بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله. الله اكبر الله اكبر ولله الحمد. هذه عشر مباركات عظمهن الله تعالى وعظمهن نبيه صلى الله عليه وسلم. فينبغي تعظيم ما عظم الله وما عظم رسوله صلى الله عليه وسلم وما قدم الله ورسوله. ما من ايام العمل الصالح فيهن افضل. او احب الى الله من هذه العشر الا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء. وفي رواية عفر وجهه بالتراب يعني في سبيل الله فهي ايام فاضلات. بل هن افضل ايام الدنيا كما جاء في بعض الاحاديث. فينبغي ان يعظم القلب ذلك اولا ثم تعظمها الجوارح بالنطق باللسان وبالاعمال الصالحات. والفجر وليال ويذكر اسم الله في ايام معلومات. قال ابن عباس المعلومات عشر ذي الحجة والمعدودات ايام التشريق وبهذه المناسبة اود ان الفت نظر اخواني وفقهم الله وابنائي واخواتي ومن بلغ الى صلة هذا الامر بما نحن بصدده فيما يتعلق بموضوع الايمان باسماء الله وتأتى وصفاته ان استشعار تعظيم الرب وتكبيره سبحانه وبحمده مرتبط ارتباط وثيق بما نكرره في هذه الدروس من اثبات ما اثبت الله لنفسه او اثبته له نبيه صلى الله عليه وسلم من صفات الكمال ونعوت الجلال لا يمكن ان القلب يكبر الله. لا يمكن للقلب ان يكبر الله الا اذا كان لديه مخزون من العلم بالله. فاما من لا يعلم الله الا وجودا مطلقا كيف يكبر مجهولا؟ من يعتقد عقيدة التفويض ويعتقد بانه لا دلالة مدركة لما اخبر الله به عن نفسه وانها معان مجهولة كيف يعظم الله؟ كيف يكبر الله؟ قد قال ربنا عز وجل في صفة المؤمنين انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. وقال وبشر المخبتين الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم كيف يوجد القلب؟ كيف يجل القلب؟ كيف يتحقق الوجل في القلب؟ الا باستدعاء المعاني المختزنة فيك فاذا كان الانسان لا يحمل معنى لا يعرف الا الفاظا جوفاء لا دلالة لها اما لاعتقاده بانه لها معنى لكن لا سبيل لادراكه او لاعتقاده بان هذه الالفاظ مجرد اعلام وليس تحتها شيء من الصفات لم يمكنها ان يعظم الرب. تأملوا في هذا جيدا يرعاكم الله لتتبينوا اثر الايمان باسماء الله وصفاته في حال الانسان. فاذا قال المؤمن الحنيف الموحد المثبت الله اكبر الله اكبر لا لا اله الا الله تداعى الى ذهنه جملة من المعاني من صفات الكمال ونعوت الجلال التي اثبتها الرب لنفسه. لكن اذا قالها او المعتزلين او المفوض كما يقول المجهل. ماذا يتبادر الى ذهنه؟ لا شيء. لانه لا يعلم الله الا وجود مطلقا او مجهولا من المجهولات. فهذا من بركة العلم باسماء الله وصفاته. ولهذا كان سلف هذه الامة يعني ترون لذكر الله سبحانه وتعالى ينبسطون لبعض المعاني ومن اسماء الله الحسنى يدركهم خشوع وخشية من سماع بعضها. لان القلب ينفعل مع وقع هذه المعاني عليه. فهذه من بركة اثبات ما اثبت الله تعالى لنفسه. وربنا سبحانه وبحمده يحب ان يحمد يحب ان يمدح ما شخص احب اليه المدحة من الله سبحانه وبحمده. ولهذا قال ويذكر اسم الله في ايام معلومات واذكروا الله في ايام معدودات. انما جعل الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار. لاقامة ذكر الله. فالله او يحب ان يذكر الله يحب ان يحمد. الله سبحانه وتعالى يحب ان يثنى عليه. فهذه من محبوبات الله تعالى ينبغي للسان ان يلهج وللقلب ان يستشعر ويثبت هذه المعاني الجليلة العظيمة. اين تقارئنا الليلة طيب تنوب عنه بارك الله فيك. او آآ صعبة فانه اذا قال القائل بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. قال شيخ رحمه الله تعالى ونفعنا بعلمه. فانه اذا قال القائل لو كان الله فوق العرش للزم اما ان يكون ما اكثر من العرش او اصغر او مساويا. وكل ذلك محال. ونحن ونحو ذلك من الكلام. ونحو ذلك من فانه لم يفهم من كون الله على العرش الا ما يثبت فانه لم يفهم فانه لم يفهم من كون الله على العرش الا ما يثبت لاي جسم كان على اي جسم كان. وهذا لازم تابع لهذا المفهوم اما اما استواء من اما استف اما استواء يليق بجلال الله ويختص به فلا يلزمه شيء من اللوازم الباطلة التي وصار هذا مثل قول الممثل ان اذا كان للعالم صانع فاما ان يكون جوهرا او عرضا وكلاهما محال. اذ لا يعقل موجود الا هذان. او قوله اذ لا يعقل. ها يعقل نعم لانها اتت مرفوعة نعم. اذا يعقل موجود الى هذان او قوله اذا كان مستويا على العرش فهو مماثل لاستواء الانسان على السرير او الفلك. اذ لا يعدم الاستواء الا هكذا. فان اليهما مثل وكليهما عضن وكليهما عض حقيقة ما وصف الله به نفسه وامتاز الاول بتعطيل لكل مسمى للاستواء الحقيقي. وامتاز الثاني باثبات استواء هو من خصائص المخلوقين. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد. فقد انتهى من المطاف في الدرس الماظي الى مقالة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله انه ان كل واحد من فريقي التعطيل والتمثيل قد جمع بين التعطيل والتمثيل وبدا هذا وكأنه لغز اذ كيف يجمع الانسان الشيء ومقابله. لكن هذا يتبين بما قررناه انفا ونعيده الان. اما كون المعطل قد جمع بين للتعطيل والتمثيل فوجهه ان المعطل اول ما تبادر الى ذهنه من النصوص التمثيل فاعتقد بان النص يدل في ظاهره على التمثيل. ففر من التمثيل الى التعطيل. اذا هو في الواقع مثل اولا باعتقاده ان النص دل على التمثيل. وعطل ثانيا حينما انكر المعنى المراد لله تعالى واتى بمعنى بديل من تلقاء نفسه او تركه دون اثبات معنى. يعني اما انه سلك مسلك التأويل او التفويض. فالواقع انه قد جمع بين التمثيل والتعطيل. هذا واضح. طيب الممثل كيف ما بين التمثيل والتعطيل. اما كونه ممثلا فالامر واضح. لانه اثبت ما ينبغي لله تعالى على الوجه الذي يعهده في المخلوقات فهو بهذا الاعتبار ممثل وهذا امر واضح. لكن كيف كان معطلا؟ وجه كونه معطلا من عدة وجوه في الواقع منها انه عطل الله تعالى عن كماله المستحق. حيث لم يثبت لله عز وجل ما اثبت لنفسه عطل الله تعالى عن كماله. لان هذه النصوص دالة على الكمال. فاذا لم يثبتها فقد عطل الله عن كماله ثانيا انه عطل نفس النص المعين عن مراد الله تعالى. يعني هذا النص المعين في اثبات صفة من الصفات قد عطله عن وجهه. حيث لم يحمله على مراد الله تعالى او على مراد نبيه صلى الله عليه وسلم وحمله على غير ذلك. اذا فقد عطل ذلك النص المعين. فتبين بذلك ان كل واحد من فريقي التعطيل والتمثيل قد جمع بين التعطيل والتمثيل. ولما قرر الشيخ رحمه الله ذلك اه انتقل الى بيان علة القوم وهي ما ما يعتقدونه من اللوازم. يعني ما الذي يحملهم على القول بالتعطيل او القول بالتمثيل الا ما استصحبوه من لوازم باطلة. فهم احيانا يقولون في تقريراتهم يلزم على اثبات كذا كذا وكذا يلزم على اثبات كذا كذا وكذا. وهذه اللوازم التي يذكرها اهل البدع منها ما يكون لازما صحيحا وهذا اللازم الصحيح لا يمكن بحال ان يدل على نقص. فان اللازم الصحيح لا يدل الا على معنى صحيح. فاما ان يذكروا لازما صحيحا فنلتزمه ونقول نعم هذا لازم وهذا ليس فيه نقصد في حق الله تعالى. واما ان يذكروا لازما باطلا فنقول لا يمكن ان يلزم من النصوص لوازم باطلة وهذا المثال بين ايدينا. مثلا لو قال الذي ينكر استواء الله تعالى على عرشه استواء حقيقيا يليق بجلاله لو قال لنا ان من لازم ذلك ان من لازم كون الله تعالى فوق العرش ان يكون الله تعالى اكبر من العقل او اصغر من العرش او مساو للعرش. لماذا هو اراد ان يلزمنا بهذا اللازم؟ قالوا لانكم اثبتم علاقة بين المستوي والمستوى عليه. الله هو المستوي سبحانه وبحمده والعرش مستوا عليه. فما دام ان تم علاقة بين المستوي والمستوي عليه فهو لا يخلو من احد هذه الامور الثلاثة اما ان يكون اكبر او اصغر او ويرون ان هذا اللازم لازم يستدعي انكار الاستواء. فنقول بكل بساطة نعم نحن نلتزم بان الله تعالى اكبر من العرش. ما المشكلة؟ الله تعالى اكبر من كل شيء. هو فوقه واكبر منه. لا مانع من ذلك لكن نظرا لان القوم سبق الى ذهنهم التمثيل فتصوروا ان السواء الله تعالى على عرشه كالسواء الجسمي على الجسم فيما يعهدونه في اذهانهم. تطرقت اليهم هذه الاوهام ادت بهم الى انكار صفة الاستواء الحقيقي. لهذا قال الشيخ وهذا اللازم تابع لهذا المفهوم. ما هو المفهوم؟ هو اعتقادهم ان ما يثبت لاي جسم اه انه لا يفهم من كون الله على العرش الا ما يثبت لاي جسم كان على اي جسم كان. يعني يتبادر الى اذهانهم عافانا الله الله واياكم معنى مثلا آآ المماسة ويعني المعاني التي تنشأ عن جلوس احدنا على الكفر مثلا او غير ذلك مما هو من معهودات الاذهان. فيقال لهم اي لازم هذا يعني تبادر الى اذهانكم. انتم اصبتم بلوثة التمثيل ففررتم منها الى التعطيل. ولو انكم اثبتتم استواء بالمعنى العام الكلي المطلق الموجود في الاذهان وهو انه بمعنى العلو على الشيء. دون التزامات لم لا تلزم على النص لسلمتم اما اه اضجادهم وهم الممثلة فانهم يلتزمون بذلك. تبادر الى اذهانهم فقالوا لا يمكن ان يكون استواء الا كاستواء الانسان على السرير او الفلك. اذ لا يعلم الاستواء الا هكذا فان كليهما فلذلك هم وقعوا في التمثيل. فلاحظوا يرعاكم الله كيف ان هذه اللوازم حملة القوم على اما الانكار والتعطيل واما التمثيل والتكييف. ولو اعطوا النصوص حقها لسلكوا طريقا وسطا بين طرفين وعدلا بين عوجين. لسلموا من المبالغة في التنزيه المفظية للتعطيل. والمبالغة في الاثبات المفظية الى التمثيل. لا اثبتوا ما اثبت الرب لنفسه ان الله تعالى استوى على عرشه استواء يليق بجلاله وعظمته نفهم منه علوه سبحانه على ذلك الخلق العظيم الذي هو فقط واما بقية اللوازم فهذه مما صنعته بنات افكارهم لا اقل ولا اكثر. مثلا سائل اخر حينما يسمعون قول النبي صلى الله عليه وسلم يضحك ربنا لقنوط عباده وقرب غيابه. اهل السنة يقولون كما قال الله يضحك ربنا اذا الله تعالى يضحك له ضحك يليق بجماله وعظمته. انتهى الامر الاخرون يقولون الضحك اداء يلزم منه شفتان ولسان واسماء ولهوات وغير ذلك. اذا اثبات الضحك يوقع في التمثيل. اذا يجب ان ان نحرك او نؤول على حد تعبيرهم الضحك الى معنى مجازي. نبحث في شواد اللغة وغريب الالفاظ ما يقابل كلمة ضحك. من المعاني المستغربة. فنحملها عليه او يقوم الطرف الثاني ويقول نحن لا نعرف ضاحكا الا ما نعهده في المخلوقات فيثبتون لله ضاحكا كظاحك المخلوق اما اهل السنة والجماعة فقد تجاوزوا ذلك كله واطرحوه وقالوا قد اخبر نبيه صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي انه انه يضحك فنقول كما قال نبيه صلى الله عليه وسلم يضحك ولا يلزمه من اثبات الضحك ان يكون ضحكا كضحك المخلوقين لكننا نفهم منه معنى الاقبال على عبده واللوازم الصحيحة التي تلزم من الضحك. للضحك لوازم صحيحة منها اه الاقبال على من ضحك له وتيسير امره وتفريج همه وغير ذلك. هذا يفهم من معنى الكلي العام للضحك. ولهذا انت مثلا اذا دخلت على مسؤول فلما اقبلت عليه ضحك وابتسم الست تتفائل وترجو خيرا؟ بلى. هذا يفهم من الحال وانه من مقتضياته ولوازمه. ولو ان قطب وعبس لرجوت او خفت شرا. فلاجل ذلك قال الصحابي رضي الله عنه لقيط ابن ابن المنتفق لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الضحك جثا على ركبتيه وقال يا رسول الله اويضحك ربنا؟ قال نعم. قال ان نعدم خيرا من رب يضحك. فعلم بانه من لوازم الضحك اللوازم الصحيحة نشوء الخير عنه. فاثبته الم يقل كيف؟ كيف يمكن يضحك؟ اليس من لازم الضحك؟ كذا وكذا وكذا لم يخطر ببالهم كانت قريحتهم صافية وعقولهم مستقيمة وفطرهم سوية. لم تلتف بلوثات المناطق والمتكلمين فعوفوا من ذلك وسلموا. ثم قال والقول الفاصل هو ما عليه الامة الوسط. من ان الله مستو على عرشه استواء يليق بجلاله ويختص به. فكما انه موصوف بانه بكل شيء عليم. وعلى كل شيء قدير وانه سميع بصير ونحو ذلك ولا يجوز ان ان يثبت للعلم والقدرة خصائص او او يثبت ولا يجوز ان يثبت للعلم والقدرة. ولا يجوز ان يثبت للعلم والقدرة خصائص الاعراض التي تعد وقدرتهم وقدرهم عندكم قدرتهم ولا وقدرهم؟ طيب معنى واحد وكذلك هو سبحانه فوق العرش ولا يثبت لفوقيته خصائص فوقية فوقية المخلوق على المخلوق. ومنسوماتها. عندي ولوازمها طيب على كل حال هذا تنظير جيد. يقول الشيخ رحمه الله القول الفاصل ما عليه الامة الوسط وكذلك جعلناكم امة وسطا كما ان امة محمد صلى الله عليه وسلم وسط بين الامم بين تشدد اليهود وتفريط النصارى فاهل السنة والجماعة وسط بينهم فرق الامة ما هي عقيدتهم؟ ان الله مستو على العرش استواء يليق بجلاله ويختص به لانه قد اضيت اليه فهو ونظر ذلك وانه لا يلزم على ذلك لوازم فاسدة. نظر ذلك قال فكما يثبت هذا النافل للاستواء المعنى الحقيقي للاستواء. اليس يثبت العلم؟ اليس يثبت القدرة؟ لابد له من ذلك. لو قيل لنا في الاستواء هل الله عليم لقال نعم. لو قيل له هل الله قدير؟ لقال نعم. ومع ذلك لا يلزم من اثبات العلم لله تعالى اللوازم التي اتهزم لعلم المخلوق. فمثلا علم المخلوق يستلزم من يستلزم تعلم وحفظ تذكر اليس كذلك؟ اي علم عندنا نحن المخلوقين يلزم منه حدوث لان الله يقول والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا. ثم يلزم منه حفظ ثم يلزم منه استذكار. هذا هذه اللوازم هل تلزم على اثبات علم الله؟ لا تلزم. لان علم الله ليس كعلم اي احد. فاذا قيل لهذا الذي يثبت العلم اذا من اثباتك للعلم كذا وكذا وكذا قال لا هذا ليس بلازم. هذا علم المخلوق. نقول له حينئذ وذاك السواء الخالق وهذا سوى المخلوق. القدرة القدرة عند المخلوق تتطلب ادوات والات واه مثلا اه ان يتغذى الانسان ويتقوى لكي يقدر ان يفعل فعلا من الافعال. لكن قدرة الله لا استدعي ذلك فالله قدير بذاته سبحانه. فلو قيل لهذا الذي ينفي الاستواء ويثبت القدرة. يا رجل يلزم على اثبات القدرة ان يكون كذا وكذا وكذا من لوازم القدرة عند المخلوق. لنفر وابى وحق له ذلك. وقال هذه قدرة المخلوق لقلنا له وما تذكر انت ايضا من لوازم الاستواء هذا استواء المخلوق. فكما ان لله قدرة تليق به لا يلزم عليها لوازم فاسدة كاللوازم البشرية فكذلك استواء الله تعالى. استواء يليق به. لا يلزم عليه لوازم فاسدة كلوازم استواء المخلوق على المخلوق. وبذلك يخصمون. ثم قال واعلم ان ليس في العقل الصغير ولا النقل الصحيح ما يوجب مخالفة الطريقة السلفية اصلا. لكن هذا الموضع لا يتسع للجواب عن الشبهات الواردة على فمن كان في قلبه شبهة واحب حلها فذلك سهل يسير. نعم هذه جملة محكمة رصينة. ليس في العقل الصريح ولا في شيء من النقل الصحيح ما يوجب مخالفة الطريقة السلفية. اي والله. قصده بالطريقة السلفية ما تقدم والقول الفاصل هو عليه الامة الوسط من ان الله مستو على عرشه سواء يليق بجلاله وهذا ينسحب على جميع الصفات. فليس في العقل الصريح وما هو العقل هو العقل السالم من الشبهات والشهوات التي تحرفه عن ادائه السوي. هذا هو العقل الصريح. اذا قيل عقل فالمقصود العقل السالم من الشبهات والشهوات لان العقل اداة كما البصر اداة وكما اليد اداة وكما الاذن اداة. وهذه الادوات تتأثر. العين تتأثر بالرمد. والاذن تتأثر بالصمد واليد تتأثر بالشلل وهكذا فكذلك العقل يتأثر بانواع التأثيرات فقد يختل اداءه فاذا كان العقل سليما من الشبهات والشهوات فلا يمكن ان تقوم حجة عقلية تناقض الطريق الثقة السلفية. كذلك النقل الصحيح لا يمكن ان يكون شيء مأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. او كلام الله عز وجل يخالف ما عليه السلف. لماذا؟ بساطة لان السلف هم المعتصمون بالكتاب والسنة. انما صدروا عن الكتاب والسنة وغيرهم صدر عن اقوال المناطق والفلاسفة وهم المتكلمون. لكن يقول الشيخ رحمه الله ان يعني بسط ذلك يعني بالتفصيل لا يتسع له هذا الجواب واللي في قلبه شبهة واحب ان يدخل في التفاصيل فهذا سهل يسير يمكن ان يطلبه. ثم قال ثم المخالفون للكتاب والسنة وسلف الامة من المتعوذين لهذا الباب فان من ينكر الرؤية يزعم ان العقل يحيلها. وانه مضطر فيها الى التأويل. ومن يحيل ان لله علما وقدرة وان يكون كلامه غير مخلوق ونحو ذلك. يقول ان العقل احال ذلك فاضطر الى التأويل. بل ينكر حقيقة فسر الاجساد والاكل والشرب الحقيقي في الجنة. يزعم ان العقل احال ذلك وانه مضطر الى ومن زعم ان الله ليس فوق العرش يزعم ان العقل احال ذلك وانه مضطر الى التأويل. ويكفيك دليل على فساد قول هؤلاء ان ليس لواحد منهم قاعدة مستمرة فيما يحيله فيما يحيله العقل بل منهم من ان العقل جوز او اوجب ما يدعي الاخر ان العقل احان. فيا ليت شعري باي عقل يوزن الكتاب والسنة رضي الله عن الامام مالك ابن انس حيث قال اوكنا ما جاءنا رجل اجدل من رجل تركنا ما جاء به جبريل يا محمد صلى الله عليه وسلم بجدل هؤلاء. ما شاء الله. هذا كلام رصين اه بين الشيخ فيه ان هؤلاء النافود لما اثبت الله تعالى لنفسه انه في امر مريج. والامر المريج هو الامر المضطرب. وهذه يرعاكم الله سمة من سمات المخالفين للطريقة السلفية انها لا تنضبط لهم قاعدة ولا يستوي لهم كلام ولا ولا يقر لهم قرار في احدهم وفي مجموعهم. والسائرون على الطريقة السلفية في هذا الباب وفي غيره. قولهم مطرد يصدق بعضه بعضا لا يتناقض لانهم متبعون لكتاب الذي وصفه الله تعالى بانه متشابه. الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها. ما معنى متشابهة ها هنا؟ اي يشبه بعضه بعضا. يصدق بعضه بعضه بعضا. يشهد بعضه لبعض. فارجع البصر هل ترى من فطور؟ لا والله. لا يمكن ان تجد في كلام الله تعالى وفي كلام نبيه صلى الله عليه وسلم معاني متناقضة متعارضة. وناتج ذلك ان الذين ساروا على واعتصموا بالكتاب والسنة سنة جاء كلامهم مطردا وقاعدتهم لا تنخرم بخلاف هؤلاء. وصدق رحمه الله وهو من ابصر الناس بمقالات الناس فان هؤلاء المتكلمين مضطربون في عقائدهم. تجد الواحد منهم يقول قولا ثم يأتي بنقيض يمر بمراحل من الاضطراب وقد تقدم معنا ذكر امثلة من اضطرابه. الجويني غفر الله له وعفا عنه قال الارشاد ما لم يقله في الشامل. قال في الشامل ما لم يقله في النظامية. ثلاثة كتب له. واحد في اول حياته وواحد في اوسطه واخر وثالث في اخر حياته يختلفون. فناهيك عما يختلفون بمجموعهم فيه فليسوا على قاعدة واحدة حينما تقرأ مثلا في مقالات الاسلاميين للاشعري في ذكر مقالات المعتزلة العلام والنظام وعمرو ابن عبيد واصل بن عطاء لا تجد كل منهم يشطح بكلام لا يقوله الاخر. فاذا ادعي العاقل فاي عقل نزن به؟ العقول متفاوتة العقول ليست منضبطة حتى يحال الى العقل فكل يدعي بانه بان العقل اه املى عليه التأويل. فمنهم مثلا من زعم اما اه ان اه اه الرؤية يمنعها العقل. ومنهم من زعم ان الكلام يمنعه العقل. منهم من ان حشر الاجساد حشرا آآ جثمانيا يمنعه العقل. كل قد دعا هذه الدعوة اولئك الذين مثلا يدعون ان العقل يلزم بتأويل الرؤية وتأويل الكلام وتأويل الاستواء وتأويل النزول الى غير ذلك لو قال لهم الزنادقة العقل يلزم بتأويل الحشر والميعاد الى انه حشر روحاني لا جسماني. فقالوا لهم هذا كفر هذه زندقة هذا كذا. فيقال لهم لم؟ هم استخدموا نفس اه الاداة اللي تستخدم استخدمتموها انتم ادعيتم بالعقل وهم ادعوا بالعقل سواء بسواء. هم زعموا ان العقل كذلك. فالعقل اداة لا يمكن ان تستقل باثبات الحقائق. لابد ان اه ان تستنير بنور الكتاب والسنة. كما سنمثل لكم دوما لو ان احدا دخل هذا المسجد الفسيح في الليل والاضواء مغلقة. ظلمة فهو يمشي فربما عثر بحامل المصاحف او عثر بشيء من الادوات اللي في طريقه مع انه يملك عينيه لكن عينيه لا تنفعانه. لماذا؟ لعدم وجود اضاءة. فاذا وقعت يده على مفاتيح الاضاءة وصار يضيء انكشف له الحال. كذلك العقل اداة. فاذا استنار بنور الوحي ابصر الاشياء. ابصرها صحيحا اما بدون نور الوحي فهو يتخطب. يتخبط. تارة يصيب تارة يخطئ. ولذلك لم يحن الله عز وجل في هذه الامور العظيمة على مجرد العقول. وفي نفس الوقت لم يغلق الله تعالى العقل. لكنه امر بالانتفاع بالعقل فيه كشفه النقل. فامرنا ان نتدبر كتاب انزلناه اليك مبارك. ليتدبروا اياته. ما هي اداة تدبر العقل. انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. عربية القرآن لكي يعين على تعقله. كذلك انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. فالشرع لم تلغي العقل وانما وظفه توظيفا صحيحا بحيث ينتفع الانسان من عقله كما ينتفع الانسان من عينيه ومن لسانه ومن اذنيه اما هؤلاء القوم فانهم كما قال الشيخ يكفيك دلالا دليلا على فساد قول هؤلاء انه ليس لواحد من قاعدة مستمرة فيما يحيله العقل. بل منهم من يزعم ان العقل جوز او اوجب ما يدعي الاخر ان لا حالة. هذا يمتنع وهذا يقول يجوز وذلك يقول يجب. فيا ليت شعري وهذه عبارة تعجب وتعجيب. باي في عقل يوزن الكتاب والسنة. واستشهد بقول مالك رحمه الله لمالك رحمه الله كلمات نيرات ناتجة عن خبرة خلاف ما يدعي هؤلاء ان طريقة السلف وطريقة الخلف اعلم واحكم. يظنون ان السلف كالدراويش لا يفهمون. لا والله هم ادق الناس فهما واعمقهم علوما ولذلك اذا خرجت الكلمات منهم واذا بها ثقيل ذات وزن ومعنى يقول مالك رحمه الله اوكلما جاءنا رجل اجدل من رجل تركنا ما جاء به جبريل الى محمد صلى الله عليه وسلم في جدل هؤلاء يشير الى ان اصحاب الجدل كثر ومتعددون والواحد اجدل من الاخر ومعنى انه اجدل يعني انه اه يزخرف الكلام يتشدق به ويريده من موارد شتى. يقول هل نكون في مهب بالريح لهؤلاء كلما جاء احد يجذبنا من جانب ان ان جذبنا له فيأتي الاخر فيجذبنا من الجانب الاخر او من الامام او من الخلف ثم نضيع في هذا لا. وندع ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. قد نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين يتشبث به واعتصم ولا يغرنك هؤلاء. فعصمهم الله تعالى بهذا ونفعهم ببركة الاعتصام بدلالة النصوص تعظيمها واحترامها. ثم قال وكل وكل منها مخصوم بما خصم به الاخر. وهو من وجوه بيان ان العقل لا يحيل ذلك. والثاني ان النصوص الواردة لا تحتمل لا تحتمل التأويل الثالث انعام هذه الامور. قد علم ان الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بها بالاضطراب كما علم انه جاء بالصلوات الخمس وصوم شهر رمضان والتأويل الذي يحيلها عن هذه عن هذا بمنزلة تأويلات القرامطة والباطنية بالحج الحج والصوم والصلاة وسائر ما جاءت به النبوات. الرابع ان يبين ان العقل الصريح يوافق ما جاءت به. ان ان يبين ان يبين يبين ان يبين ان العقل الصريح الصليب يوافق ما جاء جاءت به النصوص وان كان في النصوص من التفصيل ما يعجل ما يعجز العقل عن عن درك تفسيره وانما عقله مجملا الى غير ذلك من الوجوه. على ان الاساطير من هؤلاء والفحول معترفون بان العقل لا سبيل الى اليقين في عامة المطالب نعم حسبك هذه قطعة ثمينة من الكتاب بين فيها الشيخ رحمه الله اه ابطال طريقة المتكلمين من اربعة وجوه. الوجه الاول وهو في الواقع مشابه للوجه الرابع او قريب منه بيان ان العقل لا يحيل ذلك. اذا قال لنا المتكلمون العقل يمنع ان يكون الله تعالى قد استوى على العرش اذا قال المتكلمون العقل يمنع ان يكون لله وجه ويدان وعينان الى غير ذلك. وانكروا ما جاءت به النصوص الصحيحة الصريحة. قلنا لهم اولا من قال ان العقل يحيل ذلك؟ العقل لا يحيل ذلك. دعوة تقابل بدعوى. اخرى سيأتي مزيد بيان لها في الوجه الرابع. فنحن ابتداء لا نوافق على دعواهم. وليس كل دعوانا اطلقت يعني انها صحيحة. ما اكثر الدعاوى الباطلة. فدعواكم بان العقل يحيل ذلك مجرد دعوة. دعوة دعيتم لا نسلم لكم بذلك. كل يدعي وصل لليلة وليلة لا تقر لهم بذاك. الثاني ان النصوص الواردة لا تحتمل يقول يا جماعة هذه النصوص التي قلتم ان العقل يحيلها نصوص صريحة واضحة بينة ليست غامضة وام مشتبهة فكيف تقولون ان العقل يحيل ذلك؟ ما تحتمل التأويل مثلا قال النبي صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر. فيقول من يدعوني فاستجيب له. من يسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له. القوم لا يثبتون النزول. فماذا يقولون؟ يقولون العقل العقل يحيل النزول لا يمكن يلزم من ذلك النقلة ويلزم من ذلك الحركة. ويلزم من ذلك كذا وكذا وكذا ويلزم من ذلك الحدود. فيذكرون مسرد من اللوازم فنقول لهم دعونا جانبا من هذه اللوازم لا نناقشكم فيها. دعونا نناقشكم في النص الذي امرتم بالايمان به. هذا يحتمل طويل ام لا يحتمل التأويل؟ النبي صلى الله عليه وسلم اسند النزول الى من؟ ينزل ربنا اسند النزولا الى ربه فلو كان الامر كما زعمتم ان المراد نزول امره او نزول ملك من ملائكته لما كان يعجز النبي صلى الله عليه وسلم من يقول ينزل امر ربنا ينزل ملك من ملائكة ربنا تنزل رحمة ربنا ما الذي يمنعه من ان يقول ذلك لماذا يلبس على الناس ويدخلهم في آآ اشتباه؟ لماذا تدعون هذه الدعوة؟ النص لا يحتمل ذلك لا يحتمل التأويل ينزل ربه ثم ماذا ايضا؟ تأمل يقول اي الذي ينزل من يدعوني فاستجيب له. من يسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له. هل يمكن ان تصدر هذه الجمل من عند غير الله؟ مستحيل. هذه جمل لا الا ان تصدر عن الله عز وجل. هل يمكن لملك من الملائكة ان يقول من يدعوني؟ من يسألني؟ من يستغفرني؟ عجبا لكم ثم هذا الذي ينزل لو كان كما زعمتم انه امره فقد جعلتم منتهى فقد جعلتم وقت نزوله ثلث الليل الاخر على قولكم. مع ان امر الله تعالى ينزل ليل نهار. صباح مساء كل يوم هو في شأنه سبحانه وبحمده يرفع القسط ويخفضه. ايضا زعمتم في بعض مزاعمكم الذي تنزل او ان الذي ينزل رحمة ربنا. يا سبحان الله. ما منتهى نزول هذا النازل؟ سماء الدنيا. اي نفع للعباد في ان يكون منتهى نزول الرحمة الى سماء الدنيا. وهي لم تبلغهم في الارض. فكل هذا يدلنا على ما قال الشيخ في الوجه الثاني ان النصوص الواردة لا تحتمل التأويل. ولذلك هم يشقون بالنصوص يشقون في اه تأويلها عنها وقلت لكم ان هذا يناقض قول الله تعالى ما انزلنا عليك القرآن لتشقى. وانهم قد شكوا بالقرآن لان طريقتهم طريقة باطلة. الوجه الثالث ان عامة هذه الامور قد علم ان الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بها بالاضطرار. كما انه جاء بالصلوات الخمس وصوم شهر رمضان. فالتأويل الذي يحيلها عن هذا بمنزلة تأويلات القرامطة والباطنية في والصلاة والصوم وسائر ما جاءت به النبوات. كيف ذلك؟ الشيخ رحمه الله يقول ان هذا الذي تؤولونه معلوم من الدين بالضرورة. لم يختلف عليه الصحابة ولا التابعون ولا تابعوهم. كلهم اثبت لله تعالى ما اثبت لنفسه من الصفات المعنوية والصفات الخبرية والصفات الفعلية لم يختلفوا على ذلك وان ذلك من الشهرة بمكان ولم ينقل عن واحد منهم من الصحابة او التابعين او تابعيهم انه حرف اول شيء من هذه الاشياء فهي معلومة عنده هم علما اشد من علمهم بفرضية الصلاة والصوم والزكاة والحج. وانتم تنكرون على القرامطة الباطنيين الذين يقولون المراد بالصوم كتم الاسرار. والمراد بالصلاة الاتصال بشيوخنا بالحج السفر الى آآ عتباتنا ومشاهدنا والمراد بالزكاة دفع الخمس الى ساداتنا الى اخره تقولون هذا تأويل كفري هذا باطل. فما الفرق بينكم وبينهم؟ هم قد حرفوا واولوا اهو معلوم من الدين بالضرورة باعترافكم وانكاركم عليهم. وانتم فعلتم ذلك فيما يتعلق بصفات رب العالمين. ما الفرق بينكم وبينهم يلزمكم ما يلزمكم. سوف يستيطلون عليكم ويقولون لكم كما انكم انتم سوغتم لانفسكم. ان تؤولوا صفات رب العالمين فما الذي يحرم علينا ان نأول الاحكام والشرائع ونأتي لها بمعاني مجازية هذا هذا معنى الوجه الثالث وهو فعلا وجه قوي في اه رد باطلهم. الوجه الرابع ان ايا ان العقل الصريح يوافق ما جاءت به النصوص. وان كانت النصوص من التفصيل ما يعجز العقل عن درك تفصيله. وان انما عقله مجملا. اي والله. هذه كلمات مهمات في باب معرفة دور العقل. العقل يا اخوة لا يحيل ما جاءت به النصوص. صحيح انه قد لا يستقل في اثباتها. ومعرفة وادراك تفاصيلها. لكن لا ولهذا قال الشيخ رحمه الله في بعض كتبه النصوص محارات العقول لا محلات العقول. النصوص محارات العقول. يعني ان العقول تتحير في اثباتها. يعني في اه اصل اثباتها لا محالة العقول يعني لا يقولها العقل بعد ذكرها ومجيء النقل بها يستحيل يمتنع. العقل يا اخي لا يستطيع من تلقاء نفسه ان يثبت ان الله استوى على العرش. او ان الله ينزل في سماع الى سماء الدنيا لو فكرت من يوم مولدك الى يوم وفاتك وحاولت ان تثبت بمحض العقل ان الله استوى او ان الله ينزل او ان او ان الله يضحك او غير ذلك لم تستطع بمحض العقل ان تثبت ذلك. لكن اذا جاءك الخبر الصادق عن الله بان الله يستوي او او ينزل او يعجب او يضحك او يفرح مما اثبت الله لنفسه او رسوله صلى الله عليه وسلم فان عقلك لا يقول هذا ممتنع هذا مستحيل. هذا معنى قول الشيخ ان العقل الصريح يوافق ما جاءت به النصوص وكان في في النصوص من التفصيل ما يعجز العقل عن درك تفصيله. وانما عقله مجملا. لهذا كانت القاعدة المشهورة موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول. وان صحيح المنقول وان الصريح المعقول قل لا يمكن ان يخالف صريح صحيح المنقول. موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول. وانه لا يمكن ان يعارض صريح المعقول صحيح المنقول. كلها من عند الله. الخبر من عند الله الذي هو المنقول العقل من خلق الله سبحانه وتعالى. وله الخلق والامر سبحانه وبحمده. قال على ان اساطين من هؤلاء والفحول معترفون بان العقل لا سبيل له الى اليقين في عامة المطالب الالهية. نعم. يعني اه كبار الاساطيل المقصود بهم العمد والكبار الكبار والمقدمون منهم مقرون معترفون بان العقل محدود. وان العقل ليس مطلقا لا يتمكن من اه استكناه واستشراف جميع اشياء له حد وانه لا سبيل له الى الى تحصيل اليقين في عامة المطالب الالهية يقول اه الشيخستاني لعمرك قد طفت المعاهد كلها؟ وسيرت بين تلك المعاهد فلم ارى الا قارعا سن نادم اي الا واضعا كف حائر على ذقن او قارع سن منادم. هكذا تحيروا لم يستطيعوا ان يصلوا الى آآ عامة المقاصد والمطالب الالهية فلا سبيل لهم في ذلك الا الى الاعتصام بالنص. ثم قال. واذا كان هكذا فالواجب تلقي علم ذلك من النبوات على ما هو عليه. ومن المعلوم للمؤمنين ان الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق. ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا. وانه بين للناس ما اخبرهم به من امور الايمان بالله واليوم الاخر. والايمان بالله واليوم فاخر يتضمن الايمان بالمبدأ والمعاد. وهو الايمان بالخلق والبعض. كما جمع بينهما في قوله تعالى ومن يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين. وقال تعالى ما خلقكم ولا بعثكم هناك نفس واحدة ان الله سميع بصير. وقال تعالى وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده. وقد بين الله تعالى كان على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. من امر الايمان بالله واليوم الاخر. ما فدى الله به عباده وكشف به مراده معلوم للمؤمنين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اعلم بذلك من غيره وانصح للامة من غيره وافصح من غيره عبارة وبيانا. بل هو اعلم الخلق بذلك. وانصح الخلق للامة وافصحهم. وقد اجتمع في حقه صلى الله عليه وسلم كمال العلم والقدرة والارادة. ومعلوم ان المتكلم والفاعل اذا كمل علمه وقدرته وارادته وفعله وانما يدخل النقص اما من نقص علمه واما من عجزه عن بيان علمه واما لعدم ارادته البيان. والرسول صلى الله عليه وسلم هو الغاية في كمال العلم والغاية في كمال ارادة والغاية في القدرة على البلاغ المبين. ومع وجود القدرة التامة والارادة الجازمة يجب وجود المراد فعلم قطعا ان ما بينه من امر الايمان بالله واليوم الاخر حصل به مراده من البيان وما اراده من البيان وعلمه بذلك وعلمه بذلك هو اكمل العلوم فكل من ظن ان غير صلى الله عليه وسلم اعلم بهذه منك او اكمل بيانا منه او احرص على هدي الخلق منه فهو من الملحدين الا من المؤمنين والصحابة والتابعون لهم باحسان ومن سلك سبيل السلف هم في هذا الباب على سبيل الاستقامة ما شاء الله سبحان انا من الان له الكلام وهداه الى هذا البيان. يعني الحقيقة ان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله علم بارز في تقرير العقيدة الايمانية السلفية على احسن الوجوه كشك زيت هؤلاء المتكلمين الذين استدرجتهم المناهج الدخيلة. هذا الكلام الذي ساقه كلام بديع يبين فيه ان الله سبحانه وتعالى قد بعث محمدا بالهدى ودين الحق وان اعظم بابين بينهما النبي صلى الله عليه وسلم امر الايمان الله وامر الميعاد. ولهذا يقرن الله تعالى بينهما كثيرا. ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر. انظر كيف قرن الله ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة. ان الله سميع بصير. فاثبت الخلق والبعث واثبت الصفات السمع والبصر وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه وله المثل الاعلى انظر كيف يجمع بينهما. ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب. ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر. فهذان الباقي الغيبيان باب الايمان بالله وباب الايمان باليوم الاخر. لا يمكن الوصول اليهما الا عن طريق النبوات. ونبينا صلى الله عليه وسلم قد اجتمعت فيه جميع مسوغات ومتطلبات ثبات قبول الخبر. العلم المنافي للجهل. الصدق المنافي للكذب. البيان المنافي للعي النصح المنافي للغش. فاكتملت في حقه صلى الله عليه وسلم جميع شرائط قبول الخبر فهو اعلم الناس بربه. وهو صلى الله عليه وسلم اصدق الناس. لا ينطق عن الهوى. وهو بابي هو وامي افصحهم بيانا واحسنهم عبارة شهد له بذلك الناس اجمعين. وهو صلى الله عليه وسلم انصح الامة للامة سعادة المؤمنين قالوا نشهد انك قد بلغت رسالات ربك واديت الذي عليك. قال اللهم فاشهد يرفع اصبعه الى السماء وينكتها الى الناس. اذا اجتمع في حقه كمال العلم والقدرة والارادة. كمال العلم بالله تعالى. كمال القدرة وذلك بالبيان المطابق للواقع الخبر الصادق. كمال الارادة النصح وعدم الغش اذا كان ذلك كذلك كمل كلامه وفعله. اذا كان كل هذه الاوصاف مجتمعة في شخص نبينا صلى الله عليه وسلم فكيف يتطرق شك لمؤمن يدعي الايمان ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم اخل في هذا الباب او قصر فيه. هذا في الواقع امحل المحال وابعد البعيد. ولا يتطرق يعني شك في هذا الا لمن في قلبه مرض ولوثة من نفاق او زندقة او غير ذلك. فلهذا اذا كان الامر كذلك كان لزاما ان نقبل خبر النبي صلى الله عليه وسلم المبني على كمال علمه بالله وكمال صدقه وبيانه وكمال نصحه للامة. والا نوجد مخارج واحتمالات وغير ذلك نصرف فيها الخلق عن مراد نبيهم صلى الله عليه وسلم بهذه الدواعي متهافتة العقل يحيل ذلك المنطق يحيل ذلك الى غير هذا من الدواعي. ثم الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ساروا على طريق الاستقامة لم يحيدوا عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم قيل الشعرة. فكان لزاما ان نتبع الطريقة السلفية والا نلتفت الى هذه الطرائق المحدثة البدعية. هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين