المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة السابعة والخمسون في كيفية الاستدلال في خلق السماوات والارض وما فيها على التوحيد والمطالب العالية ادعى الله عباده الى التفكر في هذه المخلوقات في ايات كثيرة. واثنى على المتفكرين فيها واخبر ان فيها ايات وعبر ان فيها ايات وعبر. فينبغي لنا ان نسلك الطريق المنتج للمطلوب بايسر ما يكون. واوضح ما يكون. وحاصل ذلك على الاجمال اننا اذا تفكرنا في هذا الكون العظيم عرفنا انه لم يوجد بغير موجد ولا اوجد نفسه هذا امر بديهي. فتيقنا ان الذي اوجده الاول الذي ليس قبله شيء. كان ذو القدرة عظيم السلطان واسع العلم. وان ايجاد الادميين في النشأة الثانية للجزاء اسهل من هذا بكثير. لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس. وعرفنا بذلك انه الحي القيوم. واذا نظرنا ما فيها واذا نظرنا ما فيها من الاحكام والاتقان من الاحكام والاتقان والحسن والابداع عرفنا بذلك كمال حكمة الله وحسن خلقه وسعة علمه واذا رأينا ما فيها من المنافع والمصالح الضرورية والكمالية التي لا تعد ولا تحصى ولا تحصى. عرفنا بذلك ان الله واسع الرحمة عظيم الفضل والبر والاحسان والجود والامتنان. واذا رأينا ما فيها من التخصيصات فان ذلك دال على ارادة الله ونفوز مشيئته ونعرف من ذلك كله انها ان من ان من هذه اوصافه وهذا شأنه هو الذي لا يستحق العبادة الا هو. وانه المحبوب المحمود ذو الجلال والاكرام والاوصاف العظام الذي لا تنبغي الرغبة والرهبة الا اليه. ولا يصرف خالص الدعاء الا له. لا لغيره من المخلوقات المربوبات المفتقرات الى الله في جميع شؤونها. ثم اذا نظرنا اليها من جهة انها كلها خلقت لمصالحنا. وانها سخرت لنا وان عناصرها وموادها وارواحها قد مكن الله الادمي من استخراج اصناف المنافع منها. عرفنا ان هذه الاختراعات الجديدة في الاوقات في الاخيرة من جملة المنافع التي خلقها الله لبني ادم. فسلكنا بذلك كل طريق نقدر عليه في استخراج ما ما يصلح احوالنا منها بحسب القدرة. ولم نخلد الى الكسل والبطالة. او او نصف علم هذه الامور واسترجاعها بانه علوم باطلة. بحجة ان الكفار سبقوا اليها وفاقوا فيها. فانها كلها كما نبه الله عليه داخل في تسخير الله الكون لنا. وانه لا يعلم لا يعلم الانسان ما لم يعلم وانه يعلم الانسان ما لم يعلم