله سبحانه وتعالى كفى الله المسلمين شرهم ورجعوا الى مكة خائبين وبهذا انزل الله تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم قال لهم الناس هو الرجل الذي جاء مندوبا من ابي سفيان الى الرسول صلى الله عليه وسلم يهدده لانهم راجعون اليهم قال لهم الناس ان الناس وهم ابو سفيان ومن معه من المشركين قد جمعوا لكم جمعوا لكم القوة ليستأصلوا بقيتكم بزعمهم فاخشوهم اخشوا من المشركين وهابوا من المشركين لان معهم قوة وانتم فيكم مصيبة وفيكم جرحى وفيكم اخشوهم فزادهم ايمانا زادهم هذا التهديد ايمانا بربهم عز وجل وثقة به ولم يعبأوا بتهديد المشركين وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله اي كافينا الله سيكفينا الله شرهم وسيحمينا منهم وسينصرنا عليهم احسنوا الظن بالله عز وجل قالوا حسبنا الله هم يهددون بما معهم من القوة ونحن نهددهم بالله عز اللي هو مولانا ونصيرنا ولن يتخلى عنا سبحانه وتعالى حسبنا الله ونعم الوكيل الموكول والمفوض اليه امرنا بهذا اعتماد على الله سبحانه وتعالى ومن توكل على الله كفاه من يتوكل على الله فهو حسبه اي كافيه ان الله بالغ امره قد جعل الله لكل شيء قدرا حسبنا الله ونعم الوكيل جاء في الحديث ان هذه الكلمة حسبنا الله ونعم الوكيل قالها ابراهيم عليه الصلاة والسلام لما القي في النار لما القوه في النار وضعوه في المنجنيق وقذفوه قال وهو آآ مقذوف الى النار حسبنا الله ونعم الوكيل قال الله جل وعلا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حينما قالوا له ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا اي رجعوا الى المدينة بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم هكذا عاقبة الصبر والتوكل على الله والخوف من الله عدم الخوف من الخلق الخوف الذي يخذل عن الجهاد ويخذل عن القيام بامور الدين هذا خوف مذموم انقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء تبعوا رضوان الله هذه النتيجة هذه نتيجة التوكل على الله وعدم اه الابتئاس بتهديد المشركين وقوة المشركين لان الله قوي عزيز سبحانه لا يعجزه شيء من توكل عليه حماه سبحانه وتعالى الشاهد من الاية ان الخوف نوع من انواع العبادة فلا تخافوهم وخافوني هذا محل الشاهد من الاية لا تخافوا من المشركين او من غيرهم خافوني خافوا من الله وحده سبحانه وتعالى نعم وقال تعالى انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخشى الا الله فعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين نعم قال الله جل وعلا في سورة التوبة ما كان للمشركين ان يعمروا مساجد الله شاهدين على انفسهم بالكفر فالله جل وعلا امر المسلمين ان يجاهدوهم وان يطردوهم من المسجد الحرام ما كان للمشركين ان يعمروا مساجد الله شاهدين على انفسهم بالكفر اولئك حبطت اعمالهم وفي النار هم خالدون انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخش الا الله فعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين والشاهد في قوله انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر اما المشرك فليس له ولاية على المساجد بل ينبغي ان يزاح يجب ان يزاح عنها وان تكون في ولاية المسلمين الشاهد في قوله ولم يخشى الا الله انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخشى الا الله هذا محل الشاهد للباب والخشية هي الخوف لا يخشى احدا خشية العبادة الا الله جل وعلا نعم ومن الناس من يقول امنا بالله فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله نعم من الناس من يقول امنا بالله فاذا اوذي في الله امتحن بالله عز وجل من قبل اعداء الله ومن قبل المشركين ضعف وتراجع عن دينه فراجع عن دينه وهو يقول امنا بالله ولما اوذي في الله اي من اجل الله سبحانه وتعالى فانه يتراجع عن الايمان او ينقص ايمانه بسبب ذلك وهذه علامة النفاق وعلامة ضعف الايمان اما من يقول امنا بالله يصمد على ذلك ويصبر هذا هو المؤمن حقا وهذه حال رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه كما قال جل وعلا في المنافقين ومن الناس من يعبد الله على حرف يعني على طرف وان اصابه خير اطمئن به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين الامور تحتاج الى ثبات ويقين صدق في قول امنا بالله لاجل استقامة ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون للذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة لكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم نعم وعن ابي سعيد رضي الله عنه مرفوعا ان من ضعف اليقين ان ترضي الناس بسخط الله وان تحمدهم على رزق الله وان تذمهم على ما لم يؤتك الله ان رزق الله لا يجره حرص حريص ولا يرده كراهية كاره نعم من ضعف الايمان واليقين ان ترضي الناس بسخط الله يتنازل عن شيء من امور دينك ارضاء للناس ولو ان هذا يسخط الله سبحانه فتقدم رضا الناس على رضا الله هذا من ضعف اليقين من ضعف اليقين والايمان الواجب العكس ان يقدم رضا الله على رضا الناس. نعم وان تحمدهم على رزق الله تحمدهم على رزق الله فالحمد والشكر لله سبحانه وهو الرزاق سبحانه وتعالى وان اجرى رزقك على يدي مخلوق فانك تحمد ذلك المخلوق على قدر على قدر صنيعه واما الحمد المطلق والشكر المطلق فهو لله عز وجل وفي الحديث لا يشكر الله من لا يشكر الناس ويحمد على قدر صنيعه واما كمال الحمد والشكر فهو لله عز وجل. نعم وان تذمهم على ما لم يؤتيك الله نعم الامور بيد الله سبحانه فاذا فاتك شيء ولم يحصل مقصودك فلا تذم الناس لان الله لم يقدره لك وترظى بذلك ولا تسند هذا الى الناس وانهم قطعوا رزقك وانهم وانهم فليعتبر هذا انه ما قدر لك وترضى بقضاء الله وقدره ويعوضك الله خيرا منه. نعم. ان رزق الله لا يجره حرص حريص ان رزق الله لا يجره حرص حريص مهما بلغ الحرص مهما بلغت الاسباب فان هذا لا يجر رزقه اذا لم يقدر الله ذلك سبحانه وتعالى فعلق قلبك بالله عز وجل واحسن الظن بالله عز وجل نعم ولا يرده كراهية كاره نعم كما في الحديث كما في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن عباس واعلم ان الناس لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك وان اجتمعوا على ان يضروك لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الاقلاف وجفت الصحف نعم شكر الله لكم فضيلة الشيخ سوف نستكمل ان شاء الله ما تبقى من هذا الدرس ومن هذه الاحاديث في هذا الباب في الدرس القادم ان شاء الله حتى ذلكم الحين تقبلوا تحيات مهندس الصوت الذي سجل هذا الدرس زميلي عبد الله المواش من مكتبة الشيخ بمدينة الرياظ. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته