الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو المجلس السادس لمجالس القراءة والتعليق على كتاب الداء والدواء او الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي نسأل الله جل وعلا ان يداوي قلوبنا وان يداوي ابداننا آآ لا زلنا في كلام ابن القيم رحمه الله في بيان اهمية ان الانسان لا يجوز له ان يغتر. وعليه ان يعمل فان الله تبارك وتعالى انما جعل رحمته ومغفرته للعاملين الصادقين فنبدأ على بركة الله حيث وقفنا في قوله فان قلت كيف يجتمع التصديق الجازم الى اخره نعم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اما بعد اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما انك انت العليم الحكيم قال الامام ابن القيم رحمه الله فان قلت كيف يجتمع التصديق الجازب الذي لا شك فيه بالمعاد والجنة والنار ويتخلف العمل وهل في الطباع البشرية ان يعلم العبد انه مطلوبا غدا بين يدي بعض الملوك ليعاقبه اشد عقوبة ويكرمه واتم كرامة ويبيت ساهيا غافلا لا يتذكر موقفه بين يدي الملك ولا يستعد له ولا يأخذ له اهبته. يعني هذا سؤال وارد. لو قال لنا قائل كيف يجتمع التصديق الجازم في قلب الانسان بالمعادي والجنة والنار ثم انه بعد ذلك لا يعمل وفق ذلك او يكون عمله ضعيفا هل هذا يمكن هذا هو الاشكال فاورد رحمه الله هذا السؤال وسيذكر الان جوابه. نعم قال رحمه الله قيل هذا لعمر الله سؤال صحيح وارد على اكثر هذا الخلق. معنى لعمر الله قسم بحياة الله عز وجل والقسم جائز بالله عز وجل واسمائه وصفاته وافعاله المختصة به ولا يجوز للمسلم ان يقسم بغير الله لا بالنبي ولا بالكعبة وانما يقول ورب النبي ورب الكعبة. نعم قال واجتماع هذين الامرين من اعجب الاشياء وهذا التخلف له عدة اسباب. اذا يمكن في قلب المسلم ان يجتمع التصديق الجازم بوعد الله ووعيده بالجنة والنار مع تقاعس او تكاسل في العمل هذا معتقد اهل السنة والجماعة خلافا للخوارج والمعتزلة التكفيريين وخلاف المرجئة الذين قالوا ما يمكن الاجتماع يكفي واحد وخلاص اهل السنة قالوا يمكن اجتماع الامرين نعم قال وهذا التخلف له عدة اسباب احدها ضعف العلم ونقصان اليقين. هم. ومن ظن ان العلم لا يتفاوت فقوله من افسد الاقوال طليها قد سأل ابراهيم الخليل ربه ان يريه احياء الموتى عيانا بعد علمه بقدرة الرب على ذلك ليزداد طمأنينة ويصير المعلوم غيبا شهادة. قال واذ قال ابراهيم ربي ارني كيف تحبون ارني هو الان متيقن بان الله يحيي الموتى اذا عنده علم اليقين يحتاج الان الى عين اليقين فاذا كان ابراهيم الخليل الذي وصفه الله بانه امة احتاج الى عين اليقين فمعنى هذا ان العلم يتفاوت فكلما زاد ازداد الانسان علما بالله وبوعد الله ووعيده ازداد عملا كلما قل علمه بالله وبوعد الله ووعيده قل عمله ولذلك لو قال لنا قائل ما بال بعض العلماء اعمالهم فاسدة فالجواب ان علمهم علمهم مخدوش اما بالله علمهم علم باحكام الله ليس عندهم علم بالله عز وجل او عندهم علم بالله وباحكام الله غاب عنهم العلم بالوعد والوعيد او عندهم العلم بالوعد والوعيد ولكن فسد علمهم بالله من جهة انهم غلبوا جانب الرجاء على جانب الخوف فاذا السبب الاول في تخلف الاعمال ناشئ عن فساد او نقص في العلم. نعم قال رحمه الله وقد روى احمد رحمه الله في في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ليس الخبر كالمعاينة. نعم. فاذا اجتمع الى ضعف العلم عدم استحضاره وغيبته عن القلب في كثير من اوقاتها واكثرها اشتغاله بما يضاده وانضم الى ذلك تقاضي الطبع وغلبات الهوى واستيلاء الشهوة المطلعين لاوامره الباغين على عباده. المعطلين احسنت. المعطلين لاوامره الباغين على عبادهم متجرئين على محارمه اولئك يرجون رحمة الله انا اسألكم السؤال هل يمكن لعاقل ان يقول ان يقول ان هذا الظالم تسويل النفس وغرور الشيطان واستبطاء الوعد وطول الامل ورقدة الغفلة. وحب العاجلة ورخص التأويل والف العوائد فهناك لا يمسك الايمان الا الذي يمسك السماوات والارض ان تزولا. الله اكبر. ولهذا السبب يتفاوت الناس في الايمان. حتى ينتهي الى ادنى ادنى مثقال ذرة في القلب جماع هذه الاسباب يرجع الى ضعف البصيرة والصبر ولهذا مدح الله سبحانه اهل الصبر واليقين وجعلهم ائمة الدين فقال تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون. يعني الله جل وعلا مدحه لا لسببين اولا ليقينهم وصبرهم ونالوا الامامة في الدين على ذلك ولنضرب مثال انسان متيقن ان الحاكم يطلبه عنده علم يقين فهرب فلما هرب الى مكان اخر بدا لا يهرب مال الى هذا المكان لماذا مال الى هذا المكان؟ وجد الناس في لهو ولعب فانشغل بلهوهم ولعبهم او بسكرهم او بغناهم فظن ان الملك الذي يطلبه غاب عنه او بتسويفات بعض الناس اياه قال له انت بخير انت بطمأنينة انت ما فيك شيء ترى المكان زين وفجأة اذا بعساكن الملك يطبقون عليه يمسكونه هكذا الشيطان الانسان يعلم علم اليقين انه سيموت وان الله يحاسبه ثم يأتيه ابليس واعوان ابليس شياطين الانس والجن يقول ليش انت شباب تو الناس والموت بعيد ها اعمل للدنياك فجأة يأتيه ملك الموت ما يدري مثل ما حصل مع انسان ما يدري متى يأتيه الموت هذا اخونا المهندس ايهاب رحمه الله كان من اهل الصف الاول فجأة مات محد يدري متى يموت الانسان نسأل الله ان يتغمده برحمته. نعم قال رحمه الله فصل فقد تبين الفرق بين حسن الظن والغرور ان حسن الظن ان حمل على ان حمل على العمل وحث عليه وساق اليه فهو صحيح من دعا الى البطالة والانهماك في المعاصي فهو غرور. اذا ينبغي ان نفرق بين الغرور وبين حسن الظن. الغرور ان الانسان يقول ربي ارحمني ولا يعمل ربي اغفر لي وهو لا يتوب ها يقول ربي ارزقني وهو الحين لا يعمل. لا يطلب الرزق هذا غلط عظيم هذا غرور. حسن الظن ان تقول يا رب ارزقني وتسعى في رزقك يا ربي تب علي وتتوب. يا رب ارحمني وتعمل هذا معنى حسن نعم وحسن الظن هو الرجاء فمن كان رجاؤه هاديا له على الطاعة زاجرا له عن المعصية فهو رجاء صحيح ومكانة بطالته رجاء ورجاءه بطالة وتفريط فهو المغرور ولو ان رجلا كانت له ارض يأمل ان يعود عليه من مضلها ما ينفعه فاهملها ولم يبذرها ولم يحرثها واحسن ظنه بانه يأتي من مظلها ما يأتي من حرث. وبذر وسقى وتعاهد الارض لعده الناس لعده احسن الله اليك لعده الناس من اسفل السفهاء اي والله. انسان عنده ارض قالوا له يا اخي ازرع قال انا محسن الظن بارضي ما يحتاج ازرع هو بنفسه راح يطلع اشياء ويسوي ويسوي هذا مغرور هذا ما هو محسن الظن بارضه المحسن الظن بارضه هو من يعمل ولذلك الله جل وعلا طلب منا العمل وقال الله لاكرم عباده وهم الرسل قال لداوود ولسليمان اعملوا ال داوود شكرا اعملوا وقال عز وجل ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون نعم وكذلك لو حسن ظنه وقوى رجاءه بان يجيئه ولد من غير جماع او يصير اعلم اهل زماني من غير طلب للعلم وحرص تام عليه وامثال ذلك فكذلك من حسن ظنه وقوى رجاءه في الفوز بالدرجات العلى والنعيم المقيم من غير طاعة ولا تقرب الى الله تعالى بامتثال اوامره واجتناب نواهيه وبالله التوفيق وقد قال تعالى ان الذين امنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك يرجون رحمة الله. الله. من اللي يرجو رحمة الله؟ تأمل الاية تأمل الاية شوف ان الذين امنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل اولئك يرجون رحمة الله. نعم فتأمل كيف جعل رجائهم اتيانهم بهذه الطاعات؟ والاتيان بضمير بضمير الاشارة اولئك تأمل يعني ما قال ان الذين امنوا والذين هاجروا وجادوا في سبيل الله يرجون رحمتهم وانما قال اولئك يرجون معناها الذي لا ليس عنده هذه الاشياء لا يكون راجيا. وان ادعى الرجاء الراجي حقا هو من يؤمن ويعمل والهجرة والجهاد من العمل نعم وقال المغترون ان المفرطين المضيعين لحقوق الله ها محسن الظن بالله يصير نقول الشكل يظلم لماذا يظلم؟ لانه يحسن الظن بالله هذا ما هو معقول اصلا طب لماذا لما الانسان يفسق ويفجر يقول يا اخي هو محسن الظن بالله ما يكفي اذا كان الظالم يظلم مع ظلمه لا يكفي حسن ظنه بربه فكذلك الفاسح والفجور فسقه فجوره لا يكفي ولا يغني حسن ظنه ما لم يكن معه عمل. نعم قال رحمه الله وسر المسألة ان الرجاء وحسن الظن انما يكون مع الاتيان بالاسباب التي اقتضتها حكمة الله في شرعه وقدره وثوابه وكرامته. فيأتي العبد بها ثم يحسن ظنه بربه. الله اكبر. ويرجوه ان لا يكله اليها. وان يجعلها موصلة الى ما ينفعه ويصرف ما يعارضها ويبطل اثرها نضرب بها. في الفرق بين المغرور وبين المبرور المبرور الذي يحسن الظن والمغرور الذي يدعي حسن الظن انسان عنده ارض يأخذ البذر ويحرثه يقول يا رب انا محسن الظن بك تخرج لي ثمارا طيبة هذا محسن الظن ولا مسيء الظن هذا محسن الظن والاخر جالس في بيته يقول يا رب انا محسن الظن فيك بدون ما اسوي اي شي مثل جاري فلان لا ازرع شيئا انت القادر ان تخرج ارضي. ها يا رب انا محسن الظن فيك هذا مو محسن الظن هذا يختبر قدرة الله ترى وهذا مغرور الانسان الذي يريد ان يكون محسن الظن بربه عليه ان يبذل الاسباب الكونية عليه ان يبذل الاسباب التي جعلها الله في الكون ليحصل النتائج المترتبة على هذه الاسباب كونا وشرعا مثلا الذي يريد ان يكون في سعادة في بيته عليه ان يبذل الاسباب الشرعية والكونية ويحسن الظن بالله ان الله يعينك ويوفقه ويسدده وينتج له النتائج الطيبة ما دام باذلا لما عليه من الاسباب الشرعية والكونية اما اخر يضرب زوجته ويسب اولاده ولا يعلمهم ويقصر معهم ثم يقول انا محسن الظن بالله ان الله اراد ان يكونوا صالحين يكونوا صالحين ان الله لم يرد ان يكونوا صالحين ما يكونوا صالحين هذا ما هو حسن ظن يجب ان نفرق بين الامرين ابليس واعوان ابليس يلبسونه قال صلي ولا ما تصلي؟ الله كريم هذا هذا كلام لو كنت تعلم كرم الله لعملت يقول تعمل ولا ما تعمل؟ الله رحيم انت الكذاب لو كنت تعلم رحمة الله لعرضت نفسك لرحماته لتبت لعملت لاستغفرت تصدقت نعم قال رحمه الله فصل مما ينبغي ان يعلم ان من رجا شيئا استلزم رجاؤه امورا احدها محبة ما يرجوه وهذا هو القائد. دائما الانسان اذا اذا رجا شيء اول شيء عليه ان يحبه اذا احبه يقصده ولا يلتفت الى ما سواه. نعم الثاني خوفه من فواته. خوفه من فواته يجعله لا يتكاسل نعم الثالث سعيه في تحصيله بحسب الامكان. اذا يبذل الاسباب المقدرة الموجودة ها في الكون والشر. نعم قال رحمه الله واما رجاء لا يقارنه شيء من ذلك فهو من باب الاماني. من باب الاماني والتخيلات. هم قال رحمه الله والرجاء شيء والاماني شيء اخر. فكل فكل راج خائف والسائر على الطريق اذا خاف اسرع السير فخافت الفوات. الله اكبر. الذي يسير الى الله جل وعلا اعظم محبوب هو الله سبحانه وتعالى الذي يسير مع الله يخاف ان تفوته الدرجات العليا يخاف ان يفوته رضا الله فيسعى في تحصيل رضا الله تحصيل الجنات بالاسباب الكونية والشرعية ويخشى ان تأتيه المنية وهو لم يدرك ذلك فلذلك تجده لا يضيع وقتا ولا لحظة ولا ساعة. نعم قال وفي جامع الترمذي من حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم او انا كنت صغير وهذا في مخيلة الان يعني كان الناس يجمعون ما يسمى بالحنطة نسميها اللي هي البر تعرفون الحنطة البر قمح يجمعون يجي وقت الحصاد يجمعون فتجد الناس كلهم يعملون يأذن الاذان يقفون يصلون يتغدون يرجعون مرة ثانية يحصدون والناس ما يكادون يقفون الا اذا جاء الليل يعملون يوم يومين ثلاث لين يخلص الحصاد طيب ما سبب كدهم في هذا الوقت وتعبي اشق حر في شهر الجوزاء لما يعني كبرت تأملت في هذا لماذا يسارعون في الحصاد وسألت بعض الناس فوجدت ان سبب تعبهم اجتهادهم قال يخافون يخافون القمح اصبح الان ناشفا واللي عنده قمح يعرف هذا الشيء يقول القمح اصبح ناشفا فهم لازم يحصدونه. يخافون من شيئين يخافون من الطيور انها تجي تاكله انها جاهزة للاكل ويخافون ان ادنى شيء تحرقها لانه اسرع شيء احراقا ولذلك الليل والنهار يشتغلون في بجمعه حصاد هذا طيب هذا اهل الدنيا هكذا يتعبون وينصبون ماذا فعلت انت لتحصد شيئا لاخرتك ماذا فعلت؟ اسأل نفسك نعم قال رحمه الله وفي جامع الترمذي من حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خاف ادلج ومن ادلج بلغ المنزل الا ان سلعة الله غالية. الا ان سلعة الله الجنة. الله! سلعة الله الجنة والله كما قال بعض مشايخنا نعلين من نعال الدنيا لا تستطيع ان تحصلهما الا بفلوس كيف سلعة الله الغالية الجنة تريدها بالبطالة سبحان الله العظيم. نعم قال وهو سبحانه كما جعل الرجاء لاهل الاعمال الصالحة وكذلك جعل الخوف لاهل اعمال فعلم ان الرجاء والخوف النافع هو ما اقترن به العمل قال الله تعالى ان الذين هم من خشية ربهم مشرقون والذين هم بايات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون والذين ما اتوا قلوبهم وجلة وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون. اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون. تأملوا الايات فيها الجمع بين ايش؟ بين الخشية والرجاء والخوف وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون اولئك يسارعون بالخيرات. فكان خوفهم سببا لاسراعهم في الخيرات لاحظوا خوفهم سبب في اسراعهم في الخيرات وايضا خشيتهم خشية ربي مشفقون خشيتهم سبب لايمانهم لرهبتهم لاعمالهم طيب لماذا يخافون؟ ما دام هذه اعمالهم الطيبة جاء التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم. نعم وقد روى الترمذي في جامع عائشة رضي الله عنها انها قالت ات رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الاية فقلت اهم الذين يشربون الخمر ويزنون ويسرقون؟ فقال لا يا ابنة الصديق ولكنهم الذين يصومون يصلون ويتصدقون ويخافون ان لا يتقبل منهم اولئك يسارعون في الخيرات. الله اكبر قد روى من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ايضا. يعني تأمل هذا شيء عجيب سبحان الله شيء عجيب يعملون ويخافون ان لا تقبل منهم. لماذا لانهم وصلوا الى مرتبة من الخشية عرفوا فيها الله تبارك وتعالى وعظمته وجلالة وكبرياءه. اما المغرورون يعملوا ثم على الله يتمنون نعم والله سبحانه وصف اهل السعادة بالاحسان مع الخوف وصف الاشقياء بالاساءة مع الامن ومن تأمل احوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف ونحن جمعنا بين التقصير بل التفريط والامن. هذا يقولها ابن القيم فماذا نقول نحن نحن ماذا نقول؟ جمعنا بين ماذا وماذا؟ الله يرحمنا اسأل الله جل وعلا ان يبصرنا وان اه يوقظنا من هذه الغفلة وان يبعدنا من الغرور. نعم قال رحمه الله فهذه فهذا الصديق رضي الله عنه يقول وددت اني شعرة في جنب عبد مؤمن ذكره احمد عنه وذكر عنه انه كان يمسك بلسانه ويقول هذا اوردني الموارد. الله اكبر وكان يبكي كثيرا ويقول ابكوا فان لم تبكوا فتباكوا. اليوم الناس يبحثون عما يضحكون شيء غريب النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يزيد على ان يتبسم ويقول اياكم وكثرة الضحك فان كثرة الضحك تميت القلب والناس اليوم يبحثون عما يضحكون وتركه ويبكيه نعم وكان رظي الله عنه اذا قام الى الصلاة كانه عود من خشية الله عز وجل. عود يعني لا يتحرك لا يضطرب كانه صامد في مكانه صار مجمدا خوفا من الله عز وجل نعم وكان وكان رضي الله تعالى عنه اذا قام يصلي بالناس لا يكاد يسمع صوته من البكاء لا يكاد يستطيع ان يكمل اية من البكاء خوفا من الله عز وجل وخشية نعم قال واوتي بطائر فقلبه ثم قال ما صيد من صيد ولا قطعت من شجرة الا بما ضيعت من التسبيح. الا بما ضيعت من التسبيح. الله اكبر الله اكبر نعم فلما احتضر رضي الله عنه قال لعائشة رضي الله عنها يا بنية اني اصبت من مال المسلمين هذه العباءة وهذا الحلاب وهذا العبد فاسرعي به الى ابن الخطاب. الله اكبر سنتين يتولى خلافة المسلمين لم يأخذ من بيت مال المسلمين الا عباءة عباءة يتزين بها لانه خليفة المسلمين وحلال اناء يشرب فيه ويعطي للضيوف اذا جاؤوه وعبد يخدمه اذا جاءه الضيوف وهو خليفة المسلمين وهو يحتضر يقول لعائشة ردي هذه الثلاث الى ابن الخطاب لانه الخليفة من بعدي فكيف نحن اليوم والناس اليوم لا ينظرون الى مكاسبهم ينظرون للكثرة ولا ينظرون من اين هل هو حق او باطل نسأل الله جل وعلا ان يطيب مطاعمنا نعم فقالوا والله لوددت اني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعبد وقال قتادة بلغني ان ابا بكر رضي الله عنه قال وددت اني خضرة تأكلني الدواب تؤكل اني خضرة تأكلني الدواب. نعم وهذا عمر ابن الخطاب قرأ سورة الطور حتى بلى حتى بلغ ان عذاب ربك لواقع. فبكى واشتد بكاؤه حتى مرض وعادوه مرض من البكاء الله اكبر الله اكبر. نعم. وقال لابنه وهو في الموت ويحك ضع خدي على الارض. عساه ان يرحمني. ثم قال ويل ويل امي ان لم يغفر اللي ثلاثا ثم قضى هذا عمر عمر الذي شهد له الكفار بالعدل في الديار يقول مثل هذا الكلام عند الاحتضار الله اكبر نعم وكان يمر بالاية في ورده بالليل وتخنقه ويبقى في البيت اياما يعاد يحسبونه مريضا الله اكبر وكان في وجهه رضي الله عنه خطان اسودان من البكاء وقال له ابن عباس نصر الله بك الامصار وفتح بك الفتوح وفعل وفعل وقال وددت اني انجو لا اجر ولا انظروا ما اعظم خشيته وخوفه من الله عز وجل يود لو يخرج سالما اليوم الناس اذا صلى الفجر يتمنى على الله اسأل الله عز وجل ان يغفر لنا نعم. وهذا عثمان رضي الله عنه كان اذا وقف على القبر يبكي حتى يبل لحيته وقال لو انني بين الجنة والنار لا ادري الى اي ما يؤمر بي لاخترت ان اكون رمادا قبل ان اعلم الى ايهما اصير؟ مع ان انه المبشر بالجنة رضوان الله عليه لكنهم رضوان الله عليهم كانوا يغلبون جانب الخوف نعم وهذا علي ابن ابي طالب رضي الله عنه بكاؤه وخوفه وكان يشتد خوفه من اثنتين طول الامل واتباع الهوى قال فاما طول الامل فينسي الاخرة. اما اتباع الهوى فيصد عن الحق الاوان الدنيا قد ولت مدبرة والاخرة مقبلة ولكل واحدة منهما بنون فكونوا من ابناء الاخرة ولا تكونوا من ابناء الدنيا فان اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل. وكان رظي الله عنه يأتي الى المقابر ويقول يا دنيا غر غيري فقد طلقتك ثلاثا اليوم الناس مبتلون بالوان من الوان الدنيا موديلات التليفونات موديلات السيارات ها الشقق والابواب والبيوت والزخارف. سبحان الله لا تكاد تجد فيهم زاهدا لا تكاد تجد فيهم عابدا الا من رحم الله نعم وهذا ابو الدرداء رضي الله عنه كان يقول ان اشد ما اخاف على نفسي يوم القيامة ان يقال لي يا ابا الدرداء قد علمت فكيف عملت فيما علمت؟ نسأل الله المغفرة نسأل الله المغفرة هذا ابو الدرداء يقول هذا الكلام وهو صحابي جليل له منزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم. وكان يقول لو تعلمون ما انتم لاقون بعد الموت فما اكلتم طعاما على شهوة ولشربتم شرابا على شهوة ولا دخلتم بيتا تستظلون فيه ولخرجتم الى الصعيد يضربون صدوركم وتبكون على انفسكم ولوددت اني شجرة تعضد ثم تؤكل. الله اكبر وكان عبدالله بن اصله مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولخرجت من الطرقات تجأرون الى الله نعم قال رحمه الله وكان عبدالله بن عباس رضي الله عنهما اسرع اليه مثل الشراك البالي من الدموع. اسفل عينيه مثل الشراك الباد يعني واضح كأنها خدود من السواد من البكاء بل قيل انه رضي الله عنه عمي من شدة البكاء في اخر عمره نعم وكان ابو ذر يقول يا ليتني كنت شجرة تعضد وددت اني لم اخلق وذر الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم امة واحدة يمشي وحده يبعث وحده هذا حاله فكيف بنا نحن رحماك ربنا ارحمنا برحمتك وفقنا لهداك واجعل عملنا في رضاك نعم قال وعرضت عليه النفقة فقال عندنا عنز نحلبها واحمر ننقل عليها ومحرر يخدمنا. وفضل عباءة واني اخاف الحساب فيها. الله اكبر ابو ذر يأبى ان يأخذ من بيت مال المسلمين شيء عمر يعطيه يأبى. عثمان يعطيه يأبى ليش يقول عندي عنزة اشرب حليبها وعندي حمار اركبها واضع عليها متاعي حيث سافرت وعندي عبد والعبد محرر يعني معتق ولكنه لازمني يخدمني ماذا اريد بالدنيا الله اكبر تكالب الناس اليوم على الدنيا شيء مهول كانهم مخلدون فيها وسببه المجاراة للغرب المجاراة للغرب ينفق احدهم الاموال الطائلة في بيت لا يسكنه حتى ستين سنة سبعين سنة لو طلبت منه نفس المبلغ لمسجد لابى مع ان المسجد ابد الدهر للمسلمين وبيته لا يسكنه الا ستين سنة او سبعين سنة وبعضهم لا يسكن والله الذي لا اله الا اعرف رجل انفق على احد البيوت ما يقارب من مئتي الف دينار مئتي الف دينار ثم قبل ان يسكنه توفي ما سكن تكالب عجيب على الدنيا نعم قال وقرأ تميم الداري ليلة سورة الجاثية فلما اتى على هذه الاية ام حسب الذين اجتراحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات جعل يرددها ويبكي حتى اصبح. الله اكبر يعني هذا هذا هو الظن السيء ان الانسان يظن ان الله تبارك وتعالى يجعل اصحاب السيئات مثل الذين امنوا وعملوا الصالحات. هذا لا يمكن هذا قدح في عدل الله. قدح في حكمة الله لابد الانسان يدرك ان هناك فرق بين من يجترح السيئات ويتجرأ عليها ويترك الواجبات وبين من يلتزم الطاعات ويتوب عن المعاصي اذا وقع فيها ويندم نعم قال رحمه الله وقال ابو عبيدة ابن الجراح وددت اني كبش فذبحني اهلي واكلوا لحمي وحسوا مرقي وهذا باب يطول تتبعه قال البخاري رحمه الله في صحيحه باب باب خوف المؤمن من ان يحبط عمله وهو لا يشعر. الله. قال ابراهيم التيمي ما عرضت قولي على عملي الا خشيت ان اكون مكذبا مكذبا مكذبا يعني من الله عز وجل. او من الملائكة يقولون يقولون للانسان انت تقول كذا وكذا ولا تعمل وهذا يجعل الانسان يقلل من قوله ولا يقول الا كلاما عادا اسأل الله ان يغفر لنا ما اكثر ما نقول وما اقل ما نعمل لولا خوفا كتمان العلم والله ما تكلمنا ولا جلسنا للعلم لاننا نعلم علم اليخي ان اقوالنا اكثر من اعمالنا نسأل الله جل وعلا مغفرته وتوبته نعم. وقال ابن ابي مليكة ادركت ثلاثين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه. ما منهم احد يقول انه على ايمان جبريل وميكائيل. اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اللهم صلي مع شدة اعماله وتزكية الله لهم تربيتهم على يدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ومع ذلك كلهم يخاف على نفسه هذا دليل على عظيم خوفهم من الله سبحانه وتعالى ولذلك قال بعض السلف لا يخاف النفاق الا مؤمن ولا يأمن النفاق الا منافق فاحذروا عباد الله احذروا عباد الله واتصفوا اوصاف صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم واحبوهم لعلكم تنالوا طريقهم وتسير سيرهم نعم. ويذكر عن الحسن انه قال ما خافه الا مؤمن ولا امنه الا منافق نعم. وكان عمر بن الخطاب يقول لحذيفة رضي الله عنهما انشدك الله هل سماني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني في المنافقين فيقول لا ولا ازكي بعدك احدا. الله فسمعت شيخنا رحمه الله يقول ليس المراد اني لا ابرئ غيرك من النفاق بل المراد لا افتح علي هذا الباب فكل من سألني هل سماني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فازكيه قلت وقريب من هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي سأله ان يدعو له ان يكون من السبعين الفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب قال سبقك بها عكاشة ولم يرد ان عكاشة وحده احق بذلك ممن عداهم من الصحابة ولكن لو دعا له لقام اخر واخر وانفتح الباب. ربما قام من لم يستحق ان يكون منهم فكان الامساك اولى والله اعلم. هؤلاء صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الذين بشروا بالجنة على لسان الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ومع ذلك كانوا يخافون من مكر الله تبارك وتعالى يخافون من عذاب الله جل وعلا كيف بنا نحن الواجب على الانسان ان يكون خايفا راجيا يعمل على وجل يعمل على خوف لعل وعسى ان تناله رحمة الله جل وعلا ورحمة الله قريب من المحسنين نسأل الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم الاحسان بالقول والعمل ونكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين تبارك الله