بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين أمين نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب الكرم والجود عن ابي كبشة عمر بن سعد الانماري رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاثة اقسم عليهن واحدثكم حديثا فاحفظوه. ما نقص مال عبد من صدقة. ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها الا زاده الله عزا. ولا ما فتح عبد باب مسألة الا فتح عليه باب فقر او كلمة نحوها. واحدثكم حديثا فاحفظوه. قال انما الدنيا لاربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما. فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه. ويعلم لله فيه حقا. فهذا بافضل المنازل عبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا. فهو صادق النية يقول لو ان لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فاجرهما سواء وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه فهذا باخبث المنازل. وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما. فهو يقول لو ان لي مالا لعملت فيه بعمل فلان. فهو بنيته فوزرهما سواء. رواه الترمذي وقال حديث صحيح. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن ابي كبشة رضي الله عنه. انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ثلاثة اقسم عليهن ثلاثة اي ثلاث خصال اقسم عليهن احدثكم بحديث فاحفظوه. وانما قال ذلك عليه الصلاة والسلام لاجل ان يعتنوا بما سيلقى عليهم من العلم الاول ما نقصت صدقة من مال. وتقدم الكلام على هذه الخصلة في الحديث السابق. وان المال وان نقص حسا فانه يزيد معنى بل يزيده الله عز وجل حسا ومعنى بان يفتح الله عز وجل عليه من ابواب الرزق ما لا يخطر له على بال وان ينزل البركة في هذا المال الذي انفق منه. والثاني ما ظلم عبد مظلمة فصبر عليها الا زاده الله عز وجل عزا فالانسان اذا ظلم اما باخذ مال او باعتداء على بدنه او عرظه او نحو ذلك فصبر على هذه فان الله تعالى يزيده عزا ورفعة. والثالث ما فتح عبد باب مسألة الا فتح الله عز وجل عليه باب فقر. ما فتح عبد باب مسألة اي انه يسأل من غير حاجة. الا فتح الله تعالى عليه باب فقر معاملة له بنقيض قصده. لانه لما سأل ما لا يحل له شرعا عاقبه الله عز وجل بان يسلب ما معه من هذا المال. وبان يستمر في حاجته طول عمره الا ان يتوب من ذلك ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم فقال انما الدنيا لاربع وساحدثكم. فقسم الناس في هذه الدنيا الى اربعة القسم الاول من رزقه الله تعالى علما ورزقه مالا فهو يتقي الله عز وجل في هذا المال وينفقه في مرضاة الله من الانفاق على نفسه وولده وصلة ارحامه. ويؤدي الحق الذي اوجبه الله تعالى انا في هذا المال فهذا افضل المنازل. والقسم الثاني من رزقه الله تعالى علما ولم يرزقه مالا فهو صادق في نيته. يقول لو ان لي مال فلان لعملت به عمل فلان الذي يبذله في الخير فهو اي انه يثاب على هذه النية. والقسم الثالث من رزقه الله تعالى مالا ولم يرزقه علما فهو يتخبط في هذا المال وينفقه فيما يسخط الله عز وجل. فهذا شر المنازل. والقسم الرابع من لم ارزقه الله تعالى علما ولا مالا. ولكنه يقول لو ان لي مال فلان لعملت به عمل فلان الذي يبذله فيما يسخط الله فهو بنيته فهما في الوزر سواء فهذا الحديث فيه فوائد منها بيان حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم. وذلك من هذا التقسيم وهذا الصبر فيه ايضا دليل على فضيلة الانفاق والبذر في سبيل الله. ومنها ايضا اهمية النية. وان كان قد يبلغ بنيته مبلغا عظيما. بل ان الانسان اذا نوى الخير وسعى في اسبابه ثم حيل بينه وبينه فانه يكتب له اجر الفاعل تماما. فالانسان بالنسبة للنية لا يخلو من حالين. الحال الاولى ان ينوي النية مجردة من غير سعي في اسبابها فهذا يثاب على هذه النية. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي يقول لو انني قال فلان دعمت به عمل فلان. قال فهو بنيته فهما في الاجر سواء. والحال الثاني من احوال النية ان انوي الخير ويسعى في تحصيل اسبابه. ولكن يحال بينه وبينه. لعذر شرعي لا يتمكن من تحصيله فهذا يثاب ثواب الفاعل تماما. قال الله عز وجل ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله. وقال النبي صلى الله الله عليه وسلم ان بالمدينة رجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا الا كانوا معكم حبسهم العذر. فعلى المرء ان يحرص على النية فيما يفعل وفيما يترك. وحتى في الامور المحرمة ينبغي ان يصحح نيته. لان الانسان اذا نوى الشر من غير ان يفعل اسبابه فانه يعاقب على هذه النية. وان نوى الشر وفعل اسبابه فانه يعاقب عقاب الفاعل تماما. فمثلا نوى عن يفعل معصية ولكنه لم يسعى في اسبابها فيعاقب على هذه النية يعني العقاب يكون على كما قال عليه الصلاة والسلام في الرجل الذي يقول لو انني مال فلان لعملت به عمل فلان قال فهو بنيته فهما في الوزر اما اذا نوى الشر والمخالفة والمعصية وسعى في تحصيل اسبابها ولكن انه عجز عن ذلك فانه يعاقب عقاب الفاعل تماما كأنه فعل. قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا التقى الايمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار. قالوا يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال عليه الصلاة والسلام انه كان حريصا على قتل صاحبه. فهو نوى وسعى في قتل صاحبه فعوقب عقاب الفاعلين تماما وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد