الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا مجلس جديد من المجالس للدور التفصيلي الرابعة في دورتها الثانية وكنا قد وقفنا في كتاب فتح رب البرية بتلخيص الحموية على الباب الثالث والعشرين فنبدأ على بركة الله عز وجل مع الشيخ محمد احمد شلوح الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه وللمسلمين اجمعين قال المصنف رحمه الله تعالى الباب الثالث والعشرون في اقسام المنحرفين عن الاستقامة في باب الايمان بالله واليوم الاخر قال رحمه الله تعالى طريقة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه والتابعين لهم باحسان على الصراط المستقيم علما وعملا يعرف ذلك من تتبعها بعلم وعدل فقد حققوا الايمان بالله واليوم الاخر. واقروا بان ذلك حق على حقيقته وهم في اعمالهم مخلصون لله متبعون لشرعه فلا شرك ولا ابتداع ولا تحريف ولا تكذيب واما المنحرفون عن طريقتهم فهم ثلاث طوائف اهل التخييل واهل التأويل واهل التجهيل فاما اهل التخييف المنحرفون عن طريقة السلف وهم على ثلاث طوائف هذا التقسيم بالنظر الى موقفهم من النصوص. هذا التقسيم باعتبار قولهم في النصوص فمنهم آآ من يندرج تحت اهل التخييم ومنهم من يندرج تحت اهل التأويل ومنهم من يندرج تحت اهل التدجيل وهذا لا يمنع ان المخالفين للسلف ينقسمون الى اقسام اخرى باعتبارات اخرى فننتبه الى حيثية التقسيم ولاية اعتبار التقسيم. نعم قال رحمه الله تعالى فاما اهل التخييل فهم الفلاسفة والباطنية ومن سلك سبيلهم من المتكلمين وغيرهم. وحقيقة مدهبهم ان ما جاءت به الانبياء مما يتعلق بالايمان بالله واليوم الاخر فان قال الله ورسوله اعلم صار اه فان قال الرسول يعلم المعنى لكن لم يبين صار من اهل التخييل صار من اهل التخييل الذين يقولون ان هذه النصوص لها معاني مخيلة لكن الرسول لا لا يعلمها امثال امثال وتخيلات لا حقيقة لها في الواقع وانما المقصود بها انتفاع العامة وجمهور الناس. لان الناس اذا قيل لهم ان لكم رب من عظيم قادر رحيم قاهر وان امامكم يوما عظيما تبعثون فيه وتجازون باعمالكم ونحو ذلك استقاموا على الطريقة المطلوبة منه وان كان هذا لا حقيقة له على زعم هؤلاء ثم ان هؤلاء على قسمين غلاة وغير غلاة. يعني الفلاسفة والباطنية في حقيقة الامر وفي واقع الامر يرون ان هذه النصوص التي قالها على زعمهم الحكماء وليس هو كلاما منزلا من السماء يقولون انما قاله من قاله من الحكماء وربما يسمونهم انبياء تجوزا ومجاراة لاهل الشرائع يقولون انما اه جاءوا به على سبيل التخييل يعني انهم يخيلون للناس ان هناك ربا وان هناك جنة وان هناك نارا وان هناك عقابا فان قيل لهم انتم تقولون هؤلاء حكماء بزعمكم وان لم يكونوا انبياء فهل الحكيم يفعل هذا مع عامة الناس ويخدعهم فيرجعون الى انفسهم فيقولون نعم الحكيم يفعل ذلك لاجل مصلحة الجمهور ويسمونهم بالجمهور لاجل مصلحة العامة بزعمهم ويقولون هذا مثاله ان الطبيب ربما يعطي دواء للمرظى لاصلاح حالهم ولو اخبرهم ان في هذا الدواء بعض المركبات الممكنة او الخبيثة او السامة التي لا تضرهم فانهم لا يتقبلونها ولهذا يجاريهم ويقول لهم هذا احلى من العسل وهذا الذ من اللبن وهذا اطيب من الماء ونحن ولذلك رجاء اصلاح احواله اذا الديانات في نظر هؤلاء الفلاسفة والباطنية الديانات لا بأس بها لاجل اصلاح الجمهور وان كانت مخيلة. نعم قال رحمه الله تعالى فاما الغلاة فيزعمون ان الانبياء لا يعلمون حقائق هذه الامور. وان من المتفلسفة الالهية ومن يزعمونهم هم اولياء من يعلم هذه الحقائق فزعموا ان من الفلاسفة من هو اعلم بالله واليوم الاخر من النبيين الذين هم اعلم الناس بالله يمثلهم يمثلهم ابن عربي وابن سبعين وابن الفارظ وامثالهم من اه الغلاة الباطنية الحلولية وهم جمعوا بين الفلسفة وبين الحلول. وزعموا ان الحقائق هي ان الوجود هو عين الموجود وعين الموجود هو عين الوجود هذا زعمهم هم يدعون الايمان لكن يقولون نخفي الحقيقة و يقولون ان القائلين بالحقيقة اعلم بالله من الانبياء لانهم لم يعلموا حقائق هذه الامور. فيقولون مثلا عياذا بالله ان موسى لما قال اعبدوا الله ما لكم من اله غير يقولون انه في الظاهر تخيل له ان هناك فرقا بين الوجود وبين واجبه ان هناك فرقا بين الخالق والمخلوق فطلب من فرعون ان يؤمن بالخالق وان لا يعبد المخلوق واما هم يقولون عياذا بالله ان فرعون اكتشف الحقيقة يسمونها حقيقة الوحدة الحقيقة الالهية الموجودة في جميع الموجودات العينية عياذا بالله فقال انا ربكم الاعلى وهذا القول ورب العزة ما خطر ببال ابليس نعم قال رحمه الله تعالى واما غير الولاة فيزعمون ان الانبياء يعلمون حقائق هذه الامور ولكنهم ذكروا للناس امورا تخييرية لا تطابق الحق لتقوم لتقوم مصلحة الناس فزعموا ان مصلحة العباد لا تقوم الا بهذه الطريقة التي تتضمن كذب الانبياء في اعظم الامور واهمها. طبعا هذه اه هؤلاء الذين يزعمون ان الانبياء يعلمون ان ما قالوه خيال ليس له حقيقة يقول هناك جنة وليس هناك جن. هناك اخرة وليس هناك اخرة هؤلاء الذي يتصدرهم هم الفلاسفة وكان ابن رشد الحفيد على هذا. نعم قال رحمه الله تعالى فالطائفة الاولى حكمت على الرسل بالجهل والطائفة الثانية حكمت عليهم بالخيانة والكذب هذا هو قول اهل التخييل فيما يتعلق بالايمان بالله واليوم الاخر اما في الاعمال فمنهم من يجعلها حقائق يؤمر بها كل احد. ومنهم من يجعلها تخيلات ورموزا يؤمر بها العامة دون الخاصة فيؤولون الصلاة بمعرفة اسرارهم والصيام بكتمانها والحج بالسفر الى شيوخهم ونحو ذلك. وهؤلاء هم الملاحدة من الاسماعيلية والباطنية ونحوهم. اذا هم في موقف بهم من الاعمال منقسمون ايضا الى قسمين منهم من يجعلها حقائق يؤمر بها كل احد مثل ابن رشد الفيلسوف ومنهم من يجعلها ثخيلات ورموزا يؤمر بها العامة دون الخاصة كقول ابن الفارض وابن سبعين وابن التلمساني ونحوهم من غلاة المتصوفة كابن عرب ونحوه ومنهم من يؤول الصلاة والصيام والحج كالباطنية الاسماعيلية من من الشيعة وعلى رأس هؤلاء ايضا في ايامنا هذه العلوية وهم طائفة من الاسماعيلية وكذلك الاغا خانية فهم طائفة من الاسماعيلية والبهرة وهم طائفة من الاسماعيلية وكذلك المكارم فهم طائفة من الاسماعيلية نعم. لكن هذه الامور يخفونها عن عوامهم يخفونها عن عوامهم ولهذا هم يقولون لا يجوز اظهار هذه الامور للعامة ومن هنا قال ابن رشد الحفيد في رده على تهافت آآ التهافت اه في رده على الغزالي زعم ان من العلوم ما لا ينبغي اظهاره للعامة نعم قال رحمه الله تعالى وفساد قول هؤلاء معلوم بضرورة الحس والعقل والشرع فاننا نشاهد من الايات الدالة على وجود الله وكمال صفاتهما لا يمكن حصره وفي كل شيء له اية تدل على انه الواحد فان هذه الحوادث فان هذه الحوادث المنتظمة لا يمكن ان تحدث الا بمدبر حكيم قادر على كل شيء والايمان باليوم الاخر دلت عليه جميع الشرائع واقتضته حكمة الله البالغة. ولا ينكره الا مكابر او مجنون واهل التخييل لا يحتاجون في الرد عليهم الى شيء كثير لان نفوذ الناس عنهم معلوم ظاهر واما اهل التأويل فهم المتكلمون من الجهة من الجهمية والمعتزلة واتباعهم وحقيقة مذهبهم ان ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من نصوص الصفات مجاز لم يقصد به ظاهره وانما المقصود به معان تخالفه يعلمها النبي صلى الله عليه وسلم لكنه تركها للناس. يستنتجونها بعقولهم ثم دون صرف ظواهر النصوص اليها وغرضه بذلك امتحان وغرضه بذلك امتحان عقولهم وكثرة الثواب بما وكثرة الثواب بما يعانونه من محاولة صرف الكلام عن ظاهره. وتنزيله على شواذ اللغة وغرائب كلام وهؤلاء هم اكثر الناس اضطرابا وتناقضا وتناقضا. لانهم ليس لهم قدم ثابت فيما يمكن تأويله وما لا يمكن ولا في تعيين المعنى المراد قال ثم ان غالب ما يزعمونه من المعاني يعلم من حال المتكلم وسياق كلامه انه لم يرده في ذلك الخطاب المعين الذي اوله وهؤلاء كانوا يتظاهرون بنصر السنة ويتسترون بالتنزيه. ولكن الله تعالى هتك استارهم برد شبهاتهم ودحض حجج ولقد تصدى شيخ الاسلام وغيره للرد عليهم اكثر من غيرهم. لان الاغترار بهم اكثر من الاكثر من الاغترار بغيرهم لما يتظاهرون به من نصر السنة اهل التأويل يمثلهم اليوم المتكلمون. سواء كثر آآ انتصارهم واستدلالهم بطريقة اهل الكلام او قل لا وعلى رأسهم الجهمية والمعتزلة قديما وحديثا. اليوم نرى ان الجهمية آآ المعتزلة تمثلهم ما نسميه نحن اليوم بالليبرالية والعلمانية وذلك في زعمهم ان الدين حقه المسجد وان نحكم في دنيانا ما تراه عقولنا بل ربما يحكمون عقولهم حتى في امورهم كثيرة من امور الدين مثل الصفات والاسماء ونحو ذلك من الامور هؤلاء اهل التأويل يقولون ان النبي صلى الله عليه وسلم علم المعاني التي نحن نأول القرآن والسنة اليه فاذا قيل لهم لماذا لم يبينها فلهم في ذلك جوابا يقولون لم يبينها اختبارا ومنهم من يقول لم يبينها لانشغالهم بالجهاد ونحوه اما الذين يقولون لم يبينها اختبارا او لم يبينها لانشغالهم بالجهاد ونحوه فيقال لهم فانتم ايضا لا تبينوها ليقع من يؤمن بظاهر القرآن ومن لا يؤمن وانتم انشغلوا عنها بما هو انفع ان كان كما تزعمون قد انشغل عنها النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. ثم يقال اليس من آآ من مقاصد ارسال الرسل تعريفهم بربهم فاذا كان هذا الباب هو اعظم الابواب لم يبينها النبي صلى الله عليه وسلم بل عامة ما قاله تزعمون انه على خلاف ما قاله اليس في هذا يكون اما ملغزا واما مريدا لهم الضلالة عياذا بالله تعالى وحاشى رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه من ذلك ثم نقول لهم ان زعمتم ان هذه النصوص لابد من تأويلها. فانتم مضطربون فيها متناقضون فعقل من يحكم عقل المعتزلي او عقل الجهمي او عقل الاشعري او عقل ما تريدين وهذا امر واضح ولهذا شيخ الاسلام رحمه الله رده على الفلاسفة اه استغرق مجلديه في كتبه ومؤلفاته رحمه الله ومن ذلك الصفدية في الرد على الفلاسفة واما رده على المتكلمين فاستغرق مجلدات من مؤلفاته رحمه الله لان هؤلاء لان هؤلاء المتكلمين فانما يظهرون لباس تعظيم الشريعة وقد نص ابو حامد الغزالي غفر الله له في طوره الاشعري انه لابد من تأويل هذه النصوص وان الصحابة انما انشغلوا بالجهاد عنها عياذا بالله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى مذهب اهل التأويل في نصوص المعادن الايمان بها على حقيقتها من غير تأويل ولما كان مذهبه ولما كان مذهبهم في مختص صفات صفها عن حقائق عن حقائقها الى معان مجازية تخالف ظاهرها استطوان عليهم اهل التخييل فالزموهم القول بتأويل نصوص المعاد كما فعلوا في نصوص الصفات فقال اهل التأويل لهم نحن نعلم بالاضطرار ان الرسول صلى الله عليه وسلم جاء باثبات الميعاد وقد علمنا فساد الشبهة المانعة منه فلزم القول بثبوته انتهى. يعني الان مذهب اهل التأويل في نصوص الصفات في نصوص المعاد هل هناك معاد او لا فاهل التأويل من حيث الجملة كلهم متفقون ان هناك معادن. يعني هناك يوم القيامة اما من حيث الواقع العملي الذي سيكون في يوم القيامة فان المعتزلة انكرت اشياء واشياء واشياء من المعاني بحجة وزعم انه لابد من تأويلها وان العقول لا تقبل ذلك. ومن جملة ذلك انكارهم لعذاب القبر ومن جملة ذلك انكارهم لفتنة القبر ونعيم من جملة ذلك انكارهم الموازين فانكارهم الصراط والبرور على الصراط وانكارهم خروج الموحدين من النار ونحو ذلك. لكن مقصود الشيخ هنا مذهب اهل التأويل في نصوص المعاد الايمان به على حقيقتها. اكتب هنا من حيث الجملة من حيث الجملة او من حيث الايمان بالمعاد مع وقوع التنازع فيما بينهم في بعض نصوص اه المعاد فيقال لهم انتم الان لا تؤولون نصوص المعاد وتقول المؤمن باليوم الاخر وان هناك يوم القيامة طيب اهل التخييل واهل التجهيل يقولون لهم لماذا لا تكون هذه النصوص تخييلا او تجهيلا اه فاهل التأويل يقولون نحن نعلم بالاضطرار ان الرسول صلى الله عليه وسلم جاء باثبات الميعاد هو ركن من اركان الايمان الركن الخامس من اركان الايمان وقد علمنا فساد الشبهة المانعة منه فلزم القول بثبوته وهذا جواب صحيح. نعم كمل الجواب قال وهذا جواب صحيحة صحيح وحجة قاطعة تتضمن الدفاع عنه في عدم تأويله النصوص والمعاد والزام اهله تخيلي ان يقولوا باثبات الميعاد واجراء نصوصه على حقائقها لانه اذا قام الدليل وانتفى المانع وجب ثبوت المدلول نعم. وخذ وقد احتج اهل السنة على اهل التأويل بهذه الحجة نفسها ليقولوا بثبوت الصفات واجراء نصوصها على حقيقتها فقالوا لاهل التأويل نحن نعلم بالاضطرار ان الرسول صلى الله عليه وسلم جاء باثبات الصفات لله وقد علمنا فساد الشبهة المانعة منه فلزم القول بثبوتها وهذا الزام صحيح وحجة قائمة لا محيد لاهل التأويل عنها فان من منع صرف الكلام عن حقيقته في نصوص المعادي يلزمه ان يمنعه في نصوص الصفات التي هي اعظم واكثر اثباتا في الكتب الالهية من اثبات الميعاد وان لم يفعل فقد تبين تناقضه وفساد عقله نعم قال رحمه الله تعالى فصل واما التجهيل واما اهل التجهيل فهم كثير من المنتسبين الى السنة واتباع السلف وحقيقة مذهبهم ان ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من نصوص الصفات الفاظ مجهولة لا يعرف معناها حتى لا يعرف معناها حتى النبي حتى النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم باحاديث الصفات ولا يعرف معناها ثم هم مع ذلك يقولون ليس للعقل مدخل في باب الصفات فيلزم على قولهم الا يكون عند النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وائمة السلف في هذا الباب علوم عقلية ولا سمعية وهذا من افضل الاقوال تجهيل في باب الصفات هم المفوضة الذين يقولون ان هذه النصوص لا تدل على معاني وانما جيء بها هكذا ويزعمون ان النبي صلى الله عليه وسلم وان الصحابة وان السلف لا يعلمون معاني هذه النصوص فلا يعلمون فيقولون لا نعلم ما معنى استوى؟ لا لا نعلم ما معنى خلقت بيدي؟ لا نعلم ما معنى والارض جميعا قبضته لا يعلمون معنى القبضة فساروا يحيلون معاني عربية معروفة الى معاني مجهولة والغاز واحاجية آآ لذلك هم يقولون لابد ان نمر هذه النصوص ولا نتعرض لما فان قلنا ما معناها؟ قالوا الله اعلم منهم من ربما يقول الله اعلم وهذا حال اكثرهم. ومنهم من يقول الله ورسوله اعلم او يقول ان هذه النصوص لا معاني لها والرسول لا يعلم معانيها وانما اتى الله عز وجل بها ابتلاء واختبارا. نعم قال رحمه الله تعالى وطريقتهم في نصوص الصفات امرار لفظها مع تفويض معناها ومنهم من يتناقض فيقول تجري على ظاهرها مع ان لها تأويلا يخالفه لا يعلمه الا الله وهذا ظاهر التناقض فانه اذا كان المقصود فانه اذا كان المقصود بها التأويل الذي يخالف الظاهر وهو لا يعلمه الا الله فكيف يمكن اجراؤها على ظاهرها وقد قال الشيخ رحمه الله عن طريقة هؤلاء في كتاب العقل والنقل فتبين ان قول اهل التفويض الذين يزعمون انهم متبعون للسنة والسلف من شر اقوال اهل البدع والالحاد انتهى قول المفوضة من شر اقوال اهل البدع في باب النصوص الصفة لماذا؟ لان نصوص الصفات اما ان تدل على معاني ثم اما ان تكون هذه المعاني ذائقة بالله فنقول بها واما ان تكون على وجه التشبيه فان كان على وجه التشبيه فقال بها المشبه عياذا بالله وان كان على وجه التشبيه فقال اهل التأويل يجب نفي اه هذه النصوص عن التشبيه فقالوا بالتأويل اما ان نقف هكذا في النصوص فهذا قطع للطريق في البحث والتنقيب والتفتيش عن معانيها لمعرفة الله عز وجل باسمائه وصفاته. نعم قال رحمه الله تعالى والشبهة التي احتج بها اهل التجهيل هي وقف اكثر السلف على الا الله من قوله تعالى تطويره وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وقد بنوا شبهتهم على مقدمتين الاولى ان ايات الصفات من المتشابه الثانية ان التأويل المذكور في الاية هو صفو اللفظ عن ظاهره الى المعنى الذي يخالف الظاهر فتكون النتيجة ان لايات الصفات معنى يخالف ظاهرها لا يعلمه الا الله والرد عليهم من وجوه الاول ان نسألهم ماذا يريدون بالتشابه الذي اطلقوه على ايات الصفات؟ ايريدون اشتباه اشتباه المعنى اي يريدون اشتباه المعنى وخفائه ام يريدون اشتباه الحقيقة وخفائها فان ارادوا المعنى الاول وهو مرادهم فليست ايات الصفات منه لانها ظاهرة المعنى وان ارادوا المعنى الثاني فايات الصفات منه لانه لا يعلم حقيقتها وكيفيتها الا الله تعالى وبهذا عرف انه لا يصح اطلاق التشابه على ايات الصفات بل لابد من التفصيل السابق سبق معنا ان بينا ان اي صفة واي فعل فله مدلولات. لاحظوا هذا ولا تنسوا مدلول المعنى مجردا عن الفاعل ومجردا عن اضافة الصفة الى الموصوف فمدلول المعنى يفهمه كل عاقل يفهم اللغة ويعرف ما المعاني اللغوية وانما يصعب معرفة المعنى اللغوي للافعال والصفات على من؟ على صنفين. على من لا يعرف اللغة وعلى من لا يكون عاقلا فمثلا لو قلنا لاي انسان ما معنى جاء ما معنى اتى فهو يعرف يفسرها باي لغة من لغات العالم لماذا؟ لانه يعرف معنى الصفة فاذا قلنا ما معنى ما معنى القاضي فهو يعرف معنى هذا الوصف يعني اش معنى هذا الوصف لكن ليجهلوا يجهلوا حقيقة المجيء وحقيقة القضاء حتى نعرف من الذي يجيء ومن الذي يقضي. فان قلنا جاءت الحية الان عرف المعنى وعرف الكيس عرف المعنى وعرف الحقيقة فاذا قلنا جاء الانسان عرف المعنى وعرف الحقيقة فاذا قلنا جاء جبريل عرف المعنى ولم يعرف الحقيقة واذا قلنا يومئذ جيء بجهنم عرف المعنى ولم يعرف كيف جيء بجهنم طيب اذا قلنا جاء الله عرف المعنى ولم يعرف كيف يجيء الله اذا قلنا القاضي هو فلان من الناس؟ قال اي نعم اعرفه قاظ مرتشي فاذا قيل له القاضي عياض قال نعم معروف من قضاة التابعين وكان عادلا ذكيا فطنا قلنا القاضي شريح قال معروف قلنا القاضي عمر قال عمر لم يتحاكم الناس اليه اقامة للعدل خوفا منه فاذا قلنا القاضي هو الله. عرفوا المعنى ولم يعرفوه كيفية وحقيقة الصفة. فالمسألة سهلة جدا في الفرق. ها في الفرق لذلك نقول ماذا يريدون بالتشابه الذي اطلقوه على يد الصف ايريدون اشتباه المعنى وخفاءه فلا والله فالله خاطبنا بلسان عربي مبين ام يريدون اشتباه الحقيقة وقصاءها فنقول نعم لماذا اشتبه الحقيقة خفي علينا لان الفعل مضاف الى الله. والوصف مضاف الى الله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الثاني ان قولهم ان التأويل المذكور في الاية هو صرف اللفظ عن ظاهره الى المعنى الذي يخالف الظاهر غير صحيح فان هذا المعنى للتأويل اصطلاح حادث لم يعرفه العرب والصحابة الذين نزل القرآن بلغتهم وانما المعروف عندهم ان التأويل يراد به معنيان. يعني انتم قلتم بالتأويل في قوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله فقلت ان المقصود هنا بالتأويل هو صرف اللفظ عن ظاهره للمعنى الذي يخالف الظاهر هذا المعنى في الاية ليس عرفا سلفيا هذا تأويل هذه الاية على هذا الاصطلاح حادث لم يعرفه الصحابة لم يعرفه النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا السلف فكيف فكيف تجعلون الاية على معنى حادث نعم قال قال وانما المعروف عندهم ان التأويل يراد به معنيان اما التفسير اما التفسير ويكون التأويل على هذا معلوما لاولي العلم كما قال ابن عباس رضي الله عنهما انا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله وعليه يحمل وقف كثير من السلف على قوله تعالى والراسخون في العلم من الاية السابقة يعني كثيرا من السلف كما هو رواية المجاهد عن ابن عباس وقف هكذا وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم وعلى هذا التأويل الراسخون في العلم يعلمون معاني ما اشتبه على العامة وخفي على عوام المسلمين. نعم قال واما حقيقة الشيء وماله وعلى هذا يكون تأويل ما اخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الاخر غير معلوم لنا لان ذلك هو الحقيقة والكيفية التي هو عليها وهو مجهول لنا كما قاله مالك وغيره في الاستواء وغيره. وعليه يحمل وقف جمهور السلف على قوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله من الايات السابقة نعم. الوجه الثالث ان الله ان انزل القرآن للتدبر وحثنا على تدبره كله ولم يستثني ايات الصفات والحث على تدبره يقتضي انه يمكن الوصول الى معناه والا لم يكن للحث على تدبره معنى لان الحث على شيء لا يمكن الوصول اليه لغو من القول ينزه كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم عنه وهذا اعني اعني الحث على تدبره كله من غير استثناء يدل على ان لايات الصفات معنى يكون الوصول اليه بالتدبر شنو الوصول؟ يمكن احسنوا اليكم. يمكن الوصول اليه بالتدبر. واقرب الناس الى فهم ذلك المعنى هو النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. لان القرآن نزل بلغتهم ولانهم اسرع الناس الى امتثال الحث على التدبر خصوصا فيما فيما فيما هو اهم مقاصد الدين قال وقد قال ابو عبدالرحمن السلمي حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن عثمان ابن عفان وعبدالله ابن مسعود وغيرهما انهم كانوا اذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ايات لا يتجاوزونها حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل قال فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا فكيف يجوز مع هذا ان يكونوا جاهلين بمعاني نصوص الصفات التي هي اهم شيء في الدين الرابع الرابع ان قوله يستلزم ان يكون الله ان يكون الله قد انزل في كتابه المبين الفاظا جوفاء لا لا يبين لا يبين بها الحق وانما هي بمنزلة الحروف الهجائية والابجدية وهذا ينافي حكمة وهذا ينافي حكمة الله التي انزل الله الكتاب وارسل الرسول من اجله يعني الوجه الرابع انه يلزم على كلام هؤلاء ان تكون معاني الافعال ومعاني الكلمات العربية الموجودة في القرآن مثل جاء وهو جاء ربك ها هل ينظرون الا ان يأتيهم الله ومثل قوله جل وعلا آآ ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي والارض جميعا قبضته يوم القيامة وهو ارحم الراحمين آآ وهو آآ الرحيم الغفور وهو السميع البصير ونحو ذلك يلزم ان يكون ان الله لا انزل كلمات في القرآن لا يبين بها الحق وانما هي بمنزلة الحروف الهجائية والابجدية كأن لذلك صرح بعضهم ان استوى مثل الف لام راء وان كلمة القبض المضاف الى الله عز وجل بمنزلة نون وهذا كلام يقوله من لا يعطي القرآن حقه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى تنبيه ولمن ما سبق ان معاني ان معاني التأويل ثلاثة الاول التفسير وهو ايضاح المعنى وبيانه. وهذا اصطلاح جمهور المفسرين ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لابن عباس اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل. وهذا معلوم عند العلماء في ايات الصفات وغيره تفسير التأويل اه بمعنى الايضاح والتفسير معروف في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وفي زمن الصحابة وفي زمن التابعين ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح عن ابن عباس اللهم علمه الكتاب اما لفظة اللهم افقهوا في الدين فهذا ثابت. اما لفظة تعلمه التعويل فهذه لفظة غير ثابتة. نعم قال الثاني الحقيقة التي يؤول الشيء اليها وهذا هو المعروف من معنى التأويل بالكتاب والسنة كما قال تعالى هل ينظرون الا تأويله وقوله وقوله تعالى ذلك خير واحسن تأويلا فتأويل ايات الصفات بهذا المعنى هو الكن هو الحقيقة التي هي عليها وهذا لا يعلمه الا الله اذا المعنى الثاني الحقيقة التي يؤول الشيء اليها مثل قول يوسف هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا. اي حقيقة ما ال اه اليه امري بشأن رؤياه. كان النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل عليه فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا تقول عائشة رضي الله عنها كان كان يقول سبحانك اللهم وبحمدك اه قلت سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك. قالت كان يتأول القرآن فتأويل القرآن على هذا المعنى في باب الاخبار ها وجود حقائقها كما اخبر واذا كان في باب الاوامر والنواهي امتثالها وايجادها واقعيا نعم قال رحمه الله تعالى الثالث صرف اللفظ عن ظاهره الى المعنى الذي يخالف الظاهر وهو اصطلاح المتأخرين من المتكلمين وغيرهم وهذا نوعان صحيح وفاسد الصحيح ما دل الدليل عليه مثل تأويل قوله تعالى فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم. الى الى ان الى ان المعنى اذا اردت ان تقرأ يعني اذا اردت ان تقرأ فاذا قرأت القرآن هل معناه بعد القراءة ولا اذا اردت ان تقرأ جمهور المفسرين في قوله تعالى فاذا قرأت القرآن اي اذا اردت ان تقرأ القرآن طيب هذا الان هو صرف لظاهر اللفظ الى معنى يخالف الظاهر نعم لكن لوجود القرينة ما هو القرينة؟ القرينة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا افتتح الصلاة يقول اولا اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه بسم الله الرحمن رحيم الحمد لله رب العالمين اذا لابد ان تكون القرينة ماذا؟ لابد ان تكون القرينة ها نصا اخر وهل يمكن ان تكون القرائن عقلية؟ الجواب يمكن لكن بشرط ان تكون قرائن عقلية متفق عليها نعم قال والفاسد ما لا دليل عليه كتأويل استواء الله على عرشه باستيلائه ويده ويده ويده بقوته ونعمته ونحو ذلك قال فصل روي عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال تفسير القرآن على اربعة اوجه تفسير تعرفه العرب من كلامها وتفسير لا يعذر احد بجهالته. وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه الا الله فمن ادعى علمه فهو كاذب انتهى فالتفسير الذي تعرفه العرب من كلامها هو تفسير مفردات اللغة كمعرفة معنى القرء والنماذق والكهف ونحوها والتفسير الذي لا يعذر احد بجهالته وهو تفسير الايات المكلف بها اعتقادا او عملا كمعرفة الله باسمائه وصفاته ومعرفة اليوم الاخر والطهارة والطهارة والصلاة والزكاة وغيرها والتفسير الذي يعلمه العلماء هو ما يخفى على غيرهم مما يمكن الوصول الى معرفته كمعرفة اسباب النزول والناسخ والمنسوخ والعام اصل المحكم والمتشابه ونحو ذلك واما التفسير الذي لا يعلمه الا الله فهو حقائق ما اخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الاخر. فان هذه الاشياء نفهم معناها لكن لا ندرك حقيقة ما هي عليه في الواقع مثال ذلك اننا نفهم بمعنى استواء الله على عرشه ولكننا لا ندرك كيفيته التي هي حقيقته ما هو حقيقة ما هو عليه في الواقع وكذلك نفهم معنى الفاكهة والعسل والماء واللبن وغيرها مما اخبر الله انه في الجنة ولكن لا ندرك حقيقة في الواقع كما قال تعالى فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون قال ابن عباس رضي الله عنهما ليس في الدنيا شيء مما في الجنة الا الاسماء وبهذا تبين ان في القرآن ما لا ما لا يعلم تأويله الا الله. في حقائق اسمائه وصفاته وما اخبر الله به عن اليوم الاخر واما تعاني هذه الاشياء فانها معلومة لنا والا لما كان للخطاب بها فائدة. والله اعلم في القرآن ما لا يعلم تأويله الا الله كحقائق اسماء الله وصفاته وافعاله وربما نجد في بعض الكتب كلمة قريبة من هذه وهي ككيفيات اني كنت دائما اعلم ان المنطقة اليونانية لا يحتاج اليه الذكي ولا ينتفع به البليه انتهى بالنسبة لالقاب السوء التي يلقب بها اهل البدع اهل السنة قديما وحديثا هي القاب صفات الله وافعاله او ككنه ككنه صفات الله وافعاله نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى الباب الرابع والعشرون. انقسام اهل القبلة في اية الصفات واحاديثها قالوا رحمه الله تعالى المراد باهل القبلة من يصلي الى القبلة وهم كل من ينتسب الى الاسلام وقد انقسم اهل القبلة في ايات الصفات واحاديثها الى ست طوائف طائفتان قالوا تجرى على ظاهرها وطائفتان قالوا تجرى على خلاف ظاهرها وطائفتان واقفتان. فالطائفتان اللذين فالطائفتان اللذين الذين قالوا تجرى على ظاهرها هم طائفة المشبهة الذين جعلوها من جنس صفات المخلوقين ومذهبهم باطل انكره عليهم السلف طائفة الدولة المشبهة اذا قرأ احدهم شيئا مضافا الى الله لم يفهم منه الا ما يضاف اليه فهو اذا سمع الوجه لا يعقل الا وجه نفسه واذا سمع اليد لا يعقل الا يد نفسه واذا سمع المجيء لا يعرف الا مجيء نفسه وهؤلاء مثل المجانين الذين يقولون ان وجهي مثل وجه النملة او وجهي مثل وجه الحمار ونحو ذلك نعم قال رحمه الله تعالى طائفة السلف الذين اجروه على ظاهرها اللائق بالله عز وجل. ومذهبهم هو الصواب المقطوع به لدلالة كتابه والسنة والعقل عليه دلالة ظاهرة اما قطعية واما ظنية كما تقدم دليل وجوبها وصحتها في البابين الثالث والرابع والفرق بين هاتين الطائفتين ان الاولى تقول بالتشبيه والثانية والثانية تنكره فان قال المشبه في علم الله ونزوله ويده مثلا انا لا اعقل من العلم والنزول واليد الا مثل ما يكون للمخلوق من ذلك فجوابه من وجوه الاول ان العقل والسمع قد دل كل منهما على مباينة الخالق للمخلوق في جميع صفاته فصفات الخالق تليق به وصفات المخلوق تليق به فمن فمن ادلة السمع على مباينة الخالق للمخلوق. قوله تعالى ليس كمثله شيء. وقوله افمن يخلق كمن لا يخلق افلا تذكرون ومن ادلة العقل ان يقال كيف يكون الخالق الكامل من من جميع الوجوه الذي الكمال من لوازم ذاته وهو معطي الكمال مشابها للمخلوق الناقص الذي ومن لوازم ذاته وهو مفتقر الى من يكمله الثاني ان يقال له الست تعقل لله ذات ما تشبه ذات المخلوقين؟ فسيقول بلى فيقال له فلتعقل اذا ان لله صفات لا تشبه صفات المخلوقين. فان القول في الصفات كالقول في الذات ومن فرق بينهما فقد الثالث ان يقال نحن نشاهد من صفات المخلوقات صفات اتفقت في اسمائها وتباينت في كيفيتها فليست يد الانسان كيد الحيوان الاخر فاذا جاز اختلاف الكيفية في صفات المخلوقات مع اتحادها في الاسم فاختلاف ذلك بين صفات الخالق والمخلوق من باب اولى. بل التباين بين صفات الخالق والمخلوق واجب كما تقدمت بالنسبة للمشبهة قد ذكرهم الله عز وجل في القرآن واعظم من يمثل المشبهة هم اليهود فانهم شبهوا صفات الله عز وجل بالنقص. فكل من شبه صفة من صفات الله بصفات المخلوقين فقد نسب الى الله النقص ولهذا قال جل وعلا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير اليهود وكذلك النصارى وصفوا الله بصفة النقص فزعمت اليهود ان يد الله مغلولة. قال الله عز وجل عنهم وقالت اليهود يد الله مغلون. فهم اثبتوا اليد لكن على وجه النقص كما يتصور ان اه اغنياء الناس ربما يبخلون وصفوا الله بذلك فقال الله سبحانه وتعالى مثبتا خبرهم مبتدأ خبرهم ونافيا خبرهم. فقال بل يداه مبسوطتان غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء كذلك قولهم يعني قول اليهود ان الله فقير ونحن اغنياء وهذا من وجه تشبيههم الله سبحانه وتعالى بالنقص. وهنا انبه ان اه كثير من اليهود الى اليوم بل جمهور اليهود الى اليوم يقولون لا اله الا الله فما وجه كفرهم؟ وجه كفرهم قولهم بان الله عز وجل عياذا بالله مثل ابن ادم يشبهون الله كما مر معنا في ايات الكتاب وايضا من تشبيهاتهم كما في التوراة المحرفة ان يعقوب صارع الله فشرع يعقوب الله عياذا بالله تبارك وتعالى والتشبيه النصارى في قولهم ان لله ولدا. قال تعالى الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد احد اذا عامة اليهود وعامة النصارى مشبهة وتبعهم على هذا التشبيه طوايف من المنتسبين الى الاسلام مثل السالمية ومثل الهشامية السالمية من المنتسبين الى السنة زورا وهم مشبهة ولا هشامية من الرافضة كانوا يقولون بالتشبيه عياذا بالله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى واما الطائفتان الذين قالوا تجرى على خلاف ظاهرها وانكروا ان يكون لله صفات صفات ثبوتية او انكروا بعض الصفات او اثبتوا الاحوال دون الصفات فهم اهل التأويل من الجهمية وغيرهم الذين اولوا نصوص الصفات الى معان عينوها كتأويلهم اليد كتأويلهم اليد اليد بالنعمة والاستواء بالاستيلاء ونحو ذلك اهل التجهيل المفوضة الذين قالوا الله اعلم بما اراد بنصوص الصفات لكننا نعلم انه لم يرد اثبات صفة خارجية له تعالى وهذا القول متناقض فان قولهم نعلم انه لم يرد اثبات صفات صفات خارجية له يناقض التطوير لان حقيقة التفويض الا يحكم المفوض بنفي ولا اثبات وهذا ظاهر قال والفرق بين هاتين الطائفتين ان الاولى اثبتوا لنصوص الصفات معنى لكنه لكنه خلاف ظاهرها واما الثاني لكنه خلاف ظاهرها واما الثانية فيفوضون ذلك الى الله من غير اثبات معنى مع قولهم انه لا يراد من تلك النصوص اثبات صفة لله عز وجل واما الطائفتان الذين توقفوا فهم طائفة جوزوا ان يكون المراد بنصوص الصفات اثبات صفة تليق بالله والا يكون المراد ذلك وهؤلاء كثير من الفقهاء وغيرهم طائفة اعرضوا بقلوبهم والسنتهم عن هذا كله ولم يزيدوا على قراءة القرآن والحديث والفرق بين هذه الطائفة والتي قبلها ان الاولى تحكم بتجويز الامرين الاثبات وعدمه واما الثانية فلا تحكم بشيء ابدا والله اعلم لعلك تعبت يا ابا احمد لا ان شاء الله العمرة طيب جزاكم الله خير اه. احنا كنا نريد ان نجعل الدرس اليوم هو كل الثلاثاء يكون العصر فقط فما ادري هلأ نكمل او نقف الخيار لك اه كما تحب يا شيخنا الامور طيبة الحمد لله كما تحب نفع الله بك لان ان شاء الله ننبه الاخوة المستمعين والمجتمعات طلاب العلم والطالبات ان درس الثلاثاء سيكون عصرا فقط نعم. الباب الخامس والعشرون احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى الباب الخامس والعشرون في القاب السوء التي وضعها المبتدعة على اهل السنة قال رحمه الله تعالى من حكمة الله تعالى ان جعل لكل نبي عدوا من المجرمين يصدون عن الحق من استطاعوا من قول وفعل بانواع المكائد والشبهات والدعاوي الباطلة ليتبين بذلك الحق ويتضح ويعلو على الباطل وقد لقي النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه من هذا شيئا كثيرا كما قال تعالى ولا تسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا اذى كثيرا فقد وضع اولئك الظالمون المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه القاب التشنيع والسخرية مثل ساحر مجنون كاهن كذاب ونحو ذلك ولما كان اهل العلم والايمان هم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم لقوا من اهل الكلام والبدع مثل ما لقيه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه من اولئك المشركين فكانت كل طائفة من هذه الطوائف تلقب تلقب تلقب اهل السنة بما براهم الله منه من القاب التشنيع والسخرية اما لجهلهم بالحق حيث ظنوا صحة ما هم عليه وبطلان ما عليه اهل السنة واما لسوء القصد حيث ارادوا بذلك التنفير عن اهل السنة والتعصب لارائهم مع علمهم بفسادها الجهمية ومن تبعه من المعطلة سموا اهل السنة مشبها زعما منهم ان اثبات الصفات يستلزم التشبيه والروافض سموا اهل السنة نواصب لانهم يوالون ابا بكر وعمر كما كانوا يوالون ال النبي صلى الله عليه وسلم والروافض تزعم ان من والى ابا بكر وعمر فقد نصب العداء فقد نصب العداوة لاهل البيت ولذلك كانوا يقولون لا ولاء الا ببراء اي لا ولاية لال البيت الا بالبراءة من ابي بكر وعمر والقدرية النفاة تقال اهل السنة مجبرة لان اثبات القدر جبر عند هؤلاء النفاة والمرجئة المانعون من الاستثناء في الايمان يسمون اهل السنة شكاكا لان الايمان شكاكة لان الايمان عندهم هو اقرار القلب والاستثناء شك فيه عند هؤلاء المرجئة واهل الكلام والمنطق يسمون اهل السنة حشوية من الحشو وهو ما لا خير فيه ويسمونهم نوابت وهي بذور الزرع التي تنبت معه ولا خير فيها ويسمونه غثاء وهو ما تحمله الاودية من الاوساخ لان هؤلاء المناطق زعموا ان من لم يحط علما بالمنطق فليس على يقين من امره بل هو من الرعاع الذين لا خير فيهم والحق ان هذا العلم الذي فخروا به ليغني من الحق شيئا كما قال الشيخ رحمه الله في كتابه الرد على المنطقيين لا حقيقة لها في الواقع وانما هم يخترعونها من عند انفسهم يعني مثلا يقولون آآ عن اهل السنة مثل ما ذكر الشيخ انهم مشبع وانهم نابتة وانهم حشوية وانهم غثاء وانهم وانهم وان وقد سمعنا في هذا الزمان القاب كثيرة تطلق على اهل السنة زورا وبهتانا فان قال قائل فان اهل السنة يلقبون مخالفين الجواب انا نلقبهم بما هم ينتسبون ويفخرون به فنقول عن الجهمية الجهمية لانهم ينتسبون الى الجهم ومعطلة لانهم يعطلوا فاين تنبيذنا اياهم ونقول عن الرافظة روافض لانهم يفتخرون برفضهم خلافة ابي بكر وعمر. نعم. ورفضهم للسنة فاين نبذنا اياهم بالالقاب التي هم براء منها. فرق بين الطائفتين. فاهل السنة لا تلقب اهل البدع الا بالقاب واقعية عليها واهل البدع يلقبون اهل السنة بالقاب هم منها براء مثل قول بعضهم اليوم انتم متشددون انتم رجعيون انتم متخلفون انتم مع الحكام ومع الطوائف ومع اه الفرق الاسلامية في خوارج ونحو ذلك من العبارات. فنسأل الله عز وجل ان يحيينا على السنة وان يميتنا على السنة وان يبعدنا عن الضلال وعن الظلم هذا الباب اعني باب الالقاب ايها الاخوة باب عظيم زل فيه كثير من الناس حتى ممن ينتسب الى السنة ظل في هذا الباب فصار آآ يلقب من يخالفه بالقاب من عنده وكان معه خاتم سليمان يختم به من شاء ومعه عصا موسى يختم به من شاء وهذا غلط عظيم. فان هذا الباب اعني باب الحكم على الناس. وباب الحكم على الطوائف وباب الحكم على البلدان باب قضاء وهذا لا يعني انا لا نحذر من البدع واهل البدع يحذر من البدع واهل البدع الظاهرين. واما ان نجعل هذا التلقيب وهذا التنفير سببا لتفرقة اهل السنة فهذا والله المحنة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الباب السادس والعشرون في الاسلام والايمان قال رحمه الله تعالى الاسلام لغة الانقياد وشرعا استسلام العبد لله ظاهرا وباطنا بفعل اوامره واجتناب نواهيه فيشمل الدين كله. قال الله تعالى ورضيت لكم الاسلام دينا. وقال تعالى ان الدين عند الله الاسلام. وقال تعالى ومن يبتغي الاسلام دينا فلن يقبل منه واما الايمان فهو لغة التصديق. قال الله تعالى وما انت بمؤمن لنا واما الايمان فهو لغة التصديق هذا قول قاله جمع من العلماء ولابد ان نفرق هنا انه اذا قال عالم من علماء اهل السنة ان الايمان لغة والتصديق فلا يقصد بذلك التصديق المجرب والصواب ما قرره شيخ الاسلام ابو العباس ابن تيمية رحمه الله باكثر من عشرين وجها ان الايمان ليس معناه في اللغة التصديق ونبه على هذا شيخنا الشيخ عبد الرزاق ابن شيخنا الشيخ عبد المحسن العباد البدر في رسالته زيادة الايمان والنقصان فتفسير الايمان في اللغة بالتصديق هذا تفسير فيه قصور واكثر من يفسر الايمان بالتصديق هو المرجية من اه الماتوريدية والاشاعرة واما الصواب ان الايمان في اللغة فمعناه الاقرار لان امن به كاقر به ولا يقال امن به وصدق بي نفاق بين التصديق التصديق يكون به وله الايمان امنت به ولا يقال امنت له الا في قوله آآ في في بالمعنى الشرعي فلا بد ان ننتبه ان الايمان في اللغة معناه الاقرار واذا قلنا الامام في اللغة معناه التصديق فنقول التصديق مع العمل او التصديق والاذعان نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وفي الشرع اقرار القلب المستلزم للقول والعمل فهو اعتقاد وقول وعمل اعتقاد القلب وقول اللسان وعمل القلب والجوارح والدليل على دخول هذه الاشياء كلها في الايمان قوله صلى الله عليه وسلم الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره الايمان في الشرع اما ان يبين باركانه كما سئل النبي صلى الله عليه وسلم ما الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره واما ان نعرف الايمان بالشرع بما جاء عن السلف وهو اقرار بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح. يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وهذا المعنى اتفق عليه علماء السلف سلفا وخلفا وان كان بينهم في التعاريف من اختلاف في الالفاظ لكن هذا اه الامر وهذا القدر متفق عليه بينهم كما نبه على هذا الامام الحافظ ابو القاسم اللالكائي الطبري في كتابه شرح اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة لا احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وقوله الايمان بضع وسبعون شعبة فاعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق في باب الكفر والشرك هذا واحد وفي باب انكار واجبات الايمان المعلومة وفي باب تحريم تحليل ما حل ما حرمه الله عز وجل فاذا جاء انسان وقال الزنا حلال يكفر والحياء صعبة من الايمان الايمان بالله وملائكته الى اخره اعتقاد القلب وقول لا اله الا الله قول الانسان واماطة الاذى عن الطريق عمل الجوارح والحياء عمل القلب وبذلك عرف ان الايمان يشمل الدين كله وحينئذ لا فرق بين بينه وبين الاسلام وهذا حينما ينفرد احدهما عن الاخر. اما اذا اقترن احدهما بالاخر فان الاسلام يفسر بالاستسلام الظاهر الذي هو قول اللسان وعمل الجوارح ويصدر من المؤمن كامل الايمان وضعيف الايمان قال الله تعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم ومن المنافق ومن المنافق لكن يسمى مسلما ظاهرا ولكنه كافر باطنا ويفسر الايمان بالاستسلام الباطن الذي هو اقرار القلب وعمله ولا يصدر الا من المؤمن حقا. كما قال تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. واذا تليت عليهم اياته ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا وبهذا المعنى يكون الايمان اعلى فكل مؤمن مسلم ولا عكس. بالنسبة للاسلام والايمان خلاصة القول ان الاسلام والايماني اذا انفرد فكل واحد من هذه الالفاظ كل واحد من هذه الالفاظ يتضمن معنى اللفظ الاخر فلفظ الاسلام يتضمن معنى الايمان عند الانفراد ولفظ الايمان يتظمن معنى الاسلام عند الانفراد اما اذا ذكرا معا فاذا ذكرا معا فالاسلام ينصرف الى المعاني الظاهرة قال ما الاسلام؟ قال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان والايمان ينصرف الى الاعمال القلبية عند ذكرهما معا عند ذكرهما معا قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا اذا معنى هذا الكلام انهم اظهروا اعمال الاسلام وهل وصلوا الى مرتبة الايمان التي هي اعلى من الاسلام؟ الجواب لا. ولهذا قال ولما يدخل الايمان في قلوبكم ليسوا منافقين على الصحيح من اقوال اهل العلم خلافا لما ذهب اليه البخاري وغيره اذا الاسلام والايمان عند الافتراق كل لفظ يتضمن معنى اللفظ الاخر وعند الاجتماع الاسلام ينفرد بالاعمال الظاهرة والايمان ينفرد بالاعمال الباطنة القلبية وهنا انبه ان مراتب الدين ثلاث الاسلام ثم اعلى منه الايمان ثم اعلى منه الاحسان. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فصل في زيادة الايمان ونقصانه قال رحمه الله تعالى من اصول اهل السنة والجماعة ان الايمان يزيد وينقص وقد دل على ذلك الكتاب والسنة فمن ادلة الكتاب قوله تعالى ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم. ومن ادلة السنة قوله صلى الله عليه وسلم في ما رأيت من ناقصات عقل ودين اذهب للب الرجل الحازم من احداكن ففي الايات اثبات زيادة الايمان وفي الحديث اثبات نقص الدين وكل نص يدل على زيادة الايمان فانه يتضمن الدلالة على نقصه وبالعكس لان الزيادة والنقص متلازمان لا يعقل لا يعقل لا يعقل احدهما دون الاخر نعم لانه اذا ثبت ان الشيء يزيد فمعناه انه قابل للنقصان. واذا كان شيء قابل للنقصان فمعناه انه قابل للزيادة فكل نص دل على زيادة الايمان فهو بمفهوم المخالفة يدل على نقصان الايمان ولهذا لما قال جل وعلا زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. علمنا ان هناك اناس تليت عليهم ايات الله ولم يزدادوا ايمانا اذا فرق بين من زاد ايمانه ومن لم يجد فمن زاد ايمانه اولئك هم المؤمنون حقا ومن لم يجد ايمانه فيبقى في درجة الاسلام نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وقد ثبت لفظ الزيادة والنقص منه عن الصحابة ولم يعرف منهم مخالف فيه وجمهور السلف على ذلك قال ابن عبدالبر وعلى ان الايمان يزيد وينقص جماعة اهل الاثار والفقهاء اهل الفتيا في الامصار وذكر عن مالك ابن وذكر عن مالك الروايتين في اطلاق النقص احداهما التوقف والثانية موافقة الجماعة وقالت في هذا الاصل طائفتان والسبب توقف الامام مالك رحمه الله هو انه لم يقف على نص يدل على النقص فلما وقف على نص يدل على النقص قال به موافقا لجماعة السلف والنص واضح ما رأيت من ناقصات عقل ودين قالت المرأة وما نقصان دينها يا رسول الله؟ قال اليست احداكن اذا حاضت تركت الصلاة والصوم فذاك نقصان دينهم. اذا دل على ان الدين والايمان يزيد باعمال الايمان واعمال الاسلام وينقص بترك اعمال الاسلام والايمان. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وخالف في هذا الاصل طائفة الاولى المرجئة الخالصة الذين يقولون ان الايمان اقراب القلب وزعم وان اقرار القلب لا يتفاوت فالفاسق والعدل عندهم سواء في الايمان الثانية الوعيدية من المعتزلة والخوارج الذين اخرجوا اهل الكبائر من الايمان وقالوا ان الايمان اما ان يوجد كل اما ان يوجد كله واما ان يعدم كله ومنعوا من القول اه قول الشيخ رحمه الله واسكنه الجنة ان المرجية الخالصة يقولون الامام اقرار القلب الحقيقة ان هذا القول يعني فيه تجوس والا فان المرجئة الخالص لا يقولون ان الايمان هو اقرار القلب. يقولون الايمان معرفة الايمان المعرفي والمعرفة دون الاقراء لان الاقرار مرتبة عالية فوق المعرفة قد يعرف الانسان ولا يقر قد يعرف الانسان ولا يقر. اما المرجئة الخالصة الغالية جهم واتباعه زعموا ان الايمان هو المعرفة. ونص على هذا شيخ الاسلام رحمه الله في عدة مواضع من كتب منها الايمان الاوسط والايمان الكبير وكذلك في كتابه في آآ في رده على آآ آآ المرجية في نفس الحموية الاصل اذا المرجئة الخالصة يقولون الايمان المعرفة ومن المرجية من يقول الايمان الاقرار وهذا قول مرجاة الفقهاء وهذا قول مرجئة الفقهاء يقولون الايمان اقرار القلب ومن المرجية من يقول الايمان التصديق وهذا قول الاشاعرة وهذا قول الاشاعرة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى واما ان يعدم كله ومنعوا من تفاضله وكل من هاتين الطائفتين محجوج بالسمع والعقل اما السمع فقد تقدم في النصوص ما دل على اثبات زيادة الايمان ونقصه واما العقل فنقول للمرجئة قولكم ان الايمان هو اقرار القلب واقرار القلب لا يتفاوت ممنوع في المقدمتين جميعا اما المقدمة الاولى فتخصيصكم الايمان باقرار القلب مخالف لما دل عليه الكتاب والسنة من دخول القول والعمل في الايمان واما المقدمة الثانية فقولكم ان ان اقرار القلب لا يتفاوت مخالف للحس فانه فان من المعلوم لكل احد ان اقبال القلب انما يتبع العلم ولا رغم ان العلم يتفاوت بتفاوت بتفاوت طرقه فان خبر الواحد لا يفيد ما يفيده خبر الاثنين وهكذا وما ادركه الانسان بالخبر لا يساوي في العلم ما ادركه بالمشاهدة فاليقين درجات فاليقين درجات متفاوتة وتفاوت الناس في اليقين امر معلوم. بل الانسان الواحد يجد من نفسه ان انه يكون في اوقات وحالات اقوى منه يقينا في اوقات وحالات اخرى ونقول كيف يصح لعاقل ان يحكم بتساوي رجلين في الايمان احدهما مثابر على طاعة الله تعالى فرضها ونفلها متباعد عن محارم الله واذا بدرت منه المعصية بادر الى الاقلاع عنها والتوبة منها والثاني مضيع لما اوجب الله عليه ومنهم فيما حرم الله عليه غير انه لم يأت ما يكفره كيف يتساوى هذا وهذا واما الوعيدية فنقول لهم قولكم ان فاعل الكبيرة خارج من الايمان مخالف لما دل عليه الكتاب والسنة فاذا تبين ذلك كما مر معنا هم الخوارج والمعتزلة وهم يزعمون ان الايمان اذا ترك اي عمل من واجباتها او ترك اي او ارتكب اي امر من الامور المخالفة لها فان الانسان يكفر ولهذا كفروا اصحاب الذنوب والمعاصي ووصل بهم الامر طبعا هم فيما بينهم مختلفون منهم من زعم لاي ذنب يكفر بها به الانسان ومنهم من قال يكفر بالكبائر ومنهم من قال يكفر بالاصرار ومنهم من قال يكفر بالمخالفة وهكذا لكن تفاوتهم في اختلافهم فيما بينهم دليل على تناقضهم. اما للسنة فيقولون ان الانسان لا يكفر بالاصرار على الكبيرة ولا بالكبيرة ولا بالكبائر فظلا عن الصغائر وانما يقولون يكفر الانسان بامرين. الامر الاول الاتيان بالكفر والشرك فالكفر والشرك مناقض لاصل الايمان والامر الثاني هو انكار الامر الواجب او انكار الامر المعلوم تحريمه اذا باب الانكار عند اهل السنة منحصر في بابين لكن لو زنا لا يكفر لو جاء انسان وقال الربا حلال يكفر لكن لو انه آآ راب وجعل يواعد الناس ويرتب لهم دفاتر ويعدهم روى الى اخره حتى صار يقنن لهم قوانين في التأخير ان ان اخر كذا فتكون الزيادة عليه كذا وكذا وان تأخر كذا فتكون الزيادة كذا وكذا هذا لا يكفر عند اهل السنة والجماعة لان هذا من اصحاب المعاصي. ومن هنا نفهم معنى قوله جل وعلا ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون هذا اذا كان انكارا وجحده ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الظالمون اذا كان مع الاقرار لكن كان حكمه بغير ما انزل الله عدوان وبغيا ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الفاسقون هذا اذا كان حكمه بغير ما انزل الله لاجل الرشوة ونحو ذلك من امور طاعة الدنيا هذا على قول من آآ يستدل بهذه العمومات فينبغي ان تكون هكذا. مع مع انا نقول ان هذه الايات نزلت في اهل الكتاب في خبرهم انهم لا يحكمون بالمنزل ويحكمون بغير المنزل ويزعمون انها منزلة فينبغي ان ننتبه لقول الوعيدية فانهم من اخطر الاقوال لانهم بقولهم هذا كفروا الجمهور جماهير المسلمين. من يستطيع ان يقول نعم الناس لا يرتكبون الكبائر. فهذا قد تجده عاقل وهذا قد تجده مغتاب وهذا قد تجده نمام وهذا وهذا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فاذا تبين ذلك فكيف نحكم بتساوي الرجلين في الايمان احدهما مقتصد فاعل للواجبات تارك المحرمات والثاني ظالم لنفسه يفعل ما حرم الله عليه ويترك ما واوجب الله عليه من غير ان يفعل ما يكفر به ونقول ثانيا هب اننا اخرجنا فاعلا كبيرة من الايمان فكيف يمكن ان نحكم على رجلين بتساويهما في الايمان؟ واحدهما مقتصد والاخر سابق للخيرات باذن الله قال رحمه الله تعالى فصل ولزيادة الايمان اسباب منها معرفة اسماء الله وصفاته فان العبد كلما ازداد معرفة بها وبمقتضى وبم مقتضياتها واثارها ازداد ايمانا بربه وحبا لهما تعظيما النظر في في ايات الله الكونية والشرعية فان العبد كلما نظر فيها وتأمل ما اشتملت عليه من القدرة الباهرة والحكمة البالغة ايمانا ويقينا بلا ريب فعل الطاعة تقربا الى الله تعالى فان الايمان يزداد به بحسب حسن العمل وجنسه وكثرته فكلما كان العمل احسنت كانت زيادة الايمان به اعظم وحسن العمل يكون بحسب الاخلاص والمتابعة واما جنس العمل فان الواجب افضل من فان الواجب افضل من المسنون. وبعض الطاعات اوكد وافضل من البعض الاخر. وكلما كانت الطاعات افضل وكانت زيادة كانت زيادة الايمان بها اعظم واما كثرة العمل فان الايمان يزداد بها لان العمل من الايمان فلا جرم ان يزيد في زيادته ترك المعصية خوفا من الله عز وجل وكلما قوي الداعي الى فهم المعصية كانت زيادة الايمان بتركها اعظم لان تركها مع قوات الداعي اليها دليل على قوة ايمان العبد وتقديمه ما يحبه الله ورسوله على ما تهواه نفسه واما نقص الايمان فله اسباب منها الجهل بالله تعالى واسمائه وصفاته هناك كتاب للشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله بعنوان شجرة الايمان فيه اشياء كثيرة من الامور التي فيها زيادة الايمان فينبغي على الانسان ان يقرأ هذا الكتاب وان يحرص على الامور التي بها يزيد ايمانه وان آآ يوجدها في نفسه حتى يبلغ مرتبة المتقين وهنا انبه ان الايمان لا يمكن ان يقر في القلب دفعة واحدة وانما يجتهد الانسان ولا يزال يجاهد حتى يصل الى مبتغاه. كما قال جل وعلا والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. وان الله لمع المحسنين نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى واما نقص الايمان فله اسباب منها الجهل بالله تعالى واسمائه وصفاته الغفلة والاعراض عن النظر في ايات الله واحكامه الكونية والشرعية فان ذلك يوجب مرض القلب او موته باستيلاء الشهوات والشبهات عليه فعل المعصية فينقص فينقص الايمان بحسب جنسها وقدرها والتهون بها وقوة الداعي اليها او ضعفه فاما جنسها وقدرها فان نقص الايمان بالكبائر اعظم من نقصه بالصغائر ونقصا ايماني بقتل النفس المحرمة اعظم من نقصه باخذ مال محترم ونقصه بمعصيتين اكثر اكثر من نقصه بمعصية واحدة وهكذا واما التهاون بها فان المعصية اذا صدرت من قلب متهاون بمن بمن عصاه ضعيف الخوف منه كان نقص الايمان بها اعظم من نقصه ازا صدرت من قلب معظم لله لله تعالى شديد الخوف منه لكن فرطت منه المعصية واما قوة الداعي اليها فان المعصية اذا صدرت ممن ضعفت منه دواعيها كان نقص الايمان بها اعظم من نقصه اذا صدرت ممن قويت منه دواعيها ولذلك كان استكمال الفقير يوازن الشيخ اعظم اثما من من استكبار الغني وزنا الشاب كما في الحديث ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم. وذكر منهم الاشيمق الزاني والعائلة المستكبر لقلة داعي تلك المعصية فيهما طوق الطاعة فان الايمان ينقص به والنقص به على حسب تأكد الطاعة فكلما كانت الطاعة اوكد كان نقص الايمان بتركها اعظم وربما فقد وربما فقد الايمان كله كترك الصلاة ثمان نقص الايمان بترك الطاعة على نوعين نوع يعاقب عليه. وهو ترك الواجب بلا عذر ونوع لا يعاقب عليه. وترك الواجب لعذر شرعي او حسي وترك المستحب فالاول كترك المرأة الصلاة الصلاة ايام الحيض والثاني كترك صلاة الضحى والله اعلم ثم ان هذا التارك ان كان الترك ترك الواجب بلا عذر فانه يأثم وينقص ايمانه. وان ترك الواجب لعذر شرعي كالمرأة اذا اتتها الدورة فلا اثم عليها لكن ينقص الايمان هذا امر طبع ومن هنا ندرك لماذا بعض كبار السن يحرصون على القيام وعلى السجود والركوع مع ان ذلك يتعبهم هو لا لا اشكال في صحة صلاته لكنهم يحسون بلذة في السجود وصلوا اليها فلا يريدون النزول عنها ما عذرهم ولهذا ايها الاخوة من احس بلذة الطاعة لم يقبل النقص لم يقبل النقص ولو كان عنده عذر ومن هنا ندرك لماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم مع كونه مسافرا يقيم الليل ولا يتركه ويصوم ولا يترك صومه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فصل في الاستثناء في الايمان الاستثناء في الايمان ان يقول انا مؤمن ان شاء الله. وقد اختلف الناس فيه على ثلاثة اقوال. القول الاول تحريم الاستثناء وهو قول المرجئة والجهمية ونحوهم ومأخذ هذا القول ان ان الايمان شيء واحد يعلمه الانسان من نفسه وهو التصديق الذي في القلب فاذا استثنى فيه كان دليلا على شكه ولذلك كانوا يسمون الذين يستثنون في الايمان شكاكا القول الثاني وجوب الاستثناء وهو القول له وهذا القول له ماخذان ان الايمان هو ما مات الانسان عليه فالانسان انما يكون مؤمنا وكافرا بحسب الوفاة وهذا شيء مستقبل غير معلوم فلا يجوز الجزم فلا يجوز الجزم به وهذا ماخذ كثير من المتأخرين من المتأخرين من الطلابية وغيرهم لكن هذا المأخذ لم يعلم لم يعلم ان احدا من السلف علل به وانما كانوا يعللون بالمؤاخذ الثاني وهو كثير من المتأخرين من وهو قول الاشاعرة ولذلك كثير من الاشاعرة يقولون يجب الاستثناء في الايمان لاجل الموافاة فنحن لا نعلم على اي شيء آآ نوفي الله عز وجل ونتوفى عليه. فلابد اذا من الاستثناء. وهذا من تناقضاتهم مرجئة ثم يجيبون الاستثناء طبعا ليس تناقضا لانه يقولون لايمان التصديق ثم يقولون يجب الاستثناء باعتباره هل يموت الانسان على التصديق او لا نعم قالوا وانما كانوا يعللون بالمعقدي الثاني وهو ان الايمان السلف كانوا يعللون بالمأخذ الثاني وهو وهو ان الايمان المطلق يتضمن فعل جميع المأمورات وترك جميع المحظورات وهذا لا يجزم به الانسان من نفسه ولو جزمنا كان قد زكى نفسه لقد زكى نفسه وشهد لها بانه من المتقين الابرار وكان ينبغي على هذا ان يشهد لنفسه بانه من اهل الجنة وهذه لوازم ممتنعة القول الثالث التفصيل فان كان الاستثناء صادرا عن شك في وجود اصل الايمان فهذا محرم بل كفر لان الايمان جزم والشك ينافيه وان كان صادرا عن خوف تزكية النفس والشهادة لها بتحقيق الايمان قولا وعملا واعتقادا فهذا واجب واجب خوفا من هذا المحظور وان كان المقصود من الاستثناء التبرك بذكر المشيئة او بيان التعليل وانما قام بقلبه من الايمان بمشيئة الله فهذا جائز والتعليق بالمشيئة على هذا الوجه اعني بيان التعليم لا ينافي تحقق المعلق فانه قد ورد التعليق على هذا الوجه في الامور المحققة كقوله تعالى لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون وبهذا عرف انه لا يصح اطلاق الحكم على الاستثناء بل لابد من التفصيل السابق والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم شرير قبض في الثامن من ذي القعدة سنة ثمانين وثلاثمائة بعد الالف من الهجرة والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات المؤلفة رحم الله الشيخ واجزى له المثوبة وجزاه عن آآ الاسلام والمسلمين خير ما جاز عالما عن الامة وهذه يدلنا على ان هذه المؤلفات الشيخ القديمة. ولهذا نجد انه عرف الايمان بالتصديق باللغة والا فالشيخ ونفسه في اه مؤلفاته الاخيرة كان يقرر ان الايمان في اللغة هو الاقرار كما نبه عليه شيخ الاسلام رحمه الله تعالى وهذه الرسالة الفها الشيخ قبل ان اولد بتسع سنوات سبحان الله يعني الشيخ الفه سنة الف ثلاث مئة وثمانين وانا ولدت سنة الف وثلاث مئة وتسعة وثمانين هجرية فيكون على هذا قد مضى من هذا التأليف قرابة تسع وخمسين عاما. نكتفي بهذا القدر وان شاء الله الملتقى الثلاثاء القادم في رسالة تدبيرية وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وشكر الله لاخينا الشيخ محمد احمد سلوق لاخينا ابي يوسف حمود الغريافي اعداد هذا اللقاء وشكر الله لكم حسن الاستماع سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك