باب في الامر بالمحافظة على السنة وادابها. قال الله تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه. وما نهاكم فانتهوا. وقال تعالى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. وقال الا قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. وقال تعالى لقد انا لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر. وقال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما وقال تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول. قال العلماء معناه الى الكتاب والسنة وقال تعالى من يطع الرسول فقد اطاع الله. وقال تعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم وقال تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم وقال تعالى واذكرن ما يتلى في بيوتكن من ايات الله والحكمة. والايات في الباب كثيرة واما الاحاديث فالاول عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال دعوني ما تركتكم انما اهلك ومن كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على انبيائهم. فاذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه. واذا اامرتكم بامر فاتوا منه ما استطعتم. متفق عليه. وعن نبي نتي حنا لعرباض بن سارية رضي الله عنه قال وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون قلنا يا رسول الله كأنها موعدة مودع فاوصناه. قال اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة. وان امر عليكم عبد حبشي وانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ. واياكم ومحدثات الامور. فان كل بدعة ضلالة رواه ابو داوود داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل امتي يدخلون الجنة الا من اباه. قيل ومن يأبى يا رسول الله؟ قال من اطعني دخل الجنة. ومن عصى فقد ابى رواه البخاري بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بالهدى اما بعد فهذه الايات الكريمات والاحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم كلها تدل على وجوب العناية بالسنة ووجوب تعظيمها واتباعها واللجوء اليها مع الكتاب العظيم والحذر من مخالفتهما هذا هو الواجب على جميع الامة من رجال ونساء من جن وانس من اعراب وعجم الواجب على الجميع العناية بالقرآن والسنة والرجوع اليهما في كل شيء فانهما الاصلان اللذان بهما الهدى والسداد ومنهما العاقبة الحميدة فلا يجوز لاحد ان يخرج عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا في قول ولا في عمل بل يجب اتباع الكتاب والسنة في كل ما يأتي العبد ويذر في العبادات وغيرها كما قال الله جل وعلا وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهى عنه انتم فانتهوا قال جل وعلا قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم قال جل وعلا والنجم اذا هوى ما ضل صاحبه وما ينطق عن الهوى. ان هو الا وحي يوحى قال جل وعلا فليحذر الذين يخالفون امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم قال تعالى قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول. قال تعالى من يطع الرسول فقد اطاع الله بايات كثيرات كلها تدل على وجوب طاعة الله ورسوله ووجوب تحكيم الكتاب والسنة ووجوب الحذر مما يخالفهما لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة ويقول صلى الله عليه وسلم كل امة يدخلون الجنة الا من ابى قيل الرسول من يا ابى؟ قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى ويقول صلى الله عليه وسلم ذروني اتركتكم فانما اهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم عن انبيائهم نهيتكم عنه فاجتنبوه او ما امرتكم به فاتوا من صلاتكم هذا الواجب ما نهى الله ورسوله يجب اجتنابه وما امر الله به ورسوله يجب ان يؤدى حسب الطاقة. فاتقوا الله ما استطعتم هذا هو الواجب على الجميع ان يتقوا الله وان يعدوا ما اوجب الله حسب ما شرعه الله جل وعلا ويقول صلى الله عليه وسلم كل امتي يدخل الجنة الا من ابى قيل من ابى قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى وبعض الصحابة ذات يوم موعظة بليغة فقالوا يا رسول الله كأنها مدة يعني كأن هذه الموعظة لان المودع يجتهد في الموعظة والوصية فاوصنا قال اوصيكم بتقوى الله وهي توحيده وطاعته وتقوى الله هي توحيده وطاعته. والاستقامة على دينه والسمع والطاعة يعني لولاة الامور يعني في المعروف وان تأمر عليكم عبد حبشي فالواجب السمع والطاعة لولي الامر ولي امراءه بالمعروف انما الطاعة بالمعروف واياكم وحد ولاة الامور قالوا عليكم سنته وسنة تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل ضلالة فامرهم صلى الله عليه وسلم بالتقوى ان يلزموا التقوى ويستقيموا على التقوى والسمع والطاعة لولاة الامور في المعروف وان يلزموا سنة الخلفاء الراشدين بعده يتمسك بسنته وسنة الخلفاء الراشدون الصديق وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم من سلك سبيلهم كعمر بن عبد العين وغيرهم من ائمة الهدى واخبر ان من يعش من الناس من الصحابة سوف يرى خلافا كثيرا وقد وقع وقع في اول الزمان مقتل عثمان ثم في مقتل يزيد بن معاوية وغير ذلك مما جرى من المحن فارشده عند الاختلاف ان يلزموا السنة ان اختلاف الناس عند وجود الفتن اوصى بالسنة هكذا وعليكم بسنتي وسنة فراش الخلف وسنة وهكذا اوصى الله جل وعلا قال فان تنازلتم من شيء فردوه الى الله والرسول وقال جل وعلا وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله قال سبحانه فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما بينهم ثم لا يجد فيهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما سبحانه تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها انهارا خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعصي الله ورسوله ويتعدى حدوده يدخله نارا خالدة فيها وله عذاب مشين وعلى اهل العلم ان يبينوا على اهل العلم ان يبينوا للناس ويوضحوا للناس وان يرشدوهم حتى يعلموا حكم الله فيما يقع من الاختلافات والشرور حتى يلزم الحق ويستقيم عليه ويحذر طاعة الهوى والشيطان. وفق الله الجميع