وان يشملنا برحمته وان يدخلنا بعفوه وصفحه انه هو الرحمن الرحيم. والحمد لله رب العالمين بارك الله الله الرحيم الرحمن احمده سبحانه الكريم المنان. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الاسماء الحسنى وصفاته العليا واشهد ان محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى فالرسول المجتبى صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن بهديه اقتدى وبعد حديثنا اليوم عن اسم من اسماء الله عز وجل وهو الرحيم هذا الاسم الذي تكرر كثيرا في القرآن الكريم فقد ورد اسم الرحيم في القرآن الكريم في مواضع قاربت الالف مئة واربعة عشر مرة فقط في اية البسملة مع تكرار سورة النمل واما في صلب ايات القرآن الكريم فوردت هذه الصفة وورد هذا الاسم في مواضع كثيرة باسم الرحيم اسما وصيغة في اربعة وثلاثين موضع وبلفظ رحيما منصوبا في عشرين موضعا وبلفظ رحيم خبرا مضافا في اكثر من مائة موضع واختصت سورة الشعراء بذكر اسم الرحيم اكثر من غيرها من السور فحقا هي سورة الرحم اما عدد مرات ورود اسم الرحيم في السنة النبوية الصحيحة فقد جاء هذا الاسم كثيرا مفردا ومضافا وبصيغ مختلفة يصعب حصرها وقد جاء اسم الرحيم في كتاب الله عز وجل بصيغ متنوعة فجاءت على الخبرية باكثر المواضع مثل قوله جل وعلا انه هو الغفور الرحيم وقوله تبارك وتعالى نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وجاء خبرا لاسم كان في مواضع كثيرة جدا مثل قوله تعالى ان الله كان بكم رحيما وقوله تعالى ان الله كان غفورا رحيما وجاء وصفا للرب جل وعلا في مواضع كثيرة وجاء خبرا لاسم ان كما في قوله تعالى ان الله كان غفورا رحيما وجاء هذا الاسم المنيف في كتاب الله تبارك وتعالى معرفا بال ونكرة فجاء رحيم ورحيما وجاء ايضا مضافا رحمة الله وجاء مضافا الى الظمير ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار ومعنى اسم الرحيم بدلالة مطابقة لفظية فهذا الاسم من اسماء الله تعالى هو الاقرب لمعاني الربوبية وهو الدال على الجمال في افعال الرب تبارك وتعالى والجمال الذاتي فهو رحيم على صيغة فعيل اي كثير الرحمة الفعلية فهو ذو الرحمة الواصلة وكما قال ابن عباس ترجمان القرآن قال الرحيم اي الراحم فهو فعيل بمعنى فاعل فان قال قائل فلماذا جاء اسم الرحيم على وزن فعيل ولم يأتي على اسم راحم لان فعيل في لغة العرب ابلغ دلالة على صفة الرحمة من الراحم فالراحم اسم فاعل والرحيم وصف فعلي والقاعدة ان الوصف ابلغ من اسم الفاعل قيل هو رحيم للكفار والمؤمنين في الدنيا ولولا رحمته ما سقى الكافر شربة ماء وان كانت رحمته بالمؤمنين الصق لكنه جل في علاه هو رحيم الاخرة بالمؤمنين على وجه خاص فالرحيم اسم عام وله معنى عام وخاص والله سبحانه وتعالى اخبر في مواضع كثيرة كما سيأتي معنا يبين اثار رحمته على عباده المؤمنين منهم والكافرين ولا يجوز اطلاق هذا الاسم في حق غير الله تعالى معرفا بال بتاتا فلا تقل الرحيم وتسمي به انسانا وان كان يجوز اطلاقه على غير الله تعالى وصفا ولو معرفا فانت تقول كان ابونا الرحيم بنا فهذا وصف خبري لا بأس به لكن لا يجوز ان تسمي انسانا الرحيم. الرحيم اسم من اسماء الله تبارك وتعالى على وجه الخصوص اما اطلاق هذا الاسم على غير الله نكرة فانت تقول فلان رحيم كما قال عز وجل عن النبي صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين رؤوف رحيم فهذا لا بأس به لانه اولا نكرة وثانيا بمعنى الصفة ومما يدل على عظمة الرحمة ومما يدل على عظمة هذا الاسم الرحيم ان ننظر الى رحمة الله تعالى من حيث كم رحم وكيف رحم وكم تجاوز وكم عفا وكم اعطى فرحمته شاملة للانس والجن اولهم واخرهم بل وللبهائم والطير فهو سبحانه وتعالى من اثاره ما نراه في مخلوقاته ولولا رحمته ما طاق احد العيش ولذلك يقول العلماء رحمهم الله ان العباد بل والمخلوقات قائمة بمحض رحمة الله عز وجل لانه ليس لاحد منا حق في ان يوجب على الله ان يبقيه وان لا يميته ليس لاحد منا حق على الله في ان يقول ادم الصحة علي فان ادامة الصحة رحمة من الله ليس لاحد ان يوجب على الله استدامة الرزق واستدامة الرزق من رحمة الله ومهما نظرنا نجد البول الشاسع والفرق الكبير بين رحمة العبد وبين رحمة الرب فرحمة الرب جل وعلا لا حد لها لا عد لها لا ابتداء لها ولا انتهاء لها لانه سبحانه وتعالى قال وكان بالمؤمنين رحيما ومعنى كان كما قال ابن عباس ثبت وتقرر واسم الرحيم دال بالتظمن على صفة الرحمة ومعناها الرحمة العظيمة الواصلة وعلى صفة العبودية فلكونه الرحيم يعبد ولكونه الرحيم يؤله ولكونه الرحيم يطاع جل في علاه فهو المعبود بحق لانه الرحيم بالخلق فهو المعبود بحق لانه الرحيم بالصدق فهو المعبود بحق لان رحمته شاملة للخلق واسم الرحيم بدلالة الالتزام يدل على كونه جل في علاه حيا وموجودا وكونه رحمن الذات وكونه سبحانه وتعالى الفعال لما يريد فمهما نظرنا الى لوازم هذا الاسم نجدها ظاهرة في اسماء الله عز وجل الاخرى واسم الرحيم دال على صفات من صفات الله عز وجل فهو يدل على صفة الرحمة الفعلية. ولها اثار عظيمة في الافعال الالهية القدرية والاقوال الربانية الشرعية فما قدر شيئا الا وفيه الرحمة ولا شرع شيئا الا وهو مشتمل على الرحمة ما حل شيئا الا لرحمته وما حرم شيئا الا برحمته ولذلك اذا تأملنا في اسم الرحيم من حيث دلالته على الافعال الرب جل في علاه فنجد ان جميع افعال الله سبحانه وتعالى مبناها على الرحمة حتى تعذيبه الكافرين مبناه على الرحمة لانه لو تركهم وكفرهم لازدادوا طغيانا وعتوا ولو تركهم وكفرهم لم يكن عدلا للمؤمنين ولا بهم. ولم يكن رحمة للمؤمنين ولا بهم فمن رحمته سبحانه وتعالى اهلاك الطغاة وازالة الجبابرة وازالة الاكاسرة فهو سبحانه وتعالى افعاله كلها مبنية على الرحمة وما كان منها مبنيا على العدل فهو لكمال رحمته لاوليائه سبحانه وتعالى ومن هنا ندرك ان اسم الرحيم يدل على الاثار المباركة العظيمة هذه الاثار ايها الاخوة كثيرة وهي عظيمة ولو تأملها الانسان تأمل اعتبار لادرك اثار لادرك اثار المليك في كل شيء ولو تأمل في هذه الايات الشرعية لادرك اثار المليك في كل شيء وهذه الاثار كثيرة جدا نؤخرها ان شاء الله في المحاضرة القادمة ونبين اثار رحمة الله عز وجل على عباده من خلال اسمه رحيم نسأل الله تبارك وتعالى ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح