الاحظ ان كثيرا من الناس لا يهتمون ببقايا الطعام. سواء كان ذلك قليلا او كثيرا والاحظ ايضا انه يصل الى درجة الاسراف. كيف توجهونه لو تكرمتم؟ الله جل وعلا يحب العدل في كل شيء. الحمد لله ويحب القصد في الامور كلها ويكره التفريط والافراط اما التفريط فهو التقطير والتشديد والشح في الانفاق واما الافراط فهو البذخ والسرف والتبذير وقد وصف الله المبذرين بانهم اخوان الشياطين والانسان عليه ان يتصور الاحوال التي كان عليها الناس قبل زمن ليس بالبعيد في هذه البلاد فقد ادرك الكثير من الناس من المستمعين وغيرهم ما كان عليه الناس في وقت غير بعيد من الحاجة للطعام ولا تجد احدا يرمي فضلة طعامه خارج منزله لانه لا فضلة عند الناس. مم فما تبقى من عشائهم اذ دخر لصباح الغد الى غير ذلك. نعم. ثم وسع الله على الناس في هذه البلاد. الحمد لله وامتن عليهم ومننه قديمة وحديثة وبسط لهم في الرزق وادر عليهم النعم الظاهرة والباطنة فينبغي للمسلم ان يشكر نعم الله عليه وان يتجنب الاسراف والبذل في غير وجوهه لان الانفاق في غير وجه مأذون فيه من كفران النعم وكفر النعم سبب لزوالها والعدل القصد في الانفاق ووضع الاشياء في مواضيعها من احترام النعمة وشكر المنعم جل وعلا وهذا ايذان باستمرار النعمة وبقائها وازدياد الخير بايدي الناس فمن كانت لديه وليمة او كان لديه فضل طعام زاد عن حاجته فينبغي ان يعتني بايصاله لمن يأكله ويستحقه وان لم يجد فلو باطعامه دواب منزله او دواب بالاخرين. نعم واما ان يرميهم في الطرقات او يحمله بوسائل النقل الى امكنة بعيدة فيرمى كما ترمى الزبائل فليس هذا من شكرا النعم والناس ينبغي ان يتصوروا من ما عليه اخرون في غير بلادهم. نعم من الفقر والجوع والفاقة وما يتنعمون به في بلادهم من الخير والرغد ثم يحرص على شكر الله ومد يد العون وهم بحمد الله يبذلون الشيء الكثير مما نعلمه ومما لا نعلمه لكن الله جل وعلا كلما بسط العبد يده بالانفاق على اخوانه والاحسان الى اهل ما يستحقون الاحسان جازاه بالاحسان لانه يقول هل جزاء الاحسان الا الاحسان نسأل الله ان يرزقنا اجمعين المتكلمين والسامعين. اللهم امين. القصد في كل الامور. اللهم امين. في الانفاق والامساك انه جواد كريم والله اعلم