بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين قال الله جل وعلا ولله يسجد من في السماوات والارض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والاصال الله عز وجل يخبر في هذه الاية انه يسجد له من في السماوات والارض اما طوعا وهذا من قبل اهل الايمان واما كرها وهذا بالنسبة لاهل النفاق واهل الكفر وضلالهم بالغدو والاصال. كما انهم يسجدون ايضا ظلالهم كذلك ايضا تسجد بالغدو والاصال والغدو هو اول النهار والاصال هو اخر النهار. فالاصيل هو بعد العصر وقبيل المغرب ثم قال عز وجل قل من رب السماوات والارض قل الله فالله جل وعلا هو رب السماوات ورب الارض عز وجل لا رب سواه ولا اله غيره وهذا السؤال على سبيل التقرير ولذا قال الله عز وجل ولذا والله اعلم قال الله تعالى قل افتخذتم قل افتخذتم من دونه اولياء لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضوءا فاذا كان الله عز وجل هو رب السماوات والارض ولا رب سواه ولا خالق غيره جل وعلا اذا كيف اتخذتم اولياء؟ لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضوا فلا شك ان فعلهم هذا فعل مردود شرعا وعقلا ثم قال عز وجل قل هل يستوي الاعمى والبصير؟ ام هل تستوي الظلمات والنور؟ لا يمكن ان واعمى وبصير ولا يمكن ان تتساوى الظلمات والنور نعم والاعمى هنا عمى القلب نعم فلا يمكن ان يستوي المؤمن مع الكافر ولا يمكن ان تستوي الظلمات مع النور. نعم فالايمان له نور والكفر له ظلمة فلا يمكن ان يتساوى الشوك مع الايمان الكفر مع الايمان التوحيد مع الشرك او الكفر مع الايمان ثم قال عز وجل ام جعلوا لله شركاء وهذا يبين ان ما تقدم هو المقصود به الناحية المعنوية اي ظلمة الكفر ونور الايمان ظلمة الشوك ونور التوحيد ولذا والله اعلم قال عز وجل ام جعلوا لله شركاء خلقه كخلقه هل هناك من خالق غير الله ليس هناك خالق سوى الله عز وجل. قل اروني الذين خلقوا من دونه فليس هناك مشارك لله جل وعلا في الخلق في صفة الخلق فتشابه الخلق عليهم خلق الله مع خلق من دونه ليس هناك خالق سوى الله فلا يمكن ان يشتبه الله جل وعلا العظيم الجليل الكبير مع خلقه المخلوقين قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار فالله عز وجل خالق كل شيء وهو الواحد جل وعلا واحد في ربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته. وهو القهار الذي قهر الخلق جل وعلا فكل شيء هو مقهور بالله سبحانه وتعالى تحت امره جل وعلا. وتحت طوعه ولذا قال عز وجل وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين مهما حاول الانسان من شيء لا يمكن ان يفعل هذا الشيء الا بعد مشيئة الله عز وجل ولذا تجد الانسان يحاول ان يفعل شيئا وهو جاز في فعله ومع ذلك ماذا لا يستطيع لا تتهيأ الاسباب ولا تحصل الامور في فعل هذا الشيء ولد الله عز وجل اخبر انه يحول بين المرء وقلبه نعم سبحانه وتعالى واحيانا الانسان تجده يعزم على شيء ثم هو ينصرف بقلبه عن هذا الشيء نعم ينشر في انصرافا كليا عن هذا الشيء مع انه تجد انه قد عزم على فعله ازم على انجاز هذا الشيء او تحصيل هذا الشيء ومع ذلك ينصرف بقلبه عن هذا الامر فالقلوب بين اصبعين من اصابع الله جل وعلا وقد تقدم لنا قصة المرأة التي اتت تشفع لولدها عند السلطان. وهذه القصة قد ذكرت وها ابو محمد ابن حزم وانها جرت في بلاد الاندلس ذكرها ابن حزم عن ابيه وكان والده وزيرا نعم عندما شفعت قال هذا الملك والسلطان قال لقد ذكرتيني بهذا الشخص وكنت قد نسيته. فاراد ان يكتب بانه يسلب ويقتل فكتب يخرج نعم اجرى الله عز وجل قلم بيده على اخراجه. بدل صلبه وقتله فاخذ الوزير حتى ينفذ نعم هذا الامر امر رئيس الشرطة ان يخرج فغضب السلطان. قال هذا انت الذي كتبت فاعاد الكرم مرة ثانية فايضا كتب يخرج بدل ان يصلب فاستطاع استشاط غضبا اكثر منها المرة الاولى نعم فقال له الوزير انت الذي كتبت نعم انا انفذ ما تأمر به وتكتب به الي فالمرة الثالثة ايضا فايضا يخرج بدل ان يصلب ثم انزجوا وانتبه فقال من اراد الله حياته انا ماذا انا لا استطيع نعم على قتله وهذا الشخص يعني مسجون عنده وهذا سلطان والامر يعني في الاصل يعني اوامر تنفذ ولكن الله عز وجل ما اراد لم يرد ذلك سبحانه وتعالى فاسقط بيده وبحمد الله هو انتبه هو انتبه نعم لهذا الامر وقال من اراد الله حياته انا ما استطيع على قتله فاذا على الانسان ان يلجأ الى الله نعم في كل اموره جل وعلا فهو الميسر. اذا الله عز وجل لم ييسر شيء خلاص لن يتيسر مهما كان يعني هذا الشيء فنسأل الله عز وجل ان يوفقنا واياكم الى الرجوع اليه في كل كبيرة وصغيرة. هذا وبالله تعالى التوفيق