يسأل عن تفسير قول الحق تبارك وتعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. لقد كان لسبإ في مسكنهم اية جنتان عن يمين وشمال. كلوا من رزق ربكم واشكروا له. بلدة طيبة ورب غفور الله جل وعلا يضرب لنا الامثلة في من سبقنا من الامم لنعتبر وسبأ في بلادنا في جزيرة العرب لا تبعد كثيرا عن اطراف جزيرة العرب ويستطيع المرء ان يصل اليها اذا كان قادرا ومن هواة التنقل وكما ذكر الله كان اهلها في رغد عيش وسعة رزق في جنات غارثة واشجار مثمرة ونعيم مقيم الى حد ما وكان الله جل وعلا اعطاهم سيولا في وادي العرم تنزل هذه السيول فيصرفونها بقدرة الله واذا اعطاهم جل وعلا من العلم فتسقي مزارعهم وجنانهم ثم لن يشكروا نعمة الله جل وعلا عليهم والله جل وعلا قادر على كل شيء اسباب النعم يقلبها الى نقم كما ان اسباب النعم النقم يقبضها جل وعلا اذا شاء الى نعم فاهل سبأ كما وفقهم الله لقد كانوا لسبأ في مسكنهم اية جنة عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له. بلدة طيبة ورب غفور. ماذا صنع لم يشكروا لهم ولن يحمدوا ربهم الذي اعطاهم هذه النعم فاعرضوا اعرضوا عن ماذا؟ عن ذكر الله وظنوا ان ما هو فيه من جهده وجدهم واجتهادهم فما الذي كان ارسل الله عليهم اثنان رغبهم وسيرهم وعزتهم وقوتهم فانقلبت تلك الاسباب اسباب تلك النعم الى اسباب محن ونقم يقول الله فارسلنا عليهم سيل العلل وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي اكل خمر واثل وشيء من سدر قليل لما ذكر ما فيه الا وصفه بالقلة والقلة التي لا تغني ثم يقول ذلك اي ذلك العمل الذي وصنيه انما هو لسبب وليس جاء هكذا عفو الخاطر وبلا سبب. ذلك جزيناهم بما كفروا. وهل نجازي يعني وهل نعاقب و ننتقم الا من الكفور الله جل وعلا لا يظلم احد كما قال سبحانه يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلت بينكم محرما فلا تظالموا فهو سبحانه لا يغضب العباد لكن العبادة انفسهم يظلمون فالله يضرب هذا المثل لنعتبر فاذا كنا في نعم علينا الا نغتر بها واذا كنا في امن وامان وعز مكين وارد الاقلاب فلنحرص على المحافظة عليه ولنشكر المتفضل به ولنعلم ان ذلك من فضل الله لا من فضلنا ولا من فضل الناس الذين يتولون امرنا بل هو من فضل الله فعلينا ان نذكر الله وان نخلص له العمل وان نجتهد في طاعته وان نحرص على استمرار اجتماع الكلمة وتوحيد الصف ولم الشمل خشية ان يحل بالناس محل بغيرهم فان الله جل وعلا ليس بينه وبين العباد انساب وانما هي اعمال من اطاعه واتقاه حفظه ووقاه ومن تجبر و صد عن الهدى واتبع غير سبيل المؤمنين يوليه الله ما تولى نسأل الله العافية فالله ذكر هذه الاية وذكر غيرها وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بانعم الله يقول الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف فربنا لا يظلمه فهذه البلدة ما الذي جاءها خرب هذا السد خلق ضعيف من اضعف مخلوقات الله الى انه الفأر قد تتغنى الشعرة بذلك فقال احدهم ولا تحقر الكيد الضعيف فربما تموت الافاعي من سموم العقارب فقد هد قدما عرش بلقيس هدهد وخرب فأر قبله سد مأرب نسأل الله الهداية والتوفيق. اللهم امين. جزاكم الله خيرا واحسن اليكم